بوابة الوفد:
2024-10-05@14:44:14 GMT

مهازل سرادقات العزاء

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

كلما ذهبت لواجب عزاء أخرج منه منزعجًا ومندهشًا وغاضبًا ومهزومًا نفسيًا! رغم أنه يجب أن يكون شعورى هو العكس تماما. يحدث لى ذلك بسبب السرادق الفخيم والذى تكلف آلاف الجنيهات يعج بالفوضى من أنصار الشيخ المقرئ والذين يحيطون به من الجانبين والأمام، أنصاره الذى جاء بهم بالكاميرات الثابتة والمتحركة.

ومن انشغال معظم المعزين بالأحاديث الجانبية والتصوير - السلفى- فلا القارئ للقرآن الكريم يحترم ما يتلوه وكل تركيزه على -الصييتة- والذين يتابعونه عن كثب ويراقبون مخارج ألفاظه بنفسه الطويل بكل إعجاب، والفيديو الذى يسجله ليضيفه فى سجل قراءاته للتسويق لنفسه.

وأما آخر المدهشات والجديد فى عالم شيوخ السرادقات هى -حبل الفلوس- الذى يقوم أحد المتابعين أو قل المعجبين بإعداده مسبقا ليطوق به رقبة القارئ الفظيع على سبيل النقطة، مصحوبا بضجيج المدح والثناء على نفسه الطويل وصوته الجميل، أما أغلب الحاضرين فكل منهم فى واديه الخاص الذى يشغله ويسيطر على مشاعره المتضاربة! ويضيع ذكر الآيات بلا أثر ولا تأثير فى القلوب، أما الفيديوهات واللقطات التى تتسلط على الجميع فهى -الفيروس- الذى يجعل الشخص المتفاجئ بما يحدث حوله يتأثر ويأسف بحرقة على سرادقات كان لها هيبة ووقار وتأثير مريح للنفس، ناهيك عن توزيع المشروبات والمثلجات الخ 

وندخل على -شاويش- السرادق أو المذيع الداخلى أو مذيع الربط! نعم فنحن فى الحقيقة نجلس فى استديو أو نتابع مسرحية هزلية على شرف المرحوم الذى مات وارتاح من كل هذه المهرجانات الفارغة، فتجد هذا - الشاويش- يحيى صاحب الفراشة بشخصه وعنوانه وتليفونه، والشيخ القارئ بالإذاعة والتلفزيون والكهرباء الحديثة! ولا يبقى إلا أن يشكر موظفى الكهرباء والمحليات ومدير أمن الاستاد! 

والثقيلة على نفس كل المعزين عندما يحيى أحدهم بالاسم باعتباره من أصحاب القامات الرفيعة فى المجتمع وصاحب فضل على الجميع بالسرادق! وينسى أن جميع المعزين جاءوا لواجب عزاء وليس للتسجيل فى لوحة الشرف! ولا أنسى عزاءً آخر، قام أحد أصحابه بدور -الشاويش- وأثنى وأشاد بحضور فلان بك الضابط! وسيادة النائب فلان الفلانى! 

هذه كلها مسرحيات هزلية لا دخل لأهل الميت بها، اللهم إلا أنهم يدفعون مصاريفها ولا يدرون بكل ما يحدث فى سوق العزاء الداخلى! وكل همهم هو الدعاء لفقيدهم العزيز والله أعلم بحالهم! 

يا سادة هذه تصرفات لا تليق بنا كشعب يدعى التدين واحترام القرآن الكريم، ويحسن الاستماع والإنصات له! ويتصور أنه يفهم فى الشرع، وهذه السرادقات لا علاقة لها بالشرع والدين، ولكنها بدعة تطورت لما وصلنا إليه بكل أسف!

ولا أجد فى هذا المقام إلا الدعاء بأن يراجع مجتمعنا هذه البدع ويرجع عن الإسراف فيها وألا يجعل الموت حدثا لإقامة مهرجان سخيف ومؤسف وخارج عن القيم التى تعلمناها عن العظة من الموت والرهبة فى مقام ذكر آيات الله وحسن الاستماع للقرآن الكريم. 

