ما الذي يخبئه القدر للحكومة الألمانية؟ شولتس أمام اختبار لمنح ثقة البرلمان يوم الاثنين المقبل
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
في خطوة لم تشهدها البلاد منذ حوالي 20 عاما، تَـقَـدّم المستشار الألماني بطلب رسمي، للتصويت على منحه الثقة أمام البرلمان. وبالنظر إلى حالة عدم الاستقرار الاقتصادي في ألمانيا، فهل أن "وراء الأكمة ما وراءها"؟
في يوم الاثنين المقبل، الموافق 16 ديسمبر/كانون، سيقول أعضاء البرلمان الألماني كلتمهم عبر التصويت، ليخبروا الزعيم الألماني أولاف شولتس، بصريح العبارة، عما إذا كانوا لا يزالون يدعمونه.
وإذا حدث ما هو متوقع على نطاق واسع، من خسارة شولتس التصويت، فإن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير سوف يعمد إلى حل البرلمان في غضون ثلاثة أسابيع، مما قد يمهد الطريق لإجراء انتخابات مبكرة في 23 فبراير/شباط المقبل.
لماذا تتم الدعوة إلى التصويت الآن؟
بعد ساعات فقط من انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الثانية، انهارت الحكومة الألمانية، حين أقال شولتس وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر في عرض مفاجئ للانفعال ظهر خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب ذلك.
ومنذ ذلك الحين، اتضح أن حزب ليندنر خطط مسبقًا لتفكك الائتلاف، وعلى الرغم من الجهود التي بذلها الحزب الليبرالي الديمقراطي الحر لمحاولة إجراء انتخابات مبكرة لاستعادة بعض الشعبية، إلا أن هناك مخاوف من أن الليبراليين (الحزب الديمقراطي الحر) قد لا يحصلون أصلا على نسبة 5% اللازمة لدخول البرلمان.
يقول أستاذ الدراسات السياسية الدكتور هاجو فونكه: إنه في حين أن الحزب الديمقراطي الحر هو الخاسر الأكبر من حصول شولتس على الثقة، فإن أحزاب الائتلاف الأخرى مستفيدة: "من ناحية أخرى، يبدو أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر هما المستفيدان من نهاية الائتلاف. فزعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز يشعر بالتحرر من حل الائتلاف". "هناك جدل متجدد حول ما إذا كان وقف إطلاق النار في أوكرانيا ممكنًا".
· ويرى شولتز أن هذا الأمر مفيد، خاصةً أن حزب الخضر والاتحاد الديمقراطي المسيحي قد دعما استراتيجيات التصعيد التي لم يعد يفضلها معظم الرأي العام.
· كما أن هناك الأزمة الاقتصادية واختلاف النهج المتبع في معالجتها. فقد كان الاتحاد الديمقراطي المسيحي مترددًا في تعديل "مكابح الديون"، على الرغم من أن الاقتصاديين يرون أن الإصلاح ضروري. ويتخذ الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتز موقفًا أكثر وضوحًا في هذا الشأن مقارنةً بالحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الخضر، اللذين يبدوان منقسمين.
· وأخيرًا، فإن القضايا الاجتماعية، ومنها: القدرة على تحمل تكاليف السكن (مثل الحد الأقصى للإيجار) تقع الآن تحت إشراف الحزب الاشتراكي الديمقراطي دون تدخل الحزب الديمقراطي الحر".
هناك خطر من أن عدم الاستقرار السياسي قد يستمر في إعاقة الاقتصاد عن التعافي، في ظل استمرار ركود الاقتصاد الألماني، وتمادي الشركات الكبرى (مثل فولكس فاجن وتيسين كروب وبوش) في التخطيط لإلغاء عشرات الآلاف من الوظائف، وتحرك الأسواق، بما في ذلك السيارات الكهربائية، نحو الأسواق الآسيوية.
