نائب محافظ مطروح: الدولة تستهدف تحويل المنطقة إلى واجهة للاستثمار العالمي
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
قالت الدكتورة دينا عثمان، نائب محافظ مطروح، إن هناك اهتماماً كبيراً من الدولة بمحافظة مطروح، وهو ما انعكس على حجم الاستثمارات والتنمية التى تمت خلال الفترة من عام 2021 وحتى عام 2023، بإنفاق 13.3 مليار جنيه على كافة القطاعات فى مدن المحافظة.
ولفتت فى تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن اهتمام القيادة السياسية شمل جميع مناطق مطروح بداية من العلمين الجديدة وتنمية الدلتا الجديدة وإنشاء ملايين من الأفدنة وزراعتها بهدف التنمية الشاملة، الأمر الذى يضع مطروح على خريطة الاستثمار العالمى، وهو ما تجلّى فى العلمين الجديدة بإنشاء الأبراج السياحية والمنطقة التراثية، وتطوير الطريق الدولى الساحلى من الإسكندرية وحتى مطروح مروراً بالحمام ورأس الحكمة والعلمين وتطوير مطار العلمين الدولى.
وأضافت «دينا»: «من المنتظر خلال الفترة المقبلة إنشاء مدينة رأس الحكمة الجديدة، التى تأخذ الطابع الإيطالى ومياه البحر هناك تتميز عن غيرها من المناطق والمدن الساحلية بوجود مياه كريستالية، وطبيعة خلابة ستضعها فى مقدمة المدن السياحية على مستوى العالم، بالإضافة إلى اهتمام الدولة بقطاع المياه بعد أن كانت مطروح محرومة من المياه النظيفة لسنوات».
وتابعت: «الدولة وجّهت بإنشاء محطات تحلية فى البحر وحفر آبار فى القرى والنجوع لتوفير مصادر للمياه، كما جرى افتتاح مستشفى مركزى فى كل مدينة من المدن من الحمام شرقاً وحتى السلوم غرباً وسيوة جنوباً وإنشاء وحدات صحية تخدم المناطق الصحراوية»، مشيرة إلى أن هناك تحديات كبيرة واجهتها الدولة وهى وجود تجمعات سكانية مترامية الأطراف ويواجهون صعوبة فى إنشاء مدارس التعليم الأساسى، لذلك تم التوجيه بإنشاء مدارس التعليم المجتمعى بالتعاون مع المؤسسات المختلفة، مثل مصر الخير والبنك الأهلى والاهتمام بالتعليم الفنى مثل مدرسة الضبعة النووية ومدرسة الزراعة المطرية وجارٍ دخول مدرسة تكنولوجيا اتصالات إلى الخدمة.
وأوضحت نائب المحافظ أنه سيجرى إنشاء مدرسة خاصة بالاستزراع السمكى ومزيد من المدارس اليابانية والتجريبية، بالإضافة إلى الاهتمام بالمناطق السياحية، خاصه نموذج واحة سيوة وهو خاص بالمحميات الطبيعية والمناطق الاستشفائية وهى ميزة لمحافظة مطروح لوضعها على خريطة السياحة العالمية البيئية لما تتمتع به الواحة من المياه العذبة، وبحيرات المياه المالحة.
وأشارت إلى إطلاق مبادرة لإنشاء مشروعات خضراء صديقة البيئة وتشجيعها والاستفادة من خامات البيئة واستخدامات الطاقة النظيفة، بإنشاء محطة لتوليد الطاقة الشمسية فى واحة سيوة، حيث تواجه مطروح أزمة تتعلق بوجود مساحات شاسعة مع تناثر التجمعات بها، وتسعى الدولة إلى توفير الطاقة وتقليل التكلفة فى ظل توفير الخدمات.
