القلب يعتصر ألما مما آلت إليه الأوضاع فى سوريا هذا البلد الشقيق الذى بات يعانى الفوضى والعبث ، بعد أن سقطت دمشق وهرب بشار الأسد بعد نصف قرن من حكم البعث، وترك بلاده فى قبضة المجهول، وانهار نظام حكمه فى أيام قليلة، واختفى جيشه وقواته النظامية والشبيحة، ولم تنقذه الميليشيات الإيرانية ولا القوات الروسية.
مخطئ من يظن أن بكاء بعضنا وقلقه حزناً على النظام ، إنما رعب على مستقبل سوريا ، وأن ينزلق قلب العروبة النابض بدمشق إلى مصير مجهول ، فلا خلاف أن الميليشيات والمرتزقة أعداء الأوطان والجيوش الوطنية لا يعيشون إلا فى الفوضى ولا يحيون إلا على الخراب والدمار ، ولعل مشاهد الانتقام من جنود الجيش السورى والتلاعب بأسلحته من طائرات ومدرعات تثير مخاوفنا ، فتلك الأسلحة ملك للشعب والدولة السورية لو كانوا يفقهون ، وسوريا كانت مرتعا لميلشيات ومرتزقة وقوات متباينة المشارب والأهداف فالخوف أن تتحول مدنها لساحة صراعات وحرب بالوكالة لقوى إقليمية ودولية ، عندها ستتفكك الدولة ويتشرد شعبها
حذرت مصر مرارا وتكرارا فى كثير من المحافل وعبر مختلف قنواتها ومنصاتها السياسية والإستراتيجية والإعلامية من مغبة الإستهانة بهذه المخططات الخبيثة وتأثيرات على الحاضر والمستقبل وجر المنطقة لصراعات جديدة. وأعلنت بكل قوة مواقفها المتزنة، والتى لا تقبل التشكيك، أو المزايدة، انطلاقا من عقيدتها الثابتة بالحفاظ على جميع الكيانات العربية وخاصة فى هذا التوقيت الحرج، ما حدث فى سوريا وما يحدث من حولنا يجعلنا نحمد الله على نعمة الوطن ونعمة الأمن والاستقرار وأن نفخر بجيشنا وشرطتنا وأن ندعم رئيسنا الذى ثبت صدق حديثه وقوة بصيرته وشدة خوفه على وطنه وشعبه ..
حفظ الله مصر جيشا وشعبا وقيادة
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بشار الأسد مستقبل سوريا القوات الروسية
إقرأ أيضاً:
الكرد بين مشروعينفوضويين!
ما إن يهدأ الوضع قليلا في العراق حتى يتفجر في غزة ولبنان واليمن ثم سرعان ما يشتعل في سوريا بشكل سريع وغير متوقع ثم يعود التوتروالفوضى ثانية الى العراق وهكذا دواليك وقد يتطور الامر في النهاية إلى حرب مدمرة شاملة تشارك فيها كل الدول الاقليمية دون استثناء برعاية وإشراف القوى العظمى العالمية التي تخطط وتهندس لادارة المنطقة وفق معادلاتها السياسية، وهي بارعة في اللعب على الخلافات والتناحرات السياسية والدينية التاريخية داخل المجتمعات "العربية والاسلامية" وتوظيفها لصالحها من خلال بث الفرقة والعداوات والحروب بين شعوب المنطقة وقبائلها وأحزابها وحركاتها السياسية التي تدور في فلكها وتنفذ مخططاتها وتساعدها على اعادة تشكيل المنطقة وفق رؤيتها "الاستعمارية" الجديدة القائمة على نشر "الفوضى" و"الخراب" في كل شبر من المنطقة!
لن تبقى دولة بمنأى عن حالة التغيير والفوضى العارمة الجارية كما حدث في ربيع عام 2011 الذي سمي بثورات الربيع العربي، ورغم أن الشعوب العربية هي التي ثارت ضد انظمتها القمعية بدوافع وطنية وسياسية واقتصادية ولكن أمريكا هي التي حرضت ودعمت تلك الثورات ومهدت لها أسباب النجاح بهدف تكريس مشروعها الاستراتيجي المسمى"الفوضى الخلاقة" وخلق حالة من الترقب والتأهب الدائم لخوض الحرب الطاحنة ضد بعضهم البعض..
