أصبح الوضع القانونى لمصر شديد التعقيد بسبب انفصالها الفعلى عن الإمبراطورية العثمانية منذ عام 1805، واحتلالها من قبل بريطانيا عام 1914، وتماشيا مع تغير الوضع من سلطنة إلى مملكة، تم تغيير لقب فؤاد الأول وابنه فاروق الأول من سلطان مصر إلى لقب ملك مصر والسودان.
تعرضت سيادة المملكة لقيود شديدة من قبل الإنجليز الذين كانوا يحتفظون بالسيطرة الكبرى على الشئون المصرية، واستمر وجود جيشهم فى قاعدة قناة السويس حيث كان السودان متحدًا رسميًا مع مصر.
أصبح فؤاد الأول الملك الأول للدولة الحديثة، ثم خلفه ابنه فاروق الأول عام 1936، ثم فؤاد الثانى عام 1952 كآخر ملوك مصر بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 التى انتهت بإعلان الجمهورية.
تميز عهد الملك فاروق بتزايد السخط القومى على الاحتلال البريطانى، والفساد الملكى، وعدم الكفاءة، والحرب العربية الإسرائيلية 1948.
كل هذه العوامل أدت إلى إضعاف موقف فاروق بشكل نهائى ومهدت الطريق لثورة 1952. اضطر فاروق للتنازل عن العرش لصالح الرضيع أحمد فؤاد الذى غدا الملك فؤاد الثانى، فى حين انتقل حكم البلاد لحركة الضباط الأحرار تحت قيادة محمد نجيب وعبدالناصر واستمر عهد الملك الرضيع أقل من عام، ففى 18 يونيو 1953، ألغى الثوار رسميا النظام الملكى وأعلنوا مصر جمهورية ما أنهى قرنا ونصف القرن من حكم سلالة محمد على باشا.
السلطنة العربية المصرية فى عهد أسرة محمد على استمرت من 1805 حتى 1953.
فقد وافق الباب العالى على تعيين محمد على واليا على مصر عام 1805. وبواسطة 10 آلاف جندى ألبانى خلص مصر من المماليك. كما استطاع خوض الحرب سبع سنوات من عام 1811 فى الجزيرة العربية لإخماد ثورة الإرهابيين بالحجاز من أجل مساندة السلطات بالأستانة. واستهدف محمد على تبديل القوات الألبانية بالسوادنيين العبيد بعد مذبحة القلعة، حيث فرت فلولهم للجنوب وأسسوا عام 1811 دولة فى دنقلا بشمال السودان، لتكون قاعدة لتجارة العبيد.
وهذا ما جعل محمد على يغزو السودان لمطاردة المماليك. ويعد محمد على باشا من أعظم الملوك والحكام الذين حكموا مصر على مر تاريخها، فمنذ توليه الحكم عام 1805 عمل على تحديث كافة قطاعات الدولة بدءا من الزراعة وصولا إلى الصناعة والتجارة. كان نظام حكم محمد على استبداديا بعض الشيء، إلا أن الإصلاحات التى قام بها تغفر له كثيرا من خطاياه ولاسيما مذبحة القلعة، ونفى وإلقاء القبض على كثير من الرموز الوطنية المصرية.
حكم مصر 11 من أسرة محمد على باشا، هم: إبراهيم باشا، عباس باشا الأول، سعيد باشا، الخديو إسماعيل، الخديو توفيق، الخديو عباس، حلمى الثانى، السلطان حسين كامل، السلطان أحمد فؤاد الأول الذى أعلن نفسه ملكا عام 1922، الملك فاروق الأول الذى تم خلعه عام 1952، وتولية ابنه أحمد فؤاد الثانى، وقد تم خلعه أيضا وإعلان الجمهورية عام 1953.
بعد حرب 1948 وضياع فلسطين، ظهر تنظيم الضباط الأحرار فى الجيش المصرى بزعامة اللواء محمد نجيب، وقيادة البكباشى جمال عبدالناصر، وفى 23 يوليو 1952 قام التنظيم بثورة بيضاء لم ترق بها دماء، ونجح فى السيطرة على الأمور والسيطرة على المرافق الحيوية فى البلاد، وأذاع البيان الأول للثورة أنور السادات وأجبر الثوار الملك فاروق على التنازل عن العرش لولى عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد فى 26 يوليو 1952.
نجح الضباط الأحرار فى صباح يوم 23 يوليو فى السيطرة على الإذاعة، ووصل أنور السادات إلى استوديوهات الإذاعة بشارع علوى، وعندما حضر مذيع الفترة الصباحية «فهمى عمر»، قال له السادات إنه سيجرى بعض التغييرات فى برامج الإذاعة، لأن هناك بيانًا مطلوبًا إذاعته، فلم يستطع فهمى عمر، فى ظل الحراسة العسكرية المشددة، التى كانت تحيط به من كل جانب سوى أن يجيب: «الإذاعة تحت أمرك»، ودخل السادات الاستديو، وكان يعتزم إذاعة البيان، بعد المارش العسكرى، الذى يعقب افتتاح المحطة، الذى كان ينتهى فى السادسة واثنين وثلاثين دقيقة، ولكن فهمى عمر علم من المهندسين أثناء إذاعة المارش العسكرى، أن الإرسال قد قطع من محطة «أبوزعبل»، ولما علم السادات خرج من الاستديو، وأبلغ الموقف للقيادة. وعندما كانت تدق ساعة القاهرة وقتها، معلنة النصف بعد السابعة، تأهب فهمي عمر لتقديم أنور السادات، بالصفة التى طلبها منه، وهى أنه مندوب القيادة فقد رفض أن يقدمه باسمه، وبعد إجراء التقديم، قرأ السادات البيان الأول للثورة، واستغرقت تلاوته دقيقتين ونصف الدقيقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أبناء محمد على سلطان مصر ملك مصر أحمد فؤاد محمد على
إقرأ أيضاً:
فؤاد حسين: المنطقة على حافة الانفجار إذا فشل الحوار الأميركي الإيراني!
أبريل 29, 2025آخر تحديث: أبريل 29, 2025
المستقلة/- في تصريحات لافتة ومثيرة للجدل، حذّر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين من “كارثة إقليمية وشيكة” إذا ما فشلت المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، محملاً الأطراف المتصارعة مسؤولية مصير المنطقة بأكملها.
وقال حسين في مقابلة مع “الشرق”، إن العراق يدعم بقوة المسار الدبلوماسي القائم، لكنه لم يخفِ مخاوفه من سيناريوهات أكثر قتامة قد تعصف بالمنطقة برمتها إذا فشلت المفاوضات، محذراً من أن الفشل هذه المرة لن يبقي ولن يذر، وأن “الانفجار قادم لا محالة” ما لم يتم التوصل إلى اتفاق.
ورغم دعوته للتهدئة، أشار حسين إلى أن العقوبات الأميركية على إيران أجبرت العراق على البحث عن بدائل للغاز الإيراني، وهو ما يكشف عمق المأزق الذي تعيشه بغداد بين نارين: الحاجة إلى الطاقة وخطر الانزلاق في صراعات الآخرين.
وفيما يخص الملف السوري، كشف حسين عن وجود 8 شروط أميركية “صارمة” مفروضة على النظام السوري الجديد، أبرزها ملف المسلحين الأجانب الذي وصفه بأنه “بؤرة قلق مرعبة” تهدد ليس فقط سوريا بل الدول المجاورة أيضاً، وفي مقدمتها العراق.
موقف وزير الخارجية العراقي بشأن سوريا كان أكثر جرأة، إذ دعا علناً إلى رفع العقوبات الدولية عن دمشق، مبرراً ذلك بالقول إن “الشعب السوري لم يعد يتحمل ثمن الحسابات السياسية”، في رسالة قد تثير جدلاً كبيراً في الأوساط الدولية والإقليمية.
وبينما كان الجميع يترقب قمة عربية مصغرة على هامش زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الخليج، حسم حسين الجدل قائلاً: “لا قمة عربية مع ترامب”، موجهاً بذلك صفعة غير متوقعة لمن راهنوا على تحالفات موسمية.
زيارة فؤاد حسين إلى واشنطن، التي جرت يوم 24 نيسان الجاري، حملت في طياتها ملفات ساخنة وألغاماً سياسية، في وقت لا تزال فيه المنطقة بأسرها تقف فوق فوهة بركان.
وفي ظل هذه التصريحات، يتساءل كثيرون:
هل أصبحت المنطقة بالفعل على شفا كارثة؟ وهل يستطيع العراق أن يلعب دور الوسيط وسط اشتداد العواصف؟ أم أن رياح الحرب أقوى من نداءات السلام؟