بوابة الوفد:
2025-02-12@17:48:54 GMT

بوصلة «سوريا الجديدة».. فى أى اتجاه؟!!

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

من الصعب فى الوقت الحالى أن يتوقع أى شىء فى سوريا، لأنها فى المرحلة البدائية الانتقالية، ومن المتوقع أن تأتى مفاجآت مع مرور الوقت، ونأمل أن تكون جيدة لشعب سوريا الشقيق.
ولكن بداية لا يوجد فى سوريا حتى الآن حكومة شرعية، وأن محمد الجولانى أو أحمد الشرع ومعه مجموعة جبهة تحرير الشام لبس لهم أى موقع رسمى، ويأتى ذلك مع إعلان الائتلاف الرسمى للتخطيط لوجود حكومة انتقالية، ولكنها لم تشكل حتى الآن، وحسب ما يبدو أن سوريا ستتحول خلال سنوات وسيكون هناك حكومات مختلفة.


ومن جهة أخرى لم يعرف بعد موقف المعارضة الأخرى، وهل ستكون مشاركة فى الحكومة الجديدة.. أم لا؟، ولكننا لم نعرف بعد كيف ستكون الأحداث؟، وكيف ستسير الأوضاع فى سوريا بعد نصف عام أو عام مثلاً؟ فمن الصعوبة معرفة كيف ستكون تطورات الأوضاع فى سوريا مستقبلا؟.
وفى نفس الوقت لا بد من معرفة أن جبهة تحرير الشام والجيش السورى الحر أو ما يسمى بالجيش الوطنى لديهم سلطة حقيقية الآن ولديهم مجموعات مسلحة تسيطر على مناطق مهمة فى سوريا، وهم فى السابق كانوا يحاربون الجيش السورى الرسمى، والآن هم من يحددون مستقبل سوريا.
ومن الممكن أن تشكل حكومة بها ممثلون عن حركات أو قوى ليبرالية تكون معتدلة، ولكن الهيمنة ستكون لهذه المعارضة المسلحة التى تمكنت من تغيير نظام الحكم فى سوريا بأسلحتها من خلال مساعدة بعض الدول التى لها مصالح فى المنطقة بالتأكيد، وهى يمكنها استخدام السياسة لتحقيق رغباتها الداخلية والخارجية فى سوريا الآن.
وتتضح الصورة الآن للمستقبل من خلال القمع لكل من كان يدعم بشار الأسد، فالأغلبية كانت تدعمه، ولكن مع بداية القمع والقتل لهم ستؤدى إلى صدامات ليست إلا ردة فعل لما ستقوم به المعارضة المسلحة الموجودة الآن، والتى ستعمل على المواجهة، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه المعارضة المسلحة ليست متجانسة أو تتفق مع بعضها البعض ولديها مواقف مختلفة وأفكار أيديولوجية مختلفة وهذه المجموعات بمواقفهم المختلفة يوحدهم الكفاح ضد النظام، وعندما يتسلمون السلطة ويجرى تقسيم السلطات يبدأ حينها التصادم والمواجهات، وهذا الأمر ممكن.
