بوابة الوفد:
2024-12-28@04:33:58 GMT

الوفد أكبر من هزل الحنجورى «أبوعيطة»

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

كمال أبوعيطة أمره غريب وشأنه مريب، يتدخل فيما لا يعنيه، فمؤخراً خرج علينا بتصريح يدعو إلى السخرية وعدم الوعى أو الكياسة السياسية من منطلق الأفكار الحنجورية التى لم تعد تنفع فى زمننا هذا، وكلنا يعلم أن «أبوعيطة» الحنجورى، مثل كل الحنجوريين الذين يتشدقون بالشعارات غير المناسبة التى ولّى زمانها من عقود طويلة.

. التساؤل هو: لماذا تتدخل فى شئون حزب الوفد، وما علاقتك أصلاً بسياسات الحزب، وماذا تريد من هذه السخرية التى لا فائدة منها؟.. وما الذى تستفيد منه فى هذا الشأن؟ ألا تعلم أن الحنجوريين الآن لا مكان لهم فى مصر الجديدة منذ ثورة 30 يونيو؟!

مؤسسات حزب الوفد كاملة أيدت ترشيح الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس الحزب، لخوض الانتخابات الرئاسية، ابتداءً من الهيئة العليا للحزب وكافة أعضاء المكتب التنفيذى واتحادات المرأة، والشباب، إضافة إلى رؤساء اللجان العامة بالمحافظات وسكرتيرى عموم هذه اللجان، ونزيد على ذلك أعضاء الهيئة الوفدية، وهم الذين يمثلون الجمعية العمومية للوفديين، كل هؤلاء جميعاً قرروا تأييد ترشيح رئيس الحزب فى هذا الاستحقاق السياسى المهم، أليس هذا جد الجد وليس هزلاً كما يزعم «أبوعيطة» الحنجورى؟! أم أن الهوى الذى يتحرك من خلاله «أبوعيطة» لا يتماشى مع هذه الديمقراطية الوفدية الحقيقية، التى لا يعرفها كل الحنجوريين أصحاب الصوت العالى فى الباطل؟!

ثم أى طريقة يا «أبوعيطة» التى تتحدث عنها فى موقع نكرة، تريد مؤسسات حزب الوفد أن تفعلها؟!

وفى الديمقراطية التى لا تعرفها، ليس شرطاً أبداً أن يكون هناك إجماع، فنسبة المائة فى المائة التى ابتدعها الاتحاد الاشتراكى قديماً انتهت ولم تعد تنفع الآن، لأن حكم الفرد الواحد الذى يأمر والكل يمتثل له ولّى إلى غير رجعة، وأن زمن الهتّيفة ومن على شاكلتهم، لن يعود مرة أخرى فى حياتنا السياسية، ثم ألا تعلم أن هناك مادة فى الدستور وهى المادة الخامسة والتى تقضى بالآتي «يقوم النظام السياسى على أساس التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة والفصل بين السلطات والتوازن بينها وتلازم المسئولية مع السلطة واحترام حقوق الإنسان وحرياته المبينة فى الدستور».. هذه المادة يا «أبوعيطة» تعنى ضرورة مشاركة الأحزاب السياسية فى أهم استحقاق سياسى تشهده البلاد قريباً، ولأن حزب الوفد أكبر حزب سياسى فى مصر، وله قواعده الشعبية الواسعة فى جميع أنحاء الجمهورية، إضافة إلى لجانه الواسعة فى القرى والكفور والمدن، دفع بمرشح فى هذه الانتخابات، وجاء الاختيار على رئيس الحزب لخوض هذا الاستحقاق السياسى، وبذلك تكون أنت «يا حنجورى» تتحدث عن الجد بهزل شديد، وليس حزب الوفد هو الهزل فى مجال الجد.

وأعلم جيداً أن الحنجوريين وأمثالهم ومن على شاكلتهم لا يريدون لحزب الوفد أن تقوم له قائمة ولديهم عداء متأصل ورثوه من كبير الحنجوريين الذى اعتلى السلطة فى يوم من الأيام.

