تصريحات أكاديمي سعودي يهاجم فيها دور الإمارات باليمن تثير جدلا
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
أثارت تصريحات الأكاديمي والمحلل السعودي والعضو السابق بمجلس الشورى محمد آل زلفة، والتي هاجم فيها الإمارات ودورها الإقليمي والخليجي، جدلا واسعا بين الناشطين.
وقال آل زلفة، إن الإمارات ركزت على قضايا تخص انفصال جنوب اليمن عن شماله، قبل أن تنسحب عسكريا "بطريقة غير محسوبة"، وتترك السعودية تقاتل الحوثي وحدها.
وحول طموح الإمارات بانفصال جنوب اليمن، وبسط نفوذها على جزر يمنية، قال آل زلفة: "يبدو أن الإمارات ذهبت بعيدا في مشاريعها أكثر من قدراتها، وأكثر من إمكانياتها".
جاءت تصريحات آل زلفة على قناة قضائية يمنية، خلال برنامج حواري عن واقع الحرب في اليمن، رافضا الاتهامات الملقاة على حكومة بلده بأنها أخطأت في الدخول بالحرب.
وأضاف: "لا نستطيع أن نقارن بين السعودية والإمارات، لا سيما أنها كانت تريد منافسة قطر في التدخل بقضايا دولية وإقليمية، وللأسف هذه الدول أقحمت نفسها بقضايا أكبر من حجمها مع احترامي وتقديري لحجم أي دولة بصرف النظر عن عدد سكانها".
شاهد:
عضو مجلس الشورى السعودي السابق د. محمد ال زلفه يشن هجوماً عنيفاً على سلطات أبوظبي ويتهمها بمحاولة لعب دور أكبر من حجمها وأكبر من دورها. pic.twitter.com/nZZU70j9fA
اقرأ أيضاً
إيكونوميست: التحدي الحوثي وخلافات السعودية والإمارات يهددان وحدة اليمن
تصريحات آل زلفة، دفعت أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، للرد بالقول إن مواقف أبوظبي "اتسمت دائما بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن واستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ".
وأضاف في تغريدة: "تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة و مستمرة"، مختتما بالقول "الإمارات لا تتغير و تسمو فوق منطق القيل والقال".
اتسمت مواقف الامارات دائما بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن وإستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ، تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة و مستمرة.
الإمارات لا تتغير و تسمو فوق منطق القيل والقال.
ولاحقا، رد الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله بالقول: "محمد آل زلفة كان يمدح الإمارات وأشاد بنجاحها في تحرير عدن سابقا، فما الذي يجعله ينقلب على مواقفه ويقلب المديح إلى انتقادات مجانية؟".
وأضاف: "تناقض يؤكد أن موقف آل زلفة يعكس وجهة نظر آخرين، وليس وجهة نظر شخصية".
محمد آل زلفة كان يمدح الإمارات وأشاد بنجاحها في تحرير عدن سابقا، فما الذي يجعله ينقلب على مواقفه ويقلب المديح إلى انتقادات مجانية. تناقض يؤكد أن موقف آل زلفة يعكس وجهة نظر آخرين، وليس وجهة نظر شخصية معزولة.https://t.co/mI4LZM9Hnlانفلات-إعلامي-سعودي-ضد-الإمارات-من-يحركه-ومن-يوقفه
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) August 17, 2023اقرأ أيضاً
تنافس السعودية والإمارات.. هل يمنح تركيا مزيدا من الاستثمارات؟
قبل أن يواصل عبدالله دفاعه عن الإمارات بالقول: "شيطنة الإمارات تجارة بائرة لأولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين".
شيطنة الإمارات تجارة بائرة لأولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين
— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) August 15, 2023من جانبها، رأت صحيفة "العرب" اللندنية الممولة من الإمارات، أنه لا يمكن التهوين من هذه الانتقادات والرسائل التي تحملها تصريحات آل زلفة، خاصة أنها تأتي هذه المرة على لسان شخصية وهو على معرفة دقيقة بالتزامات السعودية وأهمية تحالفها مع الإمارات في اليمن.
