اتفق الخبيران الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي والكاتب والباحث السياسي السوري عمر كوش على أن القيادة السورية الجديدة نجحت في توجيه رسائل طمأنة مهمة للداخل والخارج معا، مؤكدين أن هذه الرسائل تجلت في خطوات عملية على الأرض وليست مجرد تصريحات.

وبحسب مكي، فإن رسائل الطمأنة للخارج والداخل تكاد تكون متطابقة، موضحا أن الخارج يراقب عن كثب التطورات عبر وسطاء يتلقون رسائل قد لا تظهر للعلن.

وأشار إلى أن هذه الرسائل ركزت على المصالحة مع أنصار النظام السابق وتجنب الانتقام والثأر والسيطرة على الأمن ونبذ الطائفية.

من جانبه، رأى كوش أن السلطة الجديدة بدأت بخطوات عملية في حلب، حيث عقدت لقاءات مع المكون الأرمني وطمأنت المسيحيين على كنائسهم وأماكن عبادتهم، كما اجتمعت مع التجار لتأكيد أهمية عودة المدينة كمركز صناعي رئيسي للبلاد.

كما لفت إلى أن الحياة عادت إلى طبيعتها في دمشق خلال 3 أيام مع إعادة فتح المخابز والمتاجر، وتم الكشف عن السجون التي وصفها بـ"المسالخ البشرية"، مع صدور قرار بحل كل الأجهزة الأمنية.

زيارة وفد تركي

وفي الملف الإقليمي والدولي، شهد الموقف السوري تطورات لافتة، إذ أشار مراسل الجزيرة عبد العظيم محمد من دمشق إلى وصول وفد تركي رفيع المستوى للقاء القيادة السياسية والعسكرية الجديدة، في ظل تكتم شديد بشأن الملفات التي تمت مناقشتها، لافتا في الوقت ذاته إلى وجود اتصالات مكثفة تُجرى مع الإدارة السياسية من قبل دول غربية ودول المحيط الإقليمي.

إعلان

وفيما يتعلق بالعلاقات الإقليمية، أكد كوش أن السلطة الجديدة تسعى إلى تقديم سوريا كعامل استقرار في المنطقة، على العكس من سلوك النظام السابق.

وفي هذا السياق، أشار كوش إلى أن العلاقات مع دول الجوار -خاصة الأردن– شهدت تحسنا ملحوظا مع إجراءات مثل مكافحة تهريب المخدرات.

وتأتي جهود القيادة الجديدة في سوريا لطمأنة دول الجوار والعالم فيما تواجه تحديات داخلية كبيرة.

وبحسب مراسل الجزيرة، فإن الحكومة السورية المؤقتة تواجه تحديات ضخمة على صعيد الخدمات، إذ يعيش المواطنون أوضاعا مزرية في مجالات الكهرباء والخبز والمحروقات.

وأضاف المراسل أن العائدين إلى دمشق بعد 13 عاما من النزوح يجدون المدينة في وضع أسوأ مما كانت عليه، مع تهالك المباني وتدهور البنية التحتية.

وفي السياق الأميركي، أشار المتحدثان إلى اهتمام متزايد بالوضع في سوريا، إذ أوضح الدكتور مكي أن الولايات المتحدة تركز على قضايا محددة تتعلق بموقف الحكومة السورية الجديدة من قضايا تهم واشنطن.

وأضاف الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات أن واشنطن تضع 3 ملفات رئيسية على طاولة المفاوضات، وهي الحكم غير الطائفي الذي يحترم الأقليات، ومسألة الأسلحة الكيميائية، وضمان عدم تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب.

وأشار مكي إلى أن اهتمام الولايات المتحدة ينصبّ على تأمين مصالحها ومصالح إسرائيل في المنطقة، وتحديد موقف سوريا من إيران وحزب الله، لكنه نبه إلى ضرورة إدراك أن هذه الأطراف تمثل خصوما للقيادة السورية الجديدة.

مواقف دولية

من جانبه، لخص الكاتب والباحث السياسي عمر كوش الموقف الأميركي في 3 نقاط أساسية: أولا أمن إسرائيل، وثانيا العلاقة مع حزب الله، وثالثا العلاقة مع إيران.

وأشار كوش إلى أن القيادة السورية الجديدة أعلنت استعدادها للتعاون في تحديد مواقع الأسلحة الكيميائية وتسليمها إلى الهيئات الدولية المختصة.

