«كل إناء بما فيه ينضح» مثل عربى قديم معبر عن حقيقة ما يدور داخل كل شخص وسبب ما يصدر من تصرفات. فالإنسان منذ الأزل ينظر إلى ما فى يد الآخرين ويحكم على تصرفاتهم طبقاً لثقافته وما لديه من خبرات فى تلك الأمور والمواقف والحالات التى يكون عليها الآخر دون أى مبرر للآخرين.
فإذا كان فى داخله خير دائماً يحكم على الآخرين بالخير، وإذا كان لديه شر يشك فى كل ما يصدر من الآخرين من تصرفات تجاهه أو تجاه الناس.
تخيل أنه تم دعوتك وكل الزملاء لك فى العمل إلى مأدبة عشاء لدى رئيسك فى العمل ماعدا زميلاً لم يُدع إلى الحفل، ماذا يكون شعور هذا الزميل الذى لم يتم دعوته؟! بالتأكيد سوف تحكم على هذا الموقف من خلال وضع نفسك مكان هذا الشخص.
وتتخيل شعوره من خلال شعورك أنت وتقول له إذا كنت من الطيبين ربما نسى صاحب الحفل دعوته ليس أكثر أو لعله إهمال من موزع الدعوة، ولكن إذا كنت شريرًا بالتأكيد سوف تشعل النار بين زميلك الذى لم يُدع للحفل وصاحب الحفل.
وتقول له بالتأكيد هو يقصد ذلك لأنه يغار منك ولا يحبك وأنك غير مرغوب فيك فى العمل فقدم استقالتك حتى ترد كرامتك! كل هذه الإجابات وغيرها نابعة من داخل الشخص الذى يحكم على الموقف، ليست هى حقيقة ما يشعر به هذا الشخص الذى لم يتم دعوته... وإذا سألت صاحب الدعوة ربما يكون هذا الشخص غاليًا لديه ولم يكن يقصد ذلك.
لم نقصد أحدًا!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصرفات
إقرأ أيضاً:
عامان من الفوضى
عصب الشارع - صفاء الفحل
إنقضي عام والبلاد تعيش بلا (امين عام لديوان الضرائب) بمعني أن عام كامل وأموال الضرائب المفروضة على المواطن (الغلبان) بلا حسيب أو رقيب وكل ذلك لأن الفكي جبريل غاضب من إزاحة زوج شقيقته الأمين العام السابق حتي ولو ثبتت عليه تهمة الاختلاس وإستلام (رشاوي) من بعض كبار التجار لتخفيف الضريبة عليهم ويرفض عملية ( إقالته ) المعلقة حتي الآن .
عام والمجموعات التي تسيطر على قيادة البلاد من المليشيات الدارفورية وبقايا الفلول ولجنة البرهان الأمنية تتنازع على منصب أكبر موارد الجباية بالبلاد ليس من أجل إصلاح حالة الفساد التي تضرب كافة المرافق أو من أجل إعادة ترميم البني التحتية أو دعم المشردين بسبب حربهم العبثية بل من أجل السيطرة (المادية) علي مقدرات البلاد والكسب الشخصي الرخيص ليفضل الجميع بأن يبقى الوضع على ما هو عليه بعد أن زرعت كل مجموعة اذرعها بالديوان (الفوضوي) واخذت تستقطع حصتها من خلف الكواليس ..
وكفي الله (اللصوص) شر القتال .
وحالة ديوان الضرائب هي نموذج (واحد) لحالة فوضى الجباية التي تعيشها كافة مرافق حكومة بورتكوز الإنقلابية حيث إستشرى الفساد بصورة غير مسبوقة بينما لا أحد يستطيع محاسبة أحد على إعتبار أننا (كلنا لصوص ياصديقي) وإن كان رب البيت للدف ضارب فشيمة أهل البيت الرقص والطرب وهذا ما هدد به وزير الشئون الدينية والأوقاف بعد أن فاحت رائحة فساده فصمت الجميع مع تعطيل عمل المراجع العام من أجل تسهيل عمليات الفساد .
والتخدير الذي تمارسه الحكومة الإنقلابية باعلان نيتها تكوين (حكومة كفاءات) لفترة انتقالية (كذبة) لكسب الوقت فقط فهي لا يمكنها فعل ذلك مع تمسك كل مجموعة من تلك المجموعات بموقعها من (الكيكة) الحالية وعدم التفريط في موردها المالي وسط هذه الفوضى فلا أحد منهم يريد لهذه الحرب أن تتوقف التي (تلهي) البسطاء عن التفكير في ذلك الفساد الذي صار يزكم الانوف .
وستظل الثورة مستمرة حتي نهاية هذا العبث ..
ويظل القصاص في إنتظار الفاسدين ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة