بوابة الوفد:
2025-03-17@06:15:28 GMT

سقوط سوريا والعراق.. صراع الحضارات

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

تعتبر نظرية كتاب صراع الحضارات أو صدام الحضارات، لمؤلفه البروفيسور «صمويل هنتجتون»، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة هارفارد والذى طرح للنقاش عام ١٩٩٦ ، هو التحضير والتطبيق العملى لتغيير هاوية وثقافات الشعوب، والتحضير لنظام عالمى يعاد تشكيله من جديد ، وتحدد فيه مصير بعض الدول الحليفة للكتلة الشرقية الشيوعية، وما سوف تشهده  من صراعات على يد الرأسمالية الغربية المتطرفة ، بعد أن تفكك الاتحاد السوفيتى السابق عام ١٩٩١، وانتهاء الحرب الباردة،  وسوف يشتد الصراع بين ثقافة الحضارة الغربية العلمانية، وحضارة وثقافة وديانة الشعوب الإسلامية المحافظة ، ونحن نستشهد بتلك الشهادات فى مقالة هنتنجتون التى تحولت إلى كتاب، بعد أن تكهن بكتاباته بوقوع  هذه الأحداث قبل وقتها ، وهذا  التنبؤ قد حدث، عندما تجلجلة نار الجحيم للأخطار والأحداث ، التى شهدتها بعض الدول العربية تحت بريق صريح مسمى لها ثورات الربيع العربى ، أما اسمها المستتر فهو دول الخراب العربى، وهى المؤامرة الكبرى لحدوث شرخ فى جدار أمتنا وقوميتنا العربية ، لكى تفقد دولها سيادتها ويحدث فيها فوضى أخلاقية خلاقة وانفلاتات أمنية، وتنهار نظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، وهذا ما شاهده العقد الأخير من القرن الواحد والعشرين ، حيث واجهت دول اضطرابات واحداث همجية شديدة، عصفت رياحها بدولة سوريا واليمن وليبيا، ولا يعلم مصير هذه الدول إلا الله ، ثم نأتى إلى دولة تونس، فكانت بداية تجربة لهذه الأحداث ، وطالت المؤامرة مصر خلال احداث ٢٥ يناير من عام ٢٠١١، ولكن الله قد نجا مصر من هذا الخراب وهذه الفوضى ، بقيام ثورة 30 يونيو عام ٢٠١٣ ، بعد أن قام بها الشعب فى حماية الله ثم الجيش ، فى توجيه ضربة قاصمة للمخطط الغربى التآمرى، الذى كان ينشر الفوضى الخلاقة فى كل ساحات وميادين مصر، عن طريق جماعة الإخوان، بعد ماثبت أن أصابعها ليست ببعيد عن تحريك تلك الأحداث ، وأن التحقيقات والتحريات ثبتت أيضا، بأن هذه الجماعة على اتصال بقيادات جهات مخابرات أجنبية، لتحقيق الاطماع الاستعمارية فى مصر والسيطرة عليها.

