عبدالله بن زايد: الإمارات والهند رسختا نموذجاً متفرداً للعلاقات
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، أمس الخميس، ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، في مستهل زيارة عمل يقوم بها سموه إلى نيودلهي، للمشاركة في أعمال اجتماع اللج نة المشتركة بين البلدين والحوار الاستراتيجي الرابع الإماراتي الهندي.
ونقل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، إلى رئيس وزراء الهند تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وتمنياتهم لجمهورية الهند الازدهار والرخاء.
من جانبه، حمّل ناريندرا مودي سموّه تحياته إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، وتمنياته لدولة الإمارات دوام التقدم والازدهار.
وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عن اعتزازه بالعلاقات التاريخية المتنامية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، مؤكداً أنه على مدار أكثر من 50 عاماً رسخ البلدان نموذجاً متفرداً لعلاقات متطورة ترتكز على قاعدة صلبة من الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وأثمرت عن شراكة شاملة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والرخاء لشعبي البلدين الصديقين.
وأشار سموّه إلى أهمية اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة، والحوار الاستراتيجي الرابع الإماراتي الهندي، لتأكيد نهج البلدين نحو المضي قدماً في تعزيز مسار شراكتهما الاستراتيجية ودعم أولوياتهما التنموية.
كما أعرب سموه خلال لقائه ناريندرا مودي، عن اعتزازه بزيارة جمهورية الهند، معرباً عن تمنياته لشعبها الصديق دوام التقدم والازدهار.
فيما قال مودي على منصة «إكس»: «سعيد باستقبال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، تستعد الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الهند والإمارات العربية المتحدة لتحقيق مستويات غير مسبوقة، ونحن ملتزمون بالعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار والأمن في غرب آسيا والمنطقة على نطاق أوسع».
وجرى خلال اللقاء بحث مجموعة من الموضوعات المتصلة بعلاقات الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند.
حضر اللقاء، ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وعبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، وأحمد علي الصايغ وزير دولة، وخالد محمد بالعمى، محافظ المصرف المركزي، ولانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وسعيد مبارك الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية والدكتور عبدالناصر الشعالي سفير الدولة لدى جمهورية الهند.
على صعيد متصل، ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والدكتور سوبرامنيام جايشانكار وزير الشؤون الخارجية في جمهورية الهند، أعمال الدورة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الذي عقد أمس الخميس في نيودلهي.
وتوجه سموه في مستهل كلمته بالتحية والتقدير إلى الدكتور سوبرامنيام جايشانكار، وقال: «يطيب لي أن ألتقي بكم في وقت نواصل فيه سعينا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة، كما أود أن أعرب عن خالص تقديري وامتناني لتفانيكم المستمر وجهودكم الدؤوبة والمخلصة سعياً لتعزيز أواصر التعاون والشراكة بين بلدينا خلال العقد الماضي».
وأضاف سموه: «بينما نستحضر ما حققناه من إنجازات مشتركة، نضع نصب أعيننا المضي قدماً لتحقيق المزيد، ومن هذا المنطلق، نجدد التزامنا وحرصنا البالغ للوصول إلى آفاق جديدة من التعاون واستكشاف سُبل جديدة لتحقيق المنفعة المتبادلة وفقاً للمبادئ والأسس التي تم إرساؤها، حيث يؤكد هذا الحوار الاستراتيجي أهمية العلاقة الدائمة والمتطورة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، مما يعكس بوضوح التزامنا المشترك بتعزيز الرخاء المتبادل وضمان التقدم المستدام على المدى الطويل، كما نتطلع إلى مواصلة هذه المسيرة، وكلنا ثقة بشراكتنا الوثيقة والتي ستستمر في الازدهار خلال السنوات القادمة».
وأكد سموه أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند شهدت تطورات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، وحققت تقدماً بارزاً في القطاعات الحيوية مثل التجارة والتعليم والطاقة، كما وصلت التجارة الثنائية بين الإمارات والهند إلى آفاق جديدة، مدفوعة بنجاح اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي أسهمت في تخفيف الحواجز وإزالة العوائق بنسبة كبيرة، كما عززت التجارة والاستثمار والتعاون عبر القطاعات الرئيسية.
