بالخط العثماني.. فاطمة ابنة قنا تروي رحلتها مع حفظ وكتابة القرآن الكريم
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قبل أن تكمل عامها الأول في المرحلة الثانوية، تمكنت من إتمام حفظ القرآن الكريم كاملاً، لتكون الأولى بين أشقائها وفاتحة الخير أمام شقيقاتها لختم القرآن الكريم، في أسرة بسيطة نهلت أحكام وتعاليم دينها من الأزهر الشريف، لكن الفتاة التي تزينت وتجملت بآداب القرآن قررت أن تبهر الجميع بالتميز في ختم القرآن الكريم خلال فترات قياسية، وأخيراً بكتابة كتاب الله كاملاً بالرسم العثمانى، لتكون أول من يتميز بهذا العمل الرائع داخل محافظة قنا بل على مستوى صعيد مصر.
حكاية فاطمة يوسف أبوسلام، صاحبة الـ22 ربيعاً، مع التميز بدأت في مرحلة مبكرة من حياتها بحفظ جزء عم، إلى أن تمكنت من حفظ القرآن الكريم كاملاً خلال عام واحد وهى طالبة بالصف الأول الثانوى الأزهرى، لكنها أصرت على أن تجعل فى كل مرحلة من عمرها، علامات مميزة تضىء لها ولأسرتها حياتهم بنور القرآن الكريم، وتجعل منها قدوة للباحثين عن التميز في الدين وعلوم الدنيا، فبعدما تمكنت من الحفظ توجت ذلك بكتابة المصحف الشريف بخط يدها مرة خلال 5 أشهر وأخيراً خلال 3 أشهر.
وصول فاطمة يوسف، لهذا المستوى من التميز والتفرد في حفظ وكتابة القرآن الكريم، ما كان له أن يكتب النجاح، إلا من خلال أسرة متميزة، ساعدت ودعمت، حتى تمكنت ابنتها من إبهارهم بجميل صنيعها، وعظمت ما خطت يدها من آيات القرآن الكريم، لتكون قدوة لأهلها وللآخرين من الفتيات السالكين طريق القرآن الكريم، حفظاً وتعلماً ينير حياتهم بنور الإيمان ويمكنهم من اجتياز مراحلهم التعليمية بتفوق.
قالت فاطمة يوسف أبوسلام ،"ليسانس لغة عربية جامعة الأزهر بأسيوط "، بدأت رحلتى مع حفظ القرآن الكريم بحفظ جزء عم في المرحلة الابتدائية، ثم التحقت بالأزهر الشريف، وعندما التحقت بالصف الثالث الاعدادى وضعت خطة لحفظ القرآن الكريم، وتمكنت خلال عام واحد، وقبل إنهاء الصف الأول الثانوى من ختم القرآن الكريم كاملاً على يد الشيخ اسلام العسقلانى في قريتى الحاج سلام بمركز فرشوط.
بدأت كتابة المصحف بخط يدىوتابعت "فاطمة"، وطلب منى شيخى لتثبيت الحفظ أن أكتب ما أحفظ من آيات القرآن الكريم، وهو ما ساعدنى بشكل فعلى في ثبات ما أحفظ من آيات قرآنية، وبعد ختم القرآن ألزمنى بكتابته كاملاً بالخط العثمانى، وكانت فكرة جديدة بالنسبة للحافظين لكتاب الله في مصر، لكنها موجودة في المملكة العربية السعودية، خاصة أن فكرة المصحف المفرغ لم تكن منتشرة كما هي حالياً، حيث يتم شراء مصحف خالى من الآيات القرآنية ويتم كتابتها من قبل الحافظ لكتاب الله بخط يده.
واستطردت "فاطمة"، كتابتى للقرآن الكريم بخط يدى، دفعنى للالتحاق بدورة في الخط العربى، استغرقت 4 أشهر، لتحسين مهاراتى في الخط بأنواعه المختلفة، وإن كان التركيز على خط النسخ هو الأهم بالنسبة لى، حتى أتمكن من كتابة آيات الله بخط يليق بها ويتماشى مع روحانية وقدسية هذه الآيات، ووفقنى المولى عز وجل لكتابة المصحف كاملاً بالخط العثمانى، وحالياً اتجهت لتعلم خطوط أخرى مثل الرقعة، لتنمية مهاراتى بشكل عام.
أسرتى كانت أكبر داعموأشارت" فاطمة" إلى أن دعم ومساندة والديها، كان لهما الدور الأهم في وصولها لهذا المستوى من حفظ وكتابة القرآن الكريم، وأن تكون أول فتاة تحظى بشرف كتابة المصحف كاملاً بخط يدها، مضيفة أن والدها يعمل بالأوقاف ورغم سفره خارج البلاد إلا أنه يتعدها بالرعاية والتحفيز بالهدايا والدعم المعنوى لتشجيعها على اكمال مسيرتها في الحفظ، بجانب والدتها التي تعمل مدرسة للغة العربية والتي كان لها الدور البرز في تحفيظها، بجانب مشايخها الأجلاء.
ودعت" فاطمة"، الجميع صغيراً كان أم كبيراً، بألا يتكاسل عن حفظ كتاب الله، حتى يكون حافظاً له ولأسرته ويشعر ببركة فعلية في حياته، كما أن حفظ القرآن توجيه إلهى وسنة نبوية يجب أن نلتزم ونتمسك بها، مشيرة إلى أنها خلال رحلتها مع القرآن الكريم، حصلت على العديد من الشهادات والتكريمات والإشادات بما وصلت إليه من تميز في حفظ وكتابة القرآن الكريم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا المصحف القرآن الكريم الأزهر الشريف المزيد حفظ القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
وطن على هيئة ابنة متعلمة
كنت أتحدث مع صديق يمني مغترب في لندن، حديث طويل امتد بين الذكريات والواقع. قال لي وهو يحدق في نقطة بعيدة، وكأنه يرى اليمن من هناك: “أشتاق لليمن يا جرادي… لا يمر يوم إلا وأتذكر تفاصيلها.”
