فاسد أو جبان.. هذا ما قاله الأسد عن الهارب من الوطن
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
انتشر على منصات التواصل الاجتماعي فيديو يعود للرئيس السوري المخلوع بشار الأسد يتضمن تصريحات أدلى بها بعد نحو عام على اندلاع الحراك الاحتجاجي عام 2011 ويحاول فيها تعريف "الخائن" الذي يترك بلده في عز الأزمة وهو ما اعتبره كثيرون بأنه بمثابة نبوءة ذاتية تحققت لاحقا.
وتعود تلك التصريحات إلى أغسطس 2012 في مقابلة لبشار الأسد مع قناة تلفزيونية تابعة للنظام، رد فيها على سؤال من المُحاور عن ظاهرة المنشقين عن النظام الذين يهربون خارج البلد، وأصدر فيه حكما عاما على جميع الهاربين من سوريا.
ووصف الرئيس السوري آنذاك الشخص الهارب بأنه إما "فاسد ومرتشي"، أو "جبان هُدد من قبل إرهابين أو جهات أخرى"، أو "شخص لديه طموح ويعتقد أنه يجب أن يحصل على مكاسب أو مزايا او مراتب معينة فلم يحصل عليها فقرر الهروب". وقال بشكل قاطع: "الشخص الوطني والجيد لا يهرب ولا يفرُّ خارج الوطن".
هذا الفيديو الذي كان يهدف الأسد من خلاله لترسيخ صورته كقائد متمسك بوطنه، عاد اليوم ليطارد إرثه السياسي. وتداولت وسائل الإعلام المقطع بعد هروبه من سوريا إلى روسيا إثر تقدم المعارضة المسلحة نحو دمشق.
تزامنت تصريحات الأسد السابقة مع تصاعد الأحداث داخل سوريا، إذ تحولت الاحتجاجات الشعبية إلى نزاع مسلح شمل معظم أنحاء البلاد. وبدأ النزوح الجماعي للسوريين مع تزايد أعمال العنف.
ووفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في أيلول 2012، وصل عدد اللاجئين بحلول ذلك العام إلى 230,000 شخص. وأخذ الرقم في الارتفاع بشكل كبير خلال السنوات اللاحقة في نزاع أدى إلى انهيار البنية التحتية في البلاد، مع تعرض المدن الكبرى مثل حلب ودمشق وحمص لدمار هائل جراء القصف الجوي والاشتباكات العنيفة.
وبعد اثني عشر عاماً على تلك التصريحات، بلغ اليوم عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أكثر من 6.8 مليون شخص. بينما نزح حوالي 6.9 مليون آخرين داخل البلاد، وفقاً لتقرير صادر عن المفوضية في حزيران 2023.
هذه الأرقام جعلت الأزمة السورية أسوأ كارثة إنسانية شهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية حسب تقرير البنك الدولي الصادر في نيسان 2023. وأشار التقرير إلى أن أكثر من 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وأن البلاد تعاني من انعدام شبه كامل للأمن الغذائي، حيث يعتمد حوالي 12.1 مليون شخص على المساعدات الإنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
بين النقد والسخرية
عودة مقطع الفيديو القديم للأسد أثارت موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي. التعليقات المتداولة تعكس تبايناً بين النقد اللاذع والسخرية من التناقض بين كلماته في الماضي وواقعه الحالي.
أحد التعليقات التي لاقت انتشاراً واسعاً كان على الشكل التالي: "من تحدث عن الوطنية والاستقرار، أصبح اليوم يبحث عن مأوى آمن بعيداً عن وطنه." فيما قال آخر: "تصريحات الأسد عن الهاربين كانت دائماً سلاحاً إعلامياً، لكنها الآن أصبحت مرآة تعكس هروبه الشخصي." وعلق آخر: "سبحان الله ... وكأنّه كان يتحدّث عن نفسه"
منشورات أخرى سلطت الضوء على الآثار المدمرة لسياسات الأسد، حيث كتب أحد المستخدمين: "13 عاماً من الحرب أرهقت الشعب، والآن يهرب من تسبب في الكارثة تاركاً خلفه وطناً مدمراً". (الحرة)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مفتي سوريا: فتنة صحنايا يشعلها أعداء الوطن والأمة ولا رابح منها
طالب المفتي العام لسوريا الشيخ أسامة الرفاعي السوريين -اليوم الأربعاء- بالاتحاد أمام "الفتنة التي يشعلها أعداء الوطن والأمة"، في تعليقه على الأحداث الجارية في أشرفية صحنايا بريف العاصمة دمشق.