من جانبها، أشادت النائبة فتحية السنوسى، عضو مجلس النواب عن واحة سيوة، بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى مطروح، واهتمامه بتطوير العديد من المناطق، خاصة سيدى عبدالرحمن والسلوم وسيوة، مضيفة: «الرئيس وعد باستكمال باقى المشروعات لتنميه سيوة وزيارتها قريباً خلال 6 أشهر، كما وعد بمد خط مياه للشرب بجوار ترعة الحمام تصل إلى مدينة مرسى مطروح خلال الفترة المقبلة وزيادة محطات التحلية، الأمر الذى يمثل اهتماماً غير مسبوق بالمحافظة بعد أن كانت مهمشة خلال السنوات الماضية».
وقال النائب رزق علوانى، عضو مجلس الشيوخ بمطروح، إن زيارة الرئيس ولقاءه مع عمد ومشايخ مطروح وعواقلها كشف عن مدى حب وتقدير أبناء مطروح له، وهو ما ظهر جلياً خلال استقبال الآلاف له أمام منفذ السلوم، والذين أثنوا على جهود الدولة فى تنفيذ التنمية والاستثمار فى جميع مدن المحافظة والمنطقة الغربية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صوب محمد نجيب اكتفاء ذاتي تصدير
إقرأ أيضاً:
هذا هو العدو الأكبر المتربص بسوريا الجديدة الآن
كانت "إسرائيل" في مقدمة الأطراف المستفيدة ظرفيًا من سقوط نظام الأسد، مستغلة الفراغ الحاصل في دمشق لفرض أمر واقع باحتلال مناطق إضافية، وقصف أسلحة ومقدرات إستراتيجية؛ لخدمة عدة أهداف تجعلها العدو الأكبر المتربص بأي نظام في دمشق، ليس فقط من الناحية النظرية – الإستراتيجية، ولكن كذلك من زاوية عملية حاليًا.
استغلال الفرصةمنذ اتفاقية "فض الاشتباك" في 1974، بقيت جبهة الجولان هادئة بشكل شبه دائم بين النظام السوري ودولة الاحتلال. ومع انطلاق الثورة السورية في 2011، وضع النظام الأحداث في إطار "مؤامرة كونية" عليه، واتهم المعارضين/ الثوار بالتبعية للولايات المتحدة و"إسرائيل"، بينما رأت المعارضة أن بقاء النظام مصلحة جوهرية للاحتلال، وأن ذلك ما حافظ له على كرسيه طوال سنوات الثورة.
مع بدء عملية "ردع العدوان"، قال وزير خارجية الاحتلال جدعون ساعر: إن "إسرائيل" تنظر بسلبية لكل من النظام والمعارضة، وإن حليفها الطبيعي الوحيد في سوريا هم الأقليات، في إشارة للدروز في الجنوب، والأكراد في الشمال.
قبل ذلك، وخلال المواجهات البرية مع حزب الله في شمال لبنان، أزالت قوات الاحتلال السلك الشائك في الجولان، وتوغلت في الأراضي السورية، ومع فرار الأسد، أعلن نتنياهو "انهيار اتفاق فض الاشتباك"، لتتوغل قوات الاحتلال في المنطقة العازلة التي أنشئت كمنطقة منزوعة السلاح بين الجزء المحتل من هضبة الجولان، وباقي الأراضي السورية.
إعلانوخلال أيام قليلة نفذت المقاتلات "الإسرائيلية" مئات الغارات الجوية، معلنة عن تدمير غالبية الأسلحة والمرافق الإستراتيجية السورية من طائرات ودبابات وسفن ومصانع ومعامل دفاعية في "أكبر عملية جوية في تاريخ إسرائيل".
بينما ذكر مصدر أمني وصول قوات الاحتلال إلى 25 كيلومترًا من العاصمة دمشق. وفي الـ 17 من الشهر الجاري، زار نتنياهو رفقة كل من وزير الدفاع كاتس، ورئيس الأركان هاليفي، ورئيس جهاز الشاباك بار، وقائد المنطقة الشمالية غوردين، مواقع جيش الاحتلال في قمة جبل الشيخ، حيث أكد كاتس على ضرورة "ترسيخ الوجود" في المنطقة؛ بهدف البقاء لفترة طويلة، مؤكدًا على أهمية السيطرة على المرتفعات.