وأعرف أيضاً أن من كان بيته من زجاج لا يجب عليه إلقاء الآخرين بالحجارة، وأستغرب أيضاً من تصرفات هذا الرجل الذى يتدخل فيما لا يعنيه، رغم أنه كان فى يوم من الأيام وزيراً حنجورياً فشل فى كل الملفات المطروحة عليه.. وليعلم أمثالك أن مصر الجديدة لا مكان فيها لكل الحنجوريين الذين لا يعرفون سوى إثارة الفتنة والقلاقل من أجل أهدافهم الخاصة التى باتت مكشوفة ومعروفة لجموع المصريين الذين يتمتعون بالوعى والكياسة والفطنة.

فعلاً «الحنجورى» هو الذى يتحدث هزلاً فى مجال الجد، وحزب الوفد الضارب فى جذور التاريخ لا يعرف الهزل أبداً منذ المؤسس الأول الزعيم خالد الذكر سعد زغلول، مروراً بالزعيمين خالدى الذكر مصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين، وكل رؤساء الحزب من نعمان جمعة ومصطفى الطويل ومحمود أباظة والسيد البدوى وبهاء الدين أبوشقة وحتى عبدالسند يمامة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوفد حزب الوفد حزب الوفد

إقرأ أيضاً:

ترند «المعلم»