واستغربت الصحيفة "صمت الجهات الرسمية في السعودية على تصريحات آل زلفة التي تعمّد فيها بأسلوب مستفز السعي للاستنقاص من دور الإمارات وقواتها وشهدائها وجرحاها في تحقيق الاستقرار باليمن، وتحرير عدن من الحوثيين".
وتساءلت الصحيفة: "ماذا ستفعل السلطات السعودية لضبط هذا الانفلات، وجعْل العلاقة مع الإمارات خطا أحمر على الجميع الالتزام بعدم تخطيه؟، لأن ترك الحبل على الغارب يعني استنتاجا آخر، وهو أن الأمر مقصود".
اقرأ أيضاً
كارنيجي: معالجة المصالح البحرية المتضاربة للسعودية والإمارات شرط لإنهاء حرب اليمن
فيما عبر عشرات المغردين والناشطين عن استيائهم مما اعتبروه إساءة من قبل آل الزلفة للإمارات، ونكرانا وجحودا لدورها في دعم أمن المملكة ولدورها في اليمن بما قدمته من تضحيات من أبنائها.
اعتقد ان هناك ضوء اخضر لمهاجمة الامارات من رموز اعلامية سعودية معروفة وكما يبدو ان هناك استياء من دعم الامارات للمجلس الانتقالي الذي يعمل على أستعادة دولة الجنوب لاستقلالها بكل (محافظاتها) كما كانت قبل الوحدة المشؤومة ،
الغريب ان اهداف المجلس الانتقالي معلنة وواضحة منذ بداية…
المؤسف أن يتم ذلك من على قنوات الإخوان المسلمين (الإصلاح) في اسطنبول. د. آل زلفة كانت مواقفه إيجابية حتى فيما يتعلق بمطالب الجنوبيين. هذا التحول هو نهج قائم على نظرية استعداء الجميع، دون حساب دقيق للتبعات على المدى المتوسط والبعيد.
— Ayad Qassem (@AyadAlshaibi) August 15, 2023أجزم أن هذه الاصوات موجهة بأوامر لتأخذ أريحيتها بالهجوم على الإمارات،وكانت بالأمس ومنهم الزلفة تشكرها حينما كان جنودها يذودون عنهم وعن حدودهم وسقط منهم شهداء وجرحى دفاعا عن الدين والأرض والعرض،لماذا انحرفت البوصلة من الهجوم على الحوثي للهجوم على #الامارات والسقوط في وحل الإخوان؟ pic.twitter.com/gMoqhzqFCO
— مناصر التحالف (@jj_skahkn50) August 16, 2023لا حول ولا قوة الا بالله ،، قمة الحزن لما الجحود ونكران الجميل ياتيك من شقيق ضحيت بدماء ابنائك دفاعا عن امنه ،، محلل واعلامي من الوزن الثقيل وعضو مجلس شورى سعودي يتطاول ويستنقص من الامارات دون خجل او حياء او احترام لتضحيات الامارات بل يضع الامارات ويقارنها بمشاريع قطر وسياستها… pic.twitter.com/5b4d7uCz2e
— جمعة عبيد المهيري (@bumohamed63) August 15, 2023اقرأ أيضاً
تسوية الصراع اليمني.. كواليس "صراع الضغط" في واشنطن بين السعودية والإمارات
كما ذهب آخرون اعتبار تصريحات آل زلفة، غير بريئة، مذكرين إياه بأن "الأرشيف لا يرحم"، في إشارة إلى مقالات سابقة له يشيد فيها بدور الإمارات في اليمن، وباقي المنطقة.
