بوابة الوفد:
2025-02-21@22:55:17 GMT

قضايا المواريث والعدالة الناجزة

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

تعد مشكلة المواريث من أخطر القضايا على أمن وسلامة المجتمع، وتتسبب فى التفكك الأسرى بسبب الطمع والجهل ومنع الميراث عن مستحقيه مخالفة للشرع والقانون؛ فكم بسببه أرحام قطعت، وصلات مُزقت، وجرائم ارتكبت بين أشقاء حملهم رحم واحد! إنه الميراث.. ما بين أب يميز بعض أبنائه، وآخر يحرم أحدهم، وثالث يمنع الإناث من الميراث، أو أخ ساقه الطمع وحب الذات للاستحواذ على حق أخواته، أو بنات أخيه المتوفى، أو يطمع فى ورث الأيتام.

. ظاهرة بغيضة منتشرة فى مجتمعنا وكانت موجودة على مر العصور.

آلاف القضايا تكتظ بها ساحات المحاكم للنظر فى مواريث مغتصبة وتقسيم تركة مضى على وفاة صاحبها سنوات وسنوات، وعوامل عدة وراء ما يحدث من ظلم بالمواريث على رأسها: الجهل والطمع والحياء، جهل بفقه المواريث ومقصدها التشريعى، وطمع بعض الورثة فى أنصبة غيرهم، وحياء أصحاب الحقوق ـ لاسيما الإناث ـ من المطالبة بحقوقهم، فتمر سنوات طويلة دون تقسيم للتركة، ولا ينتفع بها إلا من وضع يده عليها، ويبقى الآخرون «ورثة مع إيقاف التنفيذ»!.

ولا مفر من اللجوء للطريق القانونى لجبر هؤلاء المجترئين على أحكام الشرع ونصوص القانون، الظالمين لغيرهم من الأهل، فهناك طريقان: الأول اللجوء للمحكمة المدنية بدعوى تسمى دعوى القسمة، يقوم القاضى بتحديد خبير يقوم بتقسيم التركة ونسبتها إلى الورثة، لكن الورثة لا يملكون على وجه اليقين لطول أمد التقاضى الحصول على حقوقهم، وربما ينتهى الأمر بضياعها، ونظرا لضعف الوازع لدى البعض فى التهديد والوعيد الذى ذكره الله لهم، كان لابد أن يتدخل المشرع الوضعى بعقوبات قانونية؛ لإجبار وعقوبة هذا الآكل لحقوق الغير من الميراث، ففى عام 2018 أقر مجلس النواب تعديلاً على بعض أحكام القانون رقم 77 لسنة 1943 بشأن المواريث، ونص على معاقبة من يمتنع عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعى بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تجاوز مائة ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، والحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تجاوز 50 ألف جنيه لكل من حجب سنداً يؤكد نصيب الوريث أو امتنع عن تسليمه، والعقوبة هنا بمثابة رادع لكل من تسول له نفسه التلاعب بالورثة أو إضاعة حقوقهم، فمنع الميراث عن الوارث جريمة من الجرائم التعزيرية.

  أسباب إطالة أمد قضايا المواريث فى المحاكم بعضها يرجع إلى الورثة أنفسهم، فعلى سبيل المثال هناك بعض الورثة ممن ينكر حق المرأة فى الإرث أو يتشكك لاستغلال نصيبها من التركة، فيسعى إلى المماطلة، والبعض الآخر يكيد لغيره من الورثة من أجل أن يفوّت عليه فرصة الانتفاع بأموال التركة أو قيام أحد الورثة بإخفاء بعض عناصر التركة نكاية فى البعض الآخر، أو وقوع خلاف وشقاق بين الورثة ما يترتب عليه من بقاء دعوى الميراث فى أروقة المحاكم لسنوات عديدة.

وهناك أسباب متعلقة بإجراءات وطبيعة دعاوى التركات تؤدى إلى طول فترة التقاضى خصوصاً إذا كان الميراث متعدد وفيه شيوع ويحتاج إلى حصر مع وجود مستندات قديمة وعدم توفر سجلات حسابية للحركة التجارية خلال تلك الفترة، بجانب استحواذ بعض الورثة على الأموال والوثائق الخاصة بالميراث، والصعوبات التى تواجه مسألة القسمة والفرز.

كل ذلك يستدعى ضرورة التدخل العاجل والحاسم لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق العدالة الناجزة لتسريع إجراءات التقاضى فى قضايا المواريث والتغلب على المعوقات، وتيسير الإجراءات القانونية لإنجازها فى أقصر وقت، وخاصة فيما يتعلق بدعاوى القسمة التى يتم فيها تحديد خبير يقوم بتقسيم التركة ونسبتها إلى الورثة، وهذا النوع من القضايا يستغرق سنوات طويلة ما يتسبب فى ضياع حقوق الورثة، ويجب تغليظ عقوبة حجب وإخفاء مستندات الملكية والحيازة والأوراق الخاصة بالممتلكات.

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عضو مجلس الشيوخ العدالة الناجزة

إقرأ أيضاً:

قضايا مصر والمنطقة في الملتقى الأول للإعلام الداخلي بهيئة الاستعلامات

نظمت الهيئة العامة للاستعلامات برئاسة الكاتب الصحفي ضياء رشوان، على مدى ثلاثة أيام الملتقى الأول للإعلام الداخلي بالهيئة الذي تنتشر مراكزه في جميع محافظات الجمهورية 96 مركزًا إعلاميًا وتضم الكوادر المتخصصة في مجال الإعلام والاتصال المباشر.

وصرح الدكتور أحمد يحيى مجلي، رئيس قطاع الإعلام الداخلي بأن الملتقى الأول الذي بدأ يوم الأحد 16 فبراير الجاري حضره 80 من قيادات وكوادر الإعلام الداخلي في القاهرة والمحافظات، مشيرًا إلى أن الهدف من الملتقى هو إحاطة هذه القيادات على نحو مكثف بكافة التطورات في المنطقة وتأثيرها على مصر وكذلك اطلاعهم على مسيرة التنمية الشاملة التي تتواصل في أنحاء البلاد، وذلك في إطار صقل مهارتهم ومعارفهم للقيام بدورهم في نقل هذه المتابعة إلى كل فئات الشعب من خلال دورهم في مجال الإعلام الداخلي والتوعية المجتمعية.

وأضاف رئيس قطاع الإعلام الداخلي بهيئة الاستعلامات أن أنشطة هذا الملتقى شملت العديد من ورش العمل والمحاضرات التي ألقاها العديد من أبرز الرموز الوطنية والأكاديمية، حيث تنوعت محاضرات هؤلاء الخبراء في عدد من المجالات الاستراتيجية والمجتمعية والإعلامية والسياسة الدولية والإقليمية فضلا عن مجالات الثقافة العامة.

وأضاف أحمد يحيي أن أنشطة الملتقي تضمنت أيضا تنظيم زيارات ميدانية للعاصمة الإدارية الجديدة بالتنسيق مع شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية وزيارة مركز المعلومات ودعم إتخاذ القرار بمجلس الوزراء حيث أطلعوا على نشاط المركز واستمعوا إلى شرح موسع عن الدراسات والتقارير التي يديرها المركز ودوره في مواجهة الشائعات بأساليب علمية فعالة الأمر الذي سوف يسهم في أدائهم لمهامهم في مجال الإعلام التنموي والتوعية المجتمعية.

اقرأ أيضاًكاتب صحفي: مصر حريصة على تعزيز الشراكة الاقتصادية والتنسيق في القضايا الإقليمية

في حوار مع راديو وتلفزيون صربيا.. عبد العاطي يستعرض موقف مصر إزاء القضايا الإقليمية والدولية

نحو تحقيق العدالة.. مؤسسة «قضايا المرأة المصرية» تتبنى مشروع قانون للأحوال الشخصية

مقالات مشابهة

  • ضبط قضايا اتجار غير مشروع في النقد الأجنبي بقيمة 13 مليون جنيه خلال 24 ساعة
  • ضبط قضايا اتجار فى عملة بقيمة 13 مليون جنيه
  • تزايد الإعدامات في السعودية.. هل تستخدم قضايا المخدرات ذريعة للتصفية السياسية؟
  • كاتب: قمة الرياض تعزز التنسيق العربي المشترك حول قضايا الشرق الأوسط
  • ضبط قضايا اتجار في النقد الأجنبي بـ10 ملايين جنيه
  • قضايا مصر والمنطقة في الملتقى الأول للإعلام الداخلي بهيئة الاستعلامات
  • بورسلي: حوكمة القضاء.. حفاظاً على العدالة الناجزة
  • ضربة لتجار العملة.. ضبط قضايا اتجار غير المشروع في النقد الأجنبي بـ 6 ملايين جنيه
  • نهاية أزمة إعلان منى زكي ودينا الشربيني ونيللي كريم
  • ضبط قضايا اتجار غير المشروع في النقد الأجنبي بقيمة 6 ملايين جنيه