الشهيد القائد/ حسين بدرالدين الحوثي
سورة [الفاتحة] تقرر قضية مهمة، قضية مهمة جداُ هي: أن تفهم أن الصراط المستقيم صراط ناس، وأن صراط المغضوب عليهم صراط ناس، وصراط الضالين صراط ناس، الله يقول لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهو نبي يوحى إليه مباشرة يقول له: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}(الأنعام90) يعرض له قائمة من الأنبياء، إمش على مسيرة هؤلاء.
لماذا أمشي على مسيرة هؤلاء وجبريل يأتيني مباشرة من عندك؟! هكذا، لا بد، إنها مسيرة إلهية، لها أعلامها. هل محمد بحاجة أن يمشي وراء أحد من الأنبياء وجبريل يأتيه مباشرة من عند الله؟ فما معنى أن يقول الله له: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}؟ لأن هذه سنة إلهية، سنة إلهية، ومسيرة إلهية، تتجسد في مسيرة أوليائه من الأنبياء والصالحين، وورثة كتبه، وأعلام دينه.
{الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} أنعمت عليهم بماذا؟ بالمال، أو أنعمت عليهم بصحة الأجسام؟ نحن في مقام البحث عن الهداية، أي: الذين أنعمت عليهم بالهداية، هذا شيء آخر يؤكد إقرارنا بأن الهداية هي من عندك، إهدنا، وأولئك الذين هديتهم، ونحن نريد أن نسير على صراطك الذي هو صراطهم.
هم أيضاً ممن أنعمت عليهم بالهداية، أي: أن كل هدى يحصل للناس، يحصل لملك من ملائكة الله، أو يحصل لنبي من أنبياء الله، أو يحصل لأي إنسان هو من عند الله، لا أحد يستطيع أن يهدي نفسه بعيداً عن الله، لا أحد يستطيع أن يهدي نفسه، ويرشد نفسه، لا في حياته، ولا لآخرته بعيداً عن الله سبحانه وتعالى.
فهذه السورة تؤكد على مسألة الربط بالله، أنك بحاجة إلى أن ترتبط بالله مباشرة، حتى وإن كنت نبياً يوحى إليك، حتى وإن كنت تحفظ القرآن عن ظهر قلب، حتى وإن كان ذكاؤك على أرقى درجة من الذكاء، مهما كنت، إنك بحاجة إلى ارتباط يومي بالله؛ ليمنحك الهداية، وليبصرك صراط الذين أنعم عليهم.
{غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ} أولئك الذين طريقهم طريق باطل بتمرد مع علم. {وَلاَ الضَّالِّينَ} وهم الكثير، طريقتهم ضالة، وهم على ضلال، علموا أو لم يعلموا. نحن لا نريد أن نسير في طريق هؤلاء، ولا في طريق هؤلاء. إلهنا اهدنا إلى صراطك المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم، ولا الضالين.
يقال في تفسيرها، بأن المغضوب عليهم: هم اليهود، والضالين: النصارى. الآن في الدنيا الطريقة التي ترسم في العالم هذا كله طريق من؟ أليست طريق اليهود والنصارى؟ نحن المسلمون هل يهمنا هذا الأمر، ونحن نرى أن
الطرق التي تسيطر في هذه الدنيا، الصراط الذي يرسم للبشرية في هذه الدنيا، حتى داخل بلدان المسلمين، هو صراط اليهود، وصراط النصارى، طريقة اليهود، وطريقة النصارى!.
الطريقة التي رسموها للبشر يسيرون عليها في كل مجالات حياتهم: في السياسة، والاقتصاد، والثقافة، وغيرها، أليست كلها من عند اليهود والنصارى؟ أليسوا هم الآن من يرسمون طريقين؟ طريقين في الدنيا، ونحن المسلمون مع علمنا بذلك لا يهمنا، ونحن نرى أن الدنيا غارقة في بحر من الضلال، يتمثل في صراط الذين غضب عليهم، وصراط الضالين، لا يهمنا أن نبحث عن صراطه المستقيم: صراط الذين أنعم عليهم! هل يهمنا هذا؟ القليل من الناس من يهمه هذا، ممن يعرفون أن الهداية قضية مهمة، وأنه أن يسير على طريق اليهود، أو على طريق رسمها النصارى، أو رسمها اليهود، أن هذا ضلال.
الله يقول لنا في سورة [الفاتحة] التي نقرؤها كل يوم، نحن لا نريد طريق الضالين، نحن لا نريد طريق المغضوب عليهم، أليس هذا ما تعنيه [الفاتحة]: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؟ نحن لا نريد الضالين، لا نريد المغضوب عليهم، نقول يومياً هكذا: لا نريد طريقهم، لا نريد صراط الذين غضبت عليهم، لا نريد صراط الذين هم ضالون، ونحن نسير على صراطهم، ونحن نمشي على طريقتهم، ونحن نتثقف بثقافتهم، وتحكمنا قوانينهم، وسياستنا تسير على الأسس التي وضعوها!!.
