كيف تؤسس سنوات الطفولة الأولى علاقتنا بالطعام؟
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
نعرف جميعا ذلك الشعور بالقلق أو الحزن أو ربما الملل، الذي يدفعنا أحيانًا للتوجه إلى الثلاجة والتهام ما نجده أمامنا، أو تناول كميات كبيرة من الحلوى والمقرمشات.
قد يصل الأمر بالبعض إلى الإفراط في تناول الطعام خلال فترات الحزن، مما يؤدي إلى زيادة ملحوظة في الوزن. كأشخاص بالغين، ندرك أن اللجوء للطعام أحيانا يكون وسيلة لتهدئة مشاعرنا.
وهي حالة تُعرف بـ"الأكل العاطفي"، التي تعكس علاقة غير صحية مع الطعام، لكن كيف تتشكل هذه العلاقة، وكيف يمكننا تصحيح مسارها؟
السنوات الأولى.. الأساس في علاقتنا بالطعامتقوم العلاقة الصحية مع الطعام على تحقيق التوازن والمرونة، بحيث تتيح لنا اتخاذ قرارات تحترم احتياجات أجسامنا وإحساسنا بالجوع، دون الشعور بالذنب عند تناول ما نرغب فيه.
ومع ذلك، يشير بحث نشره خبراء في معهد أبحاث سلوك الأكل والتغذية بجامعة غوادالاخارا المكسيكية إلى أن تناول الطعام لا يعتمد فقط على الجوع أو الشبع، بل يتأثر أيضًا بعوامل اجتماعية وثقافية متنوعة.
يتغير مزاجنا عند تناول أنواع معينة من الأطعمة، مما يؤدي إلى ربط الطعام بالعواطف. هذا الرابط يجعلنا نكرر تجربة تناول الطعام بحثًا عن المتعة.
وبهذا يصبح الطعام وسيلة للتعبير عن المودة، وعنصرًا أساسيًّا في العديد من الثقافات والمناسبات الاجتماعية التي ترمز إلى الانسجام والمحبة.
إعلانتؤثر مشاعرنا كثيرا على سلوكنا الغذائي، حيث يمكن للطعام أن يتحول إلى وسيلة للتعامل مع المواقف الصعبة، بملء الفراغ العاطفي أو التخفيف من الملل أو التشتت. ومع الوقت، قد ينعكس هذا السلوك على صحتنا الجسدية والنفسية.
الطفولة.. البداية لعاداتنا الغذائيةالعلاقة بالطعام طويلة وممتدة، تبدأ في سنواتنا الأولى وتستمر في التغير مع مرور الزمن. وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة "فرونتيرز سايكولوجي" عام 2017، تتشكل عاداتنا الغذائية وتفضيلاتنا للطعام منذ الطفولة المبكرة.
في الشهور الأولى من حياة الطفل، تتكون هذه العلاقة عبر حاستي اللمس والتذوق. ومع تقدم الطفل في العمر، تلعب الملاحظة دورًا كبيرًا، حيث يتأثر بسلوكيات البالغين المحيطين به.
العادات الغذائية التي يكتسبها الطفل خلال هذه المرحلة المبكرة قد تستمر معه إلى مرحلة المراهقة والشباب، مما يبرز أهمية التوجيه الصحيح منذ البداية لتأسيس علاقة صحية مع الطعام.
تبني العادات الغذائية الصحية يبدأ من خلال اتباع أسلوب مرن يتماشى مع احتياجات كل طفل بشكل فردي (بيكسلز) كيف تنمي علاقة صحية بالطعام لدى طفلك؟يمكن للآباء مساعدة أطفالهم على تبني عادات غذائية صحية من خلال اتباع أسلوب مرن يتماشى مع احتياجات كل طفل بشكل فردي. رغم عدم وجود نهج واحد يناسب الجميع، فإن الالتزام بتناول وجبات منتظمة يلعب دورًا كبيرًا في مساعدة الطفل على فهم إشارات الجوع والشبع في جسده.
وقد يؤدي ترك الطفل من دون طعام لفترات طويلة إلى شعوره بالجوع المفرط، وهو ما يمكن أن يدفعه إلى سلوكيات غذائية غير صحية، مثل الإفراط في تناول الطعام أو اللجوء إلى خيارات غير متوازنة.
مثل هذه العادات قد تؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الإحساس بالذنب، وفقًا لما أشار إليه موقع ويل كورنيل.
نصائح لتعزيز عادات غذائية صحية: تجنبْ الحديث السلبي عن الجسمابتعد عن التعبير عن عدم رضاك عن شكل جسمك أمام طفلك، لأن هذه الرسائل قد تؤثر سلبا على صورته الذاتية. كذلك، لا تستبعد فئات غذائية معينة مثل الكربوهيدرات أو الدهون بحجة أنها تسبب السمنة. على سبيل المثال، الألياف -وهي نوع من الكربوهيدرات- تسهم في الشعور بالشبع والطاقة لفترة أطول.
