بوابة الوفد:
2025-04-24@07:42:11 GMT

أيام في الأندلس

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

أسبح بأفكاري دون أن أصل إلى شيء، حتى أنني لم أغرق. تقول الحقيقة إنني أستمتع بذلك. يقول جدي: "كان لنا جذور أندلسية، لذا أحببت أن أتعلم اللغة الإسبانية بأسرع وقت." يشجعني جدي على ذلك. أما أمي، فترى أنني لن أفلح طالما لم أنتبه لمحاضراتي في كلية الهندسة. لم يهمها لحظة حبي للغة الإسبانية.

تقول:
"هذا هراء، اهتمي بالشهادة أولاً ثم فكري في جذورك الإسبانية كأنكِ سكنتِ هناك من قبل!"

"أمي، أريد أن أسافر، رأيت في حلمي أنني في قصر الحمراء في غرناطة كأنني أتجول.

"

"لماذا مازلت أحلم بالذهاب دائماً؟ إنني أعشق الماضي."

إنها تحفة معمارية تسمى قصر الحمراء. بينما أتفحص الصور، أريد أن نعود بأمجاد الماضي، لكن كل شيء له نهاية.

لا أحب النهايات.

أنهيت دراستي بالجامعة وتمكنت من تعلم اللغة الإسبانية.. فكرت أن أذهب أخيراً.

تكلمت مع جدي:
"أعرف أنك حاولت لأكثر من مرة السفر، ولكنك لم تبرح مكانك يا جدي."
"لكنني أريد أن أعود للماضي. أشعر أنني كنت هناك من قبل بزمن غابر. هل كنت فتاة من ذاك العصر حقاً؟"
"لا أعرف يا ابنتي، ولكنك تعشقين الخيال."
"وأنا أحب هذا، لكن أمي سترفض ذلك."
"أفهمك، ولكن المنحة جاءتني، ماذا سأفعل؟"
"سأحاول إقناعها."

وبينما أنا نائمة، رأيت ذاك الحلم مرة أخرى. أرتدي زياً قرمزياً وحُلياً مبهرة. وبجانبي أمير. نظرت إليه وابتسمت، ثم استيقظت على صوت أمي:
"لا أريدكِ أن تذهبي يا عزيزتي."

فكرت جيداً:
"فكري مرة أخرى. هناك قرارات نتحمس لها في البداية، لكن النهاية تبقى حزينة ويبقى الندم."

اليوم عدت ببهجة. لقد جاءت منحة السفر إلى إسبانيا. بالتأكيد سأبحث عن عمل أيضاً.

أحببت رجلاً عن بعد، شئت أم أبيت. أنا أنتظر أميراً من زمن غابر يعيش في مدريد حالياً في جسد كارلوس. يعشق العرب ويعشقني. لا أعرف لماذا أحببته، ولكن الحب ليس له حسابات.

لقد وعدني أننا سنذهب سوياً إلى آخر بقعة ترك العرب بصمتهم فيها.

أحضرت حقائبي وودعت أهلي وبدأت الرحلة.

السفر ينعش النفس كثيراً.

ذهبت إلى مدريد وانتظرت كارلوس أن يأتي. جاء بهيبة رجل شرقي كما توقعت. تحدثنا بالإسبانية وكلي شغف لأول مرة أتحدث بتلك الطلاقة. حكيت له كل شيء عن وجود العرب هنا وعن الأثر الذي تركه المسلمون. رأيت في عينيه شيئاً من الدهشة.

يبدو أنني التقيت بأمير له جذور عربية. ولكن كيف أقنع أمي بذلك؟

كأنني جئت من ذي قبل، هكذا قلت له إن كل شيء أصبح مألوفاً لي.

ذهبنا هنا وهناك ورأيت كل الأماكن، حتى جاء اليوم الذي اتصلت فيه أمي لتخبرني بأن جدي توفى ويجب عليّ أن أعود. غمرني الحزن كالفيضان.

حدثت كارلوس بالأمر ودموعي تتساقط كأنها الأمطار الغزيرة في ليلة شتوية جداً. ما أقسى هذا الشعور.

قالها وهو لا يريد أن أذهب:
"سأرحل معك."

"لا، أرجوك، سأعود لك."

"لا تنسَ، كل لقاء له موعد وداع مؤجل."

أعلم أنني تعلقت به، ولكن الأمور أكبر منا. عدت إلى أمي وبقيت بجانبها، ولم أعد مرة أخرى إلى إسبانيا، فقد رفضت أمي وبقيت وحيدة.

احتفظت بتلك الزيارة في قلبي، وأغلقت على ذلك الحب للأبد.

