على مدى أيام من تاريخ سوريا أنقلبت فيهم الأحوال رأس على عقب، عقب إطلاق المعارضة السورية عملية أسمتها "ردع العدوان" بقيادة هيئة تحرير الشام التي تتمركز في مدينة إدلب شمال غرب سوريا.
انطلقت العملية ضد القوات السورية في ريف حلب الغربي، حسبما أعلنت الهيئة، ثم بدأت العملية التي تُدار من قبل مجموعة "إدارة العمليات المشتركة" تتسع لتشمل مدن سورية أخرى، لتسقط تباعًا واحدة تلو الأخرى.


ومن هنا أعلن هروب الرئيس السوري بشار الأسد من دمشق، وركوبه طائرة لجهة غير معلومة، في الساعة العاشرة من مساء السبت 7 ديسمبر، ليخرج بعدها التلفزيون السوري في خبر عاجل ليبث سقوط نظام بشار الأسد.. ويشكل سقوط النظام السوري لحظة فاصلة في تاريخ البلاد، ومعه تأتي تغيرات جذرية على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ليبقى هناك مستقبل غامض المعالم.
سايكس بيكو على أرض الواقع
في هذا السياق أكد الدكتور إكرام بدر الدين، محلل سياسي، أن هناك عدد من السيناريوهات تنتظر سوريا، أغلبها سيء بالطبع، فنظام الأسد سقط بشكل سلمي ويبدو أن الأمر مخالفة لم تكن متوقعة، مشيرًا إلى صدور تعليمات للجيش السوري الذي انسحب، لكن المؤسسات ما زالت تمارس أعمالها الحكومية على أرض الواقع.
ولفت بدر الدين، في تصريحات خاصة للوفد أن الأحداث السورية تم رسمها بريشة تدخل أطراف اقليمية ودولية ويبدو ان هناك اطراف كانت تؤيد الأسد وتخلوا عنه فسقط النظام بتلك السهولة وتلك الأطراف الخارجية بالطبع هي إيران وروسيا وإسرائيل وواشنطن.
وتوقع بدر الدين، أن الأذرع الخارجية ستتجه للتحالف مع المعارضة الإسرائيلية، من أجل مخطط إعادة التقسيم "سايكس بيكو" ومن المتوقع أن تطول الأحداث قريبًا العراق ولبنان، متوجسًا من أن يتم تقسيم سوريا إلى عدة دويلات في الفترىة القادمة.
وانتقد المحلل السياسي، من عدم صدور رد فعل عربي مناسب، حيث أن التدعيات التي أكبر من قدرة المنطقة العربية على التعامل آملًا بان لا تتدهور الأمور أكثر من ذلك.
أما عن السيناريو الأفضل، فأشار بدر الدين، أن المكأمول هو أن تتم  مرحلة انتقالية وانتقال السلطة بشكل سلمي مع استمرار عمل المؤسسات بكفائتها دون التأثر بتدخلات إقليمية أو دولية.
الشرق الأوسط الجديد
من جهته أكد الدكتور جمال أسعد، المحلل السياسي، أن أحداث سوريا لا يجب ان نجعلها منفصلة عن الأحداث التي تمر بها المنطقة بالكامل، فهناك ارتباط بين الأحداث السورية وأحداث 7 أكتوبر، حيث أن تلك الأحداث أظهرت مقولة "الشرق الأوسط الجديد"، وما حدث في فلسطين وضم الضفة الغربية للإسرائيل، وما حدث في لبنان والعراق وفلسطين هي فصول مسبقة من أحداث سوريا، والتي ستتابع كما هو متوقع.
ولفت أسعد، في تصريحات خاصة للوفد، أن مخطط الشرق الأوسط الجديد يسير بخطى متسارعة، وأحداث سوريا خير دليل فهناك فرق بين معارضة تعبر عن رأيها السياسي في مواجهة النظام الحاكم، وبين الفصائل والمليشيات المدعومة من الخارج، فتلك المعارضة وتنتمي إلى تنظيمات عالمية ترعى الصهيونية الفجة التي ندرك أهدافها الاستعمارية.
وتابع المحلل السياسي، ، أنسوريا في ظروف قاسية، ولا يعينا نظام بشار، ولكن ما يعنينا هو سوريا الوطن، مشيرًا إلى أن ما تم هو محاولة لتبيض وجه الجولاني، وهناك خطة مستقبلية غامضة المعالم ترعاها الأنظمة الصهيونية بالطبع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هرب الأسد دمشق سوريا المعارضة السورية ردع العدوان

إقرأ أيضاً:

ما اتفاقية فض الاشتباك التي ألغتها إسرائيل بعد هروب بشار الأسد؟

مع هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد من دمشق، بدأ الجيش الإسرائيلي توغلا بريا اجتاز على إثره خط فض الاشتباك مع سوريا، وسيطر على عدد من النقاط، بعضها يقع على مرتفعات في جبل الشيخ.