إعلان تعريف الطفل بالخضروات والفواكهاحرص على تقديم الخضروات والفواكه باستمرار، واجعلها جزءًا دائمًا من أطباقه حتى لو لم يتناولها في البداية.
تجنب التوبيخلا توبخ طفلك -خصوصًا المراهق- على تناول أطعمة معينة، حتى لو كنت تعتقد أنها غير صحية.
قللْ من ربط الطعام بالمكافآتتجنبْ استخدام الطعام كمكافأة أو وعد، مثل قول: "سأسمح لك بتناول الحلوى إذا أكلت طبق السلطة".
العلاقة بالطعام طويلة وممتدة، تبدأ في سنواتنا الأولى وتستمر في التغير مع مرور الزمن (شترستوك) كن قدوة حسنةمارسْ عادات غذائية صحية بنفسك، وجرب أطعمة متنوعة، فالأطفال يتأثرون بما يرونه أكثر مما يسمعونه.
اجعل الحوارات الغذائية إيجابيةتحدثْ مع طفلك عن خيارات الطعام المختلفة بطريقة إيجابية، واسمح له بالمشاركة أحيانًا في التسوق واتخاذ قرارات الشراء.
شجع الطفل على الطهيأشركْ طفلك في عملية الطهي، لأن ذلك يساعده على تقبل الأطعمة المختلفة ويشجعه على تجربتها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تناول الطعام
إقرأ أيضاً:
دراسة تكشف العلاقة بين استهلاك السكر وأمراض القلب
أوضحت نتائج دراسة أجراها فريق من العلماء بقيادة سوزان جانزي، مرشحة الدكتوراه في جامعة لوند، تأثير استهلاك السكر على خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وتسلط الدراسة الضوء على العلاقة المعقدة بين أنواع مختلفة من السكر والمخاطر القلبية الوعائية.
ولتقييم تأثير تناول السكر على صحة القلب، استخدم العلماء بيانات من دراستين طويلتي الأمد شملت أكثر من 69000 شخص. وتم جمع بيانات غذائية من المشاركين في عامي 1997 و2009، ما سمح للباحثين بمراقبة عاداتهم الغذائية على مدى سنوات، وركز العلماء على 3 مصادر رئيسية للسكر: السكر المضاف (مثل العسل) والحلويات (مثل المعجنات) والمشروبات الغازية المحلاة.
وأظهرت الدراسة أن تناول الحلوى باعتدال قد لا يشكل المخاطر الصحية نفسها التي تشكلها المشروبات الغازية المحلاة. وفي الواقع، ارتبط تناول الحلوى بشكل محدود بنتائج صحية أفضل من عدم تناولها على الإطلاق. وقد يكون ذلك بسبب أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات قليلة جدا من السكر ربما يتبعون أنظمة غذائية مقيدة أو لديهم حالات صحية تتطلب تقليل السكر.
وبينما تبين أن تناول السكر المفرط بشكل عام يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب، فقد أظهرت النتائج أن هذه المخاطر تتفاوت بحسب نوع السكر المستهلك. وتبين أن المشروبات الغازية والمحلاة، التي تحتوي على سكريات سائلة، تشكل أكثر المصادر ضررا للصحة، حيث تساهم في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية الإقفارية وفشل القلب.
وقالت جانزي: "السكر السائل في المشروبات المحلاة يسبب شعورا أقل بالشبع مقارنة بالأطعمة الصلبة، ما يزيد من احتمال تناول كميات أكبر من الطعام والشراب، ما يؤدي إلى الإفراط في الاستهلاك". وأضافت أن مشروبات السكر غالبا ما تُستهلك بانتظام، بينما يتم تناول الحلوى في المناسبات الاجتماعية أو الخاصة.
وأشار العلماء إلى أن هذه النتائج قد تكون مرتبطة بالعادات الغذائية الثقافية، حيث أن الدراسة أجريت على سكان سويديين. وعلى سبيل المثال، في الثقافة السويدية، يوجد عادة اجتماعية تعرف باسم "فيكا"، وهي فترات راحة لتناول القهوة والمعجنات، وهو ما قد يؤثر على سلوكيات استهلاك السكر. وقد تختلف هذه النتائج في ثقافات غذائية أخرى حيث لا تكون هذه العادات راسخة.
وتوصلت الدراسة إلى أن تناول السكر بشكل معتدل، خاصة في شكل حلوى بين الحين والآخر، قد لا يكون ضارا لصحة القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك، يجب توخي الحذر من الإفراط في تناول السكر، خاصة عبر المشروبات الغازية المحلاة التي تمثل أكبر مصدر خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية.