أثارت تصريحات الأكاديمي والمحلل السعودي والعضو السابق بمجلس الشورى محمد آل زلفة، والتي هاجم فيها الإمارات ودورها الإقليمي والخليجي، جدلا واسعا بين الناشطين.

وقال آل زلفة، إن الإمارات ركزت على قضايا تخص انفصال جنوب اليمن عن شماله، قبل أن تنسحب عسكريا "بطريقة غير محسوبة"، وتترك السعودية تقاتل الحوثي وحدها.

وحول طموح الإمارات بانفصال جنوب اليمن، وبسط نفوذها على جزر يمنية، قال آل زلفة: "يبدو أن الإمارات ذهبت بعيدا في مشاريعها أكثر من قدراتها، وأكثر من إمكانياتها".

جاءت تصريحات آل زلفة على قناة قضائية يمنية، خلال برنامج حواري عن واقع الحرب في اليمن، رافضا الاتهامات الملقاة على حكومة بلده بأنها أخطأت في الدخول بالحرب.

وأضاف: "لا نستطيع أن نقارن بين السعودية والإمارات، لا سيما أنها كانت تريد منافسة قطر في التدخل بقضايا دولية وإقليمية، وللأسف هذه الدول أقحمت نفسها بقضايا أكبر من حجمها مع احترامي وتقديري لحجم أي دولة بصرف النظر عن عدد سكانها".

شاهد:
عضو مجلس الشورى السعودي السابق د. محمد ال زلفه يشن هجوماً عنيفاً على سلطات أبوظبي ويتهمها بمحاولة لعب دور أكبر من حجمها وأكبر من دورها. pic.twitter.com/nZZU70j9fA

— د. حسين اليافعي (@hussain2015y) August 16, 2023

اقرأ أيضاً

إيكونوميست: التحدي الحوثي وخلافات السعودية والإمارات يهددان وحدة اليمن

تصريحات آل زلفة، دفعت أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، للرد بالقول إن مواقف أبوظبي "اتسمت دائما بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن واستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ".

وأضاف في تغريدة: "تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة و مستمرة"، مختتما بالقول "الإمارات لا تتغير و تسمو فوق منطق القيل والقال".

اتسمت مواقف الامارات دائما بالشجاعة والأصالة والتقييم الاستراتيجي الذي يرى أن أمن وإستقرار وازدهار المنطقة كل لا يتجزأ، تبقى هذه رؤيتنا حتى وإن تغيرت الظروف والأدوات، وتبقى مواقفنا مع الأشقاء والأصدقاء راسخة و مستمرة.

الإمارات لا تتغير و تسمو فوق منطق القيل والقال.

— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) August 16, 2023

ولاحقا، رد الأكاديمي الإماراتي عبدالخالق عبدالله بالقول: "محمد آل زلفة كان يمدح الإمارات وأشاد بنجاحها في تحرير عدن سابقا، فما الذي يجعله ينقلب على مواقفه ويقلب المديح إلى انتقادات مجانية؟".

وأضاف: "تناقض يؤكد أن موقف آل زلفة يعكس وجهة نظر آخرين، وليس وجهة نظر شخصية".

محمد آل زلفة كان يمدح الإمارات وأشاد بنجاحها في تحرير عدن سابقا، فما الذي يجعله ينقلب على مواقفه ويقلب المديح إلى انتقادات مجانية. تناقض يؤكد أن موقف آل زلفة يعكس وجهة نظر آخرين، وليس وجهة نظر شخصية معزولة.https://t.co/mI4LZM9Hnlانفلات-إعلامي-سعودي-ضد-الإمارات-من-يحركه-ومن-يوقفه

— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) August 17, 2023

اقرأ أيضاً

تنافس السعودية والإمارات.. هل يمنح تركيا مزيدا من الاستثمارات؟

قبل أن يواصل عبدالله دفاعه عن الإمارات بالقول: "شيطنة الإمارات تجارة بائرة لأولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى، فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين".

شيطنة الإمارات تجارة بائرة لأولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين

— Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) August 15, 2023

من جانبها، رأت صحيفة "العرب" اللندنية الممولة من الإمارات، أنه لا يمكن التهوين من هذه الانتقادات والرسائل التي تحملها تصريحات آل زلفة، خاصة أنها تأتي هذه المرة على لسان شخصية وهو على معرفة دقيقة بالتزامات السعودية وأهمية تحالفها مع الإمارات في اليمن.

