دعوات دولية وعربية لوحدة الأراضي السورية وأردوغان يلتقي بلينكن بأنقرة
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
ناقش الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التطورات في سوريا مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور المنطقة، وسط تشديد دولي وعربي على وحدة الأراضي السورية.
فقد ذكرت الرئاسة التركية في بيان أن أردوغان أكد لبلينكن -الذي كان قادما من الأردن- أن تركيا منذ بداية الأزمة كانت تؤيد الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الجغرافية.
ودعا أردوغان المجتمع الدولي إلى العمل بشكل مشترك من أجل إحياء وإعادة بناء المؤسسات في سوريا.
وأضاف الرئيس التركي أن بلاده ستواصل اتخاذ تدابير وقائية من أجل أمنها القومي ضد جميع ما وصفها بالمنظمات الإرهابية التي تعمل في سوريا وتشكل تهديدا لتركيا.
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن وأردوغان ناقشا أحدث التطورات في سوريا، كما أشار بلينكن إلى المصلحة المشتركة للولايات المتحدة وتركيا في دعم عملية انتقال سياسي بقيادة سورية إلى حكومة مسؤولة تشمل الجميع.
بدورها، أكدت نجاة رشدي نائبة المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا أن المبعوث الأممي غير بيدرسون سيزور سوريا قريبا.
وأعربت نائبة المبعوث الأممي في مقابلة مع الجزيرة عن أملها أن تشهد سوريا عدالة انتقالية لا انتقامية، وقالت إن أي مسار سياسي يجب أن يكون بين السوريين في الأساس.
إعلانوقال قادة مجموعة الدول السبع الكبرى إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق به وشامل وغير طائفي في سوريا.
ودعا القادة في بيان كل الأطراف الفاعلة في المشهد السوري إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية واحترام استقلالها وسيادتها، مؤكدين على ضرورة محاسبة نظام بشار الأسد على أفعاله.
من جهتها، شددت ممثلة السياسات الخارجية الأوروبية كايا كالاس على أهمية التعاون الدولي لضمان الاستقرار في سوريا.
وقالت كالاس إن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم السوريين من أجل ضمان تحقيق الوحدة الحقيقية بين جميع أطياف الشعب.
أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك فقالت إن هناك العديد من الفاعلين المتنافسين على السلطة في سوريا، وإن بلادها تدعم التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة السورية لإنهاء الصراع المستمر هناك منذ أكثر من 13 عاما.
مباحثات الأردن
وفي السياق، بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس الخميس مع عدد من نظرائه العرب التطورات في سوريا وجهود دعم عملية انتقالية سياسية جامعة فيها عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
جاء ذلك خلال اتصالات هاتفية مع نظرائه الإماراتي عبد الله بن زايد والمغربي ناصر بوريطة والعماني بدر البوسعيدي والبحريني عبد اللطيف الزياني والجزائري أحمد عطاف، وفق بيانات لوزارة الخارجية الأردنية.
وتناولت الاتصالات سبل تعزيز جهود المجتمع الدولي للحفاظ على وحدة وسيادة سوريا، وضرورة إنجاز عملية سياسية شاملة يقودها السوريون لإعادة بناء مؤسسات الدولة.
يشار إلى أن الأردن أعلن أمس الخميس استضافته السبت اجتماعات وزارية دولية -بينها اجتماعات لجنة الاتصال العربية الوزارية- لبحث التطورات بسوريا، ومن بين الحضور وزراء خارجية الإمارات والبحرين وقطر.
وأشارت وزارة الخارجية الأردنية إلى أن وزراء الخارجية العرب الحاضرين سيعقدون اجتماعات مع وزراء خارجية تركيا والولايات المتحدة والممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المبعوث الأممي بشأن سوريا.
إعلان بيان سعودي بريطانيودعت السعودية وبريطانيا أمس الخميس إلى الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ودعم الشعب.
وقال بيان مشترك في ختام زيارة للمملكة أجراها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن الجانبين رحبا باتخاذ أي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها.
ودعا الجانبان المجتمع الدولي إلى الوقوف بجانب الشعب السوري والتعاون معه وتقديم الدعم في هذه المرحلة المحورية لمساعدته في تجاوز المعاناة.
وفي 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المبعوث الأممی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
وحدة الموقف العراقي من التطورات السورية
بقلم : هادي جلو مرعي ..
