بوصلة «سوريا الجديدة».. فى أى اتجاه؟!!
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
من الصعب فى الوقت الحالى أن يتوقع أى شىء فى سوريا، لأنها فى المرحلة البدائية الانتقالية، ومن المتوقع أن تأتى مفاجآت مع مرور الوقت، ونأمل أن تكون جيدة لشعب سوريا الشقيق.
ولكن بداية لا يوجد فى سوريا حتى الآن حكومة شرعية، وأن محمد الجولانى أو أحمد الشرع ومعه مجموعة جبهة تحرير الشام لبس لهم أى موقع رسمى، ويأتى ذلك مع إعلان الائتلاف الرسمى للتخطيط لوجود حكومة انتقالية، ولكنها لم تشكل حتى الآن، وحسب ما يبدو أن سوريا ستتحول خلال سنوات وسيكون هناك حكومات مختلفة.
ومن جهة أخرى لم يعرف بعد موقف المعارضة الأخرى، وهل ستكون مشاركة فى الحكومة الجديدة.. أم لا؟، ولكننا لم نعرف بعد كيف ستكون الأحداث؟، وكيف ستسير الأوضاع فى سوريا بعد نصف عام أو عام مثلاً؟ فمن الصعوبة معرفة كيف ستكون تطورات الأوضاع فى سوريا مستقبلا؟.
وفى نفس الوقت لا بد من معرفة أن جبهة تحرير الشام والجيش السورى الحر أو ما يسمى بالجيش الوطنى لديهم سلطة حقيقية الآن ولديهم مجموعات مسلحة تسيطر على مناطق مهمة فى سوريا، وهم فى السابق كانوا يحاربون الجيش السورى الرسمى، والآن هم من يحددون مستقبل سوريا.
ومن الممكن أن تشكل حكومة بها ممثلون عن حركات أو قوى ليبرالية تكون معتدلة، ولكن الهيمنة ستكون لهذه المعارضة المسلحة التى تمكنت من تغيير نظام الحكم فى سوريا بأسلحتها من خلال مساعدة بعض الدول التى لها مصالح فى المنطقة بالتأكيد، وهى يمكنها استخدام السياسة لتحقيق رغباتها الداخلية والخارجية فى سوريا الآن.
وتتضح الصورة الآن للمستقبل من خلال القمع لكل من كان يدعم بشار الأسد، فالأغلبية كانت تدعمه، ولكن مع بداية القمع والقتل لهم ستؤدى إلى صدامات ليست إلا ردة فعل لما ستقوم به المعارضة المسلحة الموجودة الآن، والتى ستعمل على المواجهة، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه المعارضة المسلحة ليست متجانسة أو تتفق مع بعضها البعض ولديها مواقف مختلفة وأفكار أيديولوجية مختلفة وهذه المجموعات بمواقفهم المختلفة يوحدهم الكفاح ضد النظام، وعندما يتسلمون السلطة ويجرى تقسيم السلطات يبدأ حينها التصادم والمواجهات، وهذا الأمر ممكن.
وبالفعل هناك تيار إسلامى متشدد جدا وله حضور بارز على الساحة السياسية فى سوريا، ومنها حضور إرهابي أممي وأمريكي، فجبهة تحرير الشام حتى الآن يتم تصنيفها على أنها كيان إرهابي، ولكن أبو محمد الجولانى أو أحمد الشرع قال إن جبهة تحرير الشام سيأتى يوماً ليتم حلها، مع العلم انها هى نفسها مجموعة جبهة النصرة والتى كانت فى البداية فرعاً لتنظيم القاعدة، ووهى مصنفة كإرهابية وتحمل أيديولوجية سلفية، ولكن بعد الانهيار فى 2015 تجمعت فى أدلب بسوريا تحت سيطرة تركيا.
وعند مراقبة محمد الجولانى الذى تكيف سريعاً مع الوضع الجديد فى سوريا وتمكن من التحول واستخلاص الدروس، فتحول إلى الإخوان المسلمين، وفى 2018 غيرت جبهة النصرة اسمها وأعلنت أنها لا تتبع القاعدة وأصبحت حركة عسكرية مسلحة سورية، وأن الجزء الكبير من هؤلاء المسلحين يمكن أن يندرجوا تحت مسمى الإخوان المسلمين.