هذا الجاحد المدعو محمد آل زلفة عضو في مجل الشورى السعودي.. سأرد عليه وعلى من يحركه لعلهم يعقلون
1-لا أعلم من أعطاك الحق للظهور في الإعلام والتحدث بإسم القيادة السعودية وركزوا على لغة الجمع ودور القيادة التي يتكلم بها كلمة (نجدها تنسحب) ، أولا: القوات الإمارات أدت دورها وأنجزت… pic.twitter.com/lRPdIH6GVK
الامارات وجيشها اكبر من
ان يسيء لها شخص مغمور مثلك
انت تسيء لنفسك وبلدك فقط. https://t.co/T0un7Z7MEv
ال زلفه وغيره يشعرون بعقدة النقص وعدم قدرت بلادهم على سد الفراغ الذي خلفته الامارات بعد عودة قواتها إلى قواعدها وتسلم القوات السعودية مكانها ، ومنذ ذلك الحين ولم تحقق القوات السعودية اي انجاز تتغنى فيه، بل انها فرطة في كثير من الانتصارات التي تحققت بفضل الله ثم بحنكة الاماراتيين.
— اسامه الحسيني اليافعي (@OJM2022) August 16, 2023عجباً والله ‼️
يذمك ثم يمدحك ثم يقول هذا رايي
الحين ترك احداث العالم والهجوم المعادي ضد المملكة يقولك جيش الامارات ‼️
لولا جيش الامارات لماصارت الامور هكذا وانت تعلم جيداً ???? https://t.co/tRHEE5dpLs
اقرأ أيضاً
ملتزما بدعم السعودية والإمارات.. بايدن يؤيد جهود إنهاء حرب اليمن
وأمام هذا الهجوم، رد آل زلفة على الهجمة الشرسة ضده، قائلا في تغريدة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "لن تفسد تعليقات العوام والجهلة محبتي واحترامي لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا، وتقديرا عاليا لجيشها المتكون من قبائلنا العربية الأصيلة بشجاعته وإقدامه".
وأضاف: "أما رأيي تجاه بعض القضايا فهذا حق لي أبديه، ولا أقصد به التقليل من قيمة أحد، وليكن همنا الحفاظ على أمن واستقرار بلدينا".
لن تفسد تعليقات العوام والجهلة محبتي واحترامي لدولة الامارات العربية المتحدة حكومة وشعبا وتقديرا عاليا لجيشها المتكون من قبائلنا العربية الاصيلة بشجاعته واقدامه
اما رايى تجاه بعض القضايا فهذا حق لي ابديه ولا اقصد به التقليل من قيمة احد
وليكن همنا الحفاظ على امن واستقرار بلدينا
ويرى متابعون أنه كان يمكن اعتبار تصريحات آل زلفة مجرد رأي فردي يلزمه، وإن كان تجاوز فيها حدود النقد البناء والموضوعي، لكن مواقفه السابقة تنزع هذا الاعتقاد، مشيرين إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة حملة سعودية متصاعدة تستهدف دولة الإمارات.
يشار إلى أن العلاقة بين الإمارات والسعودية أخذت بالانحدار خلال الشهور الماضية، مع توقف الزيارات كليا بين ولي العهد محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
وحسب تقارير غربية، فإن القطيعة شبه التامة بين الرجلين تعود لأسباب أبرزها التنافس على النفوذ بالمنطقة.
اقرأ أيضاً
اليمن.. الحوثي يوجه نصيحة للسعودية والإمارات.. ماذا قال؟
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اليمن الحرب في اليمن السعودية الإمارات أكاديمي سعودي قرقاش السعودیة والإمارات اقرأ أیضا فی الیمن pic twitter com وجهة نظر
إقرأ أيضاً:
13 نوفمبر خلال 9 أعوام.. 19شهيدًا وجريحًا في غارات عدوانية سعوديّة على اليمن
يمانيون – متابعات
تعمَّدَ العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 11 نوفمبر خلال الأعوام، 2015م، و2017م، و2018م، و2020م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، واستهداف المسافرين على الطريق العام، والتهجير والتشريد لعشرات الأسر، من منازلها، بغاراته الوحشية، على المدنيين والأعيان المدنية، والمزارع، بصعدةَ، وحجة والحديدة، ومأرب.