وأضاف سموه قائلاً: «أسهمت الزيارات رفيعة المستوى الأخيرة بين قادتنا في تعزيز التزامنا بتعميق التعاون الثنائي، مما يؤكد الأهمية التي نوليها نحو الحوار المفتوح والمشاركة الهادفة على أعلى المستويات».
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان:«يضع التعاون المثمر بين بلدينا الأساس للابتكار والاستدامة، مما يخلق مسارات نحو مستقبل أقوى وأكثر ازدهاراً، وتعكس شراكاتنا المستمرة وما تحقق من إنجازات في مجال الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والمعادن النادرة، التزامنا المتبادل لتحقيق التقدم».
وأشار سموه إلى أن التركيز على الطاقة النووية يؤكد رؤيتنا المشتركة لمستقبل منخفض الكربون، مما يضمن تحولاً موثوقاً ومستداماً للطاقة، إلى جانب ذلك، يجسد عملنا معاً في مبادرة بحثية قطبية جديدة جهودنا المشتركة لمواجهة التحديات العالمية المتطورة، وإطلاق الفرص الواعدة لمعالجة قضايا مثل إدارة الموارد وتغير المناخ والابتكار التكنولوجي، ومن خلال هذا التعاون، نواصل استكشاف سبل جديدة للتعاون، واعتماد سبل مبتكرة تنقل هذه الشراكة إلى مستوى آخر.
وأضاف سموه، أن روابط النقل الجوي بين البلدين تعتبر ذات أهمية بالغة، ولاسيما من خلال مئات الرحلات الأسبوعية التي لا يقتصر دورها على دعم السياحة والتجارة فحسب، بل تسهم بفاعلية أيضاً في تعزيز الروابط الثنائية، كما ترسي الأساس لتحقيق المزيد من التعاون في المستقبل، ومن خلال معالجة الأولويات المتبادلة عبر الحوار البنّاء، يمكن لبلدينا ضمان استمرار ازدهار هذا القطاع الحيوي.
وتابع سموه، أن العلوم المتقدمة والبحوث والتقنيات الناشئة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة تعد أولوية بالنسبة لنا، حيث تدفع نحو التوصل إلى الحلول الحديثة، وتغذي الابتكار وتشكل المستقبل بطرق غير تقليدية وإبداعية، وستمكننا هذه المجالات من الوصول إلى آفاق أوسع، وتحقيق السبق في الوصول إلى الإنجازات والتطورات الرائدة، والتصدي للتحديات الحرجة بمرونة ورؤية ثاقبة، كما نقر بالجهود الثنائية في تطوير البنية التحتية الرقمية، وهي أساس حيوي للتقدم والاتصال.
وقال سموه: «في الوقت نفسه، يعد معالجة التطرف أمراً أساسياً للحفاظ على مجتمع سلمي ومتماسك، حيث تتغذى الأيديولوجيات المتطرفة على الانقسام والخوف وسوء الفهم، مما يؤدي غالباً إلى عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمعات على حد سواء، ومن خلال تعزيز التسامح والاحترام المتبادل لمختلف الثقافات والمعتقدات والتقاليد، يمكننا إنشاء مجتمع يتم فيه تقبل الاختلافات، لا الخوف منها».
كما أكد سموه، أن هناك فرصاً كبيرة لإطلاق مبادرات التعاون الثلاثية بين ثلاث دول، والتي توفر الفرص لحشد الأفكار والخبرات والموارد عبر إفريقيا وآسيا والباسيفيك وأمريكا الجنوبية ومناطق أخرى، حيث تسهم هذه المبادرات في إنشاء منصة لتعزيز الثقة والروابط بين الدول فضلاً عن تقديم حلول مؤثرة فاعلة تترك إرثاً دائماً وإيجابياً للمجتمعات والمناطق في جميع أنحاء العالم.
وأضاف سموه: «بينما نجتمع معاً من أجل حوار اليوم، فإنني على ثقة بأننا سنستكشف طرقاً جديدة للعمل معاً والتي من شأنها أن تعزز رؤيتنا المشتركة، ويعكس هذا الاجتماع التزامنا المشترك ليس فقط بالتصدي للتحديات الماثلة أمامنا بل أيضاً باغتنام الفرص التي تنتظرنا معا».
وأعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في ختام كلمته، عن تقديره وامتنانه العميق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وتطلعه إلى تبادل هادف وبنّاء للأفكار، وقال: «نثق في قدرتنا على العمل معاً لترجمة تطلعاتنا المتبادلة إلى خطوات واعدة من شأنها أن تزيد من تعزيز شراكتنا».
وجرى خلال الحوار الاستراتيجي مناقشة عدد من الموضوعات المتصلة بالعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية الشاملة والشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين الصديقين. (وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الإمارات الهند مودي الشراکة الاستراتیجیة الشاملة بین نائب رئیس مجلس الوزراء السمو الشیخ محمد بن الحوار الاستراتیجی جمهوریة الهند وزیر الخارجیة وأضاف سموه من خلال
إقرأ أيضاً:
الإعلامي الأمريكي تاكر كارلسون: محمد بن زايد قائد حكيم ولم ألتق برئيس مثله من قبل
دبي - الخليج
وصف الصحفي والكاتب والمعلق السياسي الأمريكي تاكر كارلسون، مالك ومؤسس «شبكة تاكر كارلسون»، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، بأنه «قائد حكيم ولم يلتقِ برئيس مثله من قبل»، مؤكداً أن الحكمة مستحيلة من دون تواضع، والتواضع هبة من الله.
جاء ذلك في جلسة رئيسية حاوره فيها سعيد العطر، مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للمشاريع الاستراتيجية، رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، بعنوان: «القواعد الجديدة للتأثير»، انعقدت خلال فعاليات قمة المليار متابع، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وتستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير، في (أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل) بدبي، تحت شعار «المحتوى الهادف»، حيث تشهد القمة في نسختها الثالثة زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً.
رؤية مستقبلية
وقال تاكر كارلسون خلال الجلسة: «تحدثت إلى صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عدة مرات، ولم أسمع أي قائد في العالم يتحدث بتواضع وحكمة مثله».
وأضاف: «قيادة دولة الإمارات لديها رؤية مستقبلية بعيدة المدى، وليس لسنوات فقط، بما ينعكس بالإيجاب على كل جزء من الدولة، كما أنها قيادة تنتهج التحفيز على العمل والتميز فلديكم هنا العديد من الجوائز العالمية، وهذه جميعها نقاط قوة لدى دولة الإمارات».
وأكد تاكر أن قادة دولة الإمارات ساهموا في ازدهار وتعزيز مكانة الدولة ودخولها إلى سباق المستقبل لمواكبة التطوّر المتسارع والارتقاء بكافة الخدمات لصالح الشعب.
منصات التواصل الاجتماعي
وانتقل تاكر كارلسون للحديث عن مهنة الصحافة والإعلام، قائلاً: «في أعقاب الحرب في العراق عام 2003، انحصرت التغطية الإخبارية حينها فقط بتقديم أولويات إدارة الأمن القومي في الولايات المتحدة».
وفي إشارته إلى أبرز تحديات الإعلام الحديث قال: «الصحفي يحصل على أخباره من مصادر، ولكن في الوقت ذاته يجب أن تعتمد كصحفي على المنطق في التحليل؛ فالآن يستطيع الجمهور تصفُّح المواقع والحصول على ما يريدونه، لكن دون الاهتمام بمصداقية المحتوى، وهذا ما يجب الانتباه له».
وتطرّق إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: «المعلومات تمثل قوة وسلطة، وشهدنا عقوداً مرت على احتكار الإعلام وتوزيع المعلومات، لكن الفضل في تداولها يعود الآن إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في انتقالها بسرعة كبيرة بفضل التطور التكنولوجي». وتابع: «شعرنا بقوة منصات التواصل الاجتماعي كذلك في الولايات المتحدة بالتزامن مع حرائق لوس أنجلوس».
وعن توقعه لشكل الإعلام خلال السنوات الأربع المقبلة، قال تاكر: «في المقام الأول أعتقد أن الأنباء الخاصة بالبيت الأبيض ستأخذ حيزاً كبيراً، ومن جانب آخر ستلعب منصات التواصل الاجتماعي دوراً مهماً في مستقبل الإعلام، كما أن الشركات المالكة للمنصات الرقمية الإخبارية باتت تركز على إعداد القادة المؤثرين لتقديم المعلومات الموثوقة».