بوابة الوفد:
2025-02-12@12:15:00 GMT

ﺟﺤﻴﻢ ﺻﻴﺪﻧﺎﻳﺎ المسلخ البشرى فى دمشق

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

اغتصاب وقتل وإجبار على فعل أمور غير إنسانية، وسحق جثث الشهداء فى آلات وتعليبها، قصص يشيب لها الولدان رُفع عنها الستار بعدما تم اقتحام سجن صيدنايا، المعروف بمقبرة الثوار فى دمشق أو «المسلخ البشرى».
وبعد إسقاط نظام بشار الأسد الهارب إلى روسيا، توجهت الفصائل المسلحة إلى سجن صيدنايا الذى اعتاد بشار أن يجمع داخله معارضيه، وتفنن نظامه فى طرق تعذيب بشعة غير إنسانية، غيرت من ملامح السجناء وكسرت من أرواحهم قبل أن تُزهقها، ومن تبقى منهم بعضهم فقد النطق والذاكرة وآخرون تمكنوا بالبوح بجزء مما مروا به من أهوال.


ميليشيات النظام السورى وثّقوا بعضا من جرائمهم بهواتفهم، منها مداواة المعتقلين بعدما اقتربوا من الموت ليس شفقة بل استخسرا أن يستريحوا بالموت، وآخرون أطعموا حيواناتهم من لحوم الشهداء، وحراس انتهكوا أعراض السجينات واغتصبوهن، وفى الليل لا يسمحون لهن بالنوم بل كان دلو الماء البارد عقابا لمن تنام أو تستريح فى الغرف المظلمة التى كانت يُحتجزن داخلها، وكان الموت أمنية لكل السجناء داخل صيدنايا.
سجن صيدنايا ضم آلاف المعتقلين خلال نظام بشار الأسد، عُثر على بعضهم أحياء والبعض الآخر جثثا متعفنة، وسط اعتقاد بأن آخرين لم يتمكنوا من الخروج ومازالوا متواجدين داخل غرف سرية أسفل السجن.
حسب تصريحات مدير رابطة معتقلى سجن صيدنايا، المعتقل السابق، دياب سرية، السجن كان يشمل غرف ملح لوضع الجثث لحين نقلها إلى مستشفيات مثل تشرين وحرستا، ثم يتم التوجه بها إلى مقابر الجماعية.
«صيدنايا» المسلخ البشرى
بعد اقتحام سجن صيدنايا، فى رحلة البحث عن المختفين والمعتقلين، عثر الأهالى على آلة عبارة عن مكبس آلى فى غرفة مخصصة للإعدام، وعُثر بجوار الآلة على حبل مشنقة ملطخ بالدماء، وتستخدم الآلة للتخلص من جثث المعتقلين وهم أحياء أو بعد موتهم، عن طريق كبس أجسادهم فتسحق عظامهم وأجسادهم وتحولهم لطبقة رقيقة يسهل التخلص منها، ولها مجارى وأنابيب تسيل فيها دماؤهم إلى حجرات تحت الأرض وأكياس يتم التخلص منها لاحقاً.
عاش أسامة البطانية الأردنى المعتقل فى صيدنايا منذ 38 سنة، وتم تحريره، وعندما حاولت السلطات الأردنية التعرف على ما مر به أو معلومات عن من كان معه لم يستطع الحديث أو تذكر ماضيه، بسبب فقدانه للذاكرة بعدما مر به من تعذيب.
وداخل السجن تم العثور على جثة المعتقل السياسى مازن حمادى الذى اعتقل عام 2011 وتعرض للتعذيب، ثم خرج من السجن عام 2014 ليغادر إلى هولندا وهناك تحدث عن نظام بشار الأسد الديكتاتور، ولكنه عاد بعدما تم تهديده بأهله عام 2020 ليتم اعتقاله مباشرة واختفى تماما إلى أن عُثر عليه جثة فى صيدنايا.

«عبد الوهاب دعدوش» كان طالب طب بشرى خرج فى سن العشرين منذ 13 عاما للتقديم للامتحان فى حماة ولكنه لم يعد لمنزله مرة أخرى، إلى أن شوهد فى صيدنايا ضمن المعتقلين، فاقدًا للعقلِ والذاكرة، تعرفت عليه أسرته، وكان الابن الوحيد فقدت أمه بصرها حزنا عليه بعدما ظنت أنه مات.

البحث عن الصحفى الأمريكى المفقود «تايس»
وإلى جانب السوريين تبحث أمريكا عن صحفى أمريكى يدعى أوستن تايس، اختفى أثناء قيامه بالتغطية الإعلامية بالقرب من العاصمة السورية، دمشق، عام 2012، وظهر بعد خمسة أسابيع من اختفائه، على الإنترنت فى مقطع فيديو مدته 43 ثانية فى أسر من تصفهم عائلته بمجموعة غير عادية من الجهاديين، ولم يسمع عنه منذ ذلك الحين.
تايس قبل أن يعمل صحفيا كان من قدامى المحاربين فى مشاة البحرية الأمريكية، تعتقد أمريكا أنه محتجز لدى النظام السورى رغم نفى بشار الأسد خلال تلك الفترة، وبعد إسقاط بشار أعلنت مجموعة أمريكية عن توجهها إلى سوريا هذا الأسبوع، بحثًا عن الصحفى المفقود.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الفصائل المسلحة مقابر الجماعية مشاة البحرية الأمريكية العاصمة السورية سجن صیدنایا بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

أبعاد أول زيارة لمسؤول جزائري إلى دمشق بعد سقوط الأسد

الجزائر- شكلت زيارة وزير الدولة، وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إلى سوريا في الثامن من فبراير/شباط الجاري، فرصة مهمة لبحث مستقبل العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها، خاصة في ظل المتغيرات السياسية التي شهدتها دمشق بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وأتاحت الزيارة فرصة للجزائر لتؤكد من خلالها دعمها وحدة سوريا واستقرارها، ولتجديد التعبير عن تضامنها ووقوفها إلى جانب دمشق خلال هذه المرحلة الدقيقة، ولمد المساعدة الكاملة في كل المجالات لتمكين الشعب السوري من كسب الرهانات وتحقيق تطلعاته المشروعة التي يرسمها في المستقبل.

وكشف المبعوث الخاص للرئيس الجزائري -عقب استقباله من قبل الرئيس السوري أحمد الشرع– استعداد الجزائر لتطوير تعاونها الثنائي مع دمشق، لا سيما في ميدان الطاقة والتعاون التجاري والاستثمار وإعادة الإعمار.

علاقات متينة

من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الإدارة السورية الجديدة بحثت مع الجزائر جهود رفع العقوبات الدولية عن دمشق انطلاقا من عضويتها بمجلس الأمن.

في السياق، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي عبد النور تومي أن العلاقات الجزائرية السورية ليست وليدة اللحظة، بل تمتد جذورها إلى عهد الأمير عبد القادر وما قبله، وهي راسخة ومتينة بين الشعبين. وأضاف للجزيرة نت أنها تأتي في إطار حراك دبلوماسي تعيشه سوريا الجديدة.

إعلان

وأكد أن الجزائر بفضل دبلوماسيتها التي تقوم على مزيج من المبادئ الثابتة والواقعية الجديدة، استطاعت التكيف مع المستجدات التي تشهدها المنطقة. وباتت تمتلك نهجا واضحا في إدارة العلاقات المركبة في المنطقة، مما يعزز مكانتها كشريك إستراتيجي لسوريا، إلى جانب قوى إقليمية أخرى مثل تركيا وقطر.

وحسب تومي، ستلعب الجزائر دورا دبلوماسيا فاعلا خصوصا أنها تمتلك حضورا نشطا في مجلس الأمن، حيث تمثل الصوت العربي فيه، الأمر الذي قد يمنحها دورا حاسما في دعم سوريا الجديدة، ومن ذلك العمل على رفع العقوبات المفروضة عليها نهائيا.

وأشار إلى "تجربة الجزائر الناجحة في تحقيق المصالحة الوطنية، وهو ما يمنحها دورا مهما في دعم الاستقرار في سوريا".

أهمية كبيرة

اقتصاديا، قال الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي إن العلاقة بين البلدين تكتسب أهمية كبيرة، حيث شهدت السنوات الأخيرة حضورا بارزا للسوريين في الجزائر من خلال تأسيسهم شراكات واستثمارات متعددة، إلى جانب دورهم كخبراء في العديد من القطاعات.

وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر تيغرسي أن السوريين أصبحوا جزءا مهما من المشهد الاقتصادي الجزائري "تماما كما هو الحال في تركيا"، وأوضح أن هذا الواقع يسهم في تقارب اقتصادي بين الجانبين.

وأكد أنه في هذه المرحلة يمكن تحفيز الشراكات السورية والجزائرية التي كانت قائمة في السابق لإعادة إحيائها، أو بعث شراكات أخرى سواء في مجالات الطاقة أوالتجارة أو الإعمار أو صناعة النسيج التي قال إنها تحديدا يمكن أن تكون نقطة انطلاق أساسية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

ووفقا له، تمتلك الجزائر إمكانيات وثروات هائلة وتسعى إلى تطوير نموذج اقتصادي متكامل، يشمل قطاعات حيوية مثل البنية التحتية والزراعة والصناعة والصناعات التحويلية والصيدلانية والتعدين والصيد البحري والسياحة. وأضاف أن سوريا -بدورها- كانت معروفة بقطاعها السياحي المزدهر، فضلا عن شهرتها بصناعة النسيج.

إعلان

وحسب الخبير الاقتصادي، يكمن التحدي اليوم في كيفية تفعيل هذه الإمكانيات واستثمارها ضمن شراكة حقيقية بين سوريا والجزائر، مؤكدا أن هناك آفاقا واسعة لتطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصا من خلال العنصر البشري.

وأكد أن الجزائر كانت "دائما داعمة لاستقلال القرار السوري، وحرصت على أن تعتمد سوريا على شعبها وإمكانياتها"، معتبرا أن المرحلة المقبلة ستكون بداية مشجعة لتعزيز هذه العلاقات الاقتصادية وتطوير شراكة متينة بين البلدين.

زيارة نوعية

وتعد زيارة وزير الخارجية الجزائري الأولى من نوعها لمسؤول جزائري رفيع منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وكانت وزارة الخارجية الجزائرية أصدرت بيانا، بعد إعلان سقوط النظام المخلوع، دعت فيه "كافة الأطراف السورية إلى الوحدة والسلم". كما شددت "على الحوار بين أبناء الشعب السوري، بكافة أطيافه ومكوناته، وتغليب المصالح العليا لسوريا الشقيقة والحفاظ على أملاك ومقدرات البلاد، والتوجه إلى المستقبل لبناء وطن يسع الجميع".

كما دعت الجزائر على لسان وزير خارجيتها أحمد عطاف إلى "إشراف أممي على الحوار بين الفرقاء السوريين في ظل حرمة ووحدة التراب السوري"، مشيرا إلى أن "الجزائر تعترف بالدول وليس بالحكومات"، وأضاف أنه "نهج يعزز مرونة الموقف الدبلوماسي الجزائري عبر التاريخ".

وكانت إدارة الشؤون السياسية في سوريا قد وجهت في 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي شكرا للجزائر على استمرار عمل بعثتها الدبلوماسية في دمشق، مؤكدة توفير كل التسهيلات لاستمرار أعمالها.

ولم يصدر من الجزائر أي موقف رسمي من التطورات السياسية في دمشق بعدما أعلنت إدارة العمليات العسكرية السورية، في 29 يناير/ كانون الثاني الماضي، تعيين أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية.

وكشف الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، في حوار أجراه في الثالث من فبراير/شباط الجاري مع صحيفة "لوبينيون الفرنسية"، أنه أرسل مبعوثا للرئيس المخلوع بشار الأسد قبل سقوطه، مؤكدا أن "الجزائر اقترحت -بموافقة الأمم المتحدة– أن تكون وسيطا لكي يتحدث الأسد مع معارضيه، إلا أن الأمر لم يؤت أكله".

إعلان

وأكد تبون أن بلاده "لطالما تحدثت مع الأسد وكانت حازمة معه ولم تقبل أبدا بالمجازر التي ارتكبها ضد شعبه".

مقالات مشابهة

  • «حافظ بشار الأسد» ينشر تفاصيل جديدة حول «الليلة الأخيرة» في سوريا
  • حافظ بشار الأسد ينشر تفاصيل جديدة حول “ليلة عائلة الأسد الأخيرة” في سوريا
  • أكثر من 100 ألف لاجئ سوري عادوا من تركيا إلى بلادهم خلال شهرين
  • هل انتهت القومية العربية بسقوط بشار الأسد؟
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • جدل بشأن منشور منسوب لنجل الأسد يرد على قصة "الهروب"
  • إلغاء مسيرة قافلة عسكرية روسية في سوريا بعد تدخل وزارة الدفاع
  • هل يستعيد قطاع النقل في سوريا عافيته بعدما أهمله الأسد؟
  • أبعاد أول زيارة لمسؤول جزائري إلى دمشق بعد سقوط الأسد
  • النسيان يتهدد آلاف السوريين ببريطانيا بعد تجميد طلبات لجوئهم