ابتسمت وقلت: “وأنا كذلك، لا يوجد مغترب يمني لا يحمله هذا الحنين. ليس ضعفًا، بل هو شيء من فطرتنا… نحن أبناء الجبال والوديان، أبناء الشمس والتراب، نولد ومعنا اليمن في القلب والذاكرة.”
اليمن تسكننا، نعم، لكننا نعيش اليوم واقعًا مختلفًا، فهل نبقى عالقين في الحنين، أم نستثمر في اللحظة؟ ماذا نفعل بما تبقى لدينا من وقت وطاقة وأبناء؟
قلت له: “دعني أروي لك قصة، ليست من الخيال، بل من لحمنا ودمنا، قصة تحمل الجواب بصدق ووضوح. إنها قصة الدكتور عبد القادر الجنيد، طبيب أطفال يمني معروف من تعز. عاش حياة مستقرة، بنى بيتًا في صبر وآخر في قلب المدينة، ظن أنه استثمر في المكان الصحيح، وأنه خط لنفسه مستقبلًا آمنًا كما يحلم به أي يمني، لكن الحرب جاءت دون إنذار، فاختطفته، وسجنته، وأخذت منه كل شيء: المال، الأمان، وحتى من ظن أنهم سند له، خذلوه، كما كتب بنفسه.”
في لحظة من الانهيار، تذكر الطبيب الماهر استثمارًا واحدًا لم يكن يراه كبيرًا حينها، لكنه كان الخيط الوحيد الذي أعاده إلى الحياة؛ تذكر أنه علم ابنته. لم تكن تملك سلاحًا، ولا بيتًا، ولا جاهًا، لكنها كانت تملك شيئًا لا يُشترى: المعرفة.
ابنته، التي تعيش في كندا، وأصبحت عضوة في البرلمان وذات مكانة سياسية مرموقة في المجتمع الكندي، لم تنس، ولم تتخل، بل كانت الوطن الذي لم يخنه؛ رتبت له أوراقه، جمعت شمله، وأعادته إلى حياة كريمة بعد أن ضاقت به الأرض التي استثمر فيها جل حياته.
في كندا! كانت شهادة ابنته هي جواز عبوره من العجز إلى الكرامة.
تأمل المفارقة؛ بيوت تُهدم، مدن تسقط، واستثمار صغير في تعليم فتاة واحدة ينقذ حياة أسرة بأكملها. لم تنقذه القبيلة، ولا المنازل التي بناها، بل قرار قديم زرع فيه بذرةً، ونبتت يوم جفَّ كل شيء آخر.
نحن نعيش في زمن صار فيه العقل هو الوطن الحقيقي، والتعليم هو الحصن الأخير؛ ابنك قد يكون الانتماء حين تتشظى الأرض، وابنتك قد تكون الجسر الذي تعبر عليه إلى ضفة أكثر أمانًا.
قلت لصديقي: “لم تنفع الدكتور الجنيد بيوته في تعز، بل أنقذته شهادة ابنته في كندا، فاستثمر فيما يبقى، لا فيما قد يُهدم بقرار جاهلٍ قفز على ظهر الدولة.”
نحن من اليمن، وسنعود إليها يومًا ما، لكن العودة الحقيقية لا تبدأ حين نطأ أرضها، بل حين نمنح أبناءنا ما يجعلهم يستحقونها. في كل لحظة نعلم فيها طفلًا، نبني وطنًا متنقلًا في عقله، وطنًا لا تدمره الحروب، لا ينهبه الفاسدون، ولا تغتاله الميليشيات ليلًا؛ لأن طائفةً من الناس قررت أن لها الحق وحدها في الحكم.
اكسب نفسك، وعلم أبناءك، ابنِ لهم بيتًا في وعيهم، لا في طينٍ هش، ازرع جذورهم في قيمٍ تصمد حين ينهار كل شيء؛ سيأتي يوم يصبحون فيه وطنك.
اليمن في القلب، نعم، لكنها لن تُستعاد بالحنين وحده، بل بأبنائها الذين نحسن إعدادهم. كل شهادة يحملها ابنك هي حجر في جدار اليمن القادم، كل فكرة يتعلمها، كل كتاب يقرأه، كل لغة يتقنها، هي فعل مقاومة في وجه الانهيار، ولبنة في بناء وطنٍ لا يهتز أمام العواصف.
كندا لم تمنح الدكتور عبد القادر الجنيد وطنًا بالمجان، بل منحته فرصةً جديدة لأنه استثمر في الشيء الوحيد الذي لا تهدمه الحرب: التعليم.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةطيب ايها المتصهين العفن اتحداك كمواطن يمني ان تقول لسيدك ترا...
رعى الله أيام الرواتب حين كانت تصرف من الشركة. أما اليوم فهي...
اتحداك تجيب لنا قصيدة واحدة فقط له ياعبده عريف.... هيا نفذ...
هل يوجد قيادة محترمة قوية مؤهلة للقيام بمهمة استعادة الدولة...
ضرب مبرح او لا اسمه عنف و في اوقات تقولون يعني الاضراب سئمنا...