يمانيون:
2025-02-12@00:54:41 GMT

السيناريو الأكثر احتمالا لمستقبل “سوريا”

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

السيناريو الأكثر احتمالا لمستقبل “سوريا”

يمانيون../
عندما تسقط سوريا في ايدي جماعات المعارضة المسلحة دون مواجهة مع الجيش أو إطلاق طلقة واحدة ندرك تماما أن هناك امرا دبر على مستوى دولي فأفضى إلى ذلك.. لكن هل يقدم المستوى الدولي خدمات مجانية؟ أو يخدم احدا غير نفسه والكيان الإسرائيلي؟

إذا انطلقنا من هذه الفرضية.. يمكن أن نصل إلى توقع السيناريو الاكثر احتمال لسوريا على المدى القريب وليس البعيد.

أولا: لا بد أن نرصد ما جرى باختصار.. كان يُعلم منذ سبتمبر أن المعارضة المسلحة تجهز لشن هجوم على حلب.. وقد تم إبلاغ الحكومة السورية بذلك من قبل جهات دولية موثوقة… فجأة يبدأ الهجوم، وخلال أحد عشر يوما تكون قد سقطت حلب وحماه وحمص ودمشق وكل سوريا تقريبا بيد المعارضة بدون مواجهة تذكر.

فور وصول “الفاتحين” إلى دمشق وبالتزامن مع الاحتفالات بسقوط النظام، يجتاح الكيان الصهيوني مساحات شاسعة من سوريا ويصل إلى مشارف العاصمة دمشق وينفذ مئات الغارات الجوية، مستهدفا القدرات الاستراتيجية العسكرية للقوات المسلحة السورية، ويقول إنه قضى على حوالي 80% منها.

بالتزامن أيضا.. يتم اغتيال عدد من علماء سوريين دوليين بارزين وأكاديميين ومختصين في الذرة وشؤون علمية تقنية متطورة.

في العموم، يفهم أنه تم القضاء على القدرات العسكرية الأساسية لنزع انياب سوريا، وتم وضع العاصمة تحت الإشراف الإسرائيلي المباشر للتدخل والسيطرة عند الحاجة، وتم ضرب الأدمغة التي قد تشكل خطرا علميا وعمليا على الإسرائيلي.

تم تقديم ما سبق، كتمهيد للسيناريو الاكثر ترجيحا وهو أنه قد تم اتخاذ قرار دولي بأنها الجماعات المسلحة الموصوفة “إرهابية” في سوريا.. وذلك على غرار ما حصل مع القاعدة بعد انتهاء مهمتها في أفغانستان، ومع داعش بعد انتهاء مهمتها في سوريا والعراق.. وكلا الجماعتين، عمل المخططون الدوليون على إخراجهما من مكان تجمعهما، ونشرهما في حيز جغرافي واسع جدا، فتت من خلاله جمعهما، وسهل عملية القضاء عليهما..

الجدير بالذكر أنه كان السؤال دوما عن مصير الجماعات المسلحة الأجنبية في سوريا، وكان الجواب دوما، إنه لا يوجد حل له، فلا دولهم تقبل بعودتهم باعتبارهم “إرهابيين” يشكلون خطرا على أمن دولهم، ولا الدول التي هم فيها تقبل ببقائهم للسبب ذاته، ولا حتى دول أخرى يمكن أن تستقبلهم.. فلذلك “المحرقة” هي أفضل إخراج لمصيرهم.

بحسب المصادر فإن المعارضة المسلحة السورية تضم عشرات الفصائل، تختلف مشاربها ومآكلها الفكرية والعقدية والسياسية، من الإسلامية المتنوعة إلى العلمانية، لم يوحدها الا هدف إسقاط النظام، لكن بعد إسقاط النظام، ما هو هدفها؟ بالتأكيد ليست موحدة على هدف، وهذا ما سيشعل الاقتتال بينها.

ما صدر عن هذه الجماعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عبّر عن التناقض، فبعضها داس علم “الثورة” وبعض آخر تهجم على الجولاني، وطالبه بإطلاق سراح سجناء القاعدة، وبعض ثالث توعد بتحرير الكعبة والمدينة..الخ.