لأننا لا نفهم، نتحدث ولا نفهم، نصلي ولا نفهم، ونرى كل شيء من حولنا ضلال، وباطل، ولا يهمنا ذلك، وكأن كل شخص منا لديه [تصاريف] التي يسمونها [تصاريف] أو لديه مناعة بأنه لا يمكن أن يضل! ضلال هكذا تلقائياً، كل واحد منا مع علمه بأن الدنيا مليئة بالضلال يتصرف لا يهمه أن يبحث عن الهدى، ولا أن يهتدي، ولا يهمه الموضوع، أنه ربما أكون على ضلال، ربما أكون على ضلال، لا احد يتساءل، نمشي في الدنيا وكأننا محصنين، لدينا مناعة من الضلال أليس هذا هو الشعور السائد لدينا؟ كل شخص يمشي في الدنيا وكأن لديه مناعة من الضلال، أو هو لا يبالي ضل أو لم يضل، المهم أن أمشي [وين ما غدَّرت باتت] لا يهمه أن يقع في الضلال ولكن هذه السورة تؤكد لنا، ونحن نقرأها كل يوم عدة مرات: أن قضية البحث عن الهداية قضية مهمة، وأن الوقوع في صراط المغضوب عليهم، أو في صراط الضالين قضية خطيرة جداً، تتردد على مسامعنا كل يوم عدة مرات، كم نقرأ الفاتحة في اليوم والليلة؟ عددوا، الفرائض مع النوافل التي نصليها كم تطلع الفاتحة؟ كم، كم تطلع؟ ما يقرب من عشرين مرة نقول في اليوم الواحد {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.
عشر مرات بالنسبة للفرائض، ألسنا نقرؤها في الصلاة الواحدة مرتين نقرؤها؟ بل الآخرون يقرؤونها أكثر منا، في اليوم أضعاف، أليس الوهابيون يقرؤونها في كل ركعة؟ [عادهم مننا وكذاك].
فلاحظ أنه هذا العدد الكبير في اليوم والليلة، ونحن لا نفهم بعد، لا نلتفت ونتساءل لماذا أردد هذه العبارة في اليوم والليلة هذا العدد الكبير؟ لماذا؟ هل أحد يتساءل؟ لا نتساءل، ونصلي، يصلي واحد عمره لما قد هو شيبة، لا يتساءل، لا يقف مرة مع نفسه يتساءل لماذا تفرض الفاتحة بالذات من بين كل السور؟ ولماذا نرددها هذا العدد كل يوم وليلة، ماذا يعني؟.
ستجد أن الفاتحة – كما قلنا سابقاً – الذي أخذ أكثر مساحة فيها هي مساحة الهداية، والخوف من الضلال. القرآن بكله يدور حول هذا الموضوع، هو أن يهدي الناس، ويبعدهم عن الضلال، وهذا هو خلاصة القرآن، خلاصة الدين بكله، خلاصة أن هذا العمل بكله هو أن نهتدي، ونبتعد عن الضلال.
لكن لا يهمنا أن نهتدي، ولا نبالي أن نقع في الضلال، هذه هي المشكلة، الله رحيم بنا، ولاحظ هذه من مظاهر رحمته أنك تجد الصلاة مظهر من مظاهر رحمته؛ لأنه داخل الصلاة يذكرك بأشياء مهمة داخلها.
{اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} جعلها ذكر نردده عدة مرات؛ لأنه يريد لنا أن لا نقع في الضلال؛ لأن الضلال خطير علينا، في الدنيا وفي الآخرة.
ماذا أعمل لكم سأشرِّع لكم صلاة تذكرون فيها، ترددون فيها هذا الذكر، ولكن نردده ولا نلتفت ماذا يعمل الباري لنا، هل هناك وسيلة أخرى؟ عمل كل شيء، الشيء الذي لا يمكن أن يعمله أبوك، ولا أمك، ولا أرحم الناس بك.
قد تأتي أمك تقول لك: [با تحرق] مرتين، ثلاث، أليس كذلك؟ بعدها ستقول: [بو يدا، لا جِعْلك] أليسوا يقولون هكذا أحياناً؟ أبوك يقول لك: [ارجع يا ِولَيد، إرجع يا وليد] مرتين، ثلاث، [أحسن لك ترجع، ولا فبويدا، إن شاء الله تسقط من على جِلْح] على ما بيقولوا… ماذا يمتلك أبوك، أو أمك؟ تردد تحذيرك، وتنبيهك على الخطورة. أما الله فيذكِّرنا في الصلاة قولوا دائماً: {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}؛ لأن الهداية مهمة بالنسبة لكم، والضلال خطير جداً عليكم في حياتكم، ووراءه جهنم، رددوها كل يوم عدة مرات، رددوها.
