لبنان ٢٤:
2025-02-12@15:13:00 GMT
على معبر المصنع.. قصص وحكايا سورية ولبنانية أحياها سقوط الأسد
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
كتب موقع "بي بي سي": في اليوم الأول لسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شهدت مناطق لبنانية، خاصة في البقاع، فرحة عارمة، حيث انطلقت احتفالات شبان سوريين ولبنانيين حاملين أعلام الثورة السورية وأعلام فلسطين، متجولين على الطريق المؤدي إلى معبر المصنع الحدودي.
على الطريق، علت الهتافات والمشاهد الاحتفالية التي جسدت لحظة تاريخية فارقة بين الجارين، لكن هذه الفرحة امتزجت سريعًا بتساؤلات حول مستقبل العلاقة بين البلدين، خصوصًا ما يتعلق بملف اللاجئين السوريين.
في لبنان، كان النقاش حول عبء النزوح السوري دائمًا حاضرًا في السياسة والمجتمع. ومع سقوط الأسد، برزت دعوات عاجلة لعودة اللاجئين إلى بلادهم، مدعومة بشبه إجماع سياسي وشعبي يطالب بمعالجة آثار اللجوء على الاقتصاد اللبناني والخدمات العامة.
في الأيام التي تلت الانهيار السياسي في دمشق، لم يكن المشهد عند معبر المصنع بسيطًا. بينما تدفق العائدون إلى سوريا، استمر آخرون في البقاء أو التردد بسبب انعدام الثقة في استقرار الوضع الأمني والسياسي هناك، مما يعكس صورة معقدة تتجاوز الاحتفالات إلى تحديات كبرى تنتظر الحلول.
"كيف الوضع في الداخل؟"، سألت أحد السائقين السوريين، فأجابني " تمام تمام الوضع كثير ممتاز".
مر سائق آخر تكاد الابتسامة لا تفارق وجهه، فسألته عن تقديراته للحركة على الحدود: "هل هي أكثر كثافة باتجاه سوريا أو بالعكس؟"، ليقول لي بالدارجة "حالياً النزلة للشام أكثر".
عاودت سؤاله "وهل يذهبون للبقاء في سوريا؟"، فقال لي "نعم".
التوق للعودة والفرح بزوال النظام، كانا واضحين على وجوه كثير من السوريين المتجهين إلى معبر "المصنع" قادمين من مناطق لبنانية مختلفة. لكنني لمست تردداً لدى البعض منهم، قبل اتخاذ قرار العودة.
أحدهم قال إنه يريد بداية أن يدخل ليرى بنفسه ويتجول في حيه، ويستشعر الوضع المعيشي، ليتخذ القرار فيما بعد. لكنه أشار إلى أنه يخشى ألا يتمكن من العودة إلى لبنان، حتى لو كان ذلك لتسوية أموره، قبل أن يعود نهائياً إلى سوريا.
بعد ساعات قليلة، بدأ يتضح أنه في مقابل حركة العودة إلى سوريا، هناك عدد من السوريين يحاولون الدخول عبر نقطة المصنع إلى لبنان، منهم من جاؤوا من مناطق ذات أغلبية شيعية.
"هناك فوضى" قال أحدهم، وأضاف "هناك أولاد يبلغون من العمر 14 سنة يحملون السلاح. هناك إطلاق نار في الهواء. هناك سرقات. الجيش خلَّف سلاحا كثيراً، والناس استولت عليه".
في اليوم التالي، دخل سوري من قرية نبل في حلب مع زوجته وأطفاله الثلاثة.
قال إنه ترك نبل حين دخلتها قوى المعارضة، وذهب إلى منطقة السيدة زينب في دمشق، ثم غادرها إلى لبنان بعد سقوط النظام.
وأضاف: "نحن تلقينا تطمينات، وأنا لم أسمع أو أشاهد أن أحداً قد تعرض لانتقام في حلب". لكنه أعرب عن خوفه من أعمال انتقامية فردية.