واذا تم حل جبهة تحرير الشام مستقبلاً، فما هو مصير المرتزقة الجهاديين من بعض الدول الموجودين بها؟، هل سيكون لهم تواجد فى سوريا؟، ويمكن لجبهة تحرير الشام أن تحل رسميا ويدخل هؤلاء الأشخاص منظمات جديدة والتى ستحمل صفات سياسية شرعية؟، وهذا يعنى أن تفكيرهم ونفوذهم سوف يبقى، أما بالنسبة الجهاديين من آسيا الوسطى فهى مسألة معقدة مع دعوة البعض إعطائهم الجنسية السورية تعويضا على ما قاموا به من المكافحة ضد النظام السورى السابق.
الوضع الحالى فى سوريا يوضح أنها ليست فى حالة تكامل وأن السلطة أو القوى التى ستصل إلى الحكم ستسعى إلى جمع الشمل، ولكنه سيكون صعباً وسيكون هناك عوامل طائفية وعرقية ستؤثر على الموقف.
أما موقف الكيان الصهيونى من الوضع الحالى فى سوريا، فهو استغل الموقف بالكامل لصالحه عن طريق احتلال الجولان وضرب واستهداف الجيش السورى الرسمى على الأرض، وتدمير معظم القدرات العسكرية البحرية والدفاعية والجوية، مما يعنى أنه يريد لسوريا أن تكون بلا قوى عسكرية ولا جيش ولا مصالح، وبالتالى بلا سياسة دفاعية، مع الحديثمن أن سوريا من الممكن أن تكون تهديدا للكيان الصهيونى فى الوقت الحالى، والوضع يتغير بمحاولة أن يكون للكيان نفوذا أكثر مما هو موجود الآن فى المنطقة، ولكن مع إدانة الأمم المتحدة وبعض الدول لما يفعله الكيان، ولكن القوى الموجودة فى سوريا لم تعلق بأى كلمة أو توضح موقفها ممما يفعله الكيان الصهيونى فى سوريا.
أما الكيان الصهيونى نفسه يريد أن تتفتت سوريا بشكل كامل لما يسمى بخلق الفوضى، ولن يتوقف عن العمل والسعى لهذا الهدف والذى يعتبر خرقاً للقانون الدولى.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة تصحيح مسار محمد على محمد الأوضاع في سوريا الجيش الوطني جبهة تحریر الشام فى سوریا
إقرأ أيضاً:
أمريكا تحذر الإدارة الجديدة في سوريا
سرايا - حذرت الولايات المتحدة الأمريكية نقلاً مصدرين مطلعين بأن "مبعوثين أميركيين وفرنسيين وألمان حذروا الإدارة الجديدة في سوريا من أن تعيينهم لمقاتلين أجانب في مناصب عسكرية عليا يمثل مصدر قلق أمني، ويسيء لصورتهم في محاولتهم إقامة علاقات مع دول أجنبية".. وفق صحيفة رويترز.
وفي هذا السياق، قال مسؤول أميركي إن "التحذير الذي أصدرته الولايات المتحدة، والذي يأتي في إطار الجهود الغربية لدفع قادة سوريا الجدد لإعادة النظر في هذه الخطوة، جاء في اجتماع بين المبعوث الأميركي دانييل روبنشتاين ورئيس الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع يوم الأربعاء بالقصر الرئاسي في دمشق".
ونقلت رويترز عن المسؤول: "هذه التعيينات لن تساعدهم في الحفاظ على سمعتهم في الولايات المتحدة".
وأوضح مسؤول مطلع على المحادثات أن "وزيري خارجية فرنسا وألمانيا جان نويل بارو و أنالينا بيربوك طرحا أيضا قضية المقاتلين الأجانب الذين تم تجنيدهم في الجيش السوري خلال اجتماعهما مع الشرع في الثالث من كانون الثاني".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 1476
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 10-01-2025 09:43 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...