لا شىء أسوأ فى الدنيا والآخرة من عداوة الأشقاء والأقارب، التى يعتصر لها القلب حزنا على ضياع دماء ذوى الأرحام، ووصول الأمر بينهم إما لارتكاب أفظع الجرائم وأبشعها أو إلى ساحات المحاكم، والسبب الصراع على الميراث، فقد أشعل حادث المحرقة التى ارتكبها سائق بعين شمس بحق شقيقته وأسرتها غضب المجتمع، وهى الواقعة التى امتد أثرها للجيران فأصيب منهم حوالى 9 أشخاص، حيث أعاد إلى الأذهان لعنة الإرث، تلك اللعنة التى تحصد العديد من أرواح الضحايا الذين فقدوا حياتهم بسبب الصراع على الميراث.
إن مسألة توزيع الميراث هى مشاكل مستمرة، ولا يخلو منها أى عصر من العصور أو وقت من الأوقات؛ لأنها متعلقة بالمال، وهناك إشكالية فى المال، ويجب على كل إنسان يحاول أن يكون ماله من حلال أن يكون مأكله طيبًا. إن الله عز وجل يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا).
وأضاف أن «الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن طيب من نفس) يعنى على الوجه الذى شرعه الله أن تطيب به نفسه، وقال أيضًا (من فرَّ من ميراث وارثه، قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة)؛ لذلك يجب أن نقوم بتوزيع الميراث بمجرد الوفاة بعد الدفن وأخذ العزاء، يجمع الورثة ويقسم المال بينكم، ونحدد لكل شخص نصيبه بالود والاحترام».
وقالت دار الإفتاء فى فتوى سابقة إن حرمان الوارث من حقه حرام، بل كبيرة أيضًا، لقوله صلى الله عليه وسلم: «من فرَّ من ميراث وارثه، قطع الله ميراثه من الجنة يوم القيامة)، فالفرار والحرمان كل منهما يتناول المماطلة غير المبررة، كما اعتبرته الفتوى نوعًا من الظلم وتعديًا على حقوق الغير وهضمًا لحقوقهم، والإسلام نهى عن الظلم وشدد على ذلك.
واعتبرت الفتوى أن منع أو تأخير هذا الميراث عن أصحابه فيه أكل لأموال الناس بالباطل الذى نهى الله تعالى عنه، وأن هذا المال أصبح ملكًا للوارث لا يقبل التشارك فيه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بين السطور على المیراث
إقرأ أيضاً:
محافظ أسوان يلتقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية
التقى اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان بالدكتور محمد الجندى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لبحث سبل تكثيف العمل الدعوى وإستعراض الدور التوعوى الذى يقوم به وعاظ وواعظات الأزهر الشريف بمختلف مدن ومراكز المحافظة لتوعية المواطنين بالقضايا المجتمعية الهادفة المختلفة.
وخلال اللقاء الذى حضره الدكتور كامل جاهين عميد كلية الدراسات الإسلامية، والدكتور سيد حسن رئيس منطقة أسوان الأزهرية، والوفد المرافق له.
وأشاد الدكتور إسماعيل كمال بالجهود المتميزة التى يقوم بها الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب لأداء رسالته السامية، والمتمثلة فى نشر الوسطية والفكر الصحيح المعتدل الذى يرتكز على سمو الأخلاق وذلك فى إطار المنهج القرآنى، تواكبًا مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لدعواته المستمرة لتجديد الخطاب الدينى لخلق أجيال قادرة على تحمل المسئولية والنهوض بوطنهم، ولتظل بذلك أرض الكنانة وأزهرها الشريف دائمًا قلعة الإسلام على مستوى العالم.
وأكد على التعاون المثمر بين محافظة أسوان والأزهر الشريف، والذى يتجسد فى تنظيم القوافل التوعوية المتنوعة، وإنشاء المعاهد الأزهرية فى القرى والنجوع ضمن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، وهو الذى يتكامل مع البصمات والعلامات المضيئة التى حققها ويحققها مجمع البحوث الإسلامية لخدمة المجتمع.
فيما قدم الدكتور محمد الجندى شكره لمحافظ أسوان على حفاوة الاستقبال والترحيب، مؤكدًا على أنه سيتم تنظيم ندوة عن " تفشى الطلاق " لعرض الحلول الإيجابية التى تساهم فى الحفاظ على الأسرة من التفكك، وسيتم الآخذ بمقترح محافظ أسوان بأن يتم تناول ذلك على منابر خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بالتنسيق مع الأوقاف، تكاملًا مع المبادرات الاجتماعية والأخلاقية العديدة التى يطلقها الأزهر الشريف لتنمية القيم والإرتقاء بها والحفاظ على كيان الأسرة والمجتمع.