أسفرت عن 12 شهيدًا، و7 جرحى، بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل والممتلكات والسيارات المحملة بالغاز والتمر والقمح، وترويع الأهالي، وفقدان عشرات الأسر لمأويها، ومعيليها، ومضاعفة المعاناة.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
13 نوفمبر 2015..6 شهداء وجرحى في جريمة إبادة بغارات العدوان على بيت الساحلي بحرض حجة:
في الثالث عشر نوفمبر 2015م، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة ضد الإنسانية بغارات وحشية استهدفت منزل المواطن الساحلي في منطقة العسيلات بمديرية حرض محافظة حجة، أسفرت عن شهيدان و4 جرحى، بينهم طفل، وتدمير المنزل واضار في المنازل المجاورة، وحالة من الخوف والرعب في الأهالي، وموجة من النزوح والتشرد ومضاعفة المعاناة.
في يومٍ كأي يوم، كان أهالي قرية العسيلات بمديرية حرض في محافظة حجة يستعدون لاستقبال يوم جديد، لم يكن أحد يتوقع أن هذا اليوم سيحمل في طياته مأساة ستُخلد في ذاكرتهم، حين هزت غارة جوية غادرة بيت الساحلي، محولة فرحة الحياة إلى صرخات ألم ووجع.
بين الأنقاض المتناثرة، كانت الجثث مرمية، والدماء تسيل، أطفال بريئين، ونساء مسنات، رجال في أوج عطائهم، جميعهم ضحايا لبربرية الحرب، كانت الصرخات تملأ المكان، صرخات الألم والفجيعة، صرخات تدعو السماء للإنصاف.
لم يكن بيت الساحلي مجرد منزل، بل كان ملاذاً آمناً لعائلة كبيرة، كانت الحياة فيه تسير ببساطة وهدوء، لكن في لحظة، تحول هذا الملاذ إلى مقبرة، والضحكات إلى صرخات، والحياة إلى موت.
يقول أحد الأهالي: “هؤلاء جرى وشهداء مدنيين بينهم أطفال، والساحلي ليس قيادي عسكري ولا له علاقة بأحد، كيف يتم استهداف منزله، واستباحة دم أسرته”.
تقول أم لأحد الضحايا: “ابني كان كل حياتي، كان يضحك ويمرح، والآن هو تحت التراب، لا أستطيع أن أسامح من فعل بي هذا”، كانت عيناها تفيضان بالدموع، وصوتها يختنق بالبكاء.
كان هناك طفل صغير، لم يتجاوز السابعة من عمره، يجلس بجانب جثة والده، يمسح دموعه بكم قميصه، كان نظره فارغاً، وكأنه لا يدرك ما حدث.
أصبحت قرية العسيلات شاهدة على جريمة بشعة، جريمة لن تغفر. فكيف لأبرياء أن يكونوا ضحايا لحرب هم براء منها؟ كيف يمكن تبرير قتل الأطفال والنساء والشيوخ؟
إن ما حدث في بيت الساحلي هو جزء صغير من مأساة كبيرة يعيشها الشعب اليمني. فكل يوم يشهد اليمن جرائم جديدة، وكل يوم تسقط أرواح بريئة.
لتبقى ذكرى شهداء بيت الساحلي محفورة في الذاكرة، وليكن هذا الحادث دافعاً للمجتمع الدولي للتحرك العاجل لوقف العدوان على اليمن، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.
13 نوفمبر 2015.. غارات العدوان تستهدف منزلين لمواطنين بصعدة:
وفي 13 نوفمبر 2015م، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، منزلي المواطنين منصور الرازحي وضيف الله الرازحي في منطقة الثلوث بمديرية حيدان، بغارات وحشية مباشرة، أسفرت عن خراب ودمار كبير وتضرر منازل وممتلكات الأهالي المجاورة، ونزوح عشرات الأسر، وحالة من الخوف في نفوس الأطفال والنساء.
