وفاة ممرضة بريطانية وإصابة فنانات بمضاعفات خطيرة.. حقنة التخسيس في قفص الاتهام
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
من بريطانيا ظهرت حقنة التخسيس «مونجارو» كحل اعتقدت الحكومة هناك أنه الأمثل والسحري للتخلص من البدانة، حيث وزعت الآلاف منها على المواطنين، لكن لم يمضِ وقت طويل حتى سجلت المملكة المتحدة أولى الضحايا بوفاة الممرضة سوزان ماكغوان، التي فارقت الحياة بعد تلقيها جرعتين فقط.
حقنة التخسيس «مونجارو» أصبحت أشبه بـ«السم» في وجبة مغرية، إذ أظهرت نتائج فعالة في إنقاص الوزن والتحول إلى قوام ممشوق، ما دفع العديد من المشاهير على مستوى العالم لتجربتها خاصة الفنانات، ومع ذلك، أصيبت بعضهن بمضاعفات خطيرة مثل «شلل المعدة»، ومن بينهن الفنانة الشابة هند عبدالحليم، ثم عادت هذه الحقنة إلى دائرة الضوء مجددًا بعد إدراجها رسميًا في بريطانيا ضمن الأدوية التي لا يجب أن تُصرف للمواطنين دون وصفة طبية.
حقنة التخسيس «مونجارو» «Mounjaro» هي في الأصل علاج مخصص لمرضى السكري من النوع الثاني، حيث تحتوي على المادة الفعالة «التيرزيباتيد»، وتعمل هذه المادة على خفض مستوى السكر في الدم من خلال تحفيز إفراز الأنسولين وإبطاء عملية امتصاص الطعام في الجهاز الهضمي، ما يساعد على تعزيز الشعور بالشبع.
القصة الكاملة لحقنة التخسيس مونجارووفي السطور التالية، ترصد «الوطن» القصة الكاملة لحقنة التخسيس مونجارو.
بدأت القصة في منتصف أكتوبر 2024، عندما قررت الحكومة البريطانية استخدام حقن إنقاص الوزن لمعالجة ارتفاع معدلات البدانة في البلاد، وجاء هذا القرار لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة وللتصدي للأمراض المزمنة المرتبطة بالبدانة، وذلك عقب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية لعام 2022، كشف أن المملكة المتحدة تسجل معدلات بدانة أعلى من أي دولة في الاتحاد الأوروبي باستثناء مالطا.
استثمرت الحكومة البريطانية 279 مليون جنيه إسترليني بالتعاون مع شركة «إيلاي ليلي» الأمريكية، لإجراء تجربة على مدى خمس سنوات مقبلة لاستخدام الحقن في إنقاص الوزن، وشملت التجربة توزيع الحقن على 3 آلاف مريض، مع التأكيد على ضرورة تعديل نمط حياتهم أيضًا، وفقًا لما نشرته «مونت كارلو» الدولية.
خطة الحكومة البريطانية لم تكن الأولى، لاستخدام الحقنة في هذا الأمر، إذ كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة «جاما إنترنل ميدسين»، وشملت التحليل لأكثر من 18 ألف مريض بين مايو 2022 وسبتمبر 2023، أن المرضى الذين تناولوا علاج «مونجارو» فقدوا وزنًا كبيرًا، إلا أنها لم تتناول بالتفصيل الآثار الجانبية المحتملة للعقار، وهو ما أدى إلى وقوع العديد من المشكلات لاحقًا.
وفاة ممرضة بسبب حقنة التخسيس مونجاروولم يمر الكثير على توزيع الحقنة على المواطنين البريطانيين، وانتشارها في جميع أنحاء العالم، بما فيها مصر، وأصيب بعض الضحايا بأضرار بالغة، وتوفيت ممرضة بريطانية، في نوفمبر الماضي، بعد تناولها جرعتين منها.