فى أثناء شرح المعلم الدرس يتقدم طالب ويطلب بابتسامة خجولة ان يبسط معلمه يديه أمامه، يطيعه وهو فى حالة استغراب ولكنه يفعل، وفى أقل من ثانية يضع بين راحتيه قطعة من الشيكولاتة الصغيرة، يبتسم المعلم متصورا انه يريد ان يشكره عن شرحه الوافى بطريقته، ولكن سرعان ما يتدفق تلاميذ المعلم نحوه كل يضع ما يجود به مصروفه من قطع الحلوى وزجاجات المياه الغازية الصغيرة، وحتى أكياس الشبيسى الملونة فى تظاهرة حب وتقدير لمعلمهم، فيحاول المعلم ان يتماسك ولكن تمتلئ عيناه بالدموع تأثرًا بهذا الحب الجارف من طلابه.
هذا المشهد الاستثنائى الذى يجتاح موقع التواصل الاجتماعى الشهير «التيك توك» منذ عدة أيام حتى وصل ان يكون «ترند» تقريباً فى كل محافظات مصر، يعيد مرة أخرى قيمة إنسانية كبيرة فى تصورى افتقدناها منذ سنوات بعيدة ، تعلى من قيمة المعلم ومدى تأثيره في طلابه وقدرته فى اكتشاف مواهبهم ومناطق النور والإبداع لديهم، فهم بهذا الفعل البسيط يريدون ان يرسلوا رسالة للمجتمع مفادها: نحن نحب معلمنا فهو يساعدنا على تحقيق أحلامنا.
ولا أعرف إذا كان هذا التكريم العفوى والبسيط اختراعًا مصريًّا إنسانيًّا انتشر كالنار فى الهشيم عبر موقع «التيك توك» الشهير، أم نحن من استحضرنا التجربة فى محاولة لرد الجميل والقيمة للمعلم، فقد تابعت فيديوهات بالطقس الطلابى نفسه داخل الفصول وفى حرم الجامعات فى تونس ولبنان وحتى فى الدول الغربية.
المشهد لا يتعدى الستين ثانية بالضبط ولكنه كان قادرا على ان يطهر ذاكرة أجيال سابقة تحترم المعلم وتقدر قيمته ولكنها وقعت ضحية أعمال سينمائية وتليفزيونية تصور المعلم بالشخص الانتهازى الذى لا هم له غير جمع المال من الدروس الخصوصية.
ماذا لو أتيح لى أن أعود بالزمن وأشارك فى أحد هذه الفيديوهات المبهجة احتفالًا «بالمعلم»؟ من ستسعفنى الذاكرة لكى أطلب منه ان يبسط يديه فأقوم بتقبيلها امتنانًا وعرفانًا؟
الإجابة عن تلك الأسئلة صعبة، فالقائمة طويلة وكم من عراب ومعلم كان بالنسبة إليَّ بقعة ضوء تتحرك فتشع علمًا وثقافة ونصائح للحياة والعمل، أتذكر جيدًا أبلة «سميحة» معلمتى فى خامسة وسادسة ابتدائى، تلك المعلمة الفاضلة بملامح وجهها الأبيض المريح وقامتها القصيرة وهى تشرح لنا دروس اللغة العربية وتحببها إلينا بأسلوب بسيط وسلس.
أما فى الصفين الأول والثانى الإعدادى فكانت أبلة «فاطمة» الممتلئة الجسم والحنان والطيبة، تدخل الفصل فتنادى باسمى واسم زميلتى العزيزة التى لم أرها منذ أيام الجامعة «هناء شاكوش» مطالبة باقى الزميلات بأن يقرأن موضوع التعبير الخاص بى وبهناء فى إعجاب وحماس.
تزدحم الأسماء فى ذهنى ولكن تظل جملة أبلة «ناهد» معلمة الفلسفة والمنطق فى ثالثة ثانوى عالقة حينما أشادت بتفوقى فى مادتها متنبئة لى بأن أكون فى المستقبل مثلها مدرسة فلسفة شاطرة.
تأتى مرحلة التشكيل والتكوين لنعرف فى اى طريق سنسير فى هذه الدنيا، وأى معانٍ نبيلة سنعتنقها بداخلنا، تقفز فى الذاكرة على الفور معلمتى الأهم والأثيرة إلى قلبى متعها الله بالصحة والسعادة الدكتورة «عواطف عبدالرحمن» أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، التى كانت جارتنا فى بيت والدتى فى وسط البلد قبل انتقالها منذ سنوات للإقامة فى الجيزة، كان يفصل بين حجرتنا أنا وأخواتى وحجرتها حائط ، أوقات كثيرة قضيتها معها فبابها مفتوح لنا طول الوقت، هى من جعلتنى أعشق أفريقيا، وأعرف لأول مرة معنى الوطن الضائع فلسطين، ولا أنسى ثقتها بي وأنا مازلت فى بداية عملى بالصحافة، فأتمنتنى على سيرتها، وقمت بتسجيل أكثر من خمس وعشرين ساعة معها، حكت لى فيها ذكريات طفولتها وسنوات الزواج والعمل بالجامعة، لتخرج هذه الساعات على شكل أدب السيرة فى كتاب بعنوان «صفصافة».. و«صفصافة» بالمناسبة هى أخت جدتها الضريرة، والتى كانت معلمتها الأولى فى الحياة. 
أخيرًا هناك من رحل ولم أستطع ان أرثيه بكلمة واحدة من شدة حزنى وفقدى له، وهو أستاذى ومعلمى الجميل الحاضر الغائب «حازم هاشم» الرئيس الأسبق للقسم الثقافى بجريدة الوفد، الذى عملت تحت إشرافه محررة فى الصفحة أكثر من سبعة عشر عامًا، معلمى «حازم هاشم» لو قال لى أحد فى يوم ما إننى أكتب جيدًا فأنت صاحب الفضل فى ذلك.

مقالات مشابهة

  • الاستسلام العربى
  • ترند «المعلم»
  • هل يستطيع رئيس وزراء فرنسا الجديد حل الأزمة السياسية والمالية؟
  • مواطنة الوفد تشارك احتفالات الروم الأرثوذكس والكاثوليك بعيد الميلاد المجيد
  • حنان أبوالضياء تكتب: رعب سينما 2024 تحركه الدوافع النفسية ويسيطر عليه الشيطان
  • قدر مكتوب.. الزناتى: المنطقة العربية تعيش على صفيح ساخن
  • اللواء وائل ربيع: الجيش السوري لم يتلق رواتبه منذ 6 أشهر
  • فى ندوة "سوريا ومستقبل المنطقة".. الزناتى: الدول العربية تعيش على صفيح ساخن
  • مصطفى الفقي: أوباما كان سيلقي خطابه في مصر من جامعة الأزهر وليس القاهرة
  • أحملك مسؤولية تدمير حزب الوفد.. فؤاد بدراوي يجدد معركته مع عبدالسند يمامة