يقول فونكه إن الأحزاب السياسية تشعر بالضغط: "نظرًا للأزمات الحادة في صناعات السيارات والصلب، وكذلك بين الموردين، إلى جانب آفاق النمو المنخفضة للغاية مقارنة بالدول الأخرى، هناك ضغوط كبيرة لتنفيذ بعض الإجراءات قبل الانتخابات في غضون شهرين ونصف الشهر".
"السياسات المثيرة للانقسام قد تؤثر على الناخبين"تشمل هذه التدابير الحد من "التدرج البارد"، الذي يُنظر إليه على أنه غير عادل، ومعالجة التحكم في الإيجارات، وتأمين التمويل لدعم أوكرانيا، لا سيما فيما يتعلق بقرار توروس. وهذه كلها نقاط تثير جدلا كبيرا، وستلعب دورا حاسما قبل الحملة الانتخابية وفي أثنائها".
وعلى الرغم من أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) الذي ينتمي إليه شولتس وحزب الخضر لم يعودا يتمتعان بالأغلبية، فإنهما يبذلان جهودا للعمل مع المحافظين (CDU) فيما يتعلق بهذه القرارات الاقتصادية والاجتماعية. ويتقدم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي حاليًا في استطلاعات الرأي.
"ومع ذلك، فإن الاتحاد الديمقراطي المسيحي يجد نفسه في معضلة تكتيكية: فإذا لم يتصرف، فإنه يخاطر بالظهور بمظهر غير مبالٍ اجتماعيًا واقتصاديًا، الأمر الذي لا يخدم مصالحه. ومن ناحية أخرى، فإذا أساء التعامل مع الأمور الآن، فإنه يخاطر بتقويض ثقة الناخبين في الحزب. وبالتالي، فمن المحتمل أن تقديم بعض التنازلات".
ما هي النتيجة الأكثر احتمالاً؟يقول فونكه إن هناك سيناريوهين على الأرجح: أن يقع ائتلاف بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الخضر، أو بين الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
"لا يزال الحزب الاشتراكي الديمقراطي يأمل في أن يحصل على ذات الأصوات التي حصل عليها الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ولكن هذا لا يبدو محتملا في الوقت الحالي. هذان هما الخياران الأكثر احتمالاً للتحالف".
Relatedبعد سقوط الأسد.. شولتس وماكرون يبديان استعدادهما للتعاون مع المعارضة السورية المسلحة في خطوة غير متوقعة.. شولتس يترشح مجددًا لمنصب المستشار رغم المعارضة الداخليةانهيار حكومة الائتلاف في ألمانيا.. المستشار شولتس يقيل وزير المالية ليندنر من منصبهو "بالنظر إلى فوضى الائتلاف الحالي، فإن أي ائتلاف جديد، بغض النظر عن المدة التي ستستغرقها المفاوضات، سوف يسعى جاهدًا لتحقيق الاستقرار. وثمة ضغط هائل، من أجل تشكيل حكومة فعّالة ومراعية للمجتمع وموجهة نحو السلام. وسيؤثر هذا الإلحاح على الناخبين، الذين لا يزال كثير منهم مترددين في الوقت الحالي. ومع ذلك، فإن المشهد السياسي متقلب للغاية، مما يجعل هذه الدورة الانتخابية غير قابلة للتنبؤ بشكل خاص."