ومضى قائلاً: "أنا لم أقتل أحداً. لكن كيف لي أن أقنع كل الناس بذلك؟"
مشاهد تحرير السجناء في سوريا، أيقظت الأمل في قلوب لبنانيين جاؤوا إلى معبر المصنع، وبعضهم عبر إلى سوريا أملاً في لقاء أقارب لهم، مفقودين ومخفيين قسراً منذ عقود.
فارس المغبط، عسكري متقاعد، كان يقف وحيداً قرب نقطة الأمن العام اللبناني، له أخ يُدعى وفيق لم يره منذ 32 عاماً. يجاهد فارس لحبس دموعه وهو يتحدث عن وفيق.
"أخذه الجيش السوري – المخابرات – من هنا في المصنع ولا نعرف عنه شيئاً".
كان هذا في التاسع عشر من تشرين الأول من عام 1992.
يضيف: "سألنا أناساً كانوا مسجونين معه. أحيانا نسمع أنه كان في المزة، أحيانا في صيدنايا أو تدمر. الخبر الأخير كان أنه في صيدنايا".
وفي نقطة المصنع، يستمر الناس في العبور من سوريا وإليها، يسكنهم خليط من العواطف المتناقضة وكثير من التحسب.
فالتاريخ يتحرك أمامنا بسرعة مهولة لم يتوقعها أحد، وباتجاهات لا يمكن التنبؤ بها. (بي بي سي)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: معبر المصنع إلى سوریا
إقرأ أيضاً:
الأمين العام لـتيار المستقبل: بعد سقوط عصابة الأسد أخذنا جزءاً كبيراً من حق رفيق الحريري
لبى الأمين العام لـ"تيار المستقبل" أحمد الحريري، خلال زيارته عاصمة الشمال، دعوة قطاع التجار ورجال الأعمال في منسقية طرابلس.وتطرق الحريري في كلمته الى كتاب الوزير السابق باسم السبع "لبنان في ظلال جهنم" التي سيوقعه يوم السبت المقبل في 15 شباط الجاري، ومقابلته مع قناة "السعودية" التي يشرح فيها تفاصيل ما عاناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري من عصابة الأسد التي تمكن الأحرار من تخليص وسوريا ولبنان من شرها.
وقال: "كان هدف الرئيس الشهيد أن يبنى دولة في لبنان، لكن عصابة الأسد منعت ذلك خوفاً على حكمها في سوريا، لكن اليوم، بعد سقوط هذه العصابة، أخذنا جزءاً كبيراً من حق رفيق الحريري نأمل أن يكتمل بانكشاف دور هذه العصابة في اغتياله أيضاً".
وإذ اعتبر أن "أغلى أمانات الرئيس الشهيد التي تركها لنا، هي الرئيس سعد الحريري، وهي أمانة نحميها ونصونها برموش العين"، قال:"ننتظره في 14 شباط، لنستمع إلى كلمة من يحترم كلمته ويحترم إرادة الناس، وما ستتضمنه من موقف من المتغيرات الحاصلة في لبنان والمنطقة".
وإذ شدد على "التمسك بالدستور، ودعم مسيرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي التزم بخطاب قسم يشبهنا ويمثلنا"، قال :"نشد على يده، وندعو له بالتوفيق"، وتمنى أن "تكون انطلاقة العهد واعدة، مع تشكيل الحكومة الجديدة"، مشيراً إلى أن "ما حصل في مرحلة التشكيل يجب أن يكون وراء الجميع، وأن يكون الحكم من الان وصاعداً على عمل الحكومة وبرنامجها".
وختم مخاطباً الحضور: "ما دام هناك أوفياء مثلكم، فهذه المسيرة ستبقى حية وعصية على الكسر، وستستمر شعبية وجماهيرية بقيادة الرئيس سعد الحريري الذي ننتظر وصوله إلى لبنان بالسلامة، لنكون معه على الضريح في 14 شباط، وما بعد 14 شباط في كل مكان". (الوكالة الوطنية)