السودان: أزمة إنسانية غير مسبوقة تودي بحياة الآلاف
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
تقرير جديد يكشف أن الحرب في السودان تسببت في مقتل 60 ألف شخص وتشريد 14 مليونًا، مع انهيار صحي يهدد حياة الملايين..
التغيير: وكالات
قالت لجنة الإنقاذ الدولية – هيئة إغاثية مقرها نيويورك – إن الحرب المستمرة منذ 20 شهرا بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان أشعلت “أكبر أزمة إنسانية تم تسجيلها على الإطلاق في تاريخ العالم.
وأوضح تقرير صادر عن اللجنة، أن السودانيين أصبحوا يمثلون 10 في المائة من جميع الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية في العالم البالغ عددهم نحو 305 مليون شخص.
وصنف التقرير الذي صدر الأربعاء الماضي، نقلا عن اسكاي نيوز عربية، السودان في صدارة قائمة مراقبة الأزمات الإنسانية العالمية لعام 2025 التي أصدرتها المنظمة للعام الثاني على التوالي، يليه قطاع غزة والضفة الغربية وميانمار وسوريا وجنوب السودان.
ومنذ اندلاعها في أبريل 2023، قتلت الحرب في السودان أكثر من 60 ألف شخص في العاصمة الخرطوم وحدها وعشرات الآلاف في المناطق الأخرى التي شملتها الحرب التي تمددت في أكثر من 70 في المئة من مساحة البلاد.
وشردت الحرب أكثر من 14 مليون شخص منهم 11.3 مليون نزحوا داخليا، وما يزيد عن 3 ملايين عبروا الحدود إلى بلدان أخرى، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.
وبسبب الحرب يهدد الجوع نحو 26 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان البالغ تعدادهم 48 مليون نسمة.
قتال مستمرتتزايد المخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية أكثر، مع استمرار القتال وتعثر جهود وقف إطلاق النار، وهيمنة الأزمات في أماكن أخرى على اهتمام العالم.
وقالت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية محلية إن ما لا يقل عن 435 مدنيين قُتلوا يومي الاثنين والثلاثاء بالبراميل المتفجرة والهجمات الجوية والقصف المتبادل من الأطراف المتحاربة.
وقالت لجنة مقاومة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب البلاد إن أكثر من ثمانية براميل متفجرة ضربت سوقا مكتظا في بلدة كبكابية بشمال دارفور يوم الاثنين.
وأكدت منظمة محامو الطوارئ، وهي منظمة حقوقية، إن المناطق المدنية المكتظة بالسكان في معظم أنحاء البلاد تتعرض لاستهداف مستمر، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد الضحايا المدنيين العزل.
وكثف الجيش يومي الاثنين والثلاثاء غاراته الجوية في المناطق التي تسيطر عليه قوات الدعم السريع، بينما شنت قوات الدعم السريع ضربات مدفعية مكثفة في عدد من المناطق.
انهيار صحيحذرت اللجنة الدولية للإنقاذ من “انهيار صحي” كامل. وإضافة إلى الموت بنيران الحرب، تتزايد اعداد السودانيين الذين يفقدون حياتهم بسبب انتشار الأمراض المعدية والوبائيات والنقص الحاد في الأدوية والمستشفيات، في ظل خروج أكثر من 70 في المئة من مؤسسات القطاع الصحي عن الخدمة منذ بدء القتال.
وبحسب كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فإن الانهيار الصحي وانتشار الأمراض كان سببا في وفاة معظم من فقدوا حياتهم في العاصمة الخرطوم منذ اندلاع القتال وحتى يونيو 2024 والمقدر عددهم بنحو 61 ألف شخص.
أرقام صادمةقال تقرير لجنة الإنقاذ الدولية إن إجمالي 30.4 مليون شخص في السودان في حاجة لمساعدات إنسانية.
أدى القتال المستمر إلى شح كبير في السلع الغذائية وارتفاع في الأسعار فاق 300 في المئة لبعض السلع وتراجع يقدر بنحو 46 في المئة في الإنتاج الزراعي بحسب منظمة الزراعة والأغذية العالمية.
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 26 مليون سوداني يواجهون انعدام الأمن الغذائي.