وستكون القضايا الأساسية الثلاث، وهي: إدارة الأزمة الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، والحرب والسلام، هي العناصر الرئيسية التي ستحسم التصويت.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية واقعة هزّت فرنسا منذ سنوات.. ما علاقة هيئة تحرير الشام بجريمة قطع رأس المعلم باتي؟ في خيرسون.. قصف روسي يخلف إصابات خطيرة ودمار واسع الاتحاد الأوروبي يوافق على انضمام رومانيا وبلغاريا إلى منطقة شنغن .. ولكن بشرط واحد! الخضرالحزب الاشتراكي الديموقراطيانتخاباتأولاف شولتسبوندستاغالمصدر: euronews
كلمات دلالية: سوريا إسرائيل بشار الأسد هيئة تحرير الشام قطاع غزة ضحايا سوريا إسرائيل بشار الأسد هيئة تحرير الشام قطاع غزة ضحايا الخضر الحزب الاشتراكي الديموقراطي انتخابات أولاف شولتس سوريا إسرائيل بشار الأسد هيئة تحرير الشام قطاع غزة ضحايا الصحة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بنيامين نتنياهو عيد الميلاد احتجاجات إيران الاتحاد الدیمقراطی المسیحی الحزب الاشتراکی الدیمقراطی الحزب الدیمقراطی الدیمقراطی الحر یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
روبيو: الوحيد الذي قال إنه سيساعد غزة هو ترامب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الاثنين إن غزة بحاجة إلى تنظيف حتى قبل أن تبدأ عملية إزالة الأنقاض والحطام وإعادة بناء المساكن، مضيفا "الشخص الوحيد الذي وقف وقال إنه على استعداد للمساعدة في القيام بذلك هو دونالد ترامب".
ودعا دولا أخرى إلى عرض أفكار ومبادرات لإعادة إعمار غزة، قائلا "كل هؤلاء القادة الآخرين سيتعين عليهم التدخل. إذا كانت لديهم فكرة أفضل، فهذا هو الوقت المناسب. الآن هو الوقت المناسب للحكومات الأخرى والقوى الأخرى في المنطقة، وبعض هذه الدول الغنية للغاية، أن تقول سنفعل ذلك".
وأضاف روبيو في مقابلة على إذاعة "سيريوس إكس إم": "لا أحد من هؤلاء يعرض القيام بذلك. وأعتقد أنه لا يمكنك أن تتجول مدعيًا أنك مقاتل من أجل الشعب الفلسطيني، أو مدافع عنه، ولكنك غير مستعد لفعل أي شيء للمساعدة في إعادة بناء غزة".
وأردف قائلا "حتى الآن، لم نر الكثير من الدول ـ بل جميعها ـ تخبرنا بما لا تريد القيام به. ولكننا ما زلنا ننتظر المزيد من الدول لتتقدم وتقول لنا ما نحن على استعداد للقيام به. وحتى الآن، لم تكن هذه الدول مستعدة للقيام بأي شيء ـ أو على الأقل أي شيء ملموس".
قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة سريعا إلى غزة بموجب اقتراحه لإعادة تطوير القطاع، وفق مقتطفات من مقابلة مع بريت باير من قناة "فوكس نيوز" أذيعت الاثنين.
كما أوضح المسؤول الدبلوماسي الأمريكي أنه "لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط طالما أن جماعة مثل حماس تسيطر فعليًا على الأراضي وتكون القوة الأكثر هيمنة في غزة أو في أي مكان في الشرق الأوسط".
واعتبر روبيو أن "التحدي الأكبر الذي يواجه حل الدولتين لم يكن إسرائيل. بل كان من سيحكم تلك الدولة الثانية؟ من سيتولى المسؤولية عنها؟ إذا كان المسؤولون عنها هم حماس أو حزب الله أو أي جهة أخرى من هذا القبيل، فإن هذه الجماعات هدفها تدمير الدولة اليهودية".
وأضاف "لا أدري كيف ستنعم بالسلام إذا كنت ستسلم الأراضي لمجموعة هدفها المعلن هو تدمير الدولة اليهودية. لماذا توافق أي دولة في العالم على إنشاء دولة ثانية على حدودها تحكمها عناصر مسلحة تختطف الأطفال وتقتلهم وتغتصب الفتيات المراهقات وتختطف الأبرياء وهدفها المعلن هو تدميركم؟ من سيوافق على ذلك؟ هذا هو التحدي الأساسي".