ثم جاء الاعلان من الإدارة الانتقالية للجماعات المسلحة في سوريا، بأنه سيكون هناك جمع للسلاح من كافة الفصائل، للانضواء تحت راية وزارة الدفاع والقوات المسلحة.. من اتخذ القرار هي هيئة تحرير الشام، حيث بدأ الحديث بين الجماعات عن تفردها بالقرار دون التشاور مع الجماعات الأخرى، فالجولاني عيّن رئيس حكومة انتقالي ووضع علم الهيئة في جلسة حكومية، وبدأ يتفرد بالقرار الاستراتيجي للبلاد.

لم تعلن الجماعات المسلحة المنضوية في المعارضة عن موقفها من قرار تسليم السلاح بعد، ولكن خبراء يوكدون أن بعضها لن يقبل، وهذا ما قد يؤدي إلى حدوث اشتباكات ومعارك، قد تتحول إلى حرب أهلية، يتقاتل فيها الموحَدون اليوم على إسقاط النظام. وهذا يعني أن التدمير والتآكل، سيضعف هذه الجماعات، وتظهر أمام المجتمع الدولي وأمام مشغليها اللوجستيين، أنها غير قادرة على الإمساك بالحكم والسيطرة على الأمن في البلد. حينها سيتولى المخَططُ الدولي تقديم فريقه للحكم، فريق يتأنق ربطات الأعناق والبدلات الحديثة ويدخن السيجار، باعتباره “المنقذ الديمقراطي” المدعم من الغرب المحافظ على الحقوق والحريات. في ذلك الوقت لن تجد الجماعات المسلحة حاضنة اجتماعية كما حصل عند دخولها إلى دمشق بالأمس، بل ستكون الحاضنة تحولت إلى الفريق الغربي الذي سيوفر لها ما عجزت عنه هي. وستقدم المعونات للفريق ليثبت قدرته على تحقيق “المعجزات” بمعاونة الغرب وحلفائه.. والنماذج موجودة في دول عربية أخرى، ضربها “ربيع التغيير”.

الفريق الحاكم المحسوب على الغرب، ستكون مهمته تأمين مصالح الغرب والكيان الصهيوني أولا، ولا يعني أن الحكام الجدد الآن لا يؤمنون، بل تأمين عن تأمين يفرق، خصوصا وأن حكام اليوم “الإسلاميين”، سيكونون محرجين في توقيع اتفاقيات تطبيع مع الإسرائيلي.

إشارة أخرى.. الكل يعلم أن الدعم العربي لحكام “الإسلام السياسي” الجدد في سوريا غير مريح بالمطلق لبعض الدول العربية التي يوجد فيه إسلام سياسي ويشكل خطرا على أنظمتها، مثل الجارة الأردن والجارة الأبعد قليلا مصر والإمارات وغيرها.. ووجود هؤلاء الحكام في السلطة لا يتماشى مع مصالح هذه الدول فلذلك هذه الدول لن توفر الدعم المطلوب، لا ماديا ولا معنويا لهم، خشية أن يستقووا عليها، ويشكلوا خطرا على أنظمتها كون فيها من الإسلام السياسي ما فيها. ولهم في مصر وتونس عبرة.

حمى الله سوريا وأهلها وصانها من كل اذى.

قناة العالم – د. حكم امهز

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجماعات المسلحة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتخلي عن فلسطين.. ما علاقة سوريا؟

انتقد زعيم المعارضة التركية ورئيس حزب "الشعب الجمهوري"، أوزغور أوزيل، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة بسبب ما اعتبره "تخليه" عن القضية الفلسطينية بسبب الصمت إزاء خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهالي قطاع غزة، معتبرا أن ذلك يأتي مقابل مكاسب جديدة لأردوغان في سوريا.

وقال أوزيل  في تصريحات صحفية خلال زيارته إلى منطقة زلزال 6 شباط /فبراير جنوبي تركيا، "أقول للجميع في تركيا: القضية الفلسطينية كانت دائما قضيتنا، منذ أن أسس رئيسنا الثالث بولنت أجاويد علاقاته مع ياسر عرفات، ومنذ دعم اليسار التركي لنضال تحرير فلسطين. كما أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال قضية وطنية بالنسبة لحكومات تركيا".