وفى خطاب الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش الابن ، حينما استخدم لفظه بالتعبير الممقوت، بقوله أنها  «حرب صليبية»، أثناء مؤتمره الصحفى بعد أيام من هجمات ١١ سبتمبر أيلول عام ٢٠٠١، عندما تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لهجمات إرهابية استهدفت ، برجى مركز التجارة العالمى ومبنى البنتاغون ، وإذا تَأَمَّلَنا النظر بِرَوِيَّةٍ وَتَفْكيرٍ فى قوله  نجد مدى حقده على الإسلام ، فكانت حربه على أفغانستان، لأن حكومة طالبان رفضت تسليم أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة للإدارة الأمريكية لأنه العقل المدبر لأحداث ١١ سبتمبر ، ولم ينتهى عدوانه على أفغانستان بعد غزوه لها ، إذا يعلن بأن العراق يمتلك أسلحة نووية وله القدرة على تصنيعها، وقد تحدى العالم ومنظماته واختراق كل قواعد القانون الدولى الإنسانى ، وأعلن حربه على العراق أو ما يسمى حرب الخليج الثالثة ، وبدأ الغزو فى ١٩ و٢٠ مارس ٢٠٠٣ بعد انسحاب الجيش العراقى من أمام  قوات الغزو المشتركة ، والذى شاركة فيه قوات عسكرية من دول حليفة للولايات المتحدة ، حيث كانت روح الوئام سائدة بينها وبين انجلترا وأستراليا وبولندا ، ورغم ادعاءات كذب بوش الابن وحليفه تونى بلير رئيس الوزراء البريطانى فى ذلك الوقت، عن وجوداً لأسلحة الدمار الشامل فى العراق، إلا أن قواتهم ارتكبت أبشع الجرائم والفظائع فى انتهاك الحرومات والاعراض ، فى بلد مهد الخلافة الإسلامية وعاصمته بغداد، وما اتوه من خراب ودمار لحضارة بلاد الرافدين ،التى ترعرعت وازدهرت وقامت على أرضها أعظم الحضارات القديمة ، مثل حضارة أهل بابل والحضارة السومرية وحضارة الآشوريين، و»مَا أَشْبَهَ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَةِ»، فما جرى للعراق من اختفاء لجيشه وهروبه إلى ظلام النسيان، أثناء غزو قوات التحالف لها ، جرى أيضا بالمثل فى سورية يوم ٨ ديسمبر الماضى، حيث أدت الفوضى السياسية والانفلاتات الأمنية ، إلى سيطرة المعارضة المسلحة المسماة بهيئة تحرير الشام، على البلاد وتأكيد السيادة عليها، بعد معارك مع الجيش السورى لا يتحملها الأخير، إلا ولاذ بالفرار وفشل فى صد توغل هذه الجماعة المسلحة، ويعتبر هذا صدمة مفاجئة لم يتوقعها الجميع، فكيف لجيش مصنف فى المرتبة رقم (٦٠) لأقوى الجيوش فى العالم يهرب، ويفشل فى الدفاع عن وطنه، ويتركه غنيمة لفصائل ومليشيات مسلحة، وتوغل إسرائيلى يتوسع فى أرضه والسيطرة على مناطق منزوعة السلاح فيها ، إنها سورية مهد الحضارات وعاصمة دولة الخلافة الإسلامية القديمة ، المزدهرة بالثقافة والعلوم والفنون ، وقامت على أرضها أيضا حضارة الفينيقيين والرومان ، وبها أعظم القلاع والحصون والآثار التاريخية ، والآن سيادتها تحت رحمة معارضة مسلحة مصنفة دولياً بأنها جماعة إرهابية ، فكيف لهذه الجماعة أن تتولى زمام الامور فى البلاد، إلا إذا كان هناك دعم غربى لها ماليا وعسكريا، وهنا يحضرنا السؤال هل كانت هناك اتفاقيات سرية خاصة فى الشأن السورى بين أمريكا وروسيا، وبموجبه بأن تتعهد الأخيرة بتوفير الملاذ الآمن لبشار الأسد وعائلته فى موسكو ، خصوصا بعد صمت حلفاءه فى «الصين وإيران» وعدم أعطاء أى اهتمام له وتخليهم عنه فى تلك الظروف، على العموم الأيام القادمة حبلى وفى طيَّاتها الكثير من الأشياء ، وهذا ما ننتظره عما تكشف عنه الأحداث ، وفى ظل ما يحدث من مجازر وحشية ضد الإنسانية فى غزة ولبنان ،ثم سقوط سوريا وقبلها اليمن والعراق والسودان، هذا ما يجعلنا بأن نكون على بينة تامة، بأن استمرار إشعال نار الحرب المضطرمة ونشر الفوضى الخلاقة فى المنطقة، هو من أجل إسقاط حضارة أمتنا العربية القديمة ونهب ثرواتها المادية والتاريخية وتحطيم ثرواتها البشرية ، وتفكيك جيوشها الوطنية وتقسيم أراضيها إلى دويلات صغيرة، بعد تشريد شعوبها إلى الدول المجاورة، وهذا ما تريده الدول الغربية لمسلسل متواصل فى نشر الفتن والشائعات، ودعم الاضطرابات، لحقدهم الأعمى على أرض الحضارات ومهد الديانات وأرض الرسل والأنبياء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاتحاد السوفيتى

إقرأ أيضاً:

محللون: سوريا تواجه تحديات داخلية وتدخلات خارجية

اتفق محللون سياسيون على أن سوريا الجديدة -التي تحتفل اليوم بالذكرى الـ14 للثورة التي أسقطت نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد– تواجه تحديات داخلية وخارجية، وشددوا على ضرورة رفع العقوبات التي تفرضها بعض الدول عليها حتى تستطيع المضي قدما في تحولها.

وبحسب الكاتب والباحث السياسي محمود علوش، فإن سوريا الجديدة يتم بناؤها من الصفر، والتحديات التي تواجهها تتعلق أولا بمعالجة الصدع والتفكك الذي أصاب النسيج المجتمعي، وذلك بهدف تحقيق مصالحة مجتمعية وترميم الهوية والحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

وشدد علوش على أن التعامل مع هذا التحدي يتطلب مسارين، أمني وسياسي، مؤكدا على أن الدولة الجديدة يقع على عاتقها الحفاظ على الاستقرار الأمني ومواجهة أي محاولة لإشعال حرب أهلية في البلاد.

ولفت إلى أن المسار الأمني يحتاج إلى مسار سياسي مواكب له، واعتبر أن ما شهده الساحل السوري من توتر خلال الفترة الأخيرة يشكل فرصة لمعالجة المصالحة المجتمعية والعدالة الانتقالية.

ووفقا لعلوش، فإن الأولويات حاليا تتعلق بتحقيق الاستقرار في السلطة الانتقالية، معتبرا أن من الطبيعي أن تكون هناك هواجس بشأن كيفية إدارة هذه المرحلة الانتقالية التي تستمر 5 سنوات.

