بوابة الوفد:
2025-01-12@22:12:48 GMT

سقوط سوريا والعراق.. صراع الحضارات

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

تعتبر نظرية كتاب صراع الحضارات أو صدام الحضارات، لمؤلفه البروفيسور «صمويل هنتجتون»، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد والذى طرح للنقاش عام ١٩٩٦ ، هو التحضير والتطبيق العملى لتغيير هاوية وثقافات الشعوب، والتحضير لنظام عالمى يعاد تشكيله من جديد ، وتحدد فيه مصير بعض الدول الحليفة للكتلة الشرقية الشيوعية، وما سوف تشهده  من صراعات على يد الرأسمالية الغربية المتطرفة ، بعد أن تفكك الاتحاد السوفيتى السابق عام ١٩٩١، وانتهاء الحرب الباردة،  وسوف يشتد الصراع بين ثقافة الحضارة الغربية العلمانية، وحضارة وثقافة وديانة الشعوب الإسلامية المحافظة ، ونحن نستشهد بتلك الشهادات فى مقالة هنتنجتون التى تحولت إلى كتاب، بعد أن تكهن بكتاباته بوقوع  هذه الأحداث قبل وقتها ، وهذا  التنبؤ قد حدث، عندما تجلجلة نار الجحيم للأخطار والأحداث ، التى شهدتها بعض الدول العربية تحت بريق صريح مسمى لها ثورات الربيع العربى ، أما اسمها المستتر فهو دول الخراب العربى، وهى المؤامرة الكبرى لحدوث شرخ فى جدار أمتنا وقوميتنا العربية ، لكى تفقد دولها سيادتها ويحدث فيها فوضى أخلاقية خلاقة وانفلاتات أمنية، وتنهار نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وهذا ما شاهده العقد الأخير من القرن الواحد والعشرين ، حيث واجهت دول اضطرابات واحداث همجية شديدة، عصفت رياحها بدولة سوريا واليمن وليبيا، ولا يعلم مصير هذه الدول إلا الله ، ثم نأتى إلى دولة تونس، فكانت بداية تجربة لهذه الأحداث ، وطالت المؤامرة مصر خلال احداث ٢٥ يناير من عام ٢٠١١، ولكن الله قد نجا مصر من هذا الخراب وهذه الفوضى ، بقيام ثورة 30 يونيو عام ٢٠١٣ ، بعد أن قام بها الشعب فى حماية الله ثم الجيش ، فى توجيه ضربة قاصمة للمخطط الغربى التآمرى، الذى كان ينشر الفوضى الخلاقة فى كل ساحات وميادين مصر، عن طريق جماعة الإخوان، بعد ماثبت أن أصابعها ليست ببعيد عن تحريك تلك الأحداث ، وأن التحقيقات والتحريات ثبتت أيضا، بأن هذه الجماعة على اتصال بقيادات جهات مخابرات أجنبية، لتحقيق الاطماع الاستعمارية فى مصر والسيطرة عليها.

