حزب الله: 3 مهمات حصرية كأنه يؤكد عدم العودة إلى المواجهات
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": ثلاث مهمات محورية وضعها "حزب الله " في رأس جدول أعماله في مرحلة ما بعد وقف المواجهات مع الإسرائيليين، ونذر نفسه لها تماما، بل إنه يعدها تحديات عليه أن يترك الآن ما عداها ويوطن نفسه ويبذل جهوده لمواجهتها.
وفي الأولويات تأتي مهمة إقناع الحزب جمهوره وبيئته واستطرادا من يعنيهم الأمر في الداخل والخارج بأنه لم يغادر الميدان واستتباعا لم يستنزف كل قواه وما زال قويا كفاية ليبقى في صلب المعادلة الداخلية.
وعليه، يركز المتكلمون باسم الحزب على مسألة أساسية هي نفي صفة "الهزيمة" عنه من خلال القول إن مجرد صمود المقاومة هو انتصار محقق".
وفي هذا السياق يقول نائب الحزب عن صور حسن عزالدين في اتصال لـ "النهار" إن "نفس بقاء المقاومة نعتبره نصرا ومصدر اعتزاز لنا، ولاسيما إذا ما استرجعنا تهديدات قادة الاحتلال ووعيدهم الدائم طوال أكثر من عام بسحق المقاومة واجتثاثها ورفض التفاوض معها بأي طريقة، لكن هؤلاء أنفسهم ما لبثوا أن تراجعوا عن هذا الشعار ورفعوا بديلا منه شعار نزع سلاح المقاومة" وتقويض بنيتها العسكرية، لكنهم سرعان ما تخلوا عن هذا المطلب وقبلوا باتفاق وقف النار والعودة إلى القرار 1701 من دون تغيير. أما المهمة الثانية التي يتنكبها الحزب فتقوم على:إطلاق تبريرات وتفسيرات حول تملص إسرائيل من التزام مضامين الاتفاق المبرم على أساس الورقة الأميركية ومضيها قدما في أعمال القتل والاغتيال ونسف البيوت ومنع الأهالي من العودة إلى منازلهم في أكثر من 60 بلدة حدودية.
التأكيد أن تطبيق الاتفاق في قابل الأيام لا يعني أن ثمة أمرا واقعا جديدا سيفرض على الحزب والجنوب بجزأيه جنوب الليطاني وشماله، بحيث يفضي إلى إنهاء أي وجود عسكري للحزب فيالجزء الجنوبي حيث هناك ثلاث عيون راصدة هي لجنة الإشراف التي يرأسها ضابط أميركي، إلى الجيش اللبناني المعزز والقوة الدولية (اليونيفيل).
لذا فإن الحزب بات في موازاة التسليم بالواقع الجديد في منطقة جنوب النهر على أن يعتبر أن شمال الليطاني هو واقع آخر مختلف لا يخضع لما يخضع له الوضع جنوبه.
وفي هذا السياق يقول عزالدين: "إن اتفاق وقف النار وضع كمسار لوقف العدوان، ونحن نلتزمه أخلاقيا ووطنيا". وهذا يعني في رأي عزالدين "أن المقاومة تؤكد أيضا أنها ترفض فرض وقائع جديدة على الأرض، وتصبر، لكن لصبرها حدودا".
أما المهة الثالثة التي تكتسب صفة العجلة عند الحزب فهي إزالة آثار الحرب. وتحت هذا العنوان يؤكد عزالدين "أن الحزب بدأ يضع خطته لملاقاة هذه المرحلة فيما كانت المواجهات في ذروتها، يقينا منه أن العدو بوحشيته تلك يريد إنهاك بيئة المقاومة وجعلها ترتد على الحزب لذا بمجرد أن صمتت المدافع كانت اللجان والفرق العاملة في "مشروع التعافي من آثار العدوان" تباشر مهمة مسح الأضرار في كل المناطق التي طالها العدوان. وبحسب معطياتنا، فإن هذه الفرق الخبيرة قد أنجزت ما يزيد على 80 في المئة مما هي مكلفة القيام به ما خلا البلدات الحدودية التي منع العدو سكانها من العودة إليها، وسيتم في القريب العاجل الشروع في إجراءات التعويض وفق آلية دقيقة وعلمية".