وبالفعل هناك تيار إسلامى متشدد جدا وله حضور بارز على الساحة السياسية فى سوريا، ومنها حضور إرهابي أممي وأمريكي، فجبهة تحرير الشام حتى الآن يتم تصنيفها على أنها كيان إرهابي، ولكن أبو محمد الجولانى أو أحمد الشرع قال إن جبهة تحرير الشام سيأتى يوماً ليتم حلها، مع العلم انها هى نفسها مجموعة جبهة النصرة والتى كانت فى البداية فرعاً لتنظيم القاعدة، ووهى مصنفة كإرهابية وتحمل أيديولوجية سلفية، ولكن بعد الانهيار فى 2015 تجمعت فى أدلب بسوريا تحت سيطرة تركيا.
وعند مراقبة محمد الجولانى الذى تكيف سريعاً مع الوضع الجديد فى سوريا وتمكن من التحول واستخلاص الدروس، فتحول إلى الإخوان المسلمين، وفى 2018 غيرت جبهة النصرة اسمها وأعلنت أنها لا تتبع القاعدة وأصبحت حركة عسكرية مسلحة سورية، وأن الجزء الكبير من هؤلاء المسلحين يمكن أن يندرجوا تحت مسمى الإخوان المسلمين.
واذا تم حل جبهة تحرير الشام مستقبلاً، فما هو مصير المرتزقة الجهاديين من بعض الدول الموجودين بها؟، هل سيكون لهم تواجد فى سوريا؟، ويمكن لجبهة تحرير الشام أن تحل رسميا ويدخل هؤلاء الأشخاص منظمات جديدة والتى ستحمل صفات سياسية شرعية؟، وهذا يعنى أن تفكيرهم ونفوذهم سوف يبقى، أما بالنسبة الجهاديين من آسيا الوسطى فهى مسألة معقدة مع دعوة البعض إعطائهم الجنسية السورية تعويضا على ما قاموا به من المكافحة ضد النظام السورى السابق.
الوضع الحالى فى سوريا يوضح أنها ليست فى حالة تكامل وأن السلطة أو القوى التى ستصل إلى الحكم ستسعى إلى جمع الشمل، ولكنه سيكون صعباً وسيكون هناك عوامل طائفية وعرقية ستؤثر على الموقف.
أما موقف الكيان الصهيونى من الوضع الحالى فى سوريا، فهو استغل الموقف بالكامل لصالحه عن طريق احتلال الجولان وضرب واستهداف الجيش السورى الرسمى على الأرض، وتدمير معظم القدرات العسكرية البحرية والدفاعية والجوية، مما يعنى أنه يريد لسوريا أن تكون بلا قوى عسكرية ولا جيش ولا مصالح، وبالتالى بلا سياسة دفاعية، مع الحديثمن أن سوريا من الممكن أن تكون تهديدا للكيان الصهيونى فى الوقت الحالى، والوضع يتغير بمحاولة أن يكون للكيان نفوذا أكثر مما هو موجود الآن فى المنطقة، ولكن مع إدانة الأمم المتحدة وبعض الدول لما يفعله الكيان، ولكن القوى الموجودة فى سوريا لم تعلق بأى كلمة أو توضح موقفها ممما يفعله الكيان الصهيونى فى سوريا.
أما الكيان الصهيونى نفسه يريد أن تتفتت سوريا بشكل كامل لما يسمى بخلق الفوضى، ولن يتوقف عن العمل والسعى لهذا الهدف والذى يعتبر خرقاً للقانون الدولى.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة تصحيح مسار محمد على محمد الأوضاع في سوريا الجيش الوطني جبهة تحریر الشام فى سوریا

