أثارت العديد من الأسئلة المتعلقة بأحكام الطهارة اهتمام متابعي دار الإفتاء المصرية، ما دفع الدار إلى تقديم إجابات شاملة عبر منصاتها الرسمية لرفع اللبس عن تلك القضايا. من بين هذه الأسئلة، جاء استفسار من إحدى السيدات تسأل فيه: "هل نزول إفرازات بعد غسل الجماع يوجب الغسل مرة أخرى؟"

رد أمين الفتوى حول الإفرازات بعد الغُسل
أجاب الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، موضحًا أن الإفرازات الناتجة عن الجماع أو الجنابة تُوجب الغُسل مرة أخرى، حيث إنها تُعتبر استكمالًا لحالة الجنابة.

 أما إذا كانت تلك الإفرازات موجودة بصفة مستمرة نتيجة لعارض مرضي أو حالة طبيعية للجسم، فعلى السائلة الاكتفاء بالاستنجاء قبل الوضوء للصلاة، دون الحاجة لإعادة الغسل.

حكم الإفرازات المهبلية العادية
وفي سياق متصل، ردت دار الإفتاء على سؤال آخر يتعلق بحكم الإفرازات المهبلية العادية غير المرضية، والتي لا تكون ناتجة عن شهوة.

 وأوضحت الدار أن هذه الإفرازات تنقسم إلى حالتين:

1. إذا لم تكن متكررة وخرجت دون شهوة:
في هذه الحالة، تنقض الإفرازات الوضوء، ولكنها لا تستوجب الغُسل الكامل.

 يُكتفى بغسل الموضع وتغيير الملابس إن ابتلت، ثم الوضوء. ويمكن بهذا الوضوء أداء الفريضة وأي عدد من النوافل.

هل يجوز الاكتفاء بالاغتسال عن الوضوء؟.. اعرف الشروطهل يجوز الاغتسال من الجنابة دون التلفظ بالنية؟.. انتبه لـ5 حقائق


2. إذا كانت متكررة كحالة مرضية:
تُعامل هذه الإفرازات معاملة سلس البول، أي أن السائلة تتوضأ لوقت كل صلاة ولا يُسمح لها بالصلاة بنفس الوضوء أكثر من فرض.

 أما الثوب المصاب فلا يُشترط غسله في كل مرة، حيث إن الشريعة تتسامح مع مثل هذه الضرورات، استنادًا إلى قوله تعالى: {يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمۡۚ وَخُلِقَ ٱلۡإِنسَٰنُ ضَعِيفٗا} (النساء: 28).

هل يجوز للحائض تترديد الأذكار على السبحة
من جهة أخرى، ورد سؤال إلى الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، تسأل فيه إحدى السيدات عن جواز الذكر بالسبحة أثناء فترة الحيض. 

أكد الشيخ شلبي أن الذكر بالسبحة أثناء الحيض جائز شرعًا، ولا شيء فيه. 

واستشهد بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها الذي ذكرت فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه.

 كما أشار إلى قول النبي لعائشة حين حاضت أثناء أداء مناسك الحج: "افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري" (رواه البخاري ومسلم)، ما يدل على أن الذكر ليس مرتبطًا بالطهارة الكاملة.


دار الإفتاء شددت على أهمية الرجوع إلى أهل العلم في مثل هذه الأمور لتجنب الالتباس، مؤكدة أن الشريعة الإسلامية تسعى دائمًا للتيسير على المسلمين.

 وأضافت أن الدين الإسلامي يأخذ في اعتباره ضعف الإنسان وظروفه، ويُقدّم حلولًا عملية تتناسب مع حياة المؤمنين دون مشقة.

هذا التوضيح يأتي ضمن جهود دار الإفتاء المستمرة لتقديم الإرشاد الديني والرد على استفسارات الجمهور بأسلوب واضح ومباشر، يعكس روح الشريعة السمحاء وأحكامها العادلة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الجماع أحكام الطهارة العادية المزيد دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

حكم المجاهرة بالذنوب والمعاصي وبيان خطورة ذلك

قالت دار الإفتاء المصرية، إن كل إنسان مُعرَّض للوقوع في الخطأ، ولكن الإصرار على الذنوب وعدم التوبة منها وخيم العواقب، في الدنيا والآخرة؛ فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ» أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه.

وممَّا يعظُم به الذنب أن يتمّ المجاهرة به، بأن يرتكبَ العاصي الذنب علانية، أو يرتكبه سرًّا فيستره الله عزَّ وجلَّ لكنَّه يُخبر به بعدَ ذلك مستهينًا بسِتْر الله له؛ فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الْعَبْدُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا ثُمَّ يُصْبِحُ قَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ: يَا فُلَانُ قَدْ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ فَيَبِيتُ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللهِ عَنْهُ» متفق عليه.

والمراد بالمجاهرة مَنْ يُعلن فعله بالمعصية؛ أي الذي يخبر الناس بها، ويشتهر بها؛ يقول العلامة زين الدين عبد الرؤوف المناوي الشافعي في "فيض القدير" (5/ 11، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(إلا المجاهرين)؛ أي: المعلنين بالمعاصي المشتهرين بإظهارها الذين كشفوا ستر الله عنهم] اهـ.

وأوضحت الإفتاء أن النصوص الشرعية الكريمة من الكتاب والسنة المطهرة اتضح أن من ارتكب ذنبًا أو إثمًا عليه أن يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، كما عليه أن يكثر من الاستغفار وتلاوة القرآن والصلاة والصدقة: ﴿فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [المائدة: 39].

وأوضحت الإفتاء أنه ورد أن هذه القربات تمحو الخطايا، داعية الله تعالى قبول التوبة من التائبين وأن يهدينا جميعًا الصراط المستقيم.

قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر: 53].

وقال جل شأنه: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 133-135].

وقال عز من قائل: ﴿إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الفرقان: 70].

وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الإمام البخاري: «وَاللهِ إِنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً».

 

مقالات مشابهة

  • الأزهر للفتوى: الوضوء والصلاة علاج الغضب
  • دعاء النبي عند نزول الضرر: علاج اليأس بكلمات بسيطة
  • حكم رد الهدية دون سبب شرعي .. دار الإفتاء تجيب
  • حكم تخصيص شهر رجب بعبادة معينة.. دار الإفتاء تجيب
  • ينشر 4 الفجر // هل البسملة آية في سورة الفاتحة ؟.. الإفتاء توضح
  • حكم توزيع الصدقات على الفقراء في المقابر.. دار الإفتاء ترد
  • حكم الصيام في رجب وما هي صحة الأحاديث الواردة عنه.. دار الإفتاء تجيب
  • مكانة عقد الزواج وخطورته في الشريعة الإسلامية.. الإفتاء توضح
  • حكم المجاهرة بالذنوب والمعاصي وبيان خطورة ذلك
  • حكم قول زمزم بعد الوضوء.. الإفتاء توضح