بوابة الوفد:
2025-03-14@12:10:01 GMT

سوريا بالخلطة الداعشية.. بداية النهاية!!

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

بلا شك أن سقوط نظام الأسد فجأه وخلال أيام فقط بعد  13 عاماً من الصراع المسلح لحظة أسطوريه سيذكرها التاريخ إلى أبعد مايكون ، فهى لحظة تفكك واحدة من أعتى الديكتاتوريات وأكثرها قمعًا.. دمر طغيان نظام الأسد، الذى تم تمكينه وتقوية قبضته بتواطؤ الحلفاء الإقليميين والدوليين، أمة كاملة ماتت وتشردت، أسر ضاعت واختفت جماعات فى مصير مجهول ، ووتكلف بقائه مئات الآلاف من أرواح الأبرياء، ولم ينل أى عقاب أو محاسبة.

إن سقوط نظام الأسد اليوم هو نتيجة لإرادة الشعب السورى ومساعيه الدائمة لاستعادة حريته....هذا أول خاطر  جاء بذهن أى إنسان وطنى لديه ضمير حى وقلب تمزق على مصير المسلمين الذين شردوا بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم فى كل بقاع .. كانت مصر ملاذهم والحضن الآمن..ولكن فى باطن هذه الرحمة نتوقع كل العذاب لمصير جديد لأمه قد يكون الأسوأ ليس فقط لسوريا بل لمنطقة الشرق الأوسط.. فمن خلال قراءتى المتواضعة للمشهد العام والأحداث الغريبة والسريعة جدآ التى كانت تنتظر سقوط هذا الأسد، نجد وبسرعة تحالفات تنهار وخرائط تتغير، فالسقوط السريع لقوات نظام الأسد يعكس فى المقابل تخطيطاً عسكرياً تم إعداده بدقة عالية من قبل المعارضة المسلحة ..سيناريو مفزع وغامض قد يعيد تشكيل الشرق الأوسط  المليء بالتشاؤم ، وتقسيم سوريا حتماً إلى دويلات وتفتيتها إلى كيانات طائفية وعرقية، كنتيجة طبيعية لتحول الثورة إلى حالة الحرب الأهلية على مدار سنوات...أمام سيناريوهات كأمر واقع لتدخلات إقليمية  يمكن أن تؤدى إلى تصعيد وتفاقم الصراع داخل المنطقة، وبخاصة مع خسارة إيران وتخل واضح أو متعمد لها ، كأحد أقوى حلفائها من أنظمة وميليشياتها بالمنطقة على حد سواء ،  والضربات الإسرائيلية القاسمة التى تعرض لها «حزب الله» فى لبنان، ووضع الميليشيات المدعومة من أمريكا وإسرائيل والوجود العسكرى للولايات المتحد، فلا  تزال الساحة لتصفية الحسابات مع الخصوم ولا تختلف عن الميليشيات العراقية المدعومة من إيران،إلى جانب مسارات الصراع بين تركيا والأكراد من جهه أخرى كل هذا وأكثر يؤكد أن شبح التقسيم قادم لا محالة، سببه  الإطاحة بحكم الأسد، الذى دام لأكثر من خمسة عقود سببه الأول هو الضربات التى تلقاها «حزب الله» اللبنانى فى الحرب مع إسرائيل ،واغتيال زعيمه نصر الله ومعظم قيادات الحزب فى ضربة جوية إسرائيلية استهدفت مقر قيادته، وما ترتبت على ذلك من تداعيات انتهت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية بشروط تعطى مزايا لإسرائيل على حساب حزب الله، نتيجة تغير موازين القوى بين إسرائيل وإيران، راعية حزب وما يعرف بمحور المقاومة...
ففور الإعلان عن انتصار فصائل المعارضة السورية وسيطرتهم على العاصمة دمشق وهروب الطاغية بشار الأسد، توقع المراقبين تقسيم سوريا إلى دويلات ،  لوجود فراغا سياسياً وأمنياً خلفه سقوط النظام الاستبدادي، دون نظر إلى حقيقة أن هذا الفراغ السياسى إ للحكم الاستبدادى قام بإعدام المعارضين من النخبة أو وضعهم فى السجون ، العامل الآخر هو فوز ترامب وعودته إلى البيت الأبيض، الأمر الذى دعا أطرافاً كثيرة فى منطقة الشرق الأوسط للتحرك لترتيب الأوراق.
وسيناريو الفوضى القادم  هو المتوقع ليس نتيجة لسقوط نظام الاسد ، وإنما هو نتيجة مترتبة على غياب فكرة دولة القانون ومبدأ المواطنة كأساس لتنظيم العلاقة بين القوى المختلفة وتنظيم علاقة المواطنين بالدولة والسعى لفرض القوة المتغلبة لسلطتها على القوى الأخرى المناوئة بالقوة المسلحة،  بداية خطيرة لجر المجتمع إلى موجات من العنف والعنف المضاد ، بين فلول النظام القديم والقوى الخارجية الأخرى المتربصة بالسلطة الجديدة للانخراط فى العنف  ، مما يؤدى إلى جولة جديدة من الصراع الدامى والحرب الأهلية التى قد تؤدى بدورها إلى شيوع الفوضى الخلاقة نتيجة وجود جماعات مسلحة مناوئة للسلطة الجديدة  تسير على نحو يسمح لها فرض نمط جديد لحكم استبدادى قد يحقق للسلطة الجديدة مكاسب مباشرة فى المدى القريب، لكنه يتسبب فى كوارث على المدى ، كتجارب الإطاحة بالسلطة فى كل من ليبيا واليمن اللذان يعانيان من عدم الاستقرار الناجم عن الإطاحة بالسلطة الاستبدادية إلى الآن ، الأمر الذى يسمح بسيطرة الجماعات الدينية أو المسلحة على السلطة ، هو السيناريو الأرجح حدوثه فى ظل غياب الاتفاق السياسى الشامل وما يترتب عليه من تصاعد للعنف، وانقسامات دينية وطائفية، أو سيناريو استمرار الفوضى نتيجة لغياب بين الأطراف المحلية والدولية وغياب التوافق الدولي.  
الأمر محتاج معجزه من الله وقرار شعبى بالمصالحة الوطنية العامة من دون استثناء، وقرار واحد من المعارضة السورية بالداخل والخارج حول شكل الدولة السورية فى المستقبل، والإرادة الدولية، فالأجواء حالياً غير مطمئنة بالمرة ، وخلال الشهرين المقبلين سيتضح المشهد لنا فى سوريا الجديده بصورة واضحة مع بدء تشكيل حكومة انتقالية والولاية الجديدة للرئيس الأميركى «ترمب» الاعب الأكبر فى المنطقة المشئومة، التحولات فى ميزان القوى الدولية نتيجة انشغال روسيا فى أوكرانيا والهزيمة التى لحقت بـ»حزب الله» وإيران على يد إسرائيل، أفقدت النظام أهم داعميه، ومع تراجع هذا المعسكر، وتحرك الميليشيات لتخليص دمشق من التعبية لطهران،  وظهور مليشيات إسلامية لفصائل انتهازية، ليس لها علاقه بالإسلام أصلا، لا هى سنة او شيعة ، مرحلة جديدة من الصراع المذهبي  ، سوى أنها صناعة صهيونية امريكيه ،وربما ستبحث سوريا ما بعد الأسد عن اللجوء إلى حليف جديد أكثر سوءاً ، سقوط سوريا الطعم الذى يلتهم منطقة الشرق الأوسط.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية 
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: منطقة الشرق الأوسط حزب الله ماجدة صالح نظام الأسد الشرق الأوسط نظام الأسد حزب الله