وفى خطاب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن ، حينما استخدم لفظه بالتعبير الممقوت، بقوله أنها  «حرب صليبية»، أثناء مؤتمره الصحفى بعد أيام من هجمات ١١ سبتمبر أيلول عام ٢٠٠١، عندما تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لهجمات إرهابية استهدفت ، برجى مركز التجارة العالمى ومبنى البنتاغون ، وإذا تَأَمَّلَنا النظر بِرَوِيَّةٍ وَتَفْكيرٍ فى قوله  نجد مدى حقده على الإسلام ، فكانت حربه على أفغانستان، لأن حكومة طالبان رفضت تسليم أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة للإدارة الأمريكية لأنه العقل المدبر لأحداث ١١ سبتمبر ، ولم ينتهى عدوانه على أفغانستان بعد غزوه لها ، إذا يعلن بأن العراق يمتلك أسلحة نووية وله القدرة على تصنيعها، وقد تحدى العالم ومنظماته واختراق كل قواعد القانون الدولى الإنسانى ، وأعلن حربه على العراق أو ما يسمى حرب الخليج الثالثة ، وبدأ الغزو فى ١٩ و٢٠ مارس ٢٠٠٣ بعد انسحاب الجيش العراقى من أمام  قوات الغزو المشتركة ، والذى شاركة فيه قوات عسكرية من دول حليفة للولايات المتحدة ، حيث كانت روح الوئام سائدة بينها وبين انجلترا وأستراليا وبولندا ، ورغم ادعاءات كذب بوش الابن وحليفه تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى فى ذلك الوقت، عن وجوداً لأسلحة الدمار الشامل فى العراق، إلا أن قواتهم ارتكبت أبشع الجرائم والفظائع فى انتهاك الحرومات والاعراض ، فى بلد مهد الخلافة الإسلامية وعاصمته بغداد، وما اتوه من خراب ودمار لحضارة بلاد الرافدين ،التى ترعرعت وازدهرت وقامت على أرضها أعظم الحضارات القديمة ، مثل حضارة أهل بابل والحضارة السومرية وحضارة الآشوريين، و»مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ»، فما جرى للعراق من اختفاء لجيشه وهروبه إلى ظلام النسيان، أثناء غزو قوات التحالف لها ، جرى أيضا بالمثل فى سورية يوم ٨ ديسمبر الماضى، حيث أدت الفوضى السياسية والانفلاتات الأمنية ، إلى سيطرة المعارضة المسلحة المسماة بهيئة تحرير الشام، على البلاد وتأكيد السيادة عليها، بعد معارك مع الجيش السورى لا يتحملها الأخير، إلا ولاذ بالفرار وفشل فى صد توغل هذه الجماعة المسلحة، ويعتبر هذا صدمة مفاجئة لم يتوقعها الجميع، فكيف لجيش مصنف فى المرتبة رقم (٦٠) لأقوى الجيوش فى العالم يهرب، ويفشل فى الدفاع عن وطنه، ويتركه غنيمة لفصائل ومليشيات مسلحة، وتوغل إسرائيلى يتوسع فى أرضه والسيطرة على مناطق منزوعة السلاح فيها ، إنها سورية مهد الحضارات وعاصمة دولة الخلافة الإسلامية القديمة ، المزدهرة بالثقافة والعلوم والفنون ، وقامت على أرضها أيضا حضارة الفينيقيين والرومان ، وبها أعظم القلاع والحصون والآثار التاريخية ، والآن سيادتها تحت رحمة معارضة مسلحة مصنفة دولياً بأنها جماعة إرهابية ، فكيف لهذه الجماعة أن تتولى زمام الامور فى البلاد، إلا إذا كان هناك دعم غربى لها ماليا وعسكريا، وهنا يحضرنا السؤال هل كانت هناك اتفاقيات سرية خاصة فى الشأن السورى بين أمريكا وروسيا، وبموجبه بأن تتعهد الأخيرة بتوفير الملاذ الآمن لبشار الأسد وعائلته فى موسكو ، خصوصا بعد صمت حلفاءه فى «الصين وإيران» وعدم أعطاء أى اهتمام له وتخليهم عنه فى تلك الظروف، على العموم الأيام القادمة حبلى وفى طيَّاتها الكثير من الأشياء ، وهذا ما ننتظره عما تكشف عنه الأحداث ، وفى ظل ما يحدث من مجازر وحشية ضد الإنسانية فى غزة ولبنان ،ثم سقوط سوريا وقبلها اليمن والعراق والسودان، هذا ما يجعلنا بأن نكون على بينة تامة، بأن استمرار إشعال نار الحرب المضطرمة ونشر الفوضى الخلاقة فى المنطقة، هو من أجل إسقاط حضارة أمتنا العربية القديمة ونهب ثرواتها المادية والتاريخية وتحطيم ثرواتها البشرية ، وتفكيك جيوشها الوطنية وتقسيم أراضيها إلى دويلات صغيرة، بعد تشريد شعوبها إلى الدول المجاورة، وهذا ما تريده الدول الغربية لمسلسل متواصل فى نشر الفتن والشائعات، ودعم الاضطرابات، لحقدهم الأعمى على أرض الحضارات ومهد الديانات وأرض الرسل والأنبياء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتحاد السوفيتى

إقرأ أيضاً:

رسالة مؤثرة من شابين سوريين عاشا في المملكة ويزوران سوريا لأول مرة .. فيديو

عبر ‏شابان من سوريا وُلدا وعاشا في السعودية عن شكرهما وامتنانها للمملكة في أول زيارة لبلدهما بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال أحد الشابين ؛” عشنا في الرياض لمدة ٢١ عام ولدنا فيها ، وهذه أول زيارة لنا لسوريا بعد تحرير البلاد من نظام بشار الأسد ، عشنا في السعودية وكانّها بلادنا ”

وأضاف” ما تقدمه المملكة خلال هذه الفترة نحن نفتخر به ويفتخر به كل سعودي وسعودية ، ولو أشكركم من اليوم حتى ١٠٠ عام لن أوفيكم حقكم ”

فيما قال أحمد الشمري :”هذه أول زيارة لي لسوريا بعد سقوط النظام ، ونشكر المملكة على جهودها ونشكر خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الملك سلمان كل قصروا معنا”

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/01/ssstwitter.com_1736585253645.mp4

 

مقالات مشابهة

  • طارق أمين: «يوتيوب» بوابة لاستكشاف الحضارات
  • تركيا تحمّل الدول الإقليمية مسؤولية الحفاظ على وحدة سوريا
  • بمشاركة العراق.. الرياض تحتضن أوسع اجتماع بشأن سوريا بعد سقوط الأسد‎
  • السفير العراقي لدى النروج الدكتور علي ياسين نموذج اصيل للدبلوماسي الحقيقي
  • السعودية تستضيف اجتماعا وزاريا دوليا لمناقشة مستقبل سوريا بعد سقوط الأسد
  • أمل الحناوي: المواقف الغربية تجاه سوريا تشهد تغيرات لافتة بعد سقوط الأسد
  • ميقاتي يجري أول زيارة إلى سوريا منذ سقوط الأسد..وهذا ما بحثه مع الشرع
  • رسالة مؤثرة من شابين سوريين عاشا في المملكة ويزوران سوريا لأول مرة .. فيديو
  • معظمهم من سوريا..تراجع عدد طلبات اللجوء في أوروبا
  • سوريا والمشوار الطويل