"إداش كان فيه ناس
ع المفرق تنطر ناس
وتشتي الدني
ويحملوا شمسيي
وأنا بإيام الصحو..
ما حدا نطرني.."
عند واجهة محل الملابس المفضل لدي، ثمة امرأة وحيدة. تشبهني كثيرًا، في مثل طولي لكنها تبدو أكبر. نظرت إليها أراقب ملابسها الرقيقة، وترهلات جسدها التي تظهر أكثر وضوحًا من بعيد، شعرها المجهد الذي كان يومًا مضربًا للمثل في الجمال والألق قبل أن تتلفه كثرة المصففات ومجففات الشعر، عيونها التي كانت كل فتيات جيلها تقلد مكياجها ورسمة الكحل فيها، قوامها الذي أصبحت رشاقته متصابية تحتفظ بقليل من الرونق وبعضٍ من الكبرياء.
في المرآة نفسها وقفت فتاة وأمها تحدقان بي، تتحدثان عني وتضحكان، نظرت لهما علهما تنتبهان أنني لست صورة معلقة على الحائط. استمرتا في الضحك، سمعتها تقول لأمها: "دي وحشة جدًا في الحقيقة يا ماما، هي كبرت كده ليه؟."..
سحبت شعري من خلف أذني مسدلة إياه على نصف وجهي، وارتديت نظارتي الشمسية ناظرة إلى الأرض ومشيت.
كان المطر غزيرًا يهطل بعنف. أسير وحدي، والجميع متشابكو الأيدي، لا أدري إلى أين. أمشي تحت المياه بينما الناس يحتمون.
لطالما مشيت والجميع يحتمون، ينتظرون ليشاهدوا ماذا سيحدث لي أولًا.
هربت مني سنو العمر؛ تفلتت من بين أصابعي، ونسيت أن أعيش.
بالأمس فقط كنت في أوج الشهرة والمجد؛ لم يكن بيتي يخلو من المخرجين والمنتجين، يتهافتون على طلبي لأعمالهم؛ لا أجد وقتًا لأفكر، لا أستطيع أن أمشي في مكان عام من كثرة المعجبين والمعجبات، يغرقونني حبًا، يتهافتون على التصوير معي، أصوات الفلاشات، صرخات المعجبين، ابتساماتهم، وأقلامهم، "أوتوجرافاتهم"، لقاءات، جوائز...
أين اختفوا؟ أين ذهبوا عندما تركت كل شيء من أجلهم؟
وصلت إلى منزلي. شعري مبلل. أشعر بالبرد. تنتابني رعشة كلما رن في أذني صوت الفتاة وهي تقول: "دي وحشة جدًا في الحقيقة".
فتحت صومعتي، وشغلت شاشة العرض الخاصة بي. جلست أشاهد قصصي التي لم أعشها، أسافر مع أفلامي واحدًا تلو الآخر.
ثم انقطعت الكهرباء.
صفا عزت صيام
الإسكندرية
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
ماذا نعرف عن "أم القنابل" التي وافق ترامب على تسليمها إلى إسرائيل؟
عواصم - الوكالات
قالت صحيفة "بيلد" الألمانية إن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف أعلن نية واشنطن تسليم أحد أقوى أنظمة الأسلحة غير النووية إلى إسرائيل المعروفة باسم "أم القنابل".
وقال ويتكوف حسب الصحيفة الألمانية إن البنتاغون سيرسل إلى إسرائيل قنابل GBU-43/B Massive Ordnance Air Blast bomb، الضخمة التي تزن 11 طنا، والقادرة على تدمير المخابئ العميقة تحت الأرض.
وتعتبر "أم القنابل" واحدة من أقوى القنابل غير النووية، إذ تزن 11 طناً، وهي قادرة على اختراق التحصينات تحت الأرض، بما في ذلك ما يعتقد أنها منشآت نووية إيرانية. وتشير "بيلد" إلى أن رؤساء الولايات المتحدة رفضوا في السابق تقديم هذه الأسلحة لإسرائيل خوفا من التصعيد.
ينظر إلى هذه الشحنات المخطط لها أيضا على أنها إشارة إلى الاتجاه المستقبلي لإسرائيل في مواجهة طهران بما في ذلك ما يعتقد أنها منشآت نووية إيرانية.
وقد كانت هذه القنابل الضخمة مدرجة على قائمة طلبات إسرائيل منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن جميع الرؤساء الأميركيين منذ جورج دبليو بوش وحتى جو بايدن رفضوا تصديرها، بما في ذلك ترامب خلال ولايته الأولى.
تعرف هذه القنابل الجوية التقليدية ذات القوة التفجيرية الهائلة باسم "الانفجار الجوي الضخم المنظم" (MOAB)، وتلقب بـ"أم القنابل".