أصدرت الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة بوزارة الأوقاف مطوية بعنوان: «نعمة الماء» تسلط فيها الضوء على أهمية الماء ودوره الحيوي في حياة الإنسان، وتتناول قضايا المياه بوصفها واحدة من أبرز التحديات العالمية المعاصرة، وتهدف المطوية إلى نشر الوعي بقضايا المياه المختلفة، وتعزيز ثقافة الحفاظ على هذا المورد الحيوي.

أوضحت المطوية الإشارات القرآنية والنبوية المتعلقة بالمحافظة على الماء، وأبرزت دوره الرئيس في استدامة الحياة وصناعة الحضارات. وأكدت أن سقيا الماء تعد من أفضل الأعمال الإنسانية، مستشهدة بالتوجيهات الدينية التي تحث على الحفاظ على الماء، وحسن التعامل معه.

وبيّنت المطوية أهمية الماء بوصفه وسيلة للتطهير في الشريعة الإسلامية، مؤكدة أن الحفاظ عليه واجب ديني أخلاقي حياتي، إذ تناولت أحكامًا فقهية مثل حكم استخدام الماء المتبقي في الأواني «الأسآر»؛ بهدف تعزيز ثقافة الإفادة الرشيدة من كل قطرة مياه.

وشددت المطوية على ضرورة الحفاظ على الماء، ومنع تلويثه أو الإسراف في استخدامه، استنادًا إلى القواعد الشرعية التي تحرم الإفساد، ودعت إلى اعتماد سلوكيات إيجابية مثل الترشيد في الاستهلاك، وإجراء الصيانة الدورية للصنابير والمواسير، والتأكد من عدم وجود تسريبات مهدرة للمياه.

وتناولت كذلك أهمية تطوير نظم الري الحديثة، مثل الري بالتنقيط والرش، بوصفها وسيلة فعالة للحفاظ على الموارد المائية في القطاع الزراعي. وأشارت إلى ضرورة الالتزام بالضوابط المتعلقة بزراعة المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه، مثل الأرز والقصب، لتقليل الضغط على الموارد المائية.

كما حثت المطوية على تطبيق أساليب الاستفادة من مياه الأمطار والسيول لتعظيم الإفادة منها، ودعت إلى الحفاظ على مياه نهر النيل والمجاري المائية، مشددة على خطورة تلويثها أو إلقاء المخلفات فيها، سواء كانت صلبة أو سائلة.

واختتمت المطوية بتقديم نصائح وإرشادات عملية للأفراد والمؤسسات لمنع إهدار المياه في المنازل والمزارع، واستخدام أساليب الري الحديثة؛ بهدف الحفاظ على نعمة الماء وضمان استدامتها للأجيال القادمة.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الموارد المائية المحافظة على الماء وزارة الأوقاف التحديات العالمية الاعمال الانسانية الحفاظ على

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. لماذا نريد رضا الله؟.. الدكتور علي جمعة يجيب

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن الحياة الدنيا هي دار ابتلاء وامتحان، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل والاختيار والقدرة على الفعل أو الترك، كما بيّن له طريق الهداية من خلال الوحي الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، المذاع على قناة الناس، اليوم: الدنيا دار ابتلاء، والابتلاء معناه الامتحان والاختبار، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وأعطاه العقل، وأعطاه أيضًا الاختيار، وأعطاه القدرة، إذن، فهناك لديه ثلاثة: عقل، واختيار، وقدرة على أن يفعل أو لا يفعل، وهديناه النجدين، قدرة على أداء التكاليف، ثم أعطاه أيضًا البرنامج في سورة الوحي، الذي ختمه بالكتاب، وبتفسير ذلك الكتاب من السنة النبوية المشرفة: "وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى".

وتابع: "فرسول الله ﷺ معه وحي متلو، وهو القرآن، ووحي مفسر لهذا المتلو، وهو السنة: خذوا عني مناسككم، صلوا كما رأيتموني أصلي، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، برنامج متكامل، واضح، جلي، بين، وأسهل من شربة ماء في يوم حر، عقل، واختيار، وطاعة، وقدرة، وأيضًا أعطانا البرنامج: افعل ولا تفعل، وهو حقيقة التكليف، عندما يتبع الإنسان هذا البرنامج، يفهم كل يوم أن الله قد أنقذه في هذه الحياة الدنيا من قوانين وضعها سبحانه وتعالى".

