لبنان ٢٤:
2025-01-13@01:37:15 GMT

سقوط الأسد إضعاف لإيران وحلفائها

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

ما حدث في سوريا ليس "بصرة منام". وقد يكون سقوط نظام البعث بعد 55 سنة من الحكم من بين أكثر الأحداث تأثيرًا على وضع المنطقة ومستقبل دولها وشعوبها. ولا شك في أن نصيب لبنان من هذه التأثيرات هو الأكبر من بين سائر الدول. فما كان قائمًا بين لبنان ونظام الأسدين لم تشهده أي دولتين متجاورتين ومتداخلة حدودهما إلى درجة حالت دون ترسيم هذه الحدود البرية والبحرية.

ويكفي أن تكون المسافة التي تفصل بيروت عن دمشق هي الأقرب بين عاصمتين ليس في العالم العربي فحسب، بل في العالم كله، وذلك للتدليل على ما كان بينهما من علاقات على امتداد عشرات السنين، وإن كان أغلبها متوترًا. قد تكون مبررةً هذه الاحتفالات والمهرجانات التي عمّت بعض المناطق اللبنانية كتعبير عفوي عمّا يرمز إليه سقوط هذا النظام بهذه السرعة، الذي لا يزال لغزًا لم يُكشف بعد. فما عاناه قسم كبير من اللبنانيين خلال الوصاية السورية دفعهم إلى مثل هكذا انفعالات. ولكن سرعان ما تذهب مفاعيل "السكرة وتأتي الفكرة". وهذا القول مستند إلى تجارب سابقة في عدد من دول المنطقة التي لفحتها رياح التغيير. وما بين الفوضى والاستقرار خيط رفيع. وقد يكون من المبكر جدًّا الحكم على أحداث سوريا سلبًا أو إيجابًا. وربما تكون لغة العقل والمنطق في هكذا ظروف أجدى من لغة الغرائز المبررة في لحظتها. فالتعاطي مع الزلزال السوري يفرض على الجميع أن يكونوا في مستوى هذا التغيير، الذي لم يكن مفاجئًا لكثيرين، وبالأخص لعدد كبير من اللبنانيين ولغير اللبنانيين، ومن بينهم الإيرانيون، حيث قال مرشد الثورة الامام على خامنئي إنه حذّر الأسد منذ أيلول في شأن التهديدات "لكنه أهمل تحذيرنا". وهذا القول أعاد إلى الذاكرة مشهدية لبنانية مماثلة حصلت قبل سنوات. وهذا النوع من التعاطي يفرض نفسه على جميع المعنيين بما حدث في سوريا. فما هو آتٍ قد يكون أصعب مما فات، لأن هذا الزلزال ستكون له ارتدادات غير محسوبة النتائج، لذلك فإنه من الأفضل التعامل معه بعقل بارد بعيدًا عن العواطف المبررة ليوم واحد وليس لأكثر من ذلك. فما ينتظر لبنان واللبنانيين من نتائج هذه الأحداث المتسارعة قد يفاجئ كثيرين ممن هللوا لسقوط نظام الأسد، مع تكرار التأكيد أن هذا "التهليل" مبرر في لحظة تاريخية قد تكون من بين أهم اللحظات في حياة اللبنانيين، سواء أكانوا مؤيدين للنظام السوري أو معادين له. فمفاعيل هذا "الحدث – الزلزال" لن تقتصر بالطبع على اللحظة الآنية، بل يجب أن تؤخذ من زوايا عديدة، وقد يكون أهمها على الاطلاق ما تقوم به إسرائيل في الداخل السوري، وذلك استكمالًا لما ارتكبته من مجازر في قطاع غزة ولبنان. فهذا السقوط وبهذا الشكل الدراماتيكي لا يمكن فصله لبنانيًا عن حرب الستين يومًا بين "حزب الله" وإسرائيل، والتي انتهت صوريًا باتفاق لوقف النار بعد مفاوضات تولاها الرئيس نبيه بري باسم "حزب الله" باعتباره "الأخ الأكبر"، وباسم لبنان الرسمي في الوقت ذاته. ولا شك في أن لمفاعيل هذين الحدثين المتزامنين من حيث نقطة الالتقاء مع نتيجة واحدة، وهي إضعاف قدرة إيران على التحكم عن بعد بمسرى الأحداث التي تُجرى على أراضٍ عربية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قد یکون من بین