ووفقًا لـ «BBC» فإن الممرضة سوزان ماكغوان «58 عامًا» اشترت العلاج من دون وصفة طبية من صيدلية على الإنترنت، وصاحبها أعراض شديدة الألم مع الجرعة الثانية، إذ أصيبت بفشل أعضاء متعدد وصدمة إنتانية والتهاب البنكرياس، ولفظت أنفاسها الأخيرة.
فنانات مصريات ضحايا للحقنأما في مصر، فمنذ حوالي شهر هند عبدالحليم بشلل المعدة خلال الشهر الماضي بسبب الحقنة ذاتها، كما حذرت منها أيضًا الفنانة الكبيرة إلهام شاهين التي خسرت الكثير من وزنها.
كيف تتسبب حقن التخسيس مونجارو شلل المعدة؟وفي هذا الصدد، شرح الدكتور محمد خورشيد، أستاذ الجهاز الهضمي، لـ«الوطن» كيف تتسبب حقن المونجارو شلل المعدة، إذ تقلل حركتي المعدة والأمعاء، فتكون غير قادرة على الانقباض بشكل طبيعي، ما يزيد من الشعور بالشبع، بسبب حركة الغذاء البطيئة، ومن هنا يحدث عسر الهضم ثم تلف الأعصاب والعضلات، ينتهي بتحول الطعام لكتل صلبة تتسبب في انسداد الأمعاء، وحدوث خلل وظيفي دائم لا يمكن علاجه بسهولة.
الصحة تحذر من حقن التخسيس مونجارووكانت وزارة الصحة والسكان، والهيئة العامة للدواء، أطلقتا تحذيرات خلال الشهر الماضي، من مخاطر حقن التخسيس، خاصة بعد إصابة عدد من المواطنين بمضاعفات صحية بالغة بعد الحصول على هذه الحقن لإنقاص الوزن بصورة أسرع، دون اتباع حمية غذائية محددة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مخاطر حقن التخسيس شلل المعدة حقن المونجارو المونجارو
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: مسؤولون عسكريون سوريون متهمون بارتكاب جرائم حرب مع سقوط الحكومة
يمن مونيتور/قسم الأخبار
وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات إلى مسؤولين عسكريين سوريين بارزين بارتكاب جرائم حرب ضد مواطنين أمريكيين وآخرين في سجن سيئ السمعة في دمشق خلال الحرب الأهلية السورية، وذلك وفقًا للائحة اتهام تم الكشف عنها يوم الاثنين.
وتمثل هذه اللائحة المرة الأولى التي توجه فيها الولايات المتحدة تهمًا جنائية لمسؤولين سوريين كبار بشأن سلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان التي استخدمت لإسكات المعارضة ونشر الخوف في البلاد.
ولا يُعرف مكان وجود المسؤولين، جميل حسن وعبد السلام محمود، ولكن اللائحة توضح بجلاء أن الولايات المتحدة تهدف إلى محاسبة أولئك الذين كانوا في أعلى المستويات من الحكومة السورية.
وشغل جميل حسن منصب رئيس إدارة المخابرات الجوية، فيما كان عبد السلام محمود، وهو عميد في وحدة المخابرات الجوية، مسؤولًا عن السجن الموجود في قاعدة المزة الجوية في دمشق وعن العمليات في تلك القاعدة.
ووفقًا للائحة الاتهام، التي تم تقديمها تحت ختم سري الشهر الماضي في محكمة فدرالية في شيكاغو، “سعى حسن ومحمود إلى بث الرعب وترويع وقمع أي معارضة أو معارضة مفترضة للنظام”.
وتم الكشف عن اللائحة بعد يوم واحد من إسقاط المعارضة السورية لحكومة الرئيس بشار الأسد. وسيحتاج حسن ومحمود إلى المثول أمام محكمة فدرالية في شيكاغو للمحاكمة، لكن التهم توفر الآلية القانونية للسلطات الأمريكية للقبض عليهما إذا تم العثور عليهما.
فر الأسد، المعروف بوحشيته خلال الحرب الأهلية التي استمرت 13 عامًا، إلى روسيا، التي ساعدته مع إيران في البقاء في السلطة.