رددناها ولكننا لا نفهم ماذا يعمل لنا الله، ماذا يعمل بعد هذا، مظهر من مظاهر رحمته العظيمة، مظهر من مظاهر أنه رحيم بنا، رؤوف بنا؛ ولهذا جاءت آية: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} متكررة، بسم الله الرحمن الرحيم. تجد رحمة الله ماثلة أمامك في كل شيء بشكل لا أحد من الناس مهما كان يرحمك يمكن أن يكون على هذا النحو أبداً. لكن كما قال الله: {قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}(عبس17) {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}(الأحزاب72).
الإنسان ظلوم جهول، جهول لا يرضى أن يفهم، لا يرضى أن يعقل {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}(الأحزاب72) ظلوم، جهول، يظلم نفسه، ويظلم الآخرين، ويتنكر للنعم عليه، وجهول، يعجبه أن يبقى جاهلاً، لا يفهم، لا يرضى أن يفهم تعليم إلهي يتكرر، ينبهنا على قضية مهمة. ولاحظوا كم أعمارنا! قد يكون أنا عمري أربعة وأربعين سنة، وعمر آخر قد يكون خمسون سنة، أو ثلاثين سنة، أو عشرين سنة، كم تصلي أنت في العشرين السنة؟! هل وقف أحد منا مرة من المرات خلال العشرين سنة، أو الأربعين سنة، وهو يصلي ليتساءل أنه يريد أن يفهم معاني الصلاة؟ ويفهم أنه لماذا [الفاتحة] ولماذا نردد {اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}؟ وماذا يعني كل هذا؟ وماذا يدل عليه بالنسبة لله سبحانه وتعالى؟ من أنه دلالة على رحمته العظيمة بنا لا نتساءل نركَّع يومياً صلاة جوفاء، وسنة بعد سنة، ستين سنة، سبعين سنة، ويموت وهو بعد لم يعرف الصلاة، أليس هذا من الظلم، والجهالة؟ {إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}.
دروس من هدي القرآن الكريم
»وأقم الصلاة لذكري«
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المغضوب علیهم نحن لا نرید فی الدنیا قضیة مهمة لا یهمنا عدة مرات فی الیوم من مظاهر لا نفهم ع ل یه م کل یوم
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تحتفي بتكريم معلمي وخريجي مشروع الإجازة القرآنية
المعمري: نحرص على تشجيع حفظة كتاب الله.. وبرنامج حافل لإحياء ليالي رمضان
كرّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عمان، مساء أمس المجازين وحفظة القرآن الكريم في حفلها السنوي لعام 1446هـ/2025م، والذي أقيم في جامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر تحت رعاية معالي الشيخ سالم بن مستهيل المعشني المستشار بديوان البلاط السلطاني وبحضور معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري، وزير الأوقاف والشؤون الدينية.
شهد الحفل تكريم 272 مدرّسًا ومدرّسة، بالإضافة إلى 113 خريجًا وخريجة يمثلون خمس دفعات متتالية تخرجوا بين عامي 2018 و2024، في إطار مشروع "الإجازة القرآنية"، كما تم تكريم 20 خريجًا حصلوا على السند المتصل غيبًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءات القرآنية، بينما أُجيزت 69 مجازة غيبًا في قراءة الإمام عاصم أو أحد راوييه، وأتقن 34 مشاركًا تلاوة القرآن الكريم.
وأكد معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري على أهمية تكريم هذه الكوكبة المتميزة من المجازين وحفظة القرآن، مشيرًا إلى أن هذا الحفل يأتي تتويجًا لجهودهم في العناية بكتاب الله عز وجل، من حفظ وترتيل وتجويد. وأوضح أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بالقرآن الكريم على كافة الأصعدة، بما في ذلك حفظه وتدبره وتعليمه.
كما أشار معاليه إلى أهمية استخدام التقنيات الحديثة لتسهيل عملية حفظ القرآن الكريم، متحدثًا عن برنامج تعليم القرآن الكريم الإلكتروني الذي دُشّن قبل عشر سنوات، والذي أثبت نجاحه في تخريج حفظة للقرآن الكريم والمجازين. وبيّن أن البرنامج الإلكتروني "عن بُعد" حصل على المركز الأول على مستوى العالم في خدمة القرآن الكريم، مما يسهم في تسهيل الجهد والوقت والمال في حفظ وتجويد القرآن.
وفيما يخص تشجيع المجتمع على تعلم علوم القرآن الكريم، أكد معاليه أن سلطنة عمان تحرص على نشر مدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم في الجوامع والمساجد، وأن برنامج تعليم القرآن الإلكتروني يعد بيئة مناسبة لتحفيز الأجيال الجديدة على حفظ القرآن الكريم، خاصة مع قرب شهر رمضان المبارك.