وقال الرفاعي -في كلمة بثتها الجزيرة- إنه "لن يكون هناك أي رابح من وراء الفتنة"، مضيفا "أيها السوريون إياكم والفتن فالكل خاسر فيها".
وشدد على أن هذه الفتنة يشعلها أعداء الوطن الذين لا يريدون له الخير "بل تخريبه وتدميره"، مطالبا السوريين بعدم الاستماع لأصوات الفتنة، ومن لا يريد الخير للبلاد.
وأكد مفتى سوريا ضرورة حفظ سوريا من الفتنة وتجنب الثأر والانتقام، إضافة إلى "إطفاء الفتنة حقنا للدماء والأرواح".
وناشد الرفاعي في ختام كلمته الجميع بـ"التعقل والعمل على تهدئة النفوس حتى يعم الأمن".
مفتي #سوريا: علينا أن نتحد أمام الفتنة التي يشعلها أعداء الوطن والأمة ويجب ألا نسمع لمن لا يريد الخير لبلدنا#الجزيرة_سوريا #الأخبار pic.twitter.com/67NvJukzSL
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 30, 2025
وكان مصدر في وزارة الداخلية السورية أكد للجزيرة في وقت سابق مقتل 16 عنصرا من الأمن العام السوري في هجوم على مقر أمني في أشرفية صحنايا بريف دمشق.
إعلانكما عززت قوات الأمن العام السورية انتشارها في أطراف مدينة جرمانا بريف دمشق بعد اشتباكات دامية أودت بحياة 8 أشخاص.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي إن رئيس الأركان إيال زامير "أصدر تعليماته بالاستعداد لضرب أهداف للنظام في سوريا إذا لم يتوقف العنف ضد الدروز".
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل الجزيرة اليوم الأربعاء بسماع دوي انفجارات في العاصمة السورية وريفها عقب قصف طائرة إسرائيلية 3 "أهداف أمنية" داخل صحنايا بريف دمشق.
مراسل #الجزيرة: دوي انفجارات في العاصمة السورية #دمشق وريفها، واشتباه بغارات إسرائيلية#الجزيرة_سوريا #الأخبار pic.twitter.com/d3LbBRvHEK
— قناة الجزيرة (@AJArabic) April 30, 2025
وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت -أمس الثلاثاء- عن سقوط قتلى وجرحى في اشتباكات متقطعة بين مجموعات مسلحة في حي جرمانا الذي يقطنه دروز جنوب العاصمة دمشق.
وأوضحت الوزارة أن هذه الاشتباكات جاءت على خلفية انتشار مقطع صوتي مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وما تلاه من تحريض وخطاب كراهية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي السياق ذاته، قالت وزارة الداخلية السورية للجزيرة اليوم الأربعاء إن الأمن العام "يتابع عددا من الخارجين عن القانون في منطقة أشرفية صحنايا بحذر شديد"، مؤكدة أنها تتخذ "تدابير أمنية مشددة" تجنبا لأي خطر قد يهدد المواطنين بسبب وجود مسلحين في المنطقة.
وأشارت الوزارة إلى أن انتشار قوات الأمن في أشرفية صحنايا هدفه "سحب السلاح غير القانوني وتعزيز الأمن وتجنب أعمال العنف".
كما ناشدت المواطنين في صحنايا "التزام المنازل والإبلاغ عن الخارجين عن القانون".
وبعد ساعات، أعلنت الداخلية السورية انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق، مؤكدة القبض على عدد من الخارجين عن القانون استهدفوا عناصر الأمن العام في المنطقة.
إعلان