منذ أن طرحت وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش "كونداليزا رايس"مشروع "الفوضى الخلاقة" وحال المنطقة يسير من السيء إلى الأسوأ، والأزمات تتطور والصراعات المذهبية والعرقية تتصاعد دون إيجاد حلول لها لا في القانون ولا في الدستور ولا في الاتفاقات السياسية، والحكومة والبرلمان عاجزين عن وضع حد لحالة التفكك المجتمعي التي تتفاقم وتتسع في العراق والدول المجاورة.. وفي حال خرجت الفوضى عن السيناريو المعد لها، فإن القوى العالمية المهيمنة تستعمل القوة الخارقة لإعادة الأمور إلى نصابها وقد تقوم في آخر المطاف بتقسيم المنطقة وتغيير خارطتها التقليدية وتشكيل دول جديدة وإسقاط دول أخرى لكي تتناغم مع مصالحها الجديدة.. فهي تراقب عن كثب التطورات السياسية الكبيرة التي حدثت في سوريا والصراع الجاري بين تركيا و حركة "قسد" الكردية!
لن تبقى دولة بمنأى عن حالة التغيير والفوضى العارمة الجارية كما حدث في ربيع عام 2011 الذي سمي بثورات الربيع العربي، ورغم أن الشعوب العربية هي التي ثارت ضد انظمتها القمعية بدوافع وطنية وسياسية واقتصادية ولكن أمريكا هي التي حرضت ودعمت تلك الثورات ومهدت لها أسباب النجاح بهدف تكريس مشروعها الاستراتيجي المسمى"الفوضى الخلاقة" وخلق حالة من الترقب والتأهب الدائم لخوض الحرب الطاحنة ضد بعضهم البعض.. أكرر.. في حال خروج الصراع عن مساره الذي حدد له وتحولت الفوضى"الخلاقة" إلى "الفوضى العارمة" عندها ستتدخل أمريكا بقوة وبدون أي رحمة لتصحيح المسار، فالمنطقة بعد سقوط النظام البعثي في العراق وقعت بشكل مباشر تحت الوصاية الأمريكية وهي تسير وفق أجندتها الاستراتيجية سواء أردنا أم لم نرد، فهي التي تشرف وتدير شؤون دولها وشعوبها ولن تسمح لأي نظام سياسي في المنطقة أن يأخذ مكانها أو أن يخرج عن وصايتها سواء النظام الإيراني أو التركي أو حتى الروسي، الكل يتوقف ويذعن عندما تقرر أمريكا وحلفاؤها أمرا يخص المنطقة، وهذه هي الحقيقة التي تعرفها كل الدول الإقليمية..
ربما الصراع المحتدم بین أمریکا وإیران بدأ مع تطوير إيران لنشاطها النووي والدخول في مواجهة مع إسرائيل ولكن ما أثار حفيظة أمريكا بحق واعتبرته خطرا داهما على مصالحها في المنطقة هو إقامة إيران لمشروعها الثوري "الفوضوي" المماثل لمشروعها الاستراتيجي "الفوضوي" من خلال وكلائها المنتشرين في الدول الإقليمية المحاذية لإسرائيل، وهذا ما لا تسمح به أمريكا ولا إسرائيل، وقد رأينا كيف أن أمريكا وربيبتها إسرائيل بدأوا بشن حملة عسكرية واسعة وقوية وقاسية بقصقصة أجنحة إيران وتفكيك محور المقاومة.
وقد يكون السيناريو القادم بعد تصفية وكلاء إيران وميليشياتها، التحضير لحرب ضروس قادمة بين تركيا وإيران لإضعافهما وإنهاك قواهما ووضع حد لأحلامهما التاريخية في الهيمنة على المنطقة..
ولا نستبعد أبدا قيام أمريكا وحلفاءها الأوروبيين بدعم الأكراد لإنشاء كيانهم المستقل! كل شيء جائز ومحتمل في منطقة مشتعلة قابلة للتفكك في أي لحظة!