وأضاف منتقدا الرئيس التركي "عندما كان الصراع مع إسرائيل مفيدا له، استغل أردوغان ذلك إلى أقصى حد. والآن، بعد أن توصلت إسرائيل وأمريكا إلى اتفاق بشأن ترتيب الأوضاع في سوريا، يبدو أن الرئيس المشارك السابق لمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي لم يتخلَّ عن هذا الدور كما يزعم، قد مُنح دورا في هذه الخطة".


واعتبر زعيم المعارضة التركية أن أردوغان "راضٍ عن هذا الدور، رغم أنه يتضمن اقتلاع الفلسطينيين من غزة وترحيلهم، ومع ذلك يلتزم الصمت"، مضيفا "ليس من حقه أن يظل صامتا أمام ذلك. وكل يوم يمر وهو صامت، يفقد شرعيته أكثر".

وتطرق أوزيل إلى نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة وموقف الناخبين الذين صوتوا لأردوغان من القضية الفلسطينية، وقال إن "أردوغان لم يتمكن من الفوز في الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية فاز بفارق ضئيل، حيث حصل على 51.5 بالمئة من الأصوات الصحيحة. فهل من صوتوا له فعلوا ذلك ليتخلى عن فلسطين بهذه الطريقة؟".

وأضاف أن "كل يوم يمر وهو صامت بشأن هذه القضية، فإن شرعيته تتآكل أكثر. لأن الأغلبية الساحقة ممن صوتوا له فعلوا ذلك بناءً على افتراض أنه سيحافظ على موقف تركيا التقليدي من فلسطين، وسيلتزم بالتصريحات التي أدلى بها سابقا".

وأردف أوزيل مخاطبا أردوغان "ولكن إذا أدرت وجهك إلى إسرائيل وأدرت ظهرك لفلسطين، فأنت تفقد شرعيتك. وهذا سبب إضافي يدعو إلى ضرورة وضع صناديق الاقتراع في أقرب وقت، وطرح السؤال على الشعب: ماذا تقولون الآن؟".

في المقابل، علق المتحدث باسم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم عمر تشليك على تصريحات زعيم المعارضة التركية بحق أردوغان، مشددا على موقف الأخير الثابت من دعم القضية الفلسطينية.


وقال تشليك في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، السبت، إن "أوزيل ارتكب أحد أكثر الأفعال اللاواعية في التاريخ السياسي بمحاولته التشكيك في حساسية رئيسنا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية"، معتبرا أن الاتهام التي وجهها زعيم المعارضة لأردوغان إن "سقوط سياسي كامل".

وأضاف أنه جرى التعبير عن موقف أردوغان بشكل واضح "في التصريحات الصادرة نيابة عن حزبنا وحكومتنا"، لافتا إلى أن الرئيس التركي "يؤكد أن إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والمتكاملة جغرافيا في حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو أحد المبادئ الأساسية في حياته السياسية".

وكان رئيس البرلمان التركي نعمان كورتولموش، أكد أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى "حلم" يستحيل تحقيقه، مشددا على أن ذلك يتعارض أيضا مع حقوق الإنسان والقانون الدولي.

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال وزارة الصحة ينوه بجهود برنامج “أمل” السعودي التطوعي‏ في ‏سوريا
  • المغرب يتقدم إلى المرتبة 54 عالمياً في مؤشر “الدول الجيدة” لعام 2024
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • بيان عربي جديد ردا على “أوهام” نتنياهو
  • لبنان: قذائف مصدرها “هيئة تحرير الشام” تسقط في جرود الهرمل الحدودية مع سوريا
  • الدول العربية ترد على تصريحات نتنياهو بشأن “إقامة دولة فلسطينية” على الأراضي السعودية
  • زاوي: “مباراتنا أمام بارادو ستكون صعبة ونسعى فيها لتحقيق الفوز”
  • قاتل بصفوف داعش في سوريا.. 5 سنوات سجنا للإرهابي “أبو عاصم”
  • مصر تعلن عن “قمة عربية طارئة” بشأن “تطورات القضية الفلسطينية”
  • زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتخلي عن فلسطين.. ما علاقة سوريا؟