مشاهد الدمار والخراب والغبار والدخان، والاثاث المنفوش، والسكن المبعثر، ونزوح الأطفال والنساء نحو المجهول، ودموع الحزن والأسى تسيل عبراتها على خدودهم، حارة، متقدة بالابتهال إلى الله، أن يهلك الظالمين، وينصر جنده المجاهدين.
براميل الديزل، والقمح والسيارة وأشجار المزرعة المكسرة جوار المنزل بين الركام، كانت على رأس قائمة الأهداف التي سقطت عليها غارتان وحشيتان.
يقول أحد الأهالي: “كانت هذه المنزل تأوي 3 أسر، وبها 18 برميل ديزل وسيارة، وحبوب، اليوم هذه الأسر بل مأوى، ما ذنب الأطفال والنساء يخرجون يسكنون في البراري، مشردين إلى غير وجهة”.
استهداف المنازل جريمة حرب مكتملة الأركان، تستهدف الأعيان المدنية والمدنيين، بغارات متعمدة، تحتم على العالم، التحرك لنصرة الشعب اليمني، ووقف العدوان الظالم عليه.
13 نوفمبر 2017.. غارات العدوان تستهدف المنازل والسيارات والممتلكات بصعدة:
في الثالث عشر من نوفمبر 2017م، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي جرائم حرب جديدة بحق المدنيين الأبرياء، في سلسلة غارات متعمدة، دمرت منازل المواطنين، واستهدف ممتلكاتهم، وحرمتهم من لقمة عيشهم، في عدة مناطق بمحافظة صعدة.
ففي مديرية باقم دمر منزل المواطن يحيى مفرح في منطقة الجدوة، بغارة جوية مباشرة، حولت مسكنة العائلي إلى أنقاض، وشتت شمل أفراد أسرته وحرمتهم من مأوى آمن.
يقول أحد الأهالي: “هذا منزل مواطن مستضعف، سبق واستهدفه العدوان بصواريخ كاتيوشا، وحرج منه السكان، وبعدها بغارة استهدفت سيارة كانت بجورة، واليوم استهدفه بغارتين، وكان فيه سكان عمال”.
أما في مديرية كتاف، فاستهدفت غارة جوية سيارة محملة بالتمور، في منطقة وادي آل أبو جبارة، وممتلكات المواطنين ومنازلهم في منطقة الفرع، هي مصدر رزق لعائلة يمنية فقيرة، في جريمة بشعة حرمت العائلة من مصدر دخلها الوحيد، وزادت من معاناتها.
يقول شاهد عيان: “هذه سيارة كانت تقل نازحين، وهذا ليس أول جريمة للعدوان، بل هناك المئات من الجرائم المماثلة، في مختلف المديريات، نازح أيش ذنبه، يستهدفوه في الطريق العام، هذه الجرائم تدعوا شعبنا اليمن إلى النفير العام، ومضاعفة الجهود في فد الجبهات”.
وفي منطقة الفرع بذات المديرية، تعرضت ممتلكات المواطنين في منطقة لدمار واسع، جراء غارات جوية عشوائية، دمرت المزارع والحقول، والمحال التجارية والمنازل المهجورة، وحرمت الأسر من محصولها، ومأويها، ومصدر رزقها، ما زاد من الأزمة الإنسانية، وتفاقم الوضع المعيشي.
يقول أحد الأهالي: “هذا الدمار منازل ومحلات تجارية استهدفها طيران العدوان بغارات عدة، ولا يزال يحلق في سماء منطقة الفرع بكتاف، ولكن هذا لا يهز فينا شعرة، ونحن له بالمرصاد، مهما كانت التضحيات، وكل ما يقوم به من التدمير الممنهج يزيدنا أباء ونفير نحو الجبهات”.