وبصفتهما من القيادات البارزة تحت حكم الأسد، أشرف حسن على حملة قمع ضد المواطنين السوريين ازدهرت فيها منظومة وحشية من الاعتقالات والتعذيب، أما محمود، فقد كان مسؤولًا عن سجن قاعدة المزة الجوية وعن العمليات فيها.
اتهم حسن ومحمود، إلى جانب متآمرين آخرين غير مسمّين، “بارتكاب جريمة حرب تتمثل في التآمر المتعمد على ارتكاب معاملة قاسية وغير إنسانية”، وفقًا للائحة الاتهام، التي أوضحت أنهما سعيا لإلحاق “إيذاء جسدي خطير بالضحايا تحت سيطرتهم”، بما في ذلك مواطنون أمريكيون ومعتقلون آخرون في سجن المزة، حيث قيل إن الرجلين كان لهما مكاتب هناك.
وتصف لائحة الاتهام التعذيب الذي مارسه مسؤولون عسكريون سوريون بين عامي 2012 و2019، والذي شمل الصعق بالكهرباء، وخلع أظافر أصابع القدم، وحرق السجناء بالأحماض، وضربهم بشكل منتظم.
كان الرجلان أساسيين في مساعدة الأسد على إسكات المعارضة، باستخدام التعذيب والخوف منه للحفاظ على حكمه لأكثر من عقد وانتهى حكم الأسد قبل أيام عندما استولت المعارضة على أكبر مدن البلاد، حلب، والعاصمة دمشق، وأسقطت حكومته، وأطلق الثوار سراح السجناء، والعديد منهم يُعتقد أنهم مدنيون أبرياء.
وكان كل من حسن ومحمود معروفين جيدًا للمدافعين عن حقوق الإنسان والحكومة الأمريكية فقد فرضت الولايات المتحدة في عام 2012، عقوبات على الأسد ودائرته المقربة، بما في ذلك حسن، لارتكابهم أعمال عنف ضد المدنيين.
وفي منتصف نوفمبر، قبل ثلاثة أيام من صدور لائحة الاتهام عن هيئة محلفين كبرى ضد الرجلين، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها قيدت قدرة محمود على السفر “بسبب تورطه في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب أو المعاملة القاسية أو غير الإنسانية أو المهينة”.
ولم يرد متحدث باسم مكتب المدعي العام الأمريكي في شيكاغو على طلب للتعليق بشأن سبب انتظار المدعين أكثر من 20 يومًا للكشف عن لائحة الاتهام.
ويحقق المدعون في شيكاغو في قضية حسن وآخرين منذ عام 2018، عندما فتحت وزارة العدل قضية تتعلق باحتجاز وقتل عاملة إغاثة أمريكية تدعى ليلى شويكاني.
وسافر عملاء من مكتب التحقيقات الفدرالي إلى أوروبا والشرق الأوسط لمقابلة الشهود، بمن فيهم الشخص الذي قد يكون دفن السيدة شويكاني.
ولا تذكر لائحة الاتهام اسم السيدة شويكاني، التي احتُجزت بالقرب من دمشق لمدة تقارب السنة في ثلاثة مرافق اعتقال معروفة باستخدامها للتعذيب: منشأة في مطار المزة، وسجن عدرا المدني، وسجن صيدنايا العسكري.
وقالت دينا كاش، وهي شاهدة لمكتب التحقيقات الفدرالي كانت معتقلة في سجن المزة، في مقابلة إن المحققين طلبوا أسماء زملاء المعتقلين ومعلومات عن كيفية معاملتهم.
وأضافت أن الحراس السوريين ضربوها حتى أسقطوا أسنانها وأجبروها على الاستماع إلى صرخات سجناء آخرين أثناء تعذيبهم، كما قتل الحراس زوجها.
وأكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، كريستوفر راي، في بيان، عزمه على محاسبة الرجلين وقال: “حسن ومحمود أشرفا، وفقًا للتقارير، على استخدام منهجي لمعاملة قاسية وغير إنسانية ضد أعداء النظام السوري، بمن فيهم مواطنون أمريكيون”.