إقرأ أيضاً:

ميقاتي يجري أول زيارة إلى سوريا منذ سقوط الأسد..وهذا ما بحثه مع الشرع

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أجرى رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، السبت، أول زيارة إلى سوريا منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، وعقد ميقاتي مباحثات مع قائد الإدارة السورية الحالية، أحمد الشرع تناولت أمن الحدود وترسيمها واللاجئين والأرصدة السورية في لبنان، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.

وقال أحمد الشرع  في مؤتمر صحفي مع ميقاتي من قصر الشعب: "نعطي فرصة لأنفسنا لبناء علاقة إيجابية في المراحل المقبلة مبنية على سيادة لبنان وسوريا. وسنقف في سوريا على مسافة واحدة من الجميع في لبنان وسنحاول حل المشاكل. وتحدثنا عن المسائل العالقة ومسائل التهريب والودائع السورية في البنوك اللبنانية"، طبقا لما أوردت الوكالة اللبنانية.

وأردف أحمد الشرع ردا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي: "طرحنا أيضا موضوع ترسيم الحدود بين البلدين".

ومن جانبه، قال ميقاتي: "عقدنا اجتماعا مع قائد الإدارة السورية الحالية وبحثنا العلاقات بين البلدين، وعبرنا عن تمنياتنا لسوريا بالسلام والاستقرار بعد سنوات من الحروب. وأكدنا أن ما يجمع بلدينا من حسن جوار وعلاقات ندية بين الشعبين تحكم العلاقة بين البلدين. ومن واجبنا تفعيل العلاقات على قاعدة السيادة الوطنية لكلا البلدين والعمل على منع كل ما يسيء لهذه العلاقة".

وأضاف رئيس الوزراء اللبناني: "بات ملحا لمصلحة البلدين معالجة هذا الملف سريعا وعودة النازحين إلي سوريا، لأن هذا الملف يضغط بشكل كبير على لبنان برمته ولمست تفهما لهذا الملف، وتطرقنا إلى الوضع بين البلدين على الحدود لمنع أي أعمال تسيء إلى أمنهما، وهذه الزياة هي فاتحة خير وما لمسته من الشرع عن علاقة البلدين يجعلني مرتاحا"، طبقا لما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام.

وجاءت زيارة ميقاتي إلى سوريا ليوم واحد، تلبية لدعوة من أحمد الشرع.

وأقام أحمد الشرع مأدبة غذاء تكريما لميقاتي والوفد المرافق له، الذي ضم وزير الخارجية اللبناني، عبدالله بوحبيب، والمدير العام للأمن العام بالإنابة، اللواء إلياس البيسري، ومدير المخابرات في الجيش اللبناني، العميد طوني قهوجي، ونائب المدير العام للأمن العام، العميد حسن شقير، بحسب الوكالة اللبنانية.

مقالات مشابهة

  • مقاربة إدارة بايدن في سورية بعد سقوط نظام الأسد
  • معاريف: سقوط الأسد وخسائر حزب الله يثيران غضب الإيرانيين من الأموال الضائعة
  • بمشاركة العراق.. الرياض تحتضن أوسع اجتماع بشأن سوريا بعد سقوط الأسد‎
  • ميقاتي يجري أول زيارة إلى سوريا منذ سقوط الأسد..وهذا ما بحثه مع الشرع
  • سقوط نظام الأسد يحيي آمال النازحين السوريين بالعودة إلى ديارهم
  • بعد سقوط نظام بشار.. الموز يرسم الابتسامة على وجه السوريين
  • أحد إنجازات الثورة.. سوريون يحتفلون بعودة الموز إلى موائدهم
  • هل يصبّ سقوط الأسد في مصلحة الصين؟
  • اجتماع أميركي أوروبي في روما لتقييم الوضع بسوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • لماذا لم يعد معظم النازحين واللاجئين السوريين رغم سقوط الأسد؟