صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-12@18:39:06 GMT

حقوق الإنسان.. انتهاكات لا تتوقف

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

حقوق الإنسان.. انتهاكات لا تتوقف

حقوق الإنسان.. انتهاكات لا تتوقف

حيدر المكاشفي

مرت علينا يوم الثلاثاء الموافق العاشر من ديسمبر، الذكرى السادسة والسبعين لليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي درج العالم على الاحتفاء به في ذات الموعد من كل عام، منذ إجازة الأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948 بالعاصمة الفرنسية باريس، في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة، كما سبق الإعلان بعام واحد إجازة اتفاقيات جنيف الأربع التي تعنى بقانون الحرب والقانون الدولي الإنساني، وهي بلا شك ذكرى عظيمة تذكر بواحد من أكثر التعهدات العالمية ريادة، حيث تكرس هذه الوثيقة التاريخية، الحقوق غير القابلة للتصرف التي يحق لكل فرد أن يتمتع بها، غض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو أي صفة أخرى، وحدد الإعلان لأول مرة حقوق الإنسان الأساسية التي يجب حمايتها عالمياً.

. وللأسف تحل علينا هذه الذكرى التي تجاهلتها تماماً حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، وهذا طبيعي ومتوقع إذ كيف لحكومة والغة حتى المشاش في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على مدى عمرها البالغ الآن خمس سنوات، منذ استيلاء جنرالاتها (جنرالات الجيش والدعم السريع) على السلطة بانقلاب اكتوبر (2021)، أن تحيي ذكرى ما يذكرها بجرائمها وما ارتكبته وما تزال ترتكبه من فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والردة الكبيرة التي حدثت في ملف حقوق الإنسان بعد التحسن الكبير الذي طرأ عليه نتيجة الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة المدنية بقيادة د. حمدوك، والتي بموجبها تم إخراج السودان من مقصلة ما يعرف بالإجراءات الخاصة التي كان يرزح تحتها منذ سنوات انقلاب الإنقاذ الأولى، لتتواصل وتستمر الانتهاكات منذ انقلاب اكتوبر (2021) وإلى يوم الحرب العبثية هذا، دعك مما سبق ذلك من انتهاكات جسيمة ترقى لمستوى جريمة الإبادة الجماعية، وهل جريمة فض الاعتصام تقل عن هذه الجرائم الفظيعة، فقد كشفت ممارسات الانقلابيين المنتهكة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والمصادرة للحريات التي صاحبت تنفيذ الانقلاب وأعقبته، حقيقة انقلابهم وزيف وبطلان ادعاءاتهم بأن ما قاموا به هو تصحيح لمسار الثورة السلمية في مفارقة مضحكة، حيث لم يتركوا سوأة انقلابية إلا طبقوها، اعتقلوا ونكلوا وضيقوا على حريات الإعلام والتنقل، فأغلقوا بعض الإذاعات وأغلقوا الكباري، وفرضوا حالة الطوارئ، وكل هذا كوم وما مارسوه من عنف مفرط وقاتل مع المحتجين ورافضي الانقلاب كوم آخر، إذ تسببت آلة العنف الانقلابية في قتل عشرات الشهداء إضافة إلى مئات الجرحى، ثم من بعد كل هذه الجرائم والفظائع يتبجحون بأن هدفهم هو تصحيح مسار الثورة، فأي ثورة هذه التي يزعمون تصحيح مسارها بهذه الطريقة، هي بأي حال ليست ثورة ديسمبر السلمية الحضارية التي ما اندلعت إلا لمناهضة مثل هذه الممارسات التعسفية الانقلابية، ولو كانوا قالوا إننا نريد حرف مسار الثورة والعودة بالبلاد القهقرى لما كان عليه النظام المباد وإعادة رموزه وقياداته لصدقوا، فقد وضح جلياً أن ذلك كان هو هدف الانقلاب..

تحل علينا هذه الأيام ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، متزامنة مع مرور قرابة العامين على الحرب التي أهلكت الحرث والنسل وقضت على الأخضر واليابس، وما تزال الانتهاكات مستمرة ومتزايدة يوماً بعد يوم، وتتزايد أعداد الضحايا من المدنيين على يد طرفي الحرب، فما يزال المواطنون العزل الأبرياء الذين اضطرتهم ظروفهم للبقاء داخل السودان، عرضة للقتل والموت تحت أية لحظة، وما تزال النساء والفتيات عرضة للاغتصاب والتعنيف، بل وما تزال كل الانتهاكات والفظائع قائمة ومحتملة طالما أن هذه الحرب اللعينة مستمرة، ولن يتوقف عناء السودانيين وتنتهي عذاباتهم إلا بإيقافها..

