السوق السوداء تحتكر ألبان الأطفال

شهدت أسواق المحافظات مؤخرًا اختفاءً لعبوات اللبن المدعم المخصصة للأطفال، فى منافذ وزارة الصحة، مع توافرها بالأسواق السوداء، مما أثار قلقًا بين الأسر، ورغم تأكيد المسئولين بالوزارة عن توافر العبوات فى المنافذ، إلا أن الامهات يذهبن الى العديد من المنافذ والرد «غير متوفر»،  تؤثر هذه الأزمة على صحة الأطفال وتعرضهم لخطر نقص العناصر الغذائية الأساسية، وتزيد من معاناة الأهالى وسط متطلبات حياتية قاسية مرتفعة التكلفة يوما بعد الآخر، ونستعرض فى هذا الملف أزمة اختفاء الألبان المدعمة فى منافذ وزارة الصحة وارتفاع أسعارها فى الأسواق السوداء.

 

 

 

ارتفاع أسعار العبوة فى السوق السوداء لـ 300 جنيه

 

تصاعدت أزمة اختفاء اللبن المدعم والمخصص للأطفال الرضع من جديد، حيث اشتكى المواطنون من اختفائه من الصيدليات وبيعه بالسوق السوداء بأزيد من سعره.

واشتكى العديد من أمهات حديثى الولادة بمختلف أنحاء المحافظة من نقص ألبان الأطفال المدعمة , والذى من المفترض أن تتوفر بالصيدليات والوحدات الصحية,  مما يسبب للأسر عديدًا من المشاكل خاصة مع ارتفاع سعر الألبان المستوردة الأخرى ورصدت الوفد بعض الصيدليات بمدينة دمياط أكد أصحابها صعوبة توافر اللبن، على أمل توافرها الايام المقبلة.

وأكد محمد سرور  عامل وأب لطفلة تبلغ من العمر 6 أشهر، أنه يضطر للقدوم من مسكنه بمدينة فارسكور  إلى مدينة الزرقا والتى تبعد حوالى 40 كيلو مترًا للحصول على حليب الأطفال المدعم الذى لا يجده فى أى صيدلية سواء بمنطقته أو خارجها حيث يتمكن من الحصول على علبتين فى المرة الواحدة بعد تقديم شهادة الميلاد للصيدلية، وإثبات عدد العلب وتاريخ شرائها على ظهر شهادة الميلاد. 

ولفت إلى أنه يضطر لقطع كل تلك المسافة يومياٌ,  للحصول على اللبن المدعم لابنته ولابنة أخيه الرضيعتين  لأنه لا يستطيع شراء أنواع اللبن غير المدعمة لارتفاع أسعارها كما تتوافر البان الاطفال بنسبة ضئيلة جدا باحدى الصيدليات بالسعر الرسمي.

وفى ذات السياق تجمع العشرات من أهالى مدينة فارسكور  أمام  الوحدة الصحية لمدينة فارسكور، احتجاجا على نقص عبوات ألبان الأطفال بالوحدات الصحية بل توقف توزيعها من الشهر الماضى وعبر الأهالى عن غضبهم واستيائهم من نقص عبوات الألبان المدعمة للأطفال من وزارة الصحة لأطفالهم بالمنشآت الصحية، مؤكدين أنهم يلجأون لشراء العلب بأسعار تتراوح ما بين 250 إلى 300 جنيه للعلبة الواحدة بالسوق السوداء.

وقالت سحر العوضي، أم  لطفلة حديثة الولادة، أنها توجهت إلى الوحدة الصحية بفارسكور للحصول على عبوة اللبن لطفلتها، غير أنها فوجئت برفض المسئولين صرف اللبن، بدعوى عدم وجوده.

وأضافت سلوى عبد الظاهر ، أنها توجهت  إلى الشركة المصرية لتجارة الأدوية المنوط بها صرف الألبان المدعمة بدمياط ، غير أن المسئولين بالشركة رفضوا صرف اللبن بدعوى أن ذلك تنفيذا لقرار وزير الصحة ، وأن تعليماته تقضى بمنع صرف اللبن المدعم وتوجيههم إلى الوحدات الصحية ، وفور انتقالهم للمراكز المذكورة، لم يجدوا اللبن المدعم ما زاد من حدة غضبهم.

 

 

 

ارتفاع أسعار الألبان  بنسبة 100 %

 

تشهد محافظة الشرقية نقصًا شديدًا فى ألبان الأطفال، الأمر الذى أدخل الأباء والأمهات فى دوامة مستمرة حولت حياتهم إلى جحيم وكابوس مرعب من أجل البحث عن علبة لبن تنقذ أطفالهم من البكاء وتؤمن لهم غذائهم الوحيد الذى لا يوجد غيره، وعلى الرغم من تصريحات المسئولين بالصحة بتوافر ألبان الأطفال إلا أن الواقع يؤكد أن الأهالى يعيشون فى معاناة شديدة للحصول علبة لبن تسد جوع أطفالهم الرضع بسبب اختفائه من الإدارات الصحية والصيدليات على حد سواء، وعلى الرغم من أرتفاع سعر ألبان الأطفال بصورة مبالغ فيها إلا أن المنتجات غير متوفرة ورحلة البحث عنها تتطلب الكثير من الجهد إلى جانب ما يعانيه الأهالى من توتر النفسى أثناء رحلة البحث خوفًا على حياة أطفالهم.

المتابع لسوق الدواء فى محافظة الشرقية يعلم أن أغلب أنواع ألبان الأطفال قد أرتفعت أسعارها بشكل كبير حتى أزدادت بنسبة تجاوزت الـ 100%، ويؤكد عدد من الخبراء,  أن أزمة نقص العملة وارتفاع سعر الدولار هو جزء من الأزمة الحالية ,ولكن الجزء الأكبر منها هى استغلال  الشركات والموردين والتجار, ومنع توزيع الألبان لـ»تعتطيش» الأسواق ورفع الاسعار أكثر على الأهالى بهدف تحقيق مكاسب مادية كبيرة دون الوضع فى الاعتبار المواطن البسيط المنهك بسبب الوضع الإقتصادى الحالى والطفل الرضيع الذى هو فى أمس الحاجة لعلبة لبن يحتاجها لغذائه مما كبد الأسر عبئًا ماديًا شديدًا أثقل كاهلهم لم يكن موجودًا فى مصروفاتها الشهرية.

وأكد عدد من المواطنين,  أنهم أضطروا لتغيير نوع اللبن الصناعى للأطفالهم أكثر من مرة بسبب النقص الشديد ومرارة البحث والسؤال فهى أزمة نفسية تعانى منها الأهالى كل أسبوع، الأمر الذى سبب لأطفالهم أعراضًا جانبية حادة، من بينها الغازات وسوء وعسر الهضم.

ويؤكد مسئولون بالغرفة التجارية عن وجود نقص كبير فى لبن الأطفال الصناعي، واختفاء الأنواع التى تعتمد عليها الأسر المصرية، لافتين إلى أن كافة أنواع الألبان يوجد بها نقص شديد، فضلا عن ارتفاع أسعارها حال وجودها من الأساس، لافتين أنه فى الوقت الذى يشكو فيه أصحاب الصيدليات من نقص الألبان ويطالبون الوزارة بالتدخل للقضاء على تلك الأزمة نجد تصريحات المسئولين تنفى وجود نقص فى الألبان، وتؤكد على توافره ونجاحها فى توفير الاحتياطى منه بكميات كبيرة مما يجعل الصيدليات محل اتهام من جانب الأهالى الذين يتهمون أصحاب الصيدليات بإخفاء اللبن بغرض بيعه فى السوق السوداء لتحقيق مكاسب مادية.

وعلى الرغم من قيام أهالى محافظة الشرقية بتقديم العديد من الإستغاثات والشكاوى إلى جميع الجهات منها رئاسة مجلس الوزراء، ووزارة الصحة، ومحافظ الشرقية بخصوص أزمة إختفاء ألبان الأطفال ومعاناتهم الشديدة فى البحث عنه وأرتفاع أسعاره من أجل تدخل الدولة بإجراءات جدية صارمة، ووضع آليات تضمن القضاء على أزمة ألبان الأطفال ومعاناة الأهالي، لتصحيح الأوضاع من جديد، إلا أن هذه الشكاوى والاستغاثات ذهبت أدراج الرياح ولم تغير من الأمر شيئًا وبقى الوضع على ما هو عليه.

 

 

صيدليات الدقهلية تعلن  «كل ألبان الأطفال ناقصة»

 

« كل ألبان الأطفال ناقصة فى صيدليات الدقهلية «هذا هو الواقع المؤسف والمعضلة التى تبحث عن حل منذ عدة أشهر وحتى الآن ، حيث تواكب نقص الألبان مع أزمة اختفاء الدواء نتيجة ارتفاع سعر الدولار وكنتيجة طبيعة خاصة أن كافة أنواع ألبان الأطفال مستوردة، فكلما ارتفع سعر الدولار ارتفع بالتبعية سعر كافة الأصناف المستوردة ومنها ألبان الأطفال .

تكمن خطورة الأمر كما أوضح المواطنون, أن معظم الأمهات أصبحن يعتمدن على ألبان الأطفال لرضاعة أبنائهن خاصة مع انتشار مرض فقر الدم   بين الأمهات لذا يتجهن الى  اللبان الأطفال كبديل , ومع نقصه أو اختفائه كما يحدث الآن يتعرض الأمهات وأبناؤهن لمعاناة كبيرة .

يقول محمد السيد بأن ابنه عمره 4 أشهر ويستخدم لبن الأطفال من نوع « بيبلاك 1 « وقد كان سعره قبل الزيادة الأخيرة 205 جنيهات أما الآن فسعره بلغ 300 جنيه للعبوة الواحدة ورغم ذلك فهو يتوفر أحيانا وينقص أحيانا أخرى وهو حاليا غير متوفر فى الصيدليات ، وحينما يتوفر يضطر الناس لتخزين كمية منه على أمل توفره .

ويضيف رضا عبد المنعم بأن أزمة نقص ألبان الأطفال بدأت منذ عام ولاتزال مسستمرة حتى الآن ، وأشار إلى أن الألبان التى كانت مدعمة أصبحت غير موجودة وحتى ألبان « بيبلاك 1 و2 و3 « تنقص بشكل مستمر من الصيدليات وهى أكثر الأنواع المطلوبة لأنها مخصصة للأطفال من الولادة وحتى بعد عمر عام وإذا توفرت فأسعار العبوة الواحدة 300 جنيه وهو سعر يرهق ميزانية الأسرة جدا .

ويقول على خليفة بأن ابنه يعانى من الإسهال المتكرر ولذلك فقد وصف الطبيب له نوعًا من الألبان وهو « بيبلاك إف أر « لأنه يوصي للأطفال الذين يعانون من الإسهال وهو غير موجود بالمرة وإذا توفر بالمصادفة يصل سعره إلى 380 جنيها للعبوة الواحدة على الرغم من أن سعره كان 235 جنيها ، كما أن « بيبلاك إل أر « المضاد للترجيع أيضا غير متوفر فماذا نفعل ؟

ويطالب عثمان فوزى بضرورة دعم ألبان الأطفال أو توفيرها بأسعار رمزية فى المستشفيات الحكومية ، وأشار إلى أن هناك بعض الأصناف يتم توفيرها فى المستشفيات ولكن بضوابط معينة ، وأضاف بأن بعض الأصناف من الألبان ارتفع سعرها وبحسبة بسيطة يستهلك الطفل فى الشهر 8 عبوات تصل أسعارها إلى مايقرب من 2000 جنيه شهريا وهذا يمثل عبئا كبيرا على المواطنين فلا بد من توفير كافة أنواع الألبان فى المستشفيات الحكومية بسعر مناسب .

 

المصدر: بوابة الوفد