إعلان

وفيما يخص العلاقة مع إسرائيل، حذر مكي من أن المخاوف الأكبر تتعلق باحتمال استثمار إسرائيل الفراغ السياسي لفرض منطقة عازلة في سوريا، مشيرا إلى أن هذه المنطقة قد تكون مقدمة لتأسيس كيان خاص، خاصة مع التركيز الإسرائيلي على موضوع الأقليات.

وبشأن مستقبل الوجود العسكري الأجنبي في سوريا، يتوقع مكي أن تعزز الولايات المتحدة وجودها بقواعد عسكرية وليس مجرد نقاط مراقبة، في حين يرجح تقلص النفوذ الروسي تدريجيا.

وأضاف أن المصالح الاقتصادية في إعادة الإعمار قد تذهب إلى تركيا، مع احتفاظ واشنطن بالملفات الأمنية.

ورغم كل التحديات التي تواجه سوريا الجديدة فإن فرص نهوضها مجددا تظل قائمة، حسب ما يؤكد مكي الذي قال إن ما يبعث على الأمل بعودة سوريا القوية هو أن شعبها قادر على إعادة بناء نفسه، و"سوريا لم تستدن أموالا ولم تستورد قمحا في السابق، مما يمنحها فرصة للنهوض السريع إذا توفرت الظروف المناسبة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السوریة الجدیدة فی سوریا أن هذه إلى أن

إقرأ أيضاً:

اجتماع إقليمي ودولي في الرياض الأحد بمشاركة الإدارة السورية الجديدة

وصل وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إلى العاصمة السعودية الرياض، للمشاركة في الاجتماع الوزاري الموسع الأحد، بشأن سوريا، وفق ما أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس".

ويعد هذا الاجتماع الإقليمي والدولي الأول الذي تشارك فيه الإدارة السورية الجديدة، بعد الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الشهر الماضي.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن مصادر، أن الشيباني سيحضر الاجتماع، بالإضافة إلى المبعوث الأممي لسوريا غير بيدرسون، وكايا كالاس المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي.

وسيجتمع وزراء الخارجية العرب لبحث الوضع في سوريا، قبل محادثات موسعة تضم نظراءهم الأوربيين، وممثلي المنظمات المشاركة، وفقاً للمصادر ذاتها.

من جانبها، أفادت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، بأن وكيل الوزارة جون باس، سيحضر اجتماعا متعدد الأطراف تستضيفه السعودية لكبار المسؤولين الحكوميين من المنطقة والشركاء العالميين، لتنسيق الدعم الدولي للشعب السوري.



وأضافت أن باس سيعقد في أثناء وجوده بالرياض خلال الفترة بين 11 و13 يناير (كانون الثاني) اجتماعات ثنائية مع الشركاء الرئيسيين، بشأن تعزيز الأولويات الإقليمية والعالمية المشتركة.

ويأتي اجتماع الرياض بعد لقاء استضافته مدينة العقبة الأردنية منتصف كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وأكدت خلاله لجنة الاتصال الوزارية المعنية بسوريا، الوقوف إلى جانب الشعب السوري، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة التاريخية، لإعادة بناء وطنه على الأسس التي تحفظ أمنه واستقراره وسيادته.

وشددت اللجنة المشكّلة بقرار من جامعة الدول العربية، عقب اجتماعها الذي ضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر وأمين عام الجامعة ووزراء خارجية الإمارات والبحرين وقطر، على دعم عملية انتقال سلمية سياسية سورية جامعة، وتتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية.

وتابعت: "بمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته".

وشارك أيضا في اجتماع العقبة وزراء خارجية تركيا وفرنسا والولايات المتحدة، والذي شدد على أهمية استعادة سوريا عافيتها ودورها الأساس في منظومة العمل العربي.

مقالات مشابهة

  • لميس الحديدي: الجميع ينظر إلى الإدارة السورية الجديدة بحذر شديد
  • وزير الخارجية يلتقي وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة
  • علم الثورة يدخل المناهج السورية.. ماذا يعني حذف مادة التربية الوطنية
  • العراق يشارك بمؤتمر الرياض لدعم الحكومة السورية الجديدة
  • بعد أقل من 24 ساعة من صدوره.. الإدارة السورية الجديدة تتراجع عن قرار أثار ضجة واسعة في عموم البلاد
  • الإدارة السورية الجديدة : سيتم تعديل قائمة الضرائب والجمركة
  • اجتماع إقليمي ودولي في الرياض الأحد بمشاركة الإدارة السورية الجديدة
  • وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة يصل إلى الرياض
  • سكاي نيوز: الإدارة السورية الجديدة تتجاهل انتهاكات إسرائيل في القنيطرة
  • رسمياً.. ماذا أعلنت أميركا عن هدنة لبنان؟