إعلان

ووقّع الرئيس السوري أحمد الشرع الأسبوع الماضي إعلانا دستوريا يحدد المرحلة الانتقالية في البلاد بـ5 سنوات، ويعمل على إعادة النظام السياسي إلى المسار الدستوري الصحيح، مع التوصية بتقديم دستور دائم للبلاد.

بدوره، اعتبر الكاتب السياسي أحمد قاسم أن أبرز التحديات التي تواجهها سوريا اليوم تتجلى بالوضع الأمني، وتحدث عن "محاولة انقلاب" على الشرعية الجديدة في سوريا، وقال إن "العملية الأمنية في منطقة الساحل تحمل في طياتها انقلابا كان مهيأ له بصورة مدروسة جدا".

وقال قاسم إن من أبرز تحديات الدولة الجديدة أيضا هو النجاح بتوفير المعيشة الكريمة والخدمات للشعب السوري ومساعدة من يقطنون في المخيمات "حيث إنهم بحاجة إلى مأوى وسقف بعد أن دُمرت منازلهم".

كما انتقد الدول الغربية التي ما زالت تفرض عقوبات على سوريا رغم أن "هذه العقوبات كانت قد فرضت على النظام المخلوع بسبب المجازر التي ارتكبها بحق الشعب السوري"، ودعا الجميع إلى المساعدة على رفع العقوبات.

ويتفق الكاتب والباحث السياسي عبد الكريم ليلة مع الضيفين السابقين في كون سوريا الجديدة تواجه تحديات اجتماعية داخلية سببها التركة الثقيلة التي خلّفها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

كما شدد ليلة على ضرورة الضغط من أجل رفع العقوبات الدولية على البلد، لأنها فرضت على النظام المخلوع، ولأنها تقيد حركة البناء والنهضة وعجلة التنمية التي بدأت تدور، كما قال ضيف برنامج "مسار الأحداث".

تحديات خارجية

وبخصوص التحديات الخارجية التي تواجهها سوريا الجديدة، قال علوش إن حل المعضلة الأمنية يحتاج إلى الحد من الأدوار السلبية التي تمارسها بعض الدول والقوى غير المرتاحة للتحول الذي تشهده سوريا، كما أن التعافي الاقتصادي يتطلب تفاعلا إيجابيا من المجتمع الدولي، خاصة الدول الغربية مع التحول السوري.

إعلان

وأشار إلى أن العقوبات الأميركية وجزءا من العقوبات الغربية تقوض إلى حد كبير قدرة الإدارة السورية على التعامل الملف الاقتصادي.

كما أن العامل الخارجي يؤثر إلى حد كبير في تأجيج الانقسامات الداخلية، بحسب علوش الذي قال إن ما يجري في الجنوب ليس فقط معضلة بين الدروز والسلطة الجديدة "بل إن إسرائيل تحرك هذا الموضوع بشكل كبير، والشيء نفسه بالنسبة لمنطقة الساحل، حيث إن هناك عوامل إقليمية ودولية تحرك هذا التحدي".

وخلص علوش إلى أن نجاح الرئيس الشرع في مواجهة التحديات الداخلية يفرض عليه تبني سياسة خارجية قادرة على الحد من التأثير السلبي للعوامل الخارجية، معربا عن اعتقاده بأن الشرع يبدي واقعية شديدة في التعاطي مع المسألة من خلال حرصه على بناء علاقات جيدة مع دول الجوار والغرب.

من جهته، تحدث قاسم عما سماها المخططات الدولية -خاصة الإسرائيلية والإيرانية- والتي قال إنها تحاول العبث باستقرار سوريا، واستغرب عدم تحرك الأمم المتحدة للتنديد بالتدخلات الخارجية في الشأن السوري.

مقالات مشابهة

  • محللون: سوريا تواجه تحديات داخلية وتدخلات خارجية
  • للمرة الأولى بعد سقوط الأسد.. احتفالات في أنحاء سوريا بالذكرى الـ14 لانطلاق "الثورة السورية"
  • الخارجية الفرنسية: من المهم ألا ينتقل التوتر الأمني من سوريا إلى لبنان والعراق
  • تداعيات سقوط سوريا
  • نزع عروبة مصر.. إحياء لدعوات فاشلة
  • بتسوانا تدخل سباق الفضاء بإطلاق أول قمر صناعي
  • الداخلية: الفيزا الإلكترونية إلزامية لجميع الوافدين وتُمنح خلال 6 ساعات
  • وزيرا خارجية سوريا والعراق  يؤكدان على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين وتطويرها
  • السوداني يعلن مقتل والي سوريا والعراق بتنظيم الدولة في عملية أمنية
  • وزير الخارجية أسعد الشيباني: نحن في بغداد في لحظة نجدد فيها وحدة الصف بين سوريا والعراق والتأكيد على الروابط العميقة بين البلدين الشقيقين