الجزيرة:
2025-02-12@06:58:30 GMT

تونس تودع الفنان فتحي الهداوي بعد مسيرة امتدت 40 عاما

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

تونس تودع الفنان فتحي الهداوي بعد مسيرة امتدت 40 عاما

نعت وزارة الثقافة التونسية الفنان القدير فتحي الهداوي، الذي وافته المنية عن عمر يناهز 63 عاما، وأعربت -عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك- عن خالص تعازيها لعائلة الراحل ولأفراد الوسط الفني كافة.

وقد نعاه المطرب التونسي صابر الرباعي، وكتب عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: "رحلت دون إشعار مسبق صديقي، أنت الذي كنت رمزا من رموز التمثيل في تونس والوطن العربي، كنت سفيرا فوق العادة في مجالك، عزاؤنا الوحيد هو أعمالك الفنية التي لن ننساها وسوف تبقى خالدة".

وأضاف "رحمك الله، صديقي فتحي، ورزقنا وذويك جميل الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون".

كما نعته الممثلة التونسية عائشة بن أحمد وكتبت: "الله أكبر، الله أكبر، ربي يرحمك يا فتحي".

 

وكتب المنتج والمخرج السوداني أمجد أبو العلاء عبر حسابه على فيسبوك: "فتحي الهداوي.. رحيل ممثل تونسي عظيم".

 

وشارك الإعلامي التونسي الهادي الزعيم متابعيه على فيسبوك عددا من الصور التي جمعته بالممثل الراحل وعلق عليها: "الله أكبر، ربي يرحمك فتحي الهداوي، إنا لله وإنا إليه راجعون".

 

مسيرة فنية ثرية

ويعد الهداوي المولود في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 1961 أحد علامات المسرح والدراما التونسية، وتميز بشخصيته الفنية وبصمته المختلفة، وقدرته على تجسيد الأدوار المركبة، إذ وصفه النقاد بأنه متقمص بارع في معظم أعماله، وشارك الراحل في أعمال في تونس وسوريا، كما وصل بموهبته إلى خارج الحدود بمشاركاته في أوروبا.

إعلان

وقد بدأ مشواره في مسرح المعهد الثانوي تحت إشراف أستاذه في هذا الوقت حمادي المزي، وانضم إلى مسرح الهواة في البداية، قبل أن يلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في تونس الذي تخرج منه لاحقا.

دخل الهداوي منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات عالم السينما والتلفزيون بمسيرة درامية حافلة بالأعمال التونسية والعربية والأجنبية، شارك من خلالها في فيلم "حلفاوين" للمخرج فريد بوغدير وفيلم "صفائح من ذهب" للمخرج النوري بوزيد عام 1986.

وتعامل الهداوي خلال مسيرته مع مخرجين أجانب من فرنسا وإيطاليا، أشهرهم المخرج الفرنسي سارج مواتي والمخرج الإيطالي فرانكو روسي.

في الثمانينيات من القرن الماضي، شارك في أعمال "الكأس" و"صفايح ذهب" و"عرب"، وفي مرحلة التسعينيات قدم "غبار الألماس"، و"نظرة معينة" و"الحب الحرام" و"شارع الحبيب بورقيبة".

في بداية الألفية، تألق الفنان فتحي الهداوي في عديد من الأعمال المميزة التي رسخت مكانته في المشهد الفني. من أبرز هذه الأعمال كان دوره البطولي في فيلم "المفتاح" بالتعاون مع المخرج الكبير الراحل شوقي الماجري. خلال المرحلة ذاتها، قدّم سلسلة من الأعمال التلفزيونية الناجحة، منها "باب العرش"، "الخميس عشية"، "باب القلة"، و"فرططو الذهب"، التي أثرت الساحة الدرامية التونسية.

في بداية الألفية، تألق فتحي الهداوي في عديد من الأعمال المميزة التي رسخت مكانته الفنية (مواقع التواصل)

وعلى خشبة المسرح، قدّم الهداوي عروضا بارزة تركت بصمة قوية، مثل مسرحيتي "العوادة" و"عرب". الأخير تحول لاحقا إلى فيلم سينمائي حمل الاسم نفسه، إذ لعب الهداوي دور البطولة، مجسدا شخصيته بتميز لافت أثار إعجاب الجمهور والنقاد.