تعيش الأسر النازحة أو المتضررة ظروفًا إنسانية صعبة، فهم يفتقدون للمأوى الآمن، والماء النظيف، والغذاء الكافي، الأطفال يعانون من الخوف والرعب، والنساء يحملن أعباء إضافية في ظل هذه الظروف الصعبة.
هذه الجرائم تأتي في إطار استهداف ممنهج للمدنيين والبنية التحتية في اليمن، فاستهداف المنازل والسيارات والمزارع دليل واضح على أن العدوان يهدف إلى تدمير حياة اليمنيين وحرمانهم من أبسط حقوقهم.
هذه الجرائم المأساوية تحمل المجتمع الدولي كامل المسؤولية، وتعتبر أن أي صمت أو تواطؤ مشاركة في الجريمة ، ويشجع العدوان على الاستمرار في ارتكاب المزيد، وتدعوا إلى التحرك العاجل لوقف هذه المأساة المتكررة كل يوم بحق شعب أعزل.
إن استمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية في اليمن هو جريمة ضد الإنسانية، ونتيجة حتمية لصمت وتواطؤ المجتمع الدولي والجهات الإنسانية والقانونية.
13 نوفمبر 2018..11شهيداً وجريحاً بغارات العدوان على مسافرين بالخط العام بالحديدة:
وفي الثالث عشر من نوفمبر 2018م، ارتكب طيران العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب بحق الإنسانية، بغارات وحشية مباشرة استهدفت حافلة تقل ركاب مسافرين على الخط العام بمديرية الجراحي محافظة الحديدة، أسفرت عن استشهاد 9 مدنيين وجرح أثنين، وحالة من الخوف والهلع في نفوس المسافرين، وزيادة معاناة أسر الضحايا.
في هذا اليوم تحولت رحلة سفر بسيطة على طريق الجراحي إلى مذبحة مروعة، بحق ركاب كانوا يتطلعون إلى الوصول إلى مقاصدهم، كلٌ يحمل همومه وأحلامه، ربما كان هناك عامل يسافر لتأمين لقمة عيش أسرته، أو مزارع يعود إلى أرضه، أو طالب يتوجه إلى جامعة، أو امرأة تسافر لزيارة أهلها، ولكن العدوان شاء أن تتحول هذه الرحلة إلى كابوس.
في لمح البصر، تحولت الحافلة الآمنة إلى جحيم مشتعل، انفجارات الغارات المدوية هزت المنطقة، وألسنة اللهب تتصاعد عالياً، صرخات الرعب والآهات تملأ المكان، فيما كان الناجون يحاولون جاهدين إنقاذ أنفسهم من بين الحديد المحترق.
وصلت فرق الإنقاذ إلى مكان الغارات، فوجدت مشهداً مروعاً لا يُنسى، جثث ممزقة، وأشلاء متناثرة، وسيارة محترقة بالكامل، كانت الصدمة كبيرة، والأسى يلف قلوب الجميع.
عند سماع نبأ الحادث، هرعت عائلات الضحايا إلى مكان الجريمة إلى المستشفيات التي تم نقلهم إليها، بحثاً عن أحبائهم، كانت صرخات النساء، وبكاء الأطفال على معيليهم وذويهم يفطر الأكباد، السعادة اليومية وفرحة العودة، تحولت إلى حزن لا يوصف، ومعها أحلام وآمال عشرات الأسر، والمحبين والأقارب.
جريمة الحرب هذه تكشف عن وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للمدنيين الأبرياء، فكيف يمكن تبرير استهداف مدنيين عزل كانوا يسافرون على طريق عام؟ إن هذا العمل الإجرامي جريمة حرب وابادة بحق الإنسانية لا تسقط بالتقادم.