يتحمل الأطفال العبء الأثقل للأزمة الإنسانية المدمرة التي يعيشها السودان حيث يعاني 3.7 ملايين طفل من سوء التغذية فيما تركت الحرب 17 مليونا خارج مقاعد الدراسة.
شردت الحرب أكثر من ثلث السكان وجردت نصف الأسر من مصادر دخلها تماما، وأعجزت 70 في المئة منها عن إلحاق أطفالها بالمدارس.
بسبب الأوضاع الأمنية السائدة في معظم أنحاء البلاد، انخفض معدل الوصول إلى الخدمات الصحية الكاملة بشكل كبير من 78 في المائة إلى 15.5 في المائة، بحسب الأمم المتحدة.
الوسومالأزمة الإنسانية السودان حرب الجيش والدعم السريع لجنة الإنقاذ الدوليةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأزمة الإنسانية السودان حرب الجيش والدعم السريع لجنة الإنقاذ الدولية فی السودان ملیون شخص فی المئة أکثر من
إقرأ أيضاً:
صحافة عالمية: معاناة إنسانية متصاعدة في غزة وسوريا ولبنان
رصدت صحف عالمية في متابعاتها الأخيرة تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، مسلطة الضوء على تصاعد المعاناة الإنسانية في عدة مناطق، وخاصة في غزة وسوريا ولبنان.
وفي السياق الفلسطيني، دافعت صحيفة "غارديان" البريطانية عن الأرقام التي نشرتها مجلة "لانسيت" الطبية، التي أشارت إلى أن أعداد ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة تفوق الأرقام المعلنة بنسبة 40%.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأرقام خضعت لتحليل دقيق من قبل أكاديميين في مؤسسات علمية بريطانية وأميركية مرموقة.
ولفتت إلى تراجع قدرة الجهات الصحية في غزة على توثيق أعداد الضحايا مقارنة ببداية الحرب، نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة على المنشآت الصحية.
حرب مفتوحة
وفي تحليل آخر للوضع، رأت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية أن المشهد يتجه نحو حرب مفتوحة في غزة، خاصة مع استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحرب طويلة الأمد، في حين يتوعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بـ"فتح أبواب الجحيم" إذا لم يُطلق سراح الأسرى الإسرائيليين قبل تسلمه الحكم.
وأشارت الصحيفة إلى أن العالم بات يتعايش مع الوضع المأساوي في غزة، بينما يستغل الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحرب لتعزيز قوته وإضعاف القضاء والشرطة والمجتمع المدني.
إعلانوفي تطور لافت، لفتت صحيفة "لو تومب" السويسرية إلى تصاعد القلق داخل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي ستواجه حظرا قانونيا في إسرائيل مع نهاية الشهر الجاري.
العقوبات على سوريا
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وكالات الأمم المتحدة الأخرى واللجنة الدولية للصليب الأحمر تأكيدهم عدم قدرتهم على تولي مهام الأونروا، مشيرة إلى أن الوكالة هي الجهة الوحيدة القادرة على العمل كشبه دولة مستقلة في الأراضي الفلسطينية.
وفي الشأن السوري، حذرت صحيفة "واشنطن بوست" من تأثير العقوبات الأميركية والأوروبية على المنظومة الصحية التي يعتمد عليها ملايين السوريين.
وأوردت الصحيفة صورا لمعاناة المرضى بسبب تعطل المستشفيات ونقص التجهيزات الطبية، مشيرة إلى أن انهيار المنظومة الصحية يعود أيضا إلى استهدافها من قبل جيش النظام وسلاح الجو الروسي خلال السنوات الماضية.
وفي السياق نفسه، رأت مجلة "إيكونوميست" أن الغرب حول موضوع العقوبات على سوريا إلى معضلة معقدة، مستبعدة أي تطور إيجابي قريب.
ونقلت المجلة عن دبلوماسي غربي توقعه أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تفضل ترك ملف العقوبات للإدارة المقبلة، التي قد لا تكون سوريا من أولوياتها.
وفي الشأن اللبناني، تناولت مجلة "فورين بوليسي" التحديات التي تنتظر الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون، مشيرة إلى أنه مطالب بالبحث عن دعم دولي لإعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وأضافت أن المهمة الأكبر تتمثل في إنقاذ النظام المصرفي ومحاربة الفساد وإصلاح البنية التحتية للطاقة، في ظل استمرار أزمة انقطاع الكهرباء.