أما في مجال الدراما التلفزيونية، فقد سطع نجم الهداوي منذ تسعينيات القرن الماضي، خاصة خلال الأعمال الرمضانية التي أكسبته شهرة واسعة ومكانة مميزة بين جمهور التلفزيون. عمل مع المخرج الكبير صلاح الدين الصيد في مسلسل "غادة"، ثم قدّم "ليام كيف الريح" مع المخرج نفسه. كما تولى بطولة مسلسل "العاصفة" تحت إدارة المخرج عبد القادر الجربي، وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا بشخصيته المميزة "رئيف" في مسلسل "صيد الريم" عام 2008. بالإضافة إلى ذلك، برز في مسلسل "ناعورة الهواء"، الذي عزز مكانته كأحد أبرز نجوم الشاشة الصغيرة.

في السنوات الأخيرة، استمر الهداوي في تقديم أعمال تلفزيونية ذات صدى واسع. كان من أبرز مشاركاته الأخيرة مسلسل "براءة" عام 2022، بينما شكّل مسلسل "الجبل الأحمر" عام 2023 آخر ظهور له على الشاشة، ليختتم مسيرته الحافلة بالإبداع والعطاء الفني.

إعلان مناصب وجوائز

تميزت مسيرة الفنان فتحي الهداوي الحافلة بالعطاء والإبداع بتقلده عديدا من المناصب البارزة وحصوله على جوائز وتكريمات مرموقة. من بين أبرز محطاته، ترؤسه للمهرجان الدولي بالحمامات خلال الفترة الممتدة من عام 2011 وحتى عام 2014، إذ ساهم بإثراء هذا الحدث الثقافي الكبير وإضفاء بصمته الخاصة عليه.

وفي مجال الجوائز، حصل الهداوي على جائزة أفضل ممثل من مهرجان وهران للفيلم العربي في الجزائر عام 2013، تكريما لدوره الاستثنائي وأدائه المميز. كما نال عدة جوائز من مهرجان أيام قرطاج السينمائية، كان من أبرزها جائزة أفضل ممثل مساعد عام 2000 عن أدائه في فيلم "الحب الحرام" للمخرج نضال شطة، وجائزة أخرى عام 2014 عن دوره في فيلم "باب العرش" للمخرج مختار العجيمي، وهو العمل الذي أثار إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.

وعلى الصعيد المحلي، حقق الهداوي إشادة كبيرة إذ توّج بجائزة أفضل ممثل ونجم رمضان من إذاعة "موزاييك إف إم" لعامي 2013 و2014، تقديرا لإبداعه في الأدوار التلفزيونية التي قدمها خلال تلك الفترة. هذه الجوائز والتكريمات تعكس مسيرته الفنية الثرية التي جمع فيها بين الموهبة الفريدة والالتزام العالي بالفن.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی فیلم

إقرأ أيضاً:

14 عاما على اندلاع ثورة فبراير اليمنية التي أسقطت علي صالح.. ماذا تبقى منها؟

حلت الذكرى السنوية الرابعة عشرة لاندلاع ثورة 11 شباط/فبراير عام 2011 ضد نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، وسط تساؤلات عدة عن ماذا تبقى من هذه الثورة بعدما تنكرت لها قوى سياسية كانت حاضرة في أحداثها بقوة.

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تراجع زخم المظاهر الاحتفالية بذكرى ثورة فبراير في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها، بعدما كانت مظاهر الاحتفال تسجل حضورا رسمي واجتماعي كبيرين.

"ثورة مضادة"
وفي السياق، يرى رئيس مركز الجزيرة للدراسات والبحوث، أنو الخضري إنه في ظل العداء المحلي والإقليمي لثورة ١١ فبراير ونتيجة للثورة المضادة التي قادتها دولتا التحالف (السعودية والإمارات) ضد ١١ فبراير٬ حد تسليم صنعاء لجماعة الحوثي في ٢١ أيلول/سبتمبر ٢٠١٤، وخلق مليشيات انفصالية ومتمردة على الدولة "سعت القوى الثورية والمناصرة للثورة للتخفف من حمولة الثورة في سبيل تسكين ثائرة دول الإقليم، واستعادة ما تعتبره الصف الجمهوري ضد جماعة الحوثي وما تمثله من انبعاث لنظام الإمامة الكهنوتي".