بنتيجة التوغل والقصف المستمر، حقق الاحتلال عدة أهداف في آن معًا، حيث فرض أمرًا واقعًا جديدًا، بحيث يزيد من قدراته التجسسية والعسكرية المباشرة وغير المباشرة في سوريا (ولبنان بالتبعية)، ويقوّي أوراقه التفاوضية مع أي قيادة مستقبلية لسوريا، فضلًا عن تدميره مقدرات تسليحية مهمة ساهمت في إضعاف سوريا الدولة لمدة غير محددة مستقبلًا، وإخراجها من كونها تهديدًا له ولو نظريًا ونسبيًا، إضافة إلى ضغطه باتجاه سعي العهد الجديد في سوريا لشراء السلاح من أطراف غربية، آملًا في تأثير ذلك على توجهات الدولة مستقبلًا.
منطق الدولةعلى مدى سنوات الثورة السورية، ولا سيما بعد تدخل إيران والمليشيات المرتبطة بها، وفي مقدمتها حزب الله إلى جانب النظام، انتشرت مقولة لدى المعارضة السورية بأن إيران هي العدو الأول مرحليًا للسوريين؛ بفعل المواجهة العسكرية، والتأثير الأيديولوجي، والتغيير الديمغرافي، بينما تبقى "إسرائيل" عدوًا إستراتيجيًا لكن "مؤجلًا".
ورغم أن سقوط النظام أدى لخروج إيران من سوريا بشكل شبه كامل، ومع انكفاء حزب الله في لبنان، وتصريحات محايدة بخصوص الوضع الجديد في سوريا، ورغم حالة شبه الإجماع الإقليمي والدولي على "تقليم أظفار إيران" في المنطقة، فإن بعض التصريحات ما زالت تصر على استمرار الخطر الإيراني وأولويته بالنسبة لدمشق ونظامها المستقبلي.
إعلانلا تكتفي هذه النظرة بتجاهل الخطوات الخطيرة التي قام بها الاحتلال مؤخرًا والتي سبق الإشارة لها، ولكنها في الأساس تخلط بين منطق الثورة ومنطق الدولة. إذ من المتفهم أن تُعلن إيران عدوًا يُواجه في سنوات الثورة حين قاتلت المعارضة مع النظام، أما وقد سقط الأخير، وبدأ يتشكل نظام جديد، فينبغي للسياسة الخارجية أن تُبنى على مصالح البلاد الإستراتيجية وليس بالضرورة وبشكل كامل على استقطابات الثورة، ولا حتى بناء على من وقف مع الثورة/ المعارضة وضدها.
المخاطرلا شك أن التحول الكبير الذي حصل في دمشق بسقوط النظام وسيطرة المعارضة – وعلى رأسها هيئة تحرير الشام – شكل معضلة وهاجسًا في الآن معًا لعدد من الأطراف الخارجية، ولكننا لا نبالغ حين نقول إن "إسرائيل" هي العدو الأكبر والأكثر تربصًا بسوريا الجديدة.
يتمثل ذلك أولًا بجوهر مشروع الحركة الصهيونية منذ بداياتها الأولى كأداة لخدمة مصالح الدول الاستعمارية في المنطقة، وكتهديد لكافة دولها وشعوبها، كما في مبادئ السياسة الخارجية لـ "إسرائيل" بعد إعلان الدولة، والتي استلهم الكثير منها من تنظيرات ملهم نتنياهو زئيف جابوتنسكي صاحب نظرية "الجدار الحديدي"، والذي دعا لإقامة "كومنولث عبري" تكون "إسرائيل" فيه القوة الإقليمية العظمى والمسيطرة، وتقود دويلاتٍ عربية ضعيفة ومقسمة على أسس إثنية ودينية وطائفية ومذهبية.
كما حدد أرييل شارون أمام الكنيست في 1982 "المجال الحيوي لإسرائيل" على أنه "المنطقة التي تضم مصالحنا الإستراتيجية، وتضم مناطق العالم العربي المتاخمة لإسرائيل كافة، إضافة لإيران وتركيا وباكستان وشمال أفريقيا وحتى زيمبابوي وجنوب أفريقيا"، وهي الرؤية التي وُسِّعت لاحقًا.