واستغربت الصحيفة "صمت الجهات الرسمية في السعودية على تصريحات آل زلفة التي تعمّد فيها بأسلوب مستفز السعي للاستنقاص من دور الإمارات وقواتها وشهدائها وجرحاها في تحقيق الاستقرار باليمن، وتحرير عدن من الحوثيين".

وتساءلت الصحيفة: "ماذا ستفعل السلطات السعودية لضبط هذا الانفلات، وجعْل العلاقة مع الإمارات خطا أحمر على الجميع الالتزام بعدم تخطيه؟، لأن ترك الحبل على الغارب يعني استنتاجا آخر، وهو أن الأمر مقصود".

اقرأ أيضاً

كارنيجي: معالجة المصالح البحرية المتضاربة للسعودية والإمارات شرط لإنهاء حرب اليمن

فيما عبر عشرات المغردين والناشطين عن استيائهم مما اعتبروه إساءة من قبل آل الزلفة للإمارات، ونكرانا وجحودا لدورها في دعم أمن المملكة ولدورها في اليمن بما قدمته من تضحيات من أبنائها.

اعتقد ان هناك ضوء اخضر لمهاجمة الامارات من رموز اعلامية سعودية معروفة وكما يبدو ان هناك استياء من دعم الامارات للمجلس الانتقالي الذي يعمل على أستعادة دولة الجنوب لاستقلالها بكل (محافظاتها) كما كانت قبل الوحدة المشؤومة ،

الغريب ان اهداف المجلس الانتقالي معلنة وواضحة منذ بداية…

— جمعة عبيد المهيري (@bumohamed63) August 17, 2023

المؤسف أن يتم ذلك من على قنوات الإخوان المسلمين (الإصلاح) في اسطنبول. د. آل زلفة كانت مواقفه إيجابية حتى فيما يتعلق بمطالب الجنوبيين. هذا التحول هو نهج قائم على نظرية استعداء الجميع، دون حساب دقيق للتبعات على المدى المتوسط والبعيد.

— Ayad Qassem (@AyadAlshaibi) August 15, 2023

أجزم أن هذه الاصوات موجهة بأوامر لتأخذ أريحيتها بالهجوم على الإمارات،وكانت بالأمس ومنهم الزلفة تشكرها حينما كان جنودها يذودون عنهم وعن حدودهم وسقط منهم شهداء وجرحى دفاعا عن الدين والأرض والعرض،لماذا انحرفت البوصلة من الهجوم على الحوثي للهجوم على #الامارات والسقوط في وحل الإخوان؟ pic.twitter.com/gMoqhzqFCO

— مناصر التحالف (@jj_skahkn50) August 16, 2023

لا حول ولا قوة الا بالله ،، قمة الحزن لما الجحود ونكران الجميل ياتيك من شقيق ضحيت بدماء ابنائك دفاعا عن امنه ،، محلل واعلامي من الوزن الثقيل وعضو مجلس شورى سعودي يتطاول ويستنقص من الامارات دون خجل او حياء او احترام لتضحيات الامارات بل يضع الامارات ويقارنها بمشاريع قطر وسياستها… pic.twitter.com/5b4d7uCz2e

— جمعة عبيد المهيري (@bumohamed63) August 15, 2023

اقرأ أيضاً

تسوية الصراع اليمني.. كواليس "صراع الضغط" في واشنطن بين السعودية والإمارات

كما ذهب آخرون اعتبار تصريحات آل زلفة، غير بريئة، مذكرين إياه بأن "الأرشيف لا يرحم"، في إشارة إلى مقالات سابقة له يشيد فيها بدور الإمارات في اليمن، وباقي المنطقة.