وقال الخضري في حديث خاص لـ"عربي21": إن تلك الأحزاب والقوى استطاعت من إيقاف الاحتفالات والاحتفاء بهذه المناسبة وإخضاع منسوبيها لهذا التوجه، بالرغم أن هذا الأمر لن يغير من موقف الأطراف المحلية أو الإقليمية.


وأضاف "تدرك تلك القوى منها المحلية والإقليمية المعادية لثورة فبراير أن تراجع قوى الثورة عن الاحتفال بذكراها "لا يتجاوز أن يكون تكتيكا سياسيا، لهذا تحافظ على سقف خطابها الهجومي على الثورة ورموزها وتستمر في صنع المؤامرات لتعطيل أي مسار لاستعادة الدولة في صيغة جمهورية ديمقراطية".

وأشار الباحث اليمني "ثورة ١١ فبراير كانت جهدا بشريا شارك فيه الشعب اليمني تعبيرا عن احتجاجه لما آلت إليه أوضاع البلاد، خصوصا في الوضع الاقتصادي والتنموي والحقوق والحريات، متابعا القول: "وقد قدمت نموذجا للتعبير السلمي ضد استبداد الحاكم وفساده وظلمه".

وحسب رئيس مركز الجزيرة للدراسات فإنه لا شك أن هناك أخطاء وقعت من الثوار، ومن الذين تصدروا منصة الثورة، ومن القوى والأحزاب التي ناصرتها، كأي جهد بشري.

غير أن مواجهة النظام البائد لها وتآمر القوى الإمامية واليسارية عليها وتصدي دول الإقليم لها، وفقا للمتحدث ذاته، "أعاق تقدمها وأفشل استمرارها، خصوصا أن الثورة قبلت بأنصاف الحلول وألقت بطود النجاة لرأس النظام البائد وأركان حكمه٬ ما أتاح لهم التآمر على مسار المرحلة الانتقالية وقوى الثورة بتحالفهم مع قوى الإمامة".

وأوضح الخضري أنه ومع شراسة الثورة المضادة التي هدمت مشروع الدولة وعرضت اليمن للتمزق وصراع طويل الأمد وتهديد القوى الثورية والوطنية حتى تشتت أفرادها في مشارق الأرض ومغاربها خفت وهج الثورة وانصرف الناس لمواجهة التحديات المستجدة والمآسي اللاحقة.


لكنه دعا في ختام حديثه إلى "المحافظة على وهج الثورة واستعادة زخمها مهما كلف الأمر لأنها نضال مشروع".

"عطل المشروع السياسي للثورة"
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي أنه منذ ألفين وأربعة عشر دخلت الثورة المضادة المدعومة بسخاء من دول الإقليم، على خط الربيع العربي في اليمن، وهيأت أدوات عديدة لإجهاض ثورة 11 فبراير".

وأضاف التميمي في حديثه لـ"عربي21" أن تلك الثورة المضادة نجحت بالفعل في "تعطيل المشروع السياسي للثورة والتغيير والذي كان يتسلح بأول خارطة طريق وطنية مجمع عليها بشأن الإصلاح والتغيير، يتم إقرارها بواسطة مؤتمر وطني للحوار الشامل".

وأشار "من المؤكد أن عدم استكمال استحقاق التغيير بواسطة الثورة وحدها، والسماح بشراكة مع القوى الأخرى المعادية للمساهمة في قيادة عملية الانتقال السياسي، قد أديا إلى أن تتغول القوى المضادة كثيرا وتصادر القرار السياسي والسيادي، من خلال موقع الرئاسة والمناصب الرئيسية في الحكومة التي شغلها أناس في حالة تضاد مع الثورة أو غير مكترثين باستحقاقاتها".

إضافة إلى ذلك يقول التميمي، إن اندلاع الحرب عزز من "هيمنة القوى الإقليمية وثيقة الصلة بالثورة المضادة على القرار السيادي الوطني مما أفسح المجال لاستهداف ممنهج ومباشر لثورة 11 فبراير ومكتسباتها واستحقاقاتها، وأطلقت العنان للقوى المحلية المضادة للثورة لكي تتصرف بشكل عدائي ضد قوى الثورة والعمل المتواصل لتحييدها".