ووفقا لتقرير معلوماتي أعدته سلام خضر، يمثل جبل الشيخ نقطة إستراتيجية من الناحية العسكرية كونه يفصل بين لبنان وسوريا، وهو أيضا ملاصق للجولان السوري المحتل.

وكانت هذه المناطق مشمولة باتفاقية فض الاشتباك بين دمشق وتل أبيب، التي رعتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة سنة 1974.

استغلال هروب بشار الأسد

ومع تواتر الأخبار عن هروب بشار الأسد من دمشق، سارعت إسرائيل لشن غارات جوية استهدفت مواقع عدة في العاصمة السورية، وذلك بعد وقت قصير من اجتيازها خط فض الاشتباك بحجة "استشعار الخطر على الحدود الشرقية".

وتمثل حدود إسرائيل الشرقية -أو ما يسمى الخط الأرجواني- الحد الفاصل بين سوريا وإسرائيل وفق اتفاق فض الاشتباك الذي أوقف العمليات العسكرية بين الجانبين في أعقاب حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

ونص الاتفاق أيضا على إعادة رسم خطوط التماس بين الجانبين في مرتفعات الجولان السوري المحتلة، وقد استعادت دمشق بموجبه بعض المناطق منها مدينة القنيطرة، التي كانت إسرائيل قد احتلتها بعد حرب يونيو/حزيران 1967.

إعلان

وبموجب الاتفاق، تم إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تقع بين خطي تموضع القوات السورية والإسرائيلية، تنتشر فيها قوة تابعة للأمم المتحدة لمراقبة الالتزام بفض الاشتباك.

وقد أبقت القوات الإسرائيلية هضبة الجولان تحت سيطرتها، كونها مصدر تهديد جيو-عسكري، حسب وصف رئيس وزراء إسرائيل السابق ليفي أشكول، ثم أعلنت ضمها رسميا عام 1981.

وكان قرار الضم محل اعتراض دولي حتى أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيادة إسرائيل على الجولان في 25 مارس/آزار 2019.

وفي صباح 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بدأت إسرائيل توغلا تدريجيا نحو المنطقة منزوعة السلاح، لتفرض سيطرتها على نقاط بعمق بضعة كيلومترات، إضافة لمرتفعات جبل الشيخ الحدودية بين لبنان وسوريا.

وأمس الاثنين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تعمل بطريقة منهجية على تفكيك ما يسميه محور الشر، وإن فصلا جديدا من تاريخ الشرق الأوسط بدأ بسقوط بشار الأسد.

وقال نتنياهو، في كلمة مصورة، إن الجميع "بات يدرك اليوم الأهمية البالغة لسيطرتنا على هضبة الجولان التي ستبقى إلى الأبد جزءا لا يتجزأ من إسرائيل".

مقالات مشابهة

  • تعقيبًا على الأحداث السورية.. خبير سياسي: سايكس بيكو تتحقق بالوطن العربي
  • حكومة الإنقاذ السورية تشكر الدول التي استأنفت عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق
  • خبراء يكشفون عن ثلاثة عوامل لها دور في الوقاية من الخرف
  • سوريا الجديدة.. مستقبل غامض وتغيير مستمر
  • أمر بحل الجيش ورفض خطاب التنحي.. ساعات الأسد الأخيرة في دمشق
  • ما اتفاقية فض الاشتباك التي ألغتها إسرائيل بعد هروب الأسد؟
  • نشرة التوك شو| مستجدات مناقشة قانون الإيجارات القديمة.. ومستقبل سوريا بعد سقوط الأسد
  • ما اتفاقية فض الاشتباك التي ألغتها إسرائيل بعد هروب بشار الأسد؟
  • بلينكن: الولايات المتحدة تدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا