بوابة الوفد:
2024-10-04@10:24:01 GMT

تلك حدود الله

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

لا شىء أسوأ فى الدنيا والآخرة من عداوة الأشقاء والأقارب، التى يعتصر لها القلب حزنا على ضياع دماء ذوى الأرحام، ووصول الأمر بينهم إما لارتكاب أفظع الجرائم وأبشعها أو إلى ساحات المحاكم، والسبب الصراع على الميراث، فقد أشعل حادث المحرقة التى ارتكبها سائق بعين شمس بحق شقيقته وأسرتها غضب المجتمع، وهى الواقعة التى امتد أثرها للجيران فأصيب منهم حوالى 9 أشخاص، حيث أعاد إلى الأذهان لعنة الإرث، تلك اللعنة التى تحصد العديد من أرواح الضحايا الذين فقدوا حياتهم بسبب الصراع على الميراث.

فتجد أن المطالب بحقه فى الميراث غالبا ما يتحول إلى جانٍ بسبب مماطلة القابض على الميراث فى إعطائه حقه مما يصيبه بالاغتياظ ويستشاط غضبا، وهنا تدب الخلافات وتبدأ خيوط الجريمة التى غالبا لم يُراع الجانى فيها حُرمة الدماء والرباط الأسرى وصلة الرحم، ففى هذا الحادث البشع ووقائع أخرى مماثلة تجد أن الجانى تم مماطلته فى إعطائه حقه مثلما ذكر المتهم وقوبل بعدها بجفاءٍ كبير من أخته وزوجها وابنها، وهو الأمر الذى أثار حفيظته فقام بإشعال النار لينتقم منهم. فالمتابع للمحاكم يجد أن دوائرها تنظر العشرات من قضايا النزاع على الميراث التى أقامها أشخاص محرومون من الميراث، فأقاموا دعواهم للحصول على حقهم فى الميراث. فنزاعات الميراث جروح غائرة تظل تنزف فى جسد الأسرة، فلا شيء أسوأ فى الحياة من عداوة الأشقاء والأقارب، ووصول الأمر بينهم إلى ساحات المحاكم أو ارتكاب الجرائم والسبب الميراث فلم يتعظ أحد من أن صاحب الميراث الذى قضى حياته فى تكوينه قد مات ورحل وتركه ولم يأخذ شيئا معه. فسبحان من يرث الأرض ومن عليها. وعن حكم تأخير توزيع الميراث أو المماطلة والتأجيل دون عذر قال الدكتور محمود شلبى، أمين الفتوى، ومدير عام الإدارة العامة للفتوى الهاتفية بدار الإفتاء المصرية على الصفحة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى فيس بوك:

إن مسألة توزيع الميراث هى مشاكل مستمرة، ولا يخلو منها أى عصر من العصور أو وقت من الأوقات؛ لأنها متعلقة بالمال، وهناك إشكالية فى المال، ويجب على كل إنسان يحاول أن يكون ماله من حلال أن يكون مأكله طيبًا. إن الله عز وجل يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).

وأضاف أن «الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب من نفس) يعنى على الوجه الذى شرعه الله أن تطيب به نفسه، وقال أيضًا (من فرَّ من ميراث وارثه، قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة)؛ لذلك يجب أن نقوم بتوزيع الميراث بمجرد الوفاة بعد الدفن وأخذ العزاء، يجمع الورثة ويقسم المال بينكم، ونحدد لكل شخص نصيبه بالود والاحترام».

وقالت دار الإفتاء فى فتوى سابقة إن حرمان الوارث من حقه حرام، بل كبيرة أيضًا، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من فرَّ من ميراث وارثه، قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة)، فالفرار والحرمان كل منهما يتناول المماطلة غير المبررة، كما اعتبرته الفتوى نوعًا من الظلم وتعديًا على حقوق الغير وهضمًا لحقوقهم، والإسلام نهى عن الظلم وشدد على ذلك.

واعتبرت الفتوى أن منع أو تأخير هذا الميراث عن أصحابه فيه أكل لأموال الناس بالباطل الذى نهى الله تعالى عنه، وأن هذا المال أصبح ملكًا للوارث لا يقبل التشارك فيه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بين السطور على المیراث

إقرأ أيضاً:

وكيل وزارة الأوقاف: يجب استخدام المال في طاعة الله

أكد الدكتور أيمن أبوعمر وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة الإسلامية، أهمية العطاء والتنافس في الخير كقيم أساسية، مستشهدا بسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذي يُعتبر رمزًا للعطاء، إذ بشره النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنة بسبب أفعاله الكريمة.

كرم سيدنا عثمان بن عفان 

أضاف خلال برنامج «مع الناس»، المذاع على قناة «الناس»، أن سيدنا عثمان اشترى بئر رومة ليكون وقفًا للمسلمين، ما ساعد في تخفيف معاناتهم من نقص الماء، وقدم الدعم لتجهيز جيش العسرة في غزوة تبوك، وتبرع بمبالغ كبيرة، ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم»، ما يعكس مكانته في الجنة، وكان له دور بارز في مؤازرة النبي في مختلف المواقف.

استخدام المال في طاعة الله 

أوضح أن المال يجب أن يُستخدم في طاعة الله، مشيرًا إلى قوله تعالى: «وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ»، ما يدل على حقوق الفقراء في أموال الأغنياء، مؤكدا أن الزكاة تمثل الحق المعلوم، داعيًا الجميع إلى التنافس في فعل الخير ومساعدة المحتاجين.

وأشار إلى روح التنافس بين الصحابة، مثل سيدنا أبوبكر وسيدنا عمر، وكيف كان كل منهما يسعى لتقديم أفضل ما لديه لدعم الإسلام، إذ تبرع أبوبكر بكل ماله، بينما قدم عمر نصف ماله، ما يبرز قيم الكرم والعطاء.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: لا حدود للتصعيد الإسرائيلي في لبنان
  • «حزب الله» يتصدى لمحاولة تقدم إسرائيلية عند بوابة فاطمة على حدود لبنان
  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «نصر أكتوبر» معجزة التاريخ
  • الأسعار تتحدي الحكومة
  • من كتاب «أحاديث السحاب» للكاتب الصحفى الكبير عادل حمودة.. هيكل الاختلاف لا ينفى الإعجاب (2)
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • رئيس «الشيوخ»: نجدد العهد بأن نبذل كل ما بوسعنا لاستكمال مسيرة التنمية
  • وكيل وزارة الأوقاف: يجب استخدام المال في طاعة الله
  • كبير العلماء بالأزهر يجيب: هل الربح من "التيك توك" حلال؟