هذا الجاحد المدعو محمد آل زلفة عضو في مجل الشورى السعودي.. سأرد عليه وعلى من يحركه لعلهم يعقلون
1-لا أعلم من أعطاك الحق للظهور في الإعلام والتحدث بإسم القيادة السعودية وركزوا على لغة الجمع ودور القيادة التي يتكلم بها كلمة (نجدها تنسحب) ، أولا: القوات الإمارات أدت دورها وأنجزت… pic.twitter.com/lRPdIH6GVK

— ALI ALHAMMADI (@HammadiAD) August 16, 2023

الامارات وجيشها اكبر من
ان يسيء لها شخص مغمور مثلك

انت تسيء لنفسك وبلدك فقط. https://t.co/T0un7Z7MEv

— ???????? بوعلي ⚖️ (@for_me_now21921) August 16, 2023

ال زلفه وغيره يشعرون بعقدة النقص وعدم قدرت بلادهم على سد الفراغ الذي خلفته الامارات بعد عودة قواتها إلى قواعدها وتسلم القوات السعودية مكانها ، ومنذ ذلك الحين ولم تحقق القوات السعودية اي انجاز تتغنى فيه، بل انها فرطة في كثير من الانتصارات التي تحققت بفضل الله ثم بحنكة الاماراتيين.

— اسامه الحسيني اليافعي (@OJM2022) August 16, 2023

عجباً والله ‼️

يذمك ثم يمدحك ثم يقول هذا رايي

الحين ترك احداث العالم والهجوم المعادي ضد المملكة يقولك جيش الامارات ‼️

لولا جيش الامارات لماصارت الامور هكذا وانت تعلم جيداً ???? https://t.co/tRHEE5dpLs

— هزاع الهاملي ???????? ⚖️ (@HazzaaAlhameli) August 17, 2023

اقرأ أيضاً

ملتزما بدعم السعودية والإمارات.. بايدن يؤيد جهود إنهاء حرب اليمن

وأمام هذا الهجوم، رد آل زلفة على الهجمة الشرسة ضده، قائلا في تغريدة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "لن تفسد تعليقات العوام والجهلة محبتي واحترامي لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا، وتقديرا عاليا لجيشها المتكون من قبائلنا العربية الأصيلة بشجاعته وإقدامه".

وأضاف: "أما رأيي تجاه بعض القضايا فهذا حق لي أبديه، ولا أقصد به التقليل من قيمة أحد، وليكن همنا الحفاظ على أمن واستقرار بلدينا".

لن تفسد تعليقات العوام والجهلة محبتي واحترامي لدولة الامارات العربية المتحدة حكومة وشعبا وتقديرا عاليا لجيشها المتكون من قبائلنا العربية الاصيلة بشجاعته واقدامه
اما رايى تجاه بعض القضايا فهذا حق لي ابديه ولا اقصد به التقليل من قيمة احد
وليكن همنا الحفاظ على امن واستقرار بلدينا

— د.آل زلفة (@MAlzulfa) August 16, 2023

ويرى متابعون أنه كان يمكن اعتبار تصريحات آل زلفة مجرد رأي فردي يلزمه، وإن كان تجاوز فيها حدود النقد البناء والموضوعي، لكن مواقفه السابقة تنزع هذا الاعتقاد، مشيرين إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة حملة سعودية متصاعدة تستهدف دولة الإمارات.

يشار إلى أن العلاقة بين الإمارات والسعودية أخذت بالانحدار خلال الشهور الماضية، مع توقف الزيارات كليا بين ولي العهد محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد.

وحسب تقارير غربية، فإن القطيعة شبه التامة بين الرجلين تعود لأسباب أبرزها التنافس على النفوذ بالمنطقة.

اقرأ أيضاً

اليمن.. الحوثي يوجه نصيحة للسعودية والإمارات.. ماذا قال؟

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اليمن الحرب في اليمن السعودية الإمارات أكاديمي سعودي قرقاش السعودیة والإمارات اقرأ أیضا فی الیمن pic twitter com وجهة نظر

إقرأ أيضاً:

على خطى السعودية.. أمريكا في اليمن إجرام وتخبط وهزيمة [الحقيقة لا غير]

يمانيون../
تتزايد البراهين والأدلة يومًا بعد يوم على مدى الارتباك والعجز الذي يعيشه العدو الأمريكي في مواجهته للشعب اليمني العظيم، الذي يتميز بقوة إيمانه وثباته وإرادته القوية.

العدوان الأمريكي المستمر على العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية لا يعكس سوى حقيقة واحدة، هي الفشل الكبير الذي يدفع العدو الأمريكي إلى الوقوع في مأزق حقيقي أمام هذا الشعب، الذي يجسد من خلال موقفه الديني والأخلاقي والإنساني تجاه غزة موقفًا ومثالًا فريدًا في تاريخ الإنسانية.

