بوابة الوفد:
2025-01-13@05:17:17 GMT

إداش كان فيه ناس؟

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

"إداش كان فيه ناس

ع المفرق تنطر ناس

وتشتي الدني

ويحملوا شمسيي

وأنا بإيام الصحو..

ما حدا نطرني.."

       عند واجهة محل الملابس المفضل لدي، ثمة امرأة وحيدة. تشبهني كثيرًا، في مثل طولي لكنها تبدو أكبر. نظرت إليها أراقب ملابسها الرقيقة، وترهلات جسدها التي تظهر أكثر وضوحًا من بعيد، شعرها المجهد الذي كان يومًا مضربًا للمثل في الجمال والألق قبل أن تتلفه كثرة المصففات ومجففات الشعر، عيونها التي كانت كل فتيات جيلها تقلد مكياجها ورسمة الكحل فيها، قوامها الذي أصبحت رشاقته متصابية تحتفظ بقليل من الرونق وبعضٍ من الكبرياء.

في المرآة نفسها وقفت فتاة وأمها تحدقان بي، تتحدثان عني وتضحكان، نظرت لهما علهما تنتبهان أنني لست صورة معلقة على الحائط. استمرتا في الضحك، سمعتها تقول لأمها: "دي وحشة جدًا في الحقيقة يا ماما، هي كبرت كده ليه؟."..

سحبت شعري من خلف أذني مسدلة إياه على نصف وجهي، وارتديت نظارتي الشمسية ناظرة إلى الأرض ومشيت.

كان المطر غزيرًا يهطل بعنف. أسير وحدي، والجميع متشابكو الأيدي، لا أدري إلى أين. أمشي تحت المياه بينما الناس يحتمون.

لطالما مشيت والجميع يحتمون، ينتظرون ليشاهدوا ماذا سيحدث لي أولًا.

هربت مني سنو العمر؛ تفلتت من بين أصابعي، ونسيت أن أعيش.

بالأمس فقط كنت في أوج الشهرة والمجد؛ لم يكن بيتي يخلو من المخرجين والمنتجين، يتهافتون على طلبي لأعمالهم؛ لا أجد وقتًا لأفكر، لا أستطيع أن أمشي في مكان عام من كثرة المعجبين والمعجبات، يغرقونني حبًا، يتهافتون على التصوير معي، أصوات الفلاشات، صرخات المعجبين، ابتساماتهم، وأقلامهم، "أوتوجرافاتهم"، لقاءات، جوائز...

أين اختفوا؟ أين ذهبوا عندما تركت كل شيء من أجلهم؟

وصلت إلى منزلي. شعري مبلل. أشعر بالبرد. تنتابني رعشة كلما رن في أذني صوت الفتاة وهي تقول: "دي وحشة جدًا في الحقيقة".

 فتحت صومعتي، وشغلت شاشة العرض الخاصة بي. جلست أشاهد قصصي التي لم أعشها، أسافر مع أفلامي واحدًا تلو الآخر.

ثم انقطعت الكهرباء.

صفا عزت صيام

الإسكندرية

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

أدرعي: هذه هي الاهداف التي هاجمناها الليلة في لبنان

أعلن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن "طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو هاجمت خلال الليلة الماضية بتوجيه من هيئة الاستخبارات، عدة أهداف إرهابية تابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية في أنحاء لبنان".     تابع: "تمت مهاجمة هذه الأهداف بعد أن تم عرض التهديد الذي شكلته على الجبهة الداخلية الإسرائيلية وعلى قوات جيش الدفاع على آلية مراقبة تطبيق التفاهمات بين إسرائيل ولبنان حيث لم تتم معالجتها".

وقال أنه "من بين الأهداف التي تم استهدافها موقع لإطلاق القذائف الصاروخية وموقع عسكري وومحاور تهريب على الحدود السورية-اللبنانية تُستخدم لنقل وسائل قتالية لمنظمة حزب الله الإرهابية".   وأشار الى أن "جيش الدفاع يواصل العمل لإزالة أي تهديد على دولة إسرائيل وسيمنع أي محاولة لإعادة تموضع أو تسلح حزب الله الإرهابي وذلك وفقًا لتفاهمات  اتفاق وقف إطلاق النار".

مقالات مشابهة

  • أدرعي: هذه هي الاهداف التي هاجمناها الليلة في لبنان
  • عام 2025م.. إرث السيد حسن نصر الله خالدً، وقوة المقاومة التي لا تُقهر
  • ما هي المهمة الشاقة التي تنتظرُ عون؟ تقريرٌ أجنبي يكشفها
  • وصول المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الجزائر إلى بوركينافاسو
  • أشبه بالقبر..سكان غزة يحتمون من البرد والحرب في ملجأ من كرتون وأكياس طحين وقماش مشمع
  • عُمان.. سيرة الأرض التي لا تنحني
  • إنفوجرافيك.. صدفة السادات التي صنعت أنشودة خالدة بين النقشبندي وبليغ حمدي
  •  الجزائر تدعو إلى مشاورات مغلقة حول الأوضاع الخطيرة التي تواجهها الأونروا بفلسطين
  • الأرقام المذهلة التي أعلنتها عمان
  • ديالى تكشف عن أبرز المشاريع التي ستنفذ خلال هذا العام