إذا كان الأشخاص قد رحلوا بأجسادهم إلا أن مبادئهم وثوابتهم وأفكارهم كنوز لقيم راسخة فى قلوب وضمير الأمه، ليبقى شعار الوفد الحق فوق القوة وأى قوة.. والأمة فوق الحكومة مهما كانت تلك الحكومة، ومهما كانت العواصف العاتية سيظل الوفد منبع الحياة السياسية الصحية... رحم الله زعماء الوفد وصناع التاريخ «سعد والنحاس وسراج الدين» نماذج مشرقة لنخبة سياسية من الصعب تكرارها.
فى ذكرى عطرة لرحيل عظماء الأمة «سعد والنحاس وسراج الدين» سيظل الوفد التاريخ الذى لا يتكرر بحياتنا مرتين... ورائحة عطرة لعظماء علموا الأمة نبل وأخلاق الساسة، ونقاء السياسة وانحيازها الأول والأخير لهموم البسطاء.. والترفع عن الذات والمصالح الشخصية، النواة الحقيقية لأصول العلوم السياسية. وموروث من القيم والمبادئ والكرامة الإنسانية، عظماء الوفد الأنقياء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل كرامة الوطن والمواطن، تمتعوا بالجرأة والشجاعة، وضعوا اللبنة الأولى لأعرق حزب فى تاريخ مصر الحديث من أجل تأسيس حياة سياسية ديمقراطية سليمة فى مصر.
هذا وتحل الذكرى الثالثة والعشرون لوفاة آخر باشوات مصر الزعيم فؤاد باشا سراج الدين، الذى وافته المنية ٩ أغسطس عام 2000.. و«الباشا» ثالث زعيم ورئيس لـ«الوفد».. لم يكن مجرد رئيس عادى للحزب فقط، بل كان له الفضل فى إعادة الحزب لمجرى الحياة السياسية بعد فترة تجمدت فيها الحياة الحزبية فى مصر منذ عام ١٩٥٤ حتى أعاد تأسيس حزب الوفد عام ١٩٨٤. مشوار ملىء بالزخم السياسى لحياة مناضل الأمة الثورى لوجه مصر المضىء. الذى تم اعتقاله أكثر من مرة.. لمسيرة عطرة مليئة بالتضحيات والعطاء وإنكار الذات.
و«سراج الدين» أحد أضلاع مثلث حراس الوطنية المصرية: سعد والنحاس وسراج الدين «علامات تاريخية مضيئة لأجيال قادمة»، الذين تأتى ذكراهم جميعا فى شهر أغسطس معا 23 أغسطس ذكرى رحيل سعد زغلول عام 1927.. ومصطفى النحاس.. ثوار أشعلوا فتيل ثورة 1919 أعظم ثورة فى العالم التى حررت العقول وزرعت الجرأة فى وجه الطغيان والاستبداد حفاظا على تراب مصر من عدوان الاحتلال الإنجليزى من أجل الاستقلال التام. حتى أشعلت ضمير وقلب كافة طوائف الشعب المصرى.. الذين وضعوا اللبنة الأولى لأعرق حزب فى تاريخ مصر الحديث.. كان له دوره فى المساهمة فى إقامة حياة سياسية ديمقراطية سليمة فى مصر.
إن زعماء الوفد تركوا لنا إرثًا ثقيلًا من القيم والمبادئ، وكانوا سببًا فى إحداث ثورة تمرد على الجهل وترسانة من التقاليد الظالمة المستبدة، خاصة فى حياة المرأة المصرية والمجتمع بأكمله. شاركت النساء بقوة حتى أشعلن حماس كافة طوائف الشعب بكل شجاعة وجرأة.. ولم يثرن فقط ضد طغيان الاحتلال الإنجليزى، بل ثرن ضد الجهل والتقاليد المجتمعية البالية التى حرمتهن من التعليم والعمل والفكر والجمود ..حملن شعلة النضال الوطنى فى وجه رصاص الإنجليز، فكانت ثورة التغيير وشعلة الحرية بقيادة أم المصريين صفية زغلول وهدى شعراوى، وغيرهما من الفدائيات؛ لمؤازرة زعماء الوفد حينذاك؛ ليصبحن فيما بعد رمزا لنجاح المرأة بصورة عصرية جعلت منهن قدوة لغيرهن حتى الآن، فكانت ثورة 1919 بمثابة نقطة تحول كبيرة فى تاريخ المرأة المصرية.
والاحتفاء بذكراهم هو أقل ما يمكن تقديمه تقديرا لهم، رحم الله أصحاب المبادئ الذين ناضلوا من أجل أن يسود الحق فى زمن الضلال.
إنما الحياة أمل وتفاؤل بالمخلصين الأوفياء لأنفسهم أولا ثم للوفد ليظل بيت الوطنية المصرية، وسيظل الأوفياء داعمين للوفد أولا ورئيسه ثانيا، ليشارك بقوة فى قلب المعترك السياسى للاستحقاق الانتخابى الأخطر فى تاريخ مصر، ليخوض بشرف وعزة وثقة بتاريخ الوفد العظيم أصل كل المعارك السياسية، لتعود الأنشودة من روائع سيد درويش: «قوم يا مصرى.. مصر دايما بتناديك» أملاً فى بداية جديدة لبيت الأمة.
رئيس لجنة المرأة بالقليوبية وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
«جهاز دعم الاستقرار» يُساهم في فعالية تأمين احتفالات «ثورة 17 فبراير»
في خطوةٍ تعكس التزامه الراسخ بأمن الوطن والمواطنين، اضطلع جهاز دعم الاستقرار بدور محوري في تأمين الاحتفال بذكرى ثورة 17 فبراير، الذي شهد حضورًا جماهيريًا غفيرًا في ميدان الشهداء، وأسهمت الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها الجهاز، بما في ذلك تعزيز التواجد الأمني في مختلف مناطق العاصمة طرابلس، في ضمان سلامة المشاركين وإنجاح الاحتفال.
ولم يقتصر دور جهاز دعم الاستقرار على الجانب الأمني، بل امتد ليشمل المشاركة الفعالة في فعاليات الاحتفال، حيث قدم منتسبو الجهاز عروضًا عسكرية استعراضية أبرزت مستوى التدريب الرفيع والانضباط العالي الذي يتمتعون به، وقد لاقت هذه العروض استحسان الجماهير، الذين أشادوا بالجهود المبذولة من قبل الجهاز في سبيل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.
ويُعد هذا الإنجاز “بمثابة شهادةٍ على كفاءة جهاز دعم الاستقرار وجاهزيته للتعامل مع مختلف التحديات الأمنية، كما يُؤكد حرص الجهاز على المشاركة الفعالة في المناسبات الوطنية، وتعزيز الشعور بالفخر والانتماء لدى المواطنين”.
في إطار مشاركته الفاعلة في تأمين الفعاليات العامة، قام #جهاز_دعم_الاستقرار بدور فعال في تأمين احتفالية ذكرى ثورة 17…
تم النشر بواسطة جهاز دعم الاستقرار في الاثنين، ١٧ فبراير ٢٠٢٥