وبسبب جهل العدو الأمريكي لطبيعة الشعب اليمني وقوة عزيمته وصمود أبنائه، يواصل شن غاراته العدوانية على الأحياء السكنية في صنعاء، مستهدفًا منازل المدنيين الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالأهداف الأمريكية المعلنة في اليمن.

لذا، فإن العدوان الأمريكي، خاصة في ظل إدارة المجرم ترامب، يمر بنفس الظروف التي واجهها العدو السعودي في عام 2015، عندما شن عدوانًا غاشماً جائرًا على الشعب اليمني، متجاهلًا صمود اليمنيين ومطمئنًا إلى تفوقه العسكري وقدرته الاقتصادية وعلاقاته الدولية.

وفي الوقت الحالي، يرتكب العدو الأمريكي نفس الخطأ الذي ارتكبه العدو السعودي سابقًا، والذي سيؤدي إلى عواقب وخيمة، وهو الخطأ المتمثل في التقليل من شأن الشعب اليمني وتضحيات أبنائه، والاعتقاد الخاطئ بأن طرق القوة والتصلب والوحشية، إلى جانب الغارات العدوانية والتدمير، ستكسر إرادة الشعب اليمني وتجبر أبنائه على الخضوع ورفع راية الاستسلام أمام العدوان الأمريكي والإسرائيلي.

تشكل الجرائم التي يرتكبها العدوان الأمريكي في العاصمة صنعاء وكافة المحافظات اليمنية جانبًا آخر من مظاهر الإجرام الوحشي الأمريكي، وتعكس حالة الفوضى والتخبط التي تعاني منها الولايات المتحدة، والتي لا تؤدي إلا إلى المزيد من الفضائح والانكسارات. ولا شك أن دماء الشهداء لن تذهب سدى، حيث تواصل قواتنا المسلحة تقويض هيبة هذه الإمبراطورية الظالمة، وتعليمها دروسًا قاسية في البحر وفي جميع الاشتباكات مع قطعها البحرية والعسكرية، حتى بلغت مرحلة الانهيار والفشل، وهو ما يؤكده الواقع على أرض الميدان. وهذا ما يشهد به جميع الخبراء المهنيين في العالم، بما فيها تقييمات العدو الأمريكي نفسه، حول نتائج العدوان الأمريكي على اليمن.

هذا وزير خارجية المجرم ترامب، الذي يعاني من خيبة أمل وإحباط مماثل لرئيسه، أشار إلى أن العدوان على اليمن يُعتبر خدمةً للعالم. هذا التصريح يعكس محاولة ليّ ذرائع المجتمع الدولي واستعطافه للوقوف بجانب العدو الأمريكي، ويُذكرنا ذلك بخطاب العدو السعودي الذي كان يبرر عدوانه على اليمن بحجة الدفاع عن العالم.

لقد كشفت دولة العدوان أمريكا من خلال عدوانها على الشعب اليمني للعالم فشلاً ذريعًا يفوق توقعات الكثيرين. فكلما ارتكب العدو الأمريكي جريمةً ضد المدنيين أو استهدف منشأةً مدنيةً أو مؤسسةً حكوميةً في اليمن، انكشفت حقائقه أكثر وتهاوت مكانته، ليس فقط من الناحية الأخلاقية، بل أيضًا من الناحية العسكرية والأمنية. وبفضل الله تعالى، فإن تصرفات هؤلاء المجرمين والإرهابيين الأمريكيين تدل على أنهم لا قيمة لهم، وهي حقًا كما وصفها الشهيد القائد -رضوان الله عليه– “أن أمريكا قشة”.

لكن عندما يقف أصحاب الحق بثباتٍ وإيمانٍ وقرارٍ حازم، يصبح الباطل ضعيفًا أمامهم، كما هو حال أمريكا اليوم في مواجهة الشعب اليمني. فالباطل لا يستمر ولا يثبت، على عكس أصحاب الحق والقضايا العادلة الذين هم سند القوة والديمومة.

كان المجرم ترامب، الذي يُعتبر مجرمًا، يسخر من إدارة بايدن وينعتها بالفشل، أما اليوم فقد أصبح المجرم ترامب نفسه موضوع سخرية أكثر منه، وذلك بسبب كثرة تهديداته. إذ تحول المجرم ترامب إلى مجرم وقاتل وفاشل في نظر العالم، الذي يشاهد يوميًا جرائمه ضد النساء والأطفال في غزة واليمن.