إقرأ أيضاً:

الرئيس الشرع: سوريا الجديدة ستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة

دمشق-سانا

أكد رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع أن النظام البائد دمر خلال الـ 14 عاماً الماضية المجتمع السوري بشكل ممنهج، وهجّر الناس وقتلهم بالأسلحة الكيميائية وعذبهم في السجون، ولم يستجب لأي حل سياسي، مشدداً على أن ثقته كانت مطلقة بأنه سيدخل دمشق يوماً ما، وتخليص الشعب السوري من هذا النظام المجرم لتستعيد سوريا دورها المحوري في المنطقة.

وقال الرئيس الشرع في مقابلة مع قناة “ذا ريست إز بولتيكس” البريطانية: السوريون تحملوا ظلماً وقهراً كبيراً لمدة 60 عاماً، وخلال الـ 14 عاماً الماضية، تم تدمير المجتمع بشكل ممنهج، وتهجير الناس وقتلهم بالأسلحة الكيميائية، وتعذيبهم في سجون النظام، ولم يستجب النظام لأي حل سياسي، ورفض أن يستجيب لمطالب الشعب، واستمر في تدمير المجتمع السوري.

وأضاف الرئيس الشرع: كنت متأكداً من أنه سيأتي يوم نكون فيه في دمشق، لمدة سنتين أو قبل ثلاث سنوات كنت أقول إننا سندخل دمشق، وهذا لم يكن مجرد رفع الروح المعنوية، بل كنت أتحدث بناءً على بيانات اعتمدت عليها لتحليل قوتنا والتماسك الاجتماعي الذي كان لدينا في إدلب وقارناها بحالة النظام وانهياره اقتصادياً واجتماعياً، وانهيار جيشه.

وأوضح الرئيس الشرع أنه كان هناك ظلم وبطش في سوريا والمنطقة، وأنه بدأ يشعر بحاجة لأن يتعلم ويقرأ الكثير عن دمشق وسوريا وعمقها التاريخي، وفي الوقت ذاته كان يراقب كيف كانت السلطة تدير البلاد، ويشعر بالألم لما تعانيه دمشق، وكيف كان النظام يظلم ويسيء للسوريين، ولهذا آمن بأن هذا النظام يجب أن يسقط.

وأكد الرئيس الشرع أنه كان حريصاً جداً خلال عملية ردع العدوان ودخول المدن على ضمان عدم تعرض أي مدني للأذى، على الرغم من الدعوات الشعبية الواسعة النطاق لاستهداف المدن والقرى التي يسيطر عليها النظام، مثلما قصف هو بلا هوادة المدن والبلدات خارج سيطرته، لكننا رفضنا أن نفعل الشيء ذاته لمدة 14 عاماً تقريباً، حيث تم التركيز في القتال على استهداف نقاط القوة الأساسية للنظام مثل الجيش وقوات الأمن والمجموعات الأخرى التي اعتمد عليها في محاربة الناس، وتم تجنب أي معارك جانبية تماماً.

وأشار الرئيس الشرع إلى أننا تعبنا من الحرب وخاصة في سوريا، ولا يمكن للإنسانية أن تعيش من دون السلام والأمن، فهذا ما يبحث عنه الناس وليس الحرب، لذا هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تجلب لهم السعادة، وتؤدي إلى حلول سلمية دون اللجوء إلى القتال، موضحاً أنه بعد إسقاط النظام كانت الأولوية استقرار الحكومة لمنع انهيار مؤسسات الدولة، حيث تم تحديد مدة 3 أشهر لتولي حكومة إدلب الأمور بمجرد دخول دمشق، وبعدها الانتقال إلى المرحلة الثانية التي تتضمن إعلاناً دستورياً ومؤتمراً للحوار الوطني، واختيار الرئيس حيث قمنا بتعيين الرئيس وفق الأعراف الدولية بعد التشاور مع خبراء دستوريين.

وقال الرئيس الشرع: ورثنا بلداً منهكاً فالنظام دمر كل شيء، لكن هذا هو التحدي الذي يجب علينا نحن السوريين مواجهته، ويجب علينا أن نعيد بناء بلدنا، فلا شيء مستحيلاً على الرغم من الصعوبات، ومع إرادة الله نحن قادرون على النهوض وإعادة بناء بلدنا وجعله قصة نجاح إقليمية وعالمية في المستقبل.

وبشأن العقوبات أنه تم فرضها على سوريا بسبب جرائم النظام المخلوع الممنهجة بما في ذلك عمليات القتل الجماعي، والآن بعد سقوطه يجب رفعها حيث لم يعد هناك مبرر لها، مؤكدا أن هناك إجماعاً دولياً قوياً على ذلك، وكل من زار دمشق مؤخراً متفق على ضرورة رفع العقوبات، فسوريا تواجه حالياً تحديات كبرى وأحد الحلول المباشرة هو من خلال الحلول الاقتصادية والتنمية، فمن دون النمو الاقتصادي لا يمكن أن يحدث أي شيء.