وأكد معاليه على استعدادات الوزارة لشهر رمضان المبارك، مشيرًا إلى أنها ستنفذ عددًا من البرامج والأنشطة في مختلف القطاعات خلال الشهر الفضيل، مؤكدًا أن هذه الفرصة تعد مناسبة عظيمة للتفرغ للعمل الخيري والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى.
واستعرض الحفل الإنجازات العديدة لبرنامج تعليم القرآن الكريم الإلكتروني الذي أُطلق في عام 2015، وحقق جائزة أفضل برنامج إلكتروني لخدمة القرآن الكريم على المستوى الدولي في جائزة الكويت الدولية لعام 2018. وقد شهد البرنامج إقبالًا كبيرًا من الطلاب، حيث ارتفع عدد الملتحقين من 1000 إلى أكثر من 3500 طالب.
تجارب المشاركين
وقد أعرب داود بن سليمان الظفري إمام وخطيب في ولاية السيب، عن سعادته وفخره بالمشاركة في الحفل السنوي لتكريم المجازين والمجازات، والحافظين والحافظات، ومعلمي القرآن الكريم في برنامج التعليم عن بُعد. وقال الظفري: "اليوم أعتبر نفسي من بين المعلمين الذين أسهموا في برنامج التعليم عن بُعد لتعليم القرآن الكريم، مراجعة الحفظ، وتصحيح التلاوة لمختلف الأعمار في سلطنة عمان. وهذا شرف لنا كبير".
من جانبها تحدثت حميدة بنت حمود الجابرية، رئيسة مركز التعليم والإرشاد النسوي بمحافظة الظاهرة، عن تجربتها في مسار أخذ القراءات ضمن برنامج وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، قائلة: "التحقت بهذا البرنامج منذ عامين، وأنا الآن حاصلة على قراءة الإمام عاصم بروايتي شعبة وحفص، وكذلك قراءة الإمام خلف العاشر. وأنا الآن في مرحلة دراسة قراءة الإمام أبي عمر البصري بروايتي الدوري والسوسي." وأضافت الجابرية: "أعتبر هذه التجربة رائعة ومباركة، فقد أخذتنا في مسار عظيم. البرنامج يتميز بكونه مؤطرًا بنظام رسمي، مما يسهل لنا السير في خطوات ثابتة نحو الهدف، بخلاف الجهود الفردية التي قد تواجه صعوبة في التقدم. كما أن الدراسة في البرنامج تشمل خططًا متنوعة، حيث يمتد بعضها لمدة سنة للحصول على القراءة بالراويين، والبعض الآخر لمدة سنتين، مقسمة إلى أربعة فصول دراسية، وتشتمل على اختبارات فصلية تعرض فيها مقاطع من الروايات التي درسناها".
من جانبه عبّر أيمن بن غانم العبري معلم القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، عن فخره وامتنانه لتكريمه في هذا الحفل، قائلًا: "أتشرف اليوم بكوني من المكرمين في هذا الحفل، الذي يحمل أثرًا طيبًا في نفسي ويشكل حافزًا كبيرًا لي للاستمرار في خدمة كتاب الله الكريم". ووجّه العبري رسالة إلى المجتمع، مؤكدًا أهمية العناية بالقرآن الكريم: "أوصي جميع فئات المجتمع بالاجتهاد في تعلم القرآن الكريم وحفظه، لما له من تأثير عظيم في تهذيب النفوس وتقويم السلوك. وأدعو إلى غرس حب القرآن في نفوس الصغار، حتى ينشأ جيل قرآني يقتدي بتعاليمه ويستنير بمنهجه، مما يسهم في نشر قيم الأمن والأمان، ويعيش أفراد المجتمع على أسس العدل والمعرفة بحقوقهم وحقوق غيرهم".
يُعتبر مشروع الإجازة القرآنية برنامجًا تقدمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية لتأهيل الهيئة الإدارية والتوجيهية والإرشادية والتدريسية لإتقان كتاب الله تلاوة وفهمًا وتجويدًا وحفظًا، وصولًا إلى مراحل الإجازة القرآنية وتلقّيها مشافهة من المقرئين المتقنين. هي شهادة من الشيخ المجيز للمتعلم المجاز بأنه قد قرأ عليه القرآن كاملًا غيبًا مع التجويد والإتقان للرواية أو الروايات المجاز بها، وأصبح مؤهلًا للإقراء بها. تشمل شروط التقدم للإجازة حفظ القرآن الكريم حفظًا متقنًا، وإتقان جميع أحكام التجويد النظرية وفق رواية حفص عن عاصم من طريق الشاطبية، بالإضافة إلى حفظ متون التجويد.