وكان يُقال إن المجرم ترامب كان يطمح للفوز بجائزة نوبل للسلام، راغبًا في جعل ولايته الأخيرة، أو ولايته هذه، رمزًا للحضارة الغربية والإنسانية، متعهدًا بإنهاء النزاعات والحروب. لكنه سقط في بداية ولايته الرئاسية الثانية، التي لم تمضِ عليها إلا بضعة أشهر قليلة، حيث يعيش حالة من الارتباك واليأس، ما دفعه إلى استهداف المنازل والأسواق والموانئ، وحتى السفينة “جلاكسي” في عرض البحر.

تشير الجرائم التي ارتكبها العدوان الأمريكي في العاصمة صنعاء بحق المدنيين إلى فشل العدوان الأمريكي المستمر وتخبطه المتواصل، كما تُبرز حجم الحقد الذي يكنّه العدو الأمريكي الذي يسعى للانتقام من الشعب اليمني، الذي لا تزيده هذه الجرائم إلا صلابة وعزيمة وإصرارًا على المواجهة والثبات والصمود. ولن يثنيه ذلك عن مواقفه الإنسانية والدينية والتاريخية تجاه غزة.

إن تضحيات وصبر الشعب اليمني في هذه المرحلة الحاسمة سيكون لهما أثر يعود بالنصر على المظلومين، وبالهزيمة والخسران على الظالمين. وتداعيات وأثر العدوان الأمريكي على اليمنيين تظهر كيف أن هذه الجرائم تعود بالسوء والخسارة على من يقترفها، كما حدث مع العدوان السعودي في جولة العدوان الأمريكية السابقة التي لم تحقق أي هدف، رغم ما ارتكبه من قتل النساء والأطفال وتدمير المنازل والمنشآت المدنية والحكومية.

وعلى الرغم من ذلك العدوان، تحوّل اليمنيون إلى بركان من الغضب في صدورهم، وزاد من وعيهم وحماسهم ونشاطهم للبحث عن وسائل القوة والمواجهة مع أولئك الأعداء والمجرمين، الذين لا يردعهم إلا الشجاعة والقوة والثبات والحضور الدائم في ساحات وميادين الجهاد في سبيل الله.

هناك فرق جوهري بين أن تتلقى الأذى من عدوك، وبين أن تضحّي وتواجه الألم بينما يُدمّر بيتك أو مصدر رزقك وأنت في موقع الجهاد ومواجهة العدو، تهاجمه بكل قوتك وتُعلّمه دروساً في الشجاعة والكرامة، تسقط هيبته أمام الأنظار، وتُلحِق به خسائر كبيرة على الأصعدة العسكرية والمادية والمعنوية.

بينما الاستسلام والخنوع لا يضمنان لك الحماية من العدو، فالتضحية في سبيل الجهاد هي فترة تكون مليئة بالصبر والكفاح، يتبعها النصر المؤزر، حينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله. أما إذا رضيت بالهروب من تحمل المسؤولية، فستخسر بلا نهاية، وضحاياك ستكون دون فائدة أو تحقيق أهداف.

كيف تؤثر مشاهد الطفولة والشهداء والجرحى على شعوب العالم كله، وهم يدركون أن اليمني يقدم هذه التضحيات نتيجة مواقفه الداعمة لغزة، ونتيجة إصرار شعب اليمن على تثبيت هذا الموقف مهما بلغت التضحيات وقسوة العدوان الأمريكي؟.

هذا الموقف له أثر عميق في نفس ووجدان الملايين من شعوب العالم، ولذلك تنطبق على جرائم العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني الآية الكريمة: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.

المجرم ترامب ومن يقف خلفه من المنافقين من أبناء الأمة يعتقدون أن جرائم العدوان الأمريكي بحق المدنيين ستعوض إخفاقاتهم العسكرية، وأن هذه الجرائم ستساعدهم في تحقيق أهدافهم، من بينها إرهاب الشعب اليمني وإجباره على الاستسلام ورفع راية الهزيمة أمام العدوان الأمريكي والإسرائيلي وعملائهم وأدواتهم ومرتزقتهم، وهذا تصور خاطئ تمامًا.

