أشلاء وعظام بشرية بموقع يعتقد أنه مقبرة جماعية بحي التضامن الدمشقي
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
تتناثر عظام بشرية في حي التضامن بالعاصمة السورية دمشق، ومنها عظمة فخذ موجودة في مبنى مدمر وجزء من عمود فقري ملقى وسط بعض الحطام وبضعة عظام لقدم داخل جورب مهترئ، بعد ما وصفه سكان وجماعات حقوقية بأنها عمليات قتل استمرت هناك لسنوات تحت حكم بشار الأسد.
وساءت سمعة الحي بعد مقطع فيديو في عام 2022 أظهر رجلا يرتدي زيا عسكريا يقود رجالا عزلا معصوبي الأعين نحو خندق كبير ويطلب منهم الركض، ثم يطلق النار عليهم من مسافة قريبة عندما يقتربون من حافة الخندق أو بعد سقوطهم فيه.
وقال سكان لرويترز إن هذه الواقعة حدثت في عام 2013، لكن عمليات القتل استمرت حتى وقت قريب جدا.
وأضاف هؤلاء السكان أنهم كانوا يشاهدون بانتظام قوات أمن سورية وهي تأتي برجال إلى المنطقة ويسمعون أصوات طلقات نارية، ويشمون رائحة لحم يحترق بعد ذلك.
وقال محمد الدرة، وهو رجل مسن من الحي، إنه بقي هناك بعد بدء الحرب في عام 2011 لأن عائلته كانت تخشى من تعرض منزلهم للنهب. وذكر أنه كان يشاهد عاما بعد عام سيارات يقودها أفراد من القوات المسلحة السورية وهي تنقل "أشخاصا مقيدين" إلى حارة ضيقة موازية لمكان يُعتقد أنه كان مسرح مذبحة التضامن.
وأردف يقول "بالمساء تسمع بهاديك البناية، كل طلقة بزلمة (برَجل)". وأضاف وهو يشير إلى الشارع والمباني المدمرة على جانبيه: "يلموهم ويحطوهم هون ويحرقوهم".
وعثرت رويترز على عظام متراكمة وسط القمامة وبلاستيك محترق وملابس متسخة في مبان على جانبي الشارع، كما شاهدت أطفالا يلعبون بما بدا أنها عظام أضلاع وأفخاذ.
وقال خالد حورية، الذي يدير ورشة ميكانيكية في الحي، إنه كان يسمع أيضا طلقات نارية في كثير من الأحيان ويشم رائحة لحم يحترق بعد عودته إلى الحي في عام 2019.
واستطرد يقول: "كان هذا الشارع معروفا بشارع الإعدام، وكل من يأتي إلى هذا الشارع كان يعتبر مفقودا". وذكر أن قوات الأمن كانت تطلب من جيرانه في كثير من الأحيان مساعدتهم في حفر مقابر جماعية.
وأضاف: "هذه الأشياء لن تمحى من ذاكرتنا. الجثث في كل مكان على الأرض، وأصبح هذا أمرا طبيعيا بالنسبة للناس".
خائفون جدا من التحدث
قال سكان إنهم لم يكونوا يجرؤون على التحدث علنا أثناء حكم الأسد حين كانت السلطات تقمع بشدة الانتقادات الموجهة إليها. وظل بعضهم مترددين ولم يدلوا إلا بأسمائهم الأولى ورفضوا التصوير.
وقال الدرة: "لم يكن بوسعنا قول أي شيء، وإلا سيحرقون منزلك، أو يقتلون ابنك. كان الأمر بشعا، بشعا، بشعا".
لكن الآن وبعد أقل من أسبوع من الإطاحة بالأسد، يأمل السكان والباحثون في مجال حقوق الإنسان أن يطوق الموقع ويحاسب المسؤولون عن عمليات القتل.
وقالت هبة زيادين، الباحثة في الشأن السوري بمنظمة هيومن رايتس ووتش: "من الضروري تأمين هذا الموقع، واستخراج الجثث من المقبرة الجماعية، والسماح للجهات الدولية المعنية بالوصول دون عوائق إلى هذه المنطقة حتى تتمكن من القيام بهذا العمل بعناية وبحذر وبشكل جيد".
وقالت إن من المحتمل أن تكون قوات حكومة الأسد، التي أُطيح بها، قد أفرغت المقبرة الجماعية بالفعل. وأضافت: "تستحق العائلات أن تعرف ما حدث هنا".
وتشير تقديرات إلى أن مئات الآلاف من السوريين قُتلوا منذ عام 2011 عندما تحولت حملة الأسد لقمع الاحتجاجات ضده إلى حرب واسعة النطاق اجتذبت تدخل قوى إقليمية.
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2023 حظر سفر بحق مسؤول أمني سوري وعائلته بسبب اتهامات بقتله 41 مدنيا على الأقل في عام 2013 بحي التضامن، ووصفت ذلك بأنه "مذبحة".