الوسومالأمم المتحدة الجيش الحرب العالمية الثانية الدعم السريع السودان اليوم العالمي لحقوق الإنسان انقلاب اكتوبر 2021 انقلاب الإنقاذ باريس حقوق الإنسان حيدر المكاشفي فض الاعتصام

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الحرب العالمية الثانية الدعم السريع السودان اليوم العالمي لحقوق الإنسان انقلاب اكتوبر 2021 انقلاب الإنقاذ باريس حقوق الإنسان فض الاعتصام العالمی لحقوق الإنسان حقوق الإنسان وما تزال

إقرأ أيضاً:

«الوطنية لحقوق الإنسان»: نحمل النمروش الاشتباكات المسلحة بالعجيلات

حملت المؤسسة الوطنية لحقـوق الإنسان بليبيا، في بيان لها، صلاح النمروش، آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي، المسؤولية القانونية، حيال الاشتباكات المسلحة وأعمال العُنف في مدينة العجيلات.

وقالت المؤسسة، البيان:” نُحمل آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي، المسؤولية القانونية الكاملة حيال ما قامت به الكتيبة 103 مشاة، جراء الهجوم الذي قامت به”.
وأكدت المؤسسة، أن الاشتباكات المسلحة وأعمال العُنف تجددت في مدينة العجيلات وتحديداً بلدية الجديدة غربي مدينة طرابلس، والتي تشهد عدة مناطق في المدينة.
ولفت إلى أن الاشتباكات بين مجموعة مسلحة تابعة لكتيبة 103 مشاة المعروفة باسم “السلعة” وأخرى تابعة لحاتم الفهري.
وتابعت المؤسسة:” أفادتنا مصادرنا بالمدينة، بأن الاشتباكات المسلحة لا تزال مستمرة في نطاق بوابة رأس يوسف ومنطقة الجديدة وجنان اعطيه، باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ومعلومات بتسجيل إصابات في صفوف الطرفين المتنازعين”.
وأوضحت:” هناك عدد كبير من الأُسر والعوائل عالقة وسط الاشتباكات المسلحة في المنطقة السكنية ببلدية الجديدة تحديدا طريق مصرف الجمهورية الجديدة، الساحة العامة، طريق البلدية”.
واستطردت:” لم يتم وضع أي اعتبارات لأمن وسلامة السكان المدنيين وعدم إجلائهم من منطقة النزاع، وتحويل مناطقهم السكنية إلى ساحة قتال”.
وقالت:” يستوجب على جميع القوات ضمان أمن وسلامة المدنيين، وعدم تعريضهم للخطر، طبقاً لما نصّت عليه قواعد القانون الدولي الإنساني”.
ودعت المؤسسة، جميع المواطنين والمقيمين بالقرب من مناطق النزاع عدم التحرك، وأخذ الحيطه والحذر، والبقاء بمنازلهم بعيدًا عن النوافذ والواجهات الرئيسية للمنازل، لحين استقرار الأوضاع”.
وطالبت المؤسسة، أطراف النزاع بفتح ممرات إنسانية آمنة وتمكين فرق الإسعاف والطوارئ والهلال الأحمر من إجلاء العالقين بمناطق النزاع وإسعاف الجرحي والمصابين، على حد تعبيره.

الوسومالاشتباكات المسلحة العجيلات النمروش الوطنية لحقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • مسؤولة أممية: الدستور هو الضامن لحقوق وحرية كل السوريين
  • «الوطنية لحقوق الإنسان»: نحمل النمروش الاشتباكات المسلحة بالعجيلات
  • المركز الوطني لحقوق الإنسان في مراكش: انتخاب المديمي رئيسًا وإصرار على مواصلة النضال من أجل حقوق الإنسان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يتوغل في محافظة القنيطرة السورية
  • المرصد السوري: 157 ضحية في 80 جريمة قـ.تل بالساحل وحمص وحماة
  • توصيات وفد "القومي لحقوق الإنسان" خلال زيارته لمحافظة أسيوط
  • محمد ممدوح: مسودة قانون العمالة المنزلية خطوة محورية لحماية حقوق الإنسان في مصر
  • لهذه الأسباب.. إشادة حقوقية بمسودة قانون العمالة المنزلية
  • "عضو حقوق الإنسان": مسودة قانون العمالة المنزلية هدفه حماية حقوق الإنسان في مصر
  • اقتحام ونهب واعتقال.. مفوضية حقوق الإنسان تفتح النار على الحوثيين