مثلت مرحلة مابعد الأسد في سوريا برغم حداثتها تجربة صعبة ومعقدة لدول المنطقة جميعها، وعكست توجهات ومواقف متباينة، وتكاد تكون عدائية في بعض الأحيان، وجسدت طبيعة الأوضاع في الإقليم برمته الذي يضم دولا عربية وإقليمية لديها مصالح ورؤى تلتقي في مواضع، وتفترق في أخرى نتيجة للتشابك العرقي والديني، وتنوع الأطياف السياسية والطائفية كذلك، خاصة بعد إنكفاء مشاريع، وظهور أخرى لاتلتقي والمشاريع المنكفأة، دون إغفال الوجود الإسرائيلي، ومحاولته إستثمار كل فرصة متاحة لإحداث الفرقة بين المكونات، ودفعها نحو المواجهة وزرع بذور الفتنة، ووجود دول عربية لديها حسابات دقيقة كمصر والإمارات والسعودية، وأيضا رفض إيران وقوى حليفة لها التسليم بالأمر، وقبوله كما هو، وتباين مواقف قوى عراقية عدة.
مارست الحكومة العراقية براغماتية عالية في التعامل مع التطورات في دمشق، وبعد مغادرة الأسد الى موسكو كان واضحا إن بغداد تواجه تحديات صعبة، سواء تلك المتعلقة بنوع التغيير، وأثره على العراق والمنطقة، أو إصطدام الموقفين التركي والإيراني، وطبيعة العلاقة المعقدة التي تدفع بغداد للتفكير بموقف متوازن توخيا للحذر من ردة الفعل الإيرانية فيما لو أيدت التغيير بالكامل، أو مواجهته بالرفض، ومواجهة موقف تركي قطري قد يحرج بغداد أكثر.. فالمصالح بين بغداد والدوحة وطهران وأنقرة متشابكة، وتحتاج الى حنكة سياسية، وهدوءا كبيرين، ورشح حينها إن رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر لعب دورا إيجابيا في تقريب وجهات النظر بين العواصم تلك لقربه من صانع القرار في بغداد، وصانعي القرار في العواصم الآنفة ماأسهم بفتح قنوات تواصل أثمرت عن زيارة لمسؤول عراقي رفيع لدمشق، ولقائه رئيس المرحلة الإنتقالية أحمد الشرع.
الحكومة العراقية أدركت حجم وطبيعة المتغيرات، وضرورة إتخاذ مواقف على قدر عالي من الهدوء والتركيز خاصة بعد دخول دول عربية كالأردن ومصر والسعودية والإمارات على الخط، وصاحب ذلك مواقف متعددة من الولايات المتحدة والدول الأوربية، وكانت المواقف العراقية غاية في الدقة والحذر، ويمكن القول: أن رؤية قوى سياسية وزعامات كالشيخ الخنجر تماهت مع موقف التي إجتهدت في تجنيب العراق أي تأثيرات غير محمودة العواقب وتواصلت مع دول في المنطقة وحكومات مع جعل فرص التهدئة والتواصل أكبر، وقد بدا واضحا إن الجميع يرفض إنجرار سوريا الى العنف والصدام بين المكونات كالعلويين والسنة والدروز والكورد والمسيحيين، ومكونات فكرية وعقائدية وقومية حتى وإن بدت قليلة العدد، ومحدودة التأثير وهو مادفع قوى سياسية عراقية، ومعها الحكومة التركيز على مصلحة الدولة العراقية، ودعم فكرة المحاسبة، ومعاقبة من يتجاوز على الأبرياء خاصة بعد أحداث الساحل.
في هذه المرحلة يجب منع أي محاولة لتشتيت الموقف الرسمي العراقي، وتوحيد المواقف التي تنسجم مع رؤية الدولة والحكومة العراقية، وتراعي مصالح البلاد العليا، فكل المواقف التي صدرت من الحكومة ووزارة الخارجية ورئيس تحالف السيادة تصب في صالح وحدة الأراضي السورية، وتأسيس دولة المواطنة، واعتماد الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والحكم العادل الرشيد دون تمييز، وتحقيق ذلك إنما سيكون في صالح العراق المجاور الأقرب إلى سوريا، والذي تربطه بها علاقات ثقافية وقومية ودينية ومنذ زمن بعيد.