وشدد الرئيس الشرع على أن العقلية الثورية لا يمكن أن تبني دولة، بل تحتاج إلى عقلية مختلفة عندما يتعلق الأمر ببناء دولة وإدارة المجتمع، فالثورة بمعناها انتهت بعد أن تم إسقاط النظام، والآن انتقلنا إلى مرحلة جديدة تتضمن إعادة بناء البلاد، والسعي لتحقيق التنمية والاستقرار والأمن وطمأنة الدول المجاورة وإقامة علاقات استراتيجية بين سوريا والدول الغربية والإقليمية.

وأكد الرئيس الشرع أن سوريا بلد بالغ الأهمية بموقع استراتيجي له تأثير عالمي، وسبق للنظام أن هجر الناس عمداً إلى أوروبا وتم الإتجار بالكبتاغون في المنطقة وفي أوروبا، وأيضاً استخدم دمشق كقاعدة لعدم الاستقرار في المنطقة، بسبب الدور السلبي للغاية الذي كانت بعض القوى الأخرى تلعبه داخل سوريا.

وأشار الرئيس الشرع إلى أن دور سوريا في المنطقة تغير اليوم، فأصبحت دولة جديدة ذات مستقبل واعد بشكل كبير، وستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة من خلال التنمية الاقتصادية، وستكون أيضاً مركزاً رئيسياً في قطاعات مثل الزراعة والصناعة والتجارة، وستزدهر تجارة طريق الحرير بين الشرق والغرب مرة أخرى، ويجب على الغرب إعادة النظر في وجهة نظره تجاه سوريا.

ولفت الرئيس الشرع إلى أن المملكة العربية السعودية بلد مؤثر، وأنه أراد أن تكون زيارته الأولى إلى بلد عربي رئيسي، وعندما تلقى دعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عزم على الذهاب فوراً نظرا للمكانة الخاصة التي تتمتع بها المملكة وتأثيرها الكبير في منطقتنا.

واعتبر الرئيس الشرع أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مهتم خلال ولايته الحالية ببناء السلام في الشرق الأوسط، بما أن دولته تسببت بقدر كبير من عدم الاستقرار على مدى العقدين الماضيين، وهذا بمثابة أمل واعد، معرباً عن تفاؤله بأنه إذا طبق ترامب الأفكار التي طرحها خلال حملته الانتخابية، فإنه سيلعب دوراً كبيراً في تحقيق السلام العالمي، وخاصة وقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وبشأن تصريحات ترامب حول الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، أكد الرئيس الشرع أنه لا قوة قادرة على دفع الناس إلى ترك أراضيهم، إذ حاولت العديد من البلدان فعل ذلك وفشلت جميعها، وخاصة خلال الحرب الأخيرة في غزة، فعلى مدى العام ونصف العام الماضية، عانى الناس الألم والتدمير، ومع ذلك رفضوا مغادرة أرضهم، وعلى مدى أكثر من 80 عاماً فشلت جميع المحاولات لتهجيرهم.

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: سوريا تعلن تشكيل اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني اليوم
  • مخطوفان لبنانيان لدى هيئة تحرير الشام.. وحالة احدهما حرجة
  • الرئيس الشرع: سوريا الجديدة ستلعب دوراً رئيسياً في استقرار المنطقة
  • العراق يفاوض سوريا الجديدة بشأن الحصص المائية لنهر الفرات
  • الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية: خلال شهرين من تحرير سوريا من النظام البائد استقبلت المنافذ الحدودية مع تركيا 100,905 مواطنين سوريين عائدين
  • إسرائيل هيوم: يجب استمرار الحرب بغزة ولكن في الوقت المناسب
  • هدوء حذر على الحدود اللبنانية السورية بعد اعتداءات لـ |هيئة تحرير الشام”
  • لبنان: قذائف مصدرها “هيئة تحرير الشام” تسقط في جرود الهرمل الحدودية مع سوريا
  • على الغرب أن يرفع عقوبات سوريا الآن
  • بعد الإدارة الجديدة.. هل هناك تواجد لحماس في سوريا؟