ثمة أشياء تحدث تؤلم القلب، ولكن من الأفضل أن تبقى ذكرى عتيقة نزورها بين حين وآخر.

 

إيمان صلاح

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: للغة الإسبانية إيمان صلاح

إقرأ أيضاً:

محمد فاضل: حصلت على جائزة النيل للفنون ولكن تكريم ماسبيرو له طعم خاص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعرب المخرج الكبير محمد فاضل عن سعادته بتكريمه الذي حصل عليه أمس بمؤتمر مستقبل الدراما في مصر الذي اقيم أمس الثلاثاء بمبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون برعاية الكاتب أحمد المسلماني رئيس الهيئه الوطنية للإعلام، وقد حصل المخرج محمد فاضل على وسام ماسبيرو للإبداع ٢٠٢٥.

محمد فاضل تكريم ماسبيرو له طعم خاص 

ونشر “فاضل” صوره تجمعه مع رئيس الهيئه الوطنية للإعلام وكتب عبر صحفه صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي قائلا: "وكان يوما مشهودا
الثلاثاء 22 أبريل 2025".

وتابع: "الحمدلله.. حصلت على جوائز و تكريمات كثيرة،  كان آخرها جائزة النيل للفنون عن عام ٢٠٢٤؛ و هي ولاشك جائزة رفيعة لأنها جائزة الدولة"...، و لكن.. عندما يكون التكريم من( ماسبيرو ) تصبح الأمور لها طعم خاص، لا تتسع مساحة بوست على صفحتى للتعبير عن مشاعر كثيرة( رفرفت ) بداخلى و أنا اصعد إلى منصة المسرح بالدور السابع فى المبنى،( الرمز ) لاستلام وسام ماسبيرو للإبداع ٢٠٢٥".

 
وأضاف: “شكرا الأستاذ/ أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام  ، مع كل التمنيات الطيبة بالتوفيق لعودة مباركة مستحقة لهذا الكيان( الرمز ) ، للمشاركة في الإنتاج الدرامى المصرى و إعادة فترة التوهج لذلك الإنتاج”. 

يذكر أن الكاتب  أحمد المسلمانى رئيس الهيئة الوطنية للإعلام رحب بكل ضيوف مؤتمر ماسبيرو للدراما الذى انطلقت جلسته الأولى أمس الثلاثاء بماسبيرو تحت عنوان “الدراما المصرية الآن ومستقبلها” بحضور عدد كبير من الفنانين والكتاب والمخرجين.

وقد جلس على المنصة خلال الجلسة الأولى من مؤتمر مستقبل الدراما فى مصر عدد من رموز الفن والإبداع وهم المخرج محمد فاضل، والفنان محمد صبحي والفنان محمود حميدة والسيناريست مدحت العدل والكاتب الكبير محمد جلال عبد القوي والكاتبة الصحفية ورئيس لجنة الدراما بالشركة المتحدة علا الشافعي والفنانين أشرف عبد الباقي وهاني رمزي والروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد.

 

تجدر الإشارة إلى أن المسلماني قد صرح، بأن عقد المؤتمر يأتي استجابة لرؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي التي طرحها في حديثه بحفل إفطار القوات المسلحة في شهر رمضان الماضي، والتي تقضي بضرورة تعزيز القيم، ومواجهة موجات العنف والجريمة وتعاطي المخدرات، وإشعال الصراع المجتمعي، وترويج الابتذال اللفظي والانحراف السلوكي ، وتدمير قيم العائلة.

وأضاف رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، أن المؤتمر يتضمن دعوة الكتّاب والمخرجين والمنتجين وعلماء النفس والاجتماع والسياسة والاقتصاد، وسيتم رفع توصيات المؤتمر للمؤسسات المعنية.

مقالات مشابهة

  • وكيل الأزهر: المرأة أكثر حظا في الإسلام ولكن لمن يفهم الأحكام التشريعية
  • توتر داخل الحكومة الإسبانية بعد فشل إلغاء صفقة أسلحة مع إسرائيل
  • محمد فاضل: حصلت على جائزة النيل للفنون ولكن تكريم ماسبيرو له طعم خاص
  • فلسطين تستحق الغضب لأجلها
  • الأمم المتحدة تحيي اليوم العالمي للغة الإسبانية
  • تراجع محتمل.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين ستنخفض ولكن..
  • ترامب: سنخفض الرسوم الجمركية على الصين ولكن ليس إلى الصفر
  • محمد رمضان بعد حفله الثاني في أمريكا: التاريخ لن ينسى أنني أول مصري غنّى هناك
  • حزب الله: العودة محسوبة ولكنّها حاصلة
  • الفيصل: صلاح يناسب الدوري السعودي.. ولكن لم نفاوضه