فراغ استراتيجي في قلب الشرق الأوسط يؤثر على العراق
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
13 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: أثار سقوط نظام بشار الأسد في سوريا تساؤلات عميقة حول مستقبل العلاقة بين العراق وسوريا، خاصة في ظل سيطرة فصائل متشددة على السلطة هناك.
ففي بغداد، اجتمع المشهد بين مشاعر السعادة بزوال الاستبداد وبين القلق من سيناريوهات مستقبلية قد تعيد تشكيل الخارطة السياسية والأمنية في المنطقة.
عراقيون عبروا على وسائل التواصل الاجتماعي عن آرائهم حيال التحولات السورية. قال أحدهم في تغريدة على منصة “إكس”: “انتهى عهد الأسد، لكن هل بدأت حقبة السلام؟ الفصائل التي تقود سوريا الآن قد تجلب معها فوضى جديدة، ونحن في العراق أول من سيدفع الثمن.”
بينما قالت مواطنة عراقية على فيسبوك: “الشعب السوري يستحق الفرح بعد 14 عامًا من الثورة، لكن يجب أن نحذر من القوى التي تملأ الفراغ بعد الأسد.”
في المشهد السياسي العراقي، تحدث عمار الحكيم، رئيس تيار الحكمة، بلهجة طمأنة قائلاً: “الأمور في العراق تحت السيطرة. رغم الأحداث السورية، فإن عراق 2024 مختلف جذريًا عن عراق 2014 من حيث التماسك المجتمعي والجهوزية الأمنية.”
بينما عبّر حيدر العبادي عن أمله في أن يكون هذا التحول “يوم وحدة وعدالة وسلام للشعب السوري”، لكنه لم يخف قلقه من تداعيات انهيار النظام السوري على الأمن الإقليمي.
على الجانب الآخر، جاء تصريح القيادي في تيار الحكمة حسن فدعم مثيرًا للجدل، إذ قال: “إذا فكر أحد في سوريا الجديدة بإسقاط النظام السياسي في العراق، سنجعل سوريا جزءًا من العراق.”
تصريح يعكس التوترات المتزايدة بين بغداد ودمشق، خاصة مع تحول سوريا إلى بؤرة محتملة للصراعات الإقليمية.
فيما تحدث رئيس مجلس النواب الأسبق، أسامة النجيفي، بنبرة تدعو للتفاؤل النسبي قائلاً: “المرحلة القادمة يجب أن تكون بعيدة عن الدم والانتقام، لبناء دولة متحضرة يستحقها الشعب السوري.”
لكن السؤال في الوقت نفسه عن قدرة القوى المتشددة على بناء هذه الدولة.
تحت هذا السقف المليء بالضبابية، اعتبر محللون أن سقوط النظام السوري خلق فراغًا استراتيجيًا قد يغيّر ميزان القوى في المنطقة.
و سوريا كانت جسراً رئيسياً للعراق على مستويات متعددة، وهو ما يضع بغداد أمام تحديات جديدة. ووفق تحليل نشره ناشط على منصة “إكس”: “العراق بحاجة إلى تعزيز التنسيق مع الحلفاء الإقليميين والدوليين لمواجهة التغيرات السريعة في سوريا.”
من جانب آخر، تبدو القوى الشيعية في العراق، وخاصة الفصائل المسلحة، قلقة من المتغيرات السورية. وفق مصدر سياسي مطلع تحدث من بغداد: “هذه القوى تنظر إلى سقوط الأسد كخسارة للحليف الاستراتيجي، وتتوجس من أن تقود المتغيرات إلى اضطرابات أمنية عابرة للحدود.”
وقال الباحث السياسية احسان الشمري: “الوضع السوري الجديد ليس مجرد شأن داخلي، بل هو أزمة هوية للمنطقة بأسرها”.
مع تصاعد الأصوات المحذّرة، يبقى مستقبل العلاقة العراقية السورية معلقًا بين أمل التغيير الإيجابي وخوف التداعيات الكارثية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: فی العراق
إقرأ أيضاً:
مدبّر مجزرة التضامن.. "صقر" نظام الأسد يثير الغضب في سوريا
أثار ظهور فادي صقر الملقب بـ"صقر الدفاع الوطني" ايام نظام الرئيس السوري المخلوع غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وخرجت مظاهرة غاضبة في حي التضامن بعد ظهور صقر في الحي وسط حراسة أمنية.
وكان صقر أبرز قادة ميليشيات الدفاع الوطني في نظام الأسد وهو متهم أساسي بارتكاب مجزرة التضامن في العاصمة السورية ومتهم بارتكاب جرائم بحق السوريين.
وصقر مسؤول عن تهجير وقتل كثيرين بحسب ناشطين خصوصا في معارك جنوب العاصمة.
وأشار ناشطون إلى ظهوره برفقة مسؤول الأمن العام في دمشق وسط أنباء عن تسوية وضع صقر دون محاسبة.
فيما تناقل ناشطون أن وجوده برفقة الأمن كانت لكشف المزيد من المتورطين.
ولم تعلق الحكومة السورية المؤقتة على هذه الأنباء حتى الآن.