وأضاف: "أيضًا، يقول له: قم صلِّ الفجر، فيقوم، سواء كان بدويًا في الصحراء، أو في الريف، أو حضريًا في المدينة، فيصلي الفجر، عندما يقوم الإنسان من النوم قد يكون ذلك ضد راحته أو رغبته، أو ربما لديه شهوة أن ينام، لكنه يخالف ذلك، ومن هنا سُمي هذا التصرف مشقة، الطبع يقول عنها إنها مشقة، لكنه يؤديها امتثالًا لله، ثم، لا يجد شيئًا يدفيء به الماء، والدنيا شتاء فيتوضأ، وعندما يطس وجهه بالماء البارد، وهو لِتَوِّهِ قد استيقظ، يشعر بالثقل، فيقال: الوضوء على المكاره، أي الأمور التي لو خُيِّر الإنسان، لما اختارها، فقد أعطاني الله العقل والاختيار، ولو كنت مخيرًا، لبحثت عن وسيلة لتدفئة الماء قبل أن أتوضأ".

وأردف: "انظر إلى نعم الله، نحن الآن نعيش في ترف زائد، فمن لديه سخان ماء، يستطيع تسخين الماء، وبدل أن يطس وجهه بالماء البارد، يستخدم الماء الدافئ، فيشعر بالانتعاش، وهذا جائز، وليس فيه مشكلة، فالدين لم يُلزمك بالوضوء بالماء البارد، لكن غالبية البشر ليس لديهم سخان، لذا علينا أن ننتبه لنعم الله التي اعتدناها حتى نسيناها، لقد اعتدنا نعمة البصر، ونسينا أن مجرد القدرة على الرؤية نعمة عظيمة، ولو حُرِمنا منها، لشعرنا بقيمتها، وهكذا، الوضوء على المكاره مشقة، لكنه في النهاية امتثال، وبعد الوضوء، أذهب لأصلي، لأن أبي علمني ذلك، ولأنني أعلم أن الصلاة ترضي الله، وأن تأخيرها أو التهاون فيها لا يرضي الله، وأنا أريد رضا الله".

وتابع: "لماذا أريد رضا الله؟ لأن هناك تجربة بيني وبينه، كلما دعوته، استجاب لي، وأحيانًا أدعوه فلا يستجيب، فأشعر بالخوف، وأتساءل: هل هو غاضب مني؟ ثم أجد أنه لا يغضب، ولكنه يختبرني، يمتحنني، يريد أن يرى: هل أصبر وأقول كما قال سيدنا يعقوب: فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون، أم أنهار؟، هو لا يريدني أن أنهار، بل يريدني أن أصبر، وفي مقابل هذا الصبر، سيمنحني أجرًا عظيمًا يوم القيامة، أضعاف ما دعوت به، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إذن، هذه هي الحياة الدنيا: دار ابتلاء، دار اختبار، دار يقول لي فيها: "اعبد الله، عمّر الأرض، زكِّ النفس، نفّذ هذه التكاليف".

وأضاف: "إذا قلت: لا أستطيع، سيقول لي: ماذا تعني بعدم استطاعتك؟ إذا قلت: الطبيب منعني من الوضوء بالماء، سيقول لي: طاوع الطبيب، وتيمم بضربة على الحجر، وامسح بها وجهك ويديك، ثم صلِّ، الأمر بهذه السهولة! إذا ضاقت، تسعَّت، فقد جعل لنا الله يسرًا: يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، فإن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا.

مقالات مشابهة

  • في محاضرته الرمضانية الثالثة عشرة.. قائد الثورة : ما جاء من الله رحمة وهداية لما فيه الخير في الدنيا والآخرة
  • نص المحاضرة الرمضانية الـ 13 للسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي 1446هـ
  • بالفيديو.. لماذا نريد رضا الله؟.. الدكتور علي جمعة يجيب
  • (نص) المحاضرة الرمضانية الثالثة عشرة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي 13 رمضان 1446هـ 13 مارس 2025م
  • مياه حماة تنفذ مشروعاً داعماً لشبكة المياه في بلدة عقارب
  • سويلم: قطاع المياه في مصر يواجه تحديات ناتجة عن محدودية الموارد المائية
  • وزير الموارد المائية والري: مصر تحتاج إلى 114 مليار متر مكعب مياه خلال العام
  • كارثة.. تحذير من شرب المياه في الزجاجات البلاستيكية
  • محافظ أسيوط يؤكد أهمية الحفاظ على معدات مشروع العبارات النهرية والتأكد من سلامتها
  • تأهيل وإحلال المنشآت المائية في مصر.. سويلم: أعمال التطوير تضمن وصول المياه للمناطق الريفية والأراضي الزراعية بشكل منتظم