وإذا كان ذلك قبل عقود شملت تطورات كبيرة على صعيد علاقة "إسرائيل" بالمنطقة، فإن خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2023 قسّم المنطقة إلى مناطق "نعمة" وأخرى "لعنة" تشمل سوريا بطبيعة الحال، فضلًا عن أنه يتحدث في الحرب الحالية عن سعيه لرسم خرائط المنطقة، وإعادة تشكيلها من جديد.
إعلانوإذا كان كل ما سبق نظريات وتصريحات، فإن الفعل أتى مصدّقًا له ومؤكدًا لصحته، بدءًا من استمرار احتلال الجولان، مرورًا بالتوغل الأخير إلى مشارف دمشق، وتدمير السلاح السوري، وصولًا للحديث عن ضرورة البقاء طويلًا في المنطقة العازلة؛ لتأمين التفوّق العسكري والأمني و"منع 7 أكتوبر/تشرين الأول جديدة"، وليس انتهاءً بالتصريحات التي تتحدث عن القيادة الجديدة، وتحديدًا أحمد الشرع، وهيئة تحرير الشام كإسلاميين متشددين، وكلاعب جديد غير معروف التوجهات والسياسات تجاه "إسرائيل" في المستقبل.
في المآلات، فإن الإجراءات "الإسرائيلية" الأخيرة إما أن تؤدي لاحتلال مستدام أو طويل الأمد بالحد الأدنى، أو تدفع نحو مسار الحديث السياسي والتفاوض من أجل الانسحاب (من موقف أقوى هذه المرة)، ومحاولة فرض تطبيع العلاقات ضمن حزمة التفاهمات المفترضة، أو تساهم في تقسيم سوريا من خلال دعم فكرة دويلات الأقليات، وبكل الأحوال إبقاء أي حكومة مستقبلية لسوريا تحت الضغط العسكري والأمني المباشر؛ بغية التأثير على سياساتها الإقليمية، وتحديدًا ما يتعلق بدولة الاحتلال نفسها.
يوضح ما سبق أن "إسرائيل" لن تترك سوريا وشأنها ولن تراهن على انشغالها بملفاتها الداخلية وأولوياتها الكثيرة، وأنها لن تقتنع بتصريحات الطمأنة بأن سوريا لا تقوى على مواجهات عسكرية، وأنها ستبقى تنظر لسوريا الدولة والشعب كتهديد إستراتيجي.
ويتطلب ذلك بالتالي الاهتمام بأولوية بناء عقيدة الدولة، الإستراتيجية والعسكرية والأمنية، التي هي أولى وآكد من أولويات الخدمات اليومية للمواطنين، على أهمية الأخيرة. فمن جهة، صحيح أن العهد الجديد ورث دولة متداعية وأن خبرته في إدارة الدول متواضعة، إلا أن مجرد وقف حالة الفساد السابقة والعمل بجد في المرحلة المقبلة سيكونان كفيلين بتحسن ملحوظ في الأوضاع الاقتصادية والحياتية في وقت قياسي.
إعلانومن جهة ثانية، فالدولة تبنى وفق رؤية إستراتيجية – عسكرية – أمنية، تبدأ بتعريف الذات والدور والمكانة، وتشمل العلاقات الخارجية ومنظومات التحالف والشراكة والتعاون والصداقة والخصومة والعداء، بما في ذلك مصادر التسليح والاتفاقات الأمنية والعسكرية، وليس على السياسات الاقتصادية التي تأتي تابعة لها.
ومن البديهي أن ذلك لا يعني المواجهة ولا افتعال الحروب بالضرورة، وإنما رسم سياسات العهد الجديد بما يبقي سوريا كما يريد شعبها، وفي إطار دورها ومكانتها، ووفق مصالحها الحيوية، وليس معادلات المرحلة السابقة بالضرورة، فضلًا عن أنه يبقيها قوية وقادرة على صد العدوان إن حصل، فكيف به وقد بدأ ويبدو أنه سيستمر ويتعمق.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية