الأيادي الخفية للغرب تظلم مستقبل سوريا
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
دانييل كوفاليك
إن الاحتجاجات التي ظهرت على أنها شعبية في سوريا عام 2011 سرعان ما تم توجيهها من قبل الغرب وتحويلها إلى حرب داخلية وحرب بالوكالة.
الدعم المالي والعسكري الذي قدمته الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، للجماعات المسلحة كان منذ البداية يهدف إلى الإطاحة بالحكومة السورية.
العقوبات الغربية واحتلال ثلث الأراضي السورية وسرقة الموارد النفطية والقمح خلقت ظروفًا اقتصادية صعبة للغاية لشعب هذا البلد.
التدخل السريع لإسرائيل في الأراضي السورية يوضح أن تل أبيب تسعى لاستغلال أزمة سوريا لتوسيع نفوذها في المنطقة.
تحليل وتأكيد المخاوف
ما ذكرناه هو انعكاس واضح للحقيقة المريرة التي تعيشها سوريا منذ عام 2011. فالأيادي الغربية لم تكتفِ فقط بتوجيه الاحتجاجات وتحويلها إلى حرب مدمرة، بل استغلت الأوضاع لفرض أجنداتها السياسية والجيوسياسية على حساب الشعب السوري واستقراره.
الدعم اللامحدود للجماعات المسلحة لم يكن يهدف سوى إلى زعزعة استقرار سوريا وتدمير بنيتها التحتية. هذا الدعم، إلى جانب العقوبات الاقتصادية القاسية، أدى إلى تجويع الشعب السوري وحرمانه من أبسط حقوقه في حياة كريمة.
الخطر الأكبر يكمن الآن في استمرار التدخلات الخارجية، وخاصة الإسرائيلية. التدخل الإسرائيلي المتزايد في سوريا لا يهدف فقط إلى توسيع نفوذه، بل يسعى أيضًا إلى تقسيم سوريا وإضعافها كدولة ذات سيادة.
في ظل هذه التطورات، يواجه الشعب السوري مستقبلًا مظلمًا إذا لم تتوقف هذه التدخلات. خطر التطرف يزداد مع استمرار الحرب والفقر واليأس، مما يخلق بيئة خصبة لنمو الجماعات الإرهابية.
إذا استمرت هذه السياسات الغربية والإسرائيلية، فإن سوريا ستواجه ليس فقط خطر التقسيم والاحتلال، بل أيضًا موجة جديدة من العنف والتطرف، مما سيهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها. لذا، من الضروري أن تتحرك القوى الإقليمية والدولية لإنهاء هذه التدخلات وضمان وحدة سوريا وسلامة أراضيها.
أستاذ جامعي من نيويورك ومحلل في شؤون الشرق الأوسط
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: ندعم الشعب السوري الشقيق وتطلعاته المشروعة
شارك د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، اليوم الأحد، في الاجتماع الوزاري العربي الموسع حول سوريا والذي عقد بالرياض، وذلك بحضور أمين عام جامعة الدول العربية، وأمين عام مجلس التعاون الخليجي.
ثم أعقب ذلك اجتماع لوزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية التركي.
وصرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أن الوزير عبد العاطي استعرض الموقف المصري الداعي إلى ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية واحترام سيادتها، ودعم مؤسساتها الوطنية للارتقاء بقدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري الشقيق.
ودعا الوزير عبد العاطي لتبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية خالصة بكل مكونات المجتمع السوري وأطيافه، ودون إقصاء لأي قوى أو أطراف سياسية واجتماعية لضمان نجاح العملية الانتقالية، وتبني مقاربة جامعة لكافة القوى الوطنية السورية، تتماشى مع قرار مجلس الأمن ٢٢٥٤.
كما أكد الوزير عبد العاطي على وقوف مصر بشكل كامل مع الشعب السوري الشقيق ودعم تطلعاته المشروعة، داعيًا كافة الأطراف السورية في هذه المرحلة الفاصلة إلى إعلاء المصلحة الوطنية، ودعم الاستقرار في سوريا.
وشدد على أهمية أن تعكس العملية السياسية الشاملة التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سوريا، وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة، وإفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة لأن يكون لها دور في إدارة المرحلة الانتقالية، وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكى تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها.
وشدد وزير الخارجية على أهمية تعاون كافة الأطراف الإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب، وبحيث لا يتم إيواء أية عناصر إرهابية على الأراضي السورية، بما قد يمثل تهديدًا أو استفزازًا لأي من دول المنطقة، إلى جانب تكاتف المجتمع الدولي للحيلولة دون أن تكون سوريا مصدرًا لتهديد الاستقرار في المنطقة أو مركزًا للجماعات الإرهابية.كما أدان الوزير عبد العاطي توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا واحتلالها لأراض سورية، مشيرًا إلى رفض مصر الكامل لانتهاك إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام ١٩٧٤، بما يمثل خرقًا للقانون الدولي، داعيًا إلى ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي السورية التي احتلتها واحترام اتفاقية فض الاشتباك. كما أعرب عن إدانة مصر للغارات الإسرائيلية الممنهجة التي استهدفت البنية التحتية للجيش السوري وقدراته العسكرية.