وحدد باحثون في هيومن رايتس ووتش الموقع الذي يشتبه في أنه المقبرة عن طريق مطابقة صور الأقمار الصناعية مع مشاهد الفيديو. ورغم أن الموقع لم يخضع بعد لفحص كامل، عثر الباحثون بالفعل على آثار عديدة للقتل.
وأضافت زيادين: "وجدنا أشلاء بشرية وعظاما وجزءا من جمجمة وأصابع وضلوعا متناثرة في كامل المنطقة المحيطة بالمقبرة الجماعية، مما يدل على أن أحداثا وقعت هنا أكثر مما نعرفه بالفعل".
وقال سكان في الحي لرويترز إن الحارة أغلقت بحواجز معدنية خلال القتال العنيف الذي دار على مدى سنوات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام السوري التي تضم قوات الدفاع الوطني شبه العسكرية الموالية للأسد والتي جرى دمجها في الجيش في عام 2012.
وذكر عدد من السكان أنهم شاهدوا في وقت سابق من العام قوات النظام السوري آنذاك وهي تزيل بعض العظام من المنطقة، وعبروا عن مخاوفهم من أن يكون قد تم العبث بالمقبرة والأدلة القاطعة.
وأثار فتح السجون في سوريا بعد الإطاحة بالأسد يوم الأحد مخاوف مماثلة. وقال نشطاء وعائلات ممن يبحثون عن أقاربهم المعتقلين إنهم يخشون من أن تكون القوات التي هربت قد دمرت ما يدل على مصيرهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات التضامن الأسد المقبرة سوريا سوريا الأسد مقبرة مجازر التضامن المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام
إقرأ أيضاً:
شاب فلسطيني يروي كيف استخدمته إسرائيل درعا بشرية بغزة
قال الشاب الفلسطيني حازم علوان، الذي أفرج عنه الجيش الإسرائيلي، صباح الجمعة، بعد 8 أشهر من الاعتقال، إن الجيش يستخدم المعتقلين دروعا بشرية خلال اقتحامه المنازل والمباني في شمال قطاع غزة.
وقال علوان إن الجيش الإسرائيلي حقق معه داخل معتقل زيكيم شمالي غزة، قبل استخدامه درعا بشرية في عملياته بالعسكرية بشمال القطاع.
وأضاف "أجبرت على تنفيذ مهام خطيرة شملت ارتداء زي الجيش الإسرائيلي وخوذة الرأس العسكرية وتزويدي بكاميرا ودخول منازل قد تكون مفخخة تحت تهديد التعذيب الجسدي والنفسي، بهدف فحص المنازل قبل دخول الجنود إليها".
وأشار علوان إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدمه درعا بشرية في جباليا، حيث أجبر على مرافقة الفرق العسكرية أثناء اقتحام المنازل والمباني، مما شكّل خطرا كبيرا على حياته.
وأردف "كان الجيش الإسرائيلي يضربنا في مناطق حساسة، ويهددنا بالموت في حال رفضنا تنفيذ الأوامر".
ووفق علوان، فإن "استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية ممارسة شائعة في شمال القطاع، حيث تصطحب كل فرقة عسكرية 5 إلى 6 معتقلين فلسطينيين في تحركاتها".
وتحدث الشاهد عن حادثة مروعة وقعت لأسير فلسطيني يدعى محمد نبهان، حيث "أصيب إثر تفجير منزل أثناء وجوده بداخله، ليُنقل إلى المستشفى ولم يُعرف مصيره بعد".
إعلانوفي حديثه عن ملابسات اعتقاله، أوضح علوان أن "الجيش الإسرائيلي اعتقله أثناء وجوده في مدرسة الفاخورة التي كانت تؤوي نازحين في جباليا، حيث قام الجنود بتكبيل يديه وتعصيب عينيه واقتياده إلى معتقل زيكيم".
دمار كبيروخلال اصطحاب الجيش الإسرائيلي له درعا بشرية، عاين علوان حجم الدمار الهائل في شمال قطاع غزة.
وأشار إلى أن الاحتلال "كان يجبر المعتقلين على دخول المنازل أولا للتأكد من خلوها من أفراد المقاومة الفلسطينية أو العبوات الناسفة".
ومؤكدا أن هذه الممارسات الإسرائيلية تشكل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، قال علوان: "كانت المنازل خالية أحيانا، وفي أحيان أخرى نجد مدنيين من كبار السن أو عائلات ما زالت تحتمي داخلها".
وخلال الفترة الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية جراء التعذيب.
ومنذ أن بدأ عمليته البرية بغزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتقل الجيش آلاف الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون بالطواقم الصحية والدفاع المدني، وأفرج لاحقا عن عدد ضئيل منهم، في حين لا يزال مصير الآخرين مجهولا.
وكشفت منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية عن تعرض معتقلين فلسطينيين من غزة لتعذيب وإهمال طبي أودى بحياة العديد منهم في مراكز اعتقال إسرائيلية.