ومن لا يعرف طبيعة الشعب اليمني، عليه أن يعود للدراسة الدقيقة لتجربة العدوان السعودي على اليمن التي دامت تسع سنوات، والتي لا تزال حية في الذاكرة وقريبة الوقت، كما بيّن ذلك الشهيد القائد ـــ رضوان الله عليه ـــ إذا كنت تسير في طريق الحق، حتى عدوك حين يتصرف ضدك بأي فعل، رغبةً في إيذائك، قد ينتهي به الأمر إلى إفادتك من حيث يعتقد أنه يضرك، وبطريقة غير مقصودة.

لذلك، لنتأمل حجم الدعم والوقوف الشعبي العربي، الإسلامي والدولي تجاه اليمن في المراحل السابقة، حيث لم يكن موقف اليمن إلى جانب غزة آنذاك قد بلغ هذه الدرجة من التضحية والعطاء. فقد كان الشعب اليمني حينها لا يزال في طور المشاركة بالمظاهرات والمواكب الجماهيرية الكبيرة، إضافة إلى العمليات العسكرية التي تشكل الركيزة الأساسية لهذا الموقف.

أما الآن، فإن العالم بأجمعه، شعوبًا وأممًا، يراقب اليمنيين الذين تطوروا في عطائهم وإخلاصهم وجديتهم بشكل واضح في موقفهم الراهن. بالرغم من تعرض منازلهم للقصف واستشهاد أطفالهم ونسائهم، يؤكدون تمسكهم بفداء غزة ولن يتراجعوا عن مواقفهم الثابتة.

قال تعالى: [وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ]، إنَّ التضحيات التي يقدمها الشعب اليمني، والتي عبر عنها الجرحى المتأثرون بالعدوان الأمريكي، ترتقي بمكانتهم عند الله فوق مكانة الذين يقتصر عطاءهم على مجرد مشاركة الطعام والشراب، وفق ما جاء في كتاب الله العزيز عن عظمة المُنفقين.

على مدار عام ونصف من الدعم والإسناد اليمني لغزة، حاول البعض التشكيك والتشويش، بل وتعمد بعضهم السخرية بالقول إن ما قدمه اليمن لغزة هو مجرد استغلال. هذا هو سلوك العملاء والمرتزقة الذين يسعون إلى تشويه الموقف اليمني الحقيقي.

لكن الجرائم الأمريكية، والمشاهد المروعة لقصف المنازل والأسواق والمقابر، وألم الضحايا والشهداء، قد صنعت صورة أوضح وأصدق عن الشعب اليمني في وعي الشعوب حول العالم، أكثر مما كان عليه قبل العدوان الأمريكي.

إن دولة العدوان أمريكا من خلال جرائمها تُثبت للعالم أن الشعب اليمني يتميز بالإخلاص والثبات والصدق والكرامة والنقاء، وأنه لا نظير له عبر التاريخ البشري. كما تؤكد أن اليمن لا يتاجر بمعاناة غزة كما يزعم العملاء والمنافقون.

لقد زاد احترام العالم وتقديره للموقف اليمني خلال عام ونصف، واليوم في خضم الجرائم الأمريكية، بات الناس أكثر إيماناً ومحبةً للشعب اليمني. ولهذا، فإن التضحيات التي يقدمها الشعب اليمني لها أثر كبير يتجاوز مجرد التعاطف، إذ أصبحت اليوم سبباً في إيقاظ واستنهاض أحرار الأمة وكافة شعوب العالم، وتوحيد صفوفهم حول اليمن وموقفه وقيادته، وأضحى الشعب اليمني، بصموده ودعمه لغزة، مصدر إلهام وحافز لمن لا يزال يملك نبض الحياة في جميع أنحاء العالم.

بعون الله تعالى وإرادته، يكون المذنب والمجرم قد أتم كامل ذنوبه وتراكمت عليه الذنوب، ونضجت جرائمه التي تؤدي إلى سقوطه، فلا يبقى سوى السبب الذي يهيئه الله لإسقاطه والقضاء عليه. لذا فإن الأبطال المؤمنين الثابتين الشجعان هم الذين يتحقق على أيديهم تنفيذ الوعد الإلهي بسقوط الطغاة والمجرمين، وهذا من السنن الإلهية الثابتة في هذا الكون.