يقول أحد اقراب الشهداء: “أين هو العالم من هذه الجرائم الوحشية بحق المدنيين الأبرياء، لم تعد هذه الجرائم مؤثرة في المجتمع الدولي، ورهاننا على الله وعلى أحرار شعبنا اليمني، الذي ندعوهم لتحرك الفوري ورفد الجبهات بقوافل الرجال والمال للأخذ بالثأر، والدفاع عن المستضعفين”.
بدوره يقول أحد أهالي المنطقة: “وقت صلاة الظهر الساعة 12 استهدف طيران العدوان سيارة على الطريق العام، وهذه الحفرة العملاقة في الأسفلت دليل على قوة السلاح المستخدم وقوته التدميرية التي استهدفت سيارة ودراجة نارية، تقل مواطنين من الأهالي مسافرين يقصدون الله بعد أحوالهم”.
13 نوفمبر 2020.. شهيد وجريح بغارة العدوان على مقطورة غاز بالخط العام بمأرب:
في الثالث عشر من نوفمبر 2020م، تحولت حياة أسرة يمنية بسيطة إلى جحيم لا يُطاق، إثر استهداف طيران العدوان السعودي الأمريكي بصورة غادرة مقطورة للغاز المنزلي كانت تسير في الخط العام بمنطقة الجدعان بمديرية مجزر، أسفرت عن استشهاد شاب في ريعان شبابه وجرح والده، المواطن علي صالح النجار، في جريمة حرب مكتملة الأركان.
رحلة الموت
كان السائق الشاب يتوجه بشاحنته المحملة بالغاز لتوفير لقمة العيش لأسرته، ومعه أبوه إلى جانبه، لم يكن يتوقع أن هذه الرحلة ستكون الأخيرة له، ولم يكن الأب يدرك أنها الرحلة الأخيرة مع فلذة كبده، الذي يراء فيه الأمل والمستقبل، ففي لحظة، تحولت مقطورته إلى هدف للعدوان، حولتها الغارة إلى كرة نارية، تلتهم حياة السائق، وتجرح جسد والده الحزين.
شاهدة عيان تقول: “سمعت دوي انفجار هائل لغارة جوية، هزت الأرض من تحت قدمي، تلفت جهة الصوت شاهدت الدخان والنيران تتصاعد، من مقطورة محملة بالغاز، هرعت إلى المكان، وجدت السائق متفحم على المقود وأبوه جريح على الأرض، يبكي ويصيح ولدي مات، ولدي يحرق، وقمنا بمحاولة الإطفاء لجسده بالتراب، في مشهداً إنساني يدمي القلب، والنيران تتصاعد من خزان الغاز، على الطريق العام، وتم اسعافهم إلى الحزم”.
عند سماع نبأ الجريمة، هرعت عائلة الشاب إلى مكان الحادث، فوجدت ابنها تحول إلى رماد، ووالده جريح بحروق مؤلمة، فكانت صرخات الأمهات وأنين الآباء يمزق الوجدان، وتحولت حياة الأسرة إلى حزن لا يوصف، وآمالها تبددت في لحظة.
يقول أحد الأطباء “وصلتنا حالة متفحمة رماد، وآخرا مصابة بحروق بليغة، من الدرجة الثالثة، اتخذنا لها الإجراءات اللازمة وسيتم تحويلها إلى صنعاء لمعالجتها من قبل الأخصائيين”.
هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية العدوان واستهدافه المتعمد للمدنيين الأبرياء، فكيف يمكن تبرير استهداف مقطورة غاز كانت تسير على طريق عام؟ إن هذا العمل الإجرامي هو جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
مرت السنوات والشهور والأيام، ولا تزال ذكرى الجريمة محفورة في ذاكرة الجريح علي النجار، وصورة أبنه وهو يحترق أمام عينه، لا تفارقه في كل لحظة حتى عند المنام، يفزع على ذات المشهد الإجرامي، كما هي محفورة في ذاكرة الأهل والشعب والقيادة وكل احرار العالم، ووصمة عار في جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي لم يتحرك لوقف العدوان على اليمن، وتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.