ولا ينكر أن "ثمة تحديا آخر يواجه الحزب هو إزالة الركام والأنقاض خصوصا في الضاحية لجهة مكان رميها. ويجدد عزالدين التزام الحزب شعار إعادة إعمار ما هدمته العدوانية الإسرائيلية في وقت قياسي.
كأن الحزب يبين بذلك أن مسألة العودة إلى المواجهات قد انتفت وأنه بات أمام مهمات أخرى....
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العودة إلى
إقرأ أيضاً:
الوعود الصعبة للرئيس اللبناني.. هل يستطيع جوزيف عون نزع سلاح حزب الله؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتصاعد التصريحات السياسية في لبنان، خاصة بعد تأكيد رئيس الجمهورية الجديد جوزيف عون على أن السلاح يجب أن يكون في يد الجيش اللبناني فقط، هذه التصريحات فتحت باب التساؤلات حول مدى قدرة الدولة اللبنانية على تنفيذ هذا الوعد في ظل تعقيدات المشهد السياسي والأمني.
حزب الله، الذي تأسس في الثمانينات كحركة مقاومة للاحتلال الإسرائيلي، أصبح لاعبًا سياسيًا وعسكريًا قويًا في لبنان، ورغم انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني في عام 2000، إلا أن الحزب استمر في تعزيز ترسانته العسكرية بحجة مواجهة التهديدات الإسرائيلية المستمرة.
ومع الوقت، تحوّل سلاح حزب الله إلى قضية خلافية بين الأطراف اللبنانية، حيث يرى البعض أنه يُقوّض سيادة الدولة ويضعف مؤسساتها، بينما يعتبره الحزب وحلفاؤه "جزءًا من استراتيجية الدفاع الوطني".
البيئة السياسية والأمنيةتصريحات الرئيس "عون" تأتي في وقت تعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية خانقة. فإن انعدام الثقة بين القوى السياسية والطائفية يجعل من الصعب اتخاذ قرارات مصيرية دون توافق داخلي واسع. علاوة على ذلك، يُعتبر حزب الله قوة عسكرية تتجاوز قدرات الجيش اللبناني، ما يجعل أي محاولة لنزع سلاحه أمرًا محفوفًا بالمخاطر.
العوامل الدولية والإقليميةويرى مراقبون على صلة بالمشهد، أن حزب الله ليس مجرد فاعل محلي، بل يتمتع بدعم إقليمي قوي، خاصة من إيران، وأي محاولة لنزع سلاحه دون تفاهم إقليمي قد تؤدي إلى تصعيدات غير محسوبة العواقب في المقابل، هناك ضغوط دولية مستمرة، خاصة من الولايات المتحدة ودول الخليج، التي تعتبر الحزب تهديدًا للاستقرار الإقليمي.
ويحظى الجيش اللبناني بوصفه المؤسسة الوطنية الوحيدة بإجماع شعبي واسع، لكنه يواجه تحديات كبرى، بدءًا من قلة التمويل وصولًا إلى افتقاره إلى القدرات التقنية واللوجستية التي تمكنه من السيطرة على كل الأراضي اللبنانية. حتى لو أُنيطت به مهمة نزع السلاح، فإن التنفيذ يتطلب استراتيجية شاملة تشمل التفاهم السياسي الداخلي والدعم الدولي.
التفاوض التدريجي:
قد تلجأ الدولة إلى مفاوضات مع حزب الله لدمج سلاحه ضمن استراتيجية دفاعية وطنية تحت إشراف الجيش.
ضغوط دولية:
يمكن أن تُستخدم العقوبات الاقتصادية والضغوط السياسية لإضعاف الحزب تدريجيًا وتقليص نفوذه.
الصدام العسكري:
هذا الخيار يبدو مستبعدًا بسبب تداعياته الكارثية على السلم الأهلي.
وبين التصريحات والواقع، يبقى نزع سلاح حزب الله تحديًا معقدًا يعتمد على توافق داخلي ودعم إقليمي ودولي. النجاح في تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى رؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار التركيبة السياسية اللبنانية والهواجس الأمنية والإقليمية، في ظل الظروف الحالية، يبدو أن الوصول إلى هذا الهدف سيظل بعيد المنال في المدى القريب، ما لم تحدث تغييرات جذرية على الساحة السياسية.