إقرأ أيضاً:

فيديو يوثق لحظة اغتيال نور الدين اللباد أبرز المنشقين عن نظام الأسد

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، اغتيال السفير المنشق عن نظام الأسد نور الدين اللباد، وشقيقه عماد، إثر تعرضهما لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين اقتحموا منزلهما" في حي المجبل، بمدينة الصنمين شمالي محافظة درعا.

وأوضح المرصد أن "3 أشخاص اقتحموا منزل الشقيقين، عصر الثلاثاء، وأطلقوا النار عليهما قبل أن يفرّوا من المكان"، مشيراً إلى أن هوية الجناة لا تزال مجهولة.

ومن جانبها، نشرت منصة "درعا 24" التي تغطي أخبار تلك المحافظة الجنوبية، مقطع فيديو يوثق دخول المسلحين إلى منزل الدبلوماسي السابق، قبل قتله.



وكان اللباد "وزيراً مفوضاً في وزارة الخارجية السورية، وعمل في سفارات لدى اليمن وفرنسا والعراق وتركيا وليبيا" في وقت سابق.

ويحمل اللباد دكتوراه في الأدب الفرنسي ودبلوم عالي في الترجمة وماجستير في العلاقات الدولية. وقد انشق عن النظام بشار الأسد عام 2013، وعمل ممثلاً عن الائتلاف الوطني المعارض في فرنسا.

واللباد من مواليد مدينة الصنمين سنة 1962، وعاد إلى مدينته قادماً من فرنسا منذ نحو أسبوع.

يكر أن مدينة الصنمين كانت قد شهدت، الأربعاء الماضي، اشتباكات عنيفة نجم عنها مقتل 13 شخصاً وإصابة آخرين.

اغتيال السفير السوري المنشق #نور_الدين_اللباد وشقيقه في درعا

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، فجر اليوم الأربعاء، عن مقتل السفير السوري المنشق، نور الدين اللباد، وشقيقه عماد، برصاص مسلحين مجهولين في مدينة الصنمين بريف درعا. ووفقاً للمرصد، استهدف المسلحون اللباد وشقيقه داخل… pic.twitter.com/MhIo03A4Yg

— فراس الماسي | Firas Almasi ???? (@FAlmasee2) March 12, 2025

واندلعت تلك الاشتباكات بين قوات تابعة للسلطات الجديدة بدمشق من جهة، وبين مجموعة محلية بقيادة شخص يدعى محسن الهيمد، وذلك بعد رفض الأخير تسليم سلاح عناصره، وفق تقارير إعلامية محلية.

مقالات مشابهة

  • وفاة طفل جراء انفجار لغم بريف درعا الشرقي
  • المنظمة السورية للطوارئ قلقة من التضليل المتعلق بأحداث الساحل
  • رغم سقوط الأسد.. مصانع الكبتاغون تتجذر في الشرق الأوسط
  • اغتيال سفير سوري منشق عن “نظام الأسد”
  • اردوغان: فلول نظام الأسد تنصب كميناً خبيثاً لتركيا
  • أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا
  • فيديو يوثق لحظة اغتيال نور الدين اللباد أبرز المنشقين عن نظام الأسد
  • السوريون والبحث عن تعايش سلمي متكافئ
  • اغتيال سفير سوري منشق عن نظام الأسد في درعا
  • لافروف: أحداث الساحل السوري غير مقبولة ومثيرة للقلق