صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-12@04:22:52 GMT

حقوق الإنسان.. انتهاكات لا تتوقف

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

حقوق الإنسان.. انتهاكات لا تتوقف

حقوق الإنسان.. انتهاكات لا تتوقف

حيدر المكاشفي

مرت علينا يوم الثلاثاء الموافق العاشر من ديسمبر، الذكرى السادسة والسبعين لليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي درج العالم على الاحتفاء به في ذات الموعد من كل عام، منذ إجازة الأمم المتحدة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان في العام 1948 بالعاصمة الفرنسية باريس، في أعقاب الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة، كما سبق الإعلان بعام واحد إجازة اتفاقيات جنيف الأربع التي تعنى بقانون الحرب والقانون الدولي الإنساني، وهي بلا شك ذكرى عظيمة تذكر بواحد من أكثر التعهدات العالمية ريادة، حيث تكرس هذه الوثيقة التاريخية، الحقوق غير القابلة للتصرف التي يحق لكل فرد أن يتمتع بها، غض النظر عن العرق أو اللون أو الدين أو الجنس أو اللغة أو الرأي السياسي أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو أي صفة أخرى، وحدد الإعلان لأول مرة حقوق الإنسان الأساسية التي يجب حمايتها عالمياً.

. وللأسف تحل علينا هذه الذكرى التي تجاهلتها تماماً حكومة الأمر الواقع في بورتسودان، وهذا طبيعي ومتوقع إذ كيف لحكومة والغة حتى المشاش في ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على مدى عمرها البالغ الآن خمس سنوات، منذ استيلاء جنرالاتها (جنرالات الجيش والدعم السريع) على السلطة بانقلاب اكتوبر (2021)، أن تحيي ذكرى ما يذكرها بجرائمها وما ارتكبته وما تزال ترتكبه من فظائع وانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والردة الكبيرة التي حدثت في ملف حقوق الإنسان بعد التحسن الكبير الذي طرأ عليه نتيجة الجهود الحثيثة التي بذلتها الحكومة المدنية بقيادة د. حمدوك، والتي بموجبها تم إخراج السودان من مقصلة ما يعرف بالإجراءات الخاصة التي كان يرزح تحتها منذ سنوات انقلاب الإنقاذ الأولى، لتتواصل وتستمر الانتهاكات منذ انقلاب اكتوبر (2021) وإلى يوم الحرب العبثية هذا، دعك مما سبق ذلك من انتهاكات جسيمة ترقى لمستوى جريمة الإبادة الجماعية، وهل جريمة فض الاعتصام تقل عن هذه الجرائم الفظيعة، فقد كشفت ممارسات الانقلابيين المنتهكة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والمصادرة للحريات التي صاحبت تنفيذ الانقلاب وأعقبته، حقيقة انقلابهم وزيف وبطلان ادعاءاتهم بأن ما قاموا به هو تصحيح لمسار الثورة السلمية في مفارقة مضحكة، حيث لم يتركوا سوأة انقلابية إلا طبقوها، اعتقلوا ونكلوا وضيقوا على حريات الإعلام والتنقل، فأغلقوا بعض الإذاعات وأغلقوا الكباري، وفرضوا حالة الطوارئ، وكل هذا كوم وما مارسوه من عنف مفرط وقاتل مع المحتجين ورافضي الانقلاب كوم آخر، إذ تسببت آلة العنف الانقلابية في قتل عشرات الشهداء إضافة إلى مئات الجرحى، ثم من بعد كل هذه الجرائم والفظائع يتبجحون بأن هدفهم هو تصحيح مسار الثورة، فأي ثورة هذه التي يزعمون تصحيح مسارها بهذه الطريقة، هي بأي حال ليست ثورة ديسمبر السلمية الحضارية التي ما اندلعت إلا لمناهضة مثل هذه الممارسات التعسفية الانقلابية، ولو كانوا قالوا إننا نريد حرف مسار الثورة والعودة بالبلاد القهقرى لما كان عليه النظام المباد وإعادة رموزه وقياداته لصدقوا، فقد وضح جلياً أن ذلك كان هو هدف الانقلاب..

تحل علينا هذه الأيام ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، متزامنة مع مرور قرابة العامين على الحرب التي أهلكت الحرث والنسل وقضت على الأخضر واليابس، وما تزال الانتهاكات مستمرة ومتزايدة يوماً بعد يوم، وتتزايد أعداد الضحايا من المدنيين على يد طرفي الحرب، فما يزال المواطنون العزل الأبرياء الذين اضطرتهم ظروفهم للبقاء داخل السودان، عرضة للقتل والموت تحت أية لحظة، وما تزال النساء والفتيات عرضة للاغتصاب والتعنيف، بل وما تزال كل الانتهاكات والفظائع قائمة ومحتملة طالما أن هذه الحرب اللعينة مستمرة، ولن يتوقف عناء السودانيين وتنتهي عذاباتهم إلا بإيقافها..

الوسومالأمم المتحدة الجيش الحرب العالمية الثانية الدعم السريع السودان اليوم العالمي لحقوق الإنسان انقلاب اكتوبر 2021 انقلاب الإنقاذ باريس حقوق الإنسان حيدر المكاشفي فض الاعتصام

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الحرب العالمية الثانية الدعم السريع السودان اليوم العالمي لحقوق الإنسان انقلاب اكتوبر 2021 انقلاب الإنقاذ باريس حقوق الإنسان فض الاعتصام العالمی لحقوق الإنسان حقوق الإنسان وما تزال

إقرأ أيضاً:

«القومي لحقوق الإنسان»: مصر والأردن يرفضان التهجير.. والقضية الفلسطينية وصلت منعطفا خطيرا

وجهت السفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، وملك الأردن عبد الله الثاني، لرفضهما تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة، قائلة: «مصر والأردن رفضا هذه الجريمة، ولا يوجد أحد من الممكن أن يوافق على هذا الأمر، هذه تصرفات بربرية».

وقالت السفيرة مشيرة خطاب، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن القضية الفلسطينية وصلت لمنعطف خطير جدًا، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني قوي وعظيم ومتمسك بأرضه رغم حجم التدمير في قطاع غزة، معقبة: «ما حدث في قطاع غزة من تدمير على يد قوات الاحتلال مهزلة».

وأضافت «خطاب»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية الدكتورة شيماء الكومي، ببرنامج «حوار»، المذاع على قناة «الشمس»، أنه لا يوجد وصف للانتهاكات في قطاع غزة، فما حدث في قطاع غزة أمر غير معقول، معقبة: «ما يحدث في قطاع غزة كأنه فيلم، لا يمكن أن نُصدق حجم الدمار في القطاع».

وأوضحت أن الشعب الفلسطيني مُتسمك بأرضه رغم حجم التدمير الهائل في القطاع، فالآلاف من الشعب الفلسطيني عادوا لأرضهم رغم التدمير، مشيرة إلى أن ما حدث في قطاع غزة جريمة مكتملة الأركان.

اقرأ أيضاًمحافظ أسيوط يستقبل وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان

بروتوكول تعاون بين الهيئة الوطنية للانتخابات والمجلس القومي لحقوق الإنسان

وزير العمل يدعو المجلس القومي لحقوق الإنسان للمُشاركة في الحوار بشأن مشروع «قانون العمل»

مقالات مشابهة

  • «الإصلاح والتنمية» يرفض مخطط ترامب بشأن غزة: تجاهل لحقوق الفلسطينيين
  • «القومي لحقوق الإنسان»: مصر والأردن يرفضان التهجير.. والقضية الفلسطينية وصلت منعطفا خطيرا
  • «مشيرة خطاب»: تجربة مصر في ملف حقوق الإنسان (رائعة)
  • شيماء الكومي: مصر تتعامل مع ملف حقوق الإنسان من منظور شامل
  • القومي لحقوق الإنسان: القضية الفلسطينية وصلت لمنعطف خطير جدًا
  • المنظمة العربية لحقوق الإنسان تدين العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية
  • بعثة دولية تحقق في انتهاكات الحرب بالسودان
  • القمة الدولية لحقوق الأطفال
  • اقتحام ونهب واعتقال.. مفوضية حقوق الإنسان تفتح النار على الحوثيين
  • ترامب يصوّب سهام تصريحاته تجاه جنوب أفريقيا.. فماذا قال؟