لقد تصاعد ظلم أمريكا وارتكبت المزيد من الجرائم، وأصبحت مكروهة في نظر العالم، ولهذا فإن العدوان والجرائم الأمريكية بحاجة إلى موقف أبر هيمي مستوحى من موقف نبي الله إبراهيم عليه السلام، إذ قال لأبيه وقومه: “ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟” فقد كان قومه يعبدون الأصنام كما يعبد البعض أمريكا في يومنا هذا.

فأجاب قوم إبراهيم: (جَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ)، لم يكن هناك مجال لتغيير النظام العالمي في ذلك الزمان، فأجابهم إبراهيم: (لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاوْكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ). وفي هذه الأيام، أيّ ضلال أعظم من طاعة أمريكا والولاء لها ولليهود، الذين يرتكبون أبشع الجرائم في غزة وغيرها.

كان موقف سيدنا إبراهيم حازماً وقوياً بلا تردد، حيث أعلن قاطعاً: (وَتَاللّٰهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ) أي: سأقضي على أصنامكم. وهذا هو الموقف الإبراهيمي الذي يجسده شعب اليمن في وجه إمبراطورية الظلم والجرائم واستعباد البشر، أمريكا التي ورثت تاريخاً طويلاً من الإجرام والظلم.

لذا، فإن من يواجه دولة العدوان أمريكا في هذا العصر يحمل راية الحق التي تعتبر امتداداً لرسالات الأنبياء عبر التاريخ، وهذا ما يجسده الشعب اليمني كحامل لهذه الراية.

لا بد للشعوب العربية والإسلامية من اتخاذ موقف واضح تجاه جرائم ومجازر العدو في غزة، وإذا تأخرت في ذلك فإنها معرضة للخزي في الدنيا والعقاب في الآخرة. ولهذا، فإن هناك بعض التفسيرات الدينية المغلوطة التي ساهمت في ترسيخ موقف الضعف والهوان بين المسلمين، معتبرةً ذلك زهدًا في الدنيا وطاعةً لله، وهو فهم يرفضه القرآن الكريم.

والأمر نفسه كما قال الشهيد القائد -رضوان الله عليه- إن الذل والهوان في الدنيا الناتج عن التقصير يؤدي إلى عذاب في الآخرة، لأن المؤمن يجب أن يكون قويًا وكريمًا، فهو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. وعلى المؤمن أن يجسد في حياته قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.

في ظل ما نشهده حالياً من تخاذل عربي تجاه قضية غزة وفلسطين، يتضح حجم الأزمة الخطيرة التي تواجهها أمتنا، والتي قد تكون قد وصلت إلى نقطة نهايتها، وقد يُستبدل الله بها بأمة أخرى. وبناءً عليه، دخلت الأمة في مرحلة من العقاب الإلهي، حيث تُسَلَّط عليها أعداؤها ليعذبوها أشد العذاب.

لذا فإن ما يحدث في واقع المسلمين اليوم أمر غير طبيعي، فالشعوب التي تفتقر إلى الدين تعيش في حياتها بحرية، تدافع عن نفسها، وتبني اقتصادها ومستقبلها، بينما واقع المسلمين والعرب مخزٍ ومزرٍ إلى أقصى الحدود.

عباس القاعدي| المسيرة

مقالات مشابهة

  • قرار جمهوري بالموافقة على اتفاقية نقل المحكوم عليهم بين مصر والإمارات
  • الرئيس السيسى يوافق على اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين مصر والإمارات
  • مكالمة جمال عبد الناصر والقذافي المسربة تثير جدلا عربيا وعالميا / شاهد
  • قضية اغلاق كاميرات المراقبة في اجتماع سري تثير جدلاً واسعا في تركيا
  • إقالة وزير ناميبي بتهمة الاغتصاب والرشوة تثير جدلا سياسيا
  • وفاة أكاديمي وداعية سعودي في السجن.. معتقل منذ 4 سنوات
  • على خطى السعودية.. أمريكا في اليمن إجرام وتخبط وهزيمة [الحقيقة لا غير]
  • حملت لوما حادا للعرب.. الكشف عن محادثة صوتية بين عبدالناصر والقذافي تثير جدلا في مصر / شاهد
  • “ترقبوا الخبر الكبير من إفريقيا”.. تصريحات ترامب تثير الجدل
  • صفحة رامي مخلوف تثير جدلا.. الإعلان عن تشكيل قوات تضم 150 ألف مقاتل