كل ذلك أنتج وفقا للتميمي "هذا الموقف السلبي والعدائي تجاه ثورة 11 فبراير"، وبالتالي بدت كما لو أن تأثيرها قد اضمحل واستحقاقاتها طُويت، ومظاهرها خبت.

لكنه استدرك قائلا: "إن ثورة 11 فبراير لا تزال موجودة وقواها حية وحاضرة وتقاتل في الميدان"، ومظاهر الاحتفاء بها لم تتوقف، في حين "تثبت قوى الثورة أنها رقم صعب وعامل حاسم في تقرير مصير اليمن".

وتأتي الذكرى الرابعة عشرة في ظل من يحملها ما آلت إليه الأوضاع في البلاد، وآخرين يعتبرونها ثورة لم يكتمل مساره بفعل الثورة المضادة التي برزت بانقلاب جماعة "أنصارالله" الحوثيين وصولا للحرب المدمرة التي جعلت البلد رهينة للهيمنة الخارجية.

"لم يبق سوى الذكرى"
من جانبه، قال الصحفي والناشط الحقوقي اليمني، محمد الأحمدي إن الذكرى السنوية لثورة 11 فبراير في نسختها الرابعة عشرة تحل "ولم يبق منها سوى الذكرى، في ظل نجاح الثورة المضادة التي قادها نظام صالح والحوثيون قبل أن يتخلص الحوثيون من صالح وينتهي المطاف باليمن شمالا في قبضة الإمامة بنسختها الحوثية التابعة لإيران، بينما يرزح جنوب البلاد تحت وطأة الفوضى والانقسامات والتدخلات الخارجية التي زادت الوضع تعقيدًا".

وتابع الأحمدي حديثه لـ"عربي21"أن الأحداث والتطورات التي شهدها اليمن خلال أربع عشرة سنة من الثورة الشبابية السلمية تجاوزت الثورة وفرضت واقعًا يتطلب البحث عن مراجعات حقيقية جادة وتقييم لهذه الثورة التي كانت الأجمل في تاريخ البلاد قبل أن تتخطفها أيادي العابثين والانتهازيين وينتهي بها المطاف إلى الوضع الراهن".



وأشار الناشط الحقوقي اليمني إلى أنه منذ سنوات، تم إلغاء الاحتفالات بذكرى ثورة فبراير في عدد من المحافظات ومن بعض القوى السياسية الثورية التي كانت تقيم مظاهر احتفائية كبيرة بذكرى الثورة، وذلك "بعد أن ارتهنت الكثير من هذا القوى للخارج وسلمت خطامها لقوى إقليمية ترى في ثورات الربيع تهديدًا لها".

فضلا عن ذلك وفقا للأحمدي "برز الحديث عن وحدة الصف الجمهوري في اليمن في مواجهة الإمامة (جماعة الحوثيين) وهو "ما يستدعي تجاوز خطاب الثورة والاتجاه نحو خطاب سياسي يساهم في لملمة شتات اليمنيين لمواجهة الخطر الداهم والأكبر المتمثل بمليشيا الحوثي".

مقالات مشابهة

  • 14 عاما على اندلاع ثورة فبراير اليمنية التي أسقطت علي صالح.. ماذا تبقى منها؟
  • أحمد فتحي: مسلسل جودر أخذني في رحلة إلى حقبة زمنية مختلفة استمتعت بها كثيرا
  • يقدمه أكرم حسني في مسلسل الكابتن.. رحلة الطيار من السينما لدراما رمضان
  • أحمد فتحي يستعد لدوري بطولة الجمهورية للشركات
  • نجوم «بوشين» فى رمضان 2025
  • مفاجأة في برومو مسلسل كامل العدد 3.. ظهور الفنان الراحل مصطفى درويش
  • خريطة مسلسلات رمضان 2025.. قنوات العرض وأبطال الأعمال
  • أمل نصر: النقد التشكيلي يعاني من السطحية
  • قبل عرض «شهادة معاملة أطفال».. مسلسلات جسد أبطالها شخصية المحامي
  • أصل تسمية منطقة شق الثعبان.. تدور أحداث مسلسل فهد البطل بها