ولا أنسى وصيتى، فيا بنى عندما أشيع لمثواى الأخير لا تنصب هذا السيرك، واكتف بالعزاء على رأس القبر، ولا تجعلنى سببا لإقامة مسرحية باسمى وأنا طوال حياتى لا أجيد الطبل ولا أحب الهزل فى غير موضعه.

ويا مسهل.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

عصابة فوق القانون!

جاء اليوم الذى نرى فيه عصابة إجرامية تتحدى العالم، وتتحكم فى مصائر شعوب وبلاد فى شرق الكرة الأرضية وغربها، عصابة لا تتعامل إلا بلغة واحدة هى القتل وسفك الدماء، لا تميز بين النساء والأطفال والعجائز، ولا تعرف منذ تأسيسها سوى المؤامرات والدسائس والكذب، حتى تنال ما تريد.

إن العصابة الحاكمة فى الكيان الإسرائيلى الشيطانى، الذى عاش وتوسع على حساب الأرض العربية، قتلت خلال عام واحد ما يقرب من ٤١ ألف طفل وسيدة ورجل فى غزة فقط، خلاف مئات الآلاف من المصابين، ثم اتجهت إلى جنوب لبنان حيث قتلت المئات وأصابت الآلاف، وفى نفس الوقت قامت بعمليات اغتيال واسعة كان من أبرز ضحاياها اسماعيل هنية زعيم حركة حماس الذى استشهد فى إيران منذ عدة أشهر، ثم قتلت منذ أيام قليلة أمين عام حزب الله حسن نصرالله وعدة أسماء بارزة أخرى من قادة الحزب.

ورغم ما تقوم به تلك الدولة أو العصابة المارقة من انتهاكات بشعة تضع قادتها على رأس المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، إلا أنها تواصل وقاحتها وإخراج لسانها للعالم، وآخرها ما أعلنه وزير خارجيتها عن منع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من دخول البلاد، وهنا يقصد إسرائيل «فلسطين المحتلة» قائلاً: «لا يستحق أن تطأ قدمه الأراضى الإسرائيلية». أما السبب وراء القرار فهو عدم تنديده «بشكل واضح» بالهجوم الصاروخى الذى شنته إيران على إسرائيل، وهو تصريح يؤكد مدى غطرسة وغرور أفراد عصابة هذا الكيان الذى يتعمد إهانة أعلى رأس للمنظمة الأممية التى تُعتبر أهم سلطة فى العالم.

كان «جوتيريش» قد أصدر بياناً يوم الثلاثاء أشار فيه إلى «أحدث الهجمات فى الشرق الأوسط» كما ندد بالصراع الذى يشهد تصعيداً تلو الآخر، وهو الأمر الذى لا يروق للدولة المحتلة المختلة التى تعودت على دعم الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، بل والتنديد بما يحدث لها والدفاع عنها ومدها بالسلاح، لقتل العزل من السلاح.

ومن المؤسف أن تلك الدول دائما ما تصف أى اعتداء من إسرائيل على دول الجوار بأنه دفاع عن النفس، وعندما تتخذ الدول نفس الأسلوب يصبح اعتداء على المدنيين الإسرائيليين، مما يمثل انحيازا سافرا لجرائم عصابة الكيان، ويكشف عن الوجه الاستعمارى القديم للغرب وأمريكا، الذى كنا نظن أنه ذهب إلى غير رجعة.

إن ما أعلنه وزير الخارجية الإسرائيلى هو عدوان جديد على أكبر وأقدم مؤسسة عالمية فى صورة منع أمينها العام من دخول إسرائيل، مع أن الرجل ينحاز بحكم موقعه للعدالة والحقيقة، حيث ذهب من قبل إلى معبر رفح المصرى ليشرف بنفسه على دخول المساعدات إلى قطاع غزة منذ عدة أشهر.

توصيف هذا القرار الإسرائيلى هو أن تلك العصابة أصبحت فوق الجميع، لا تبالى بأحد، وتفعل ما تريده دون رادع. وما يحدث الآن من تصاعد خطير للجرائم، يؤكد أن هذه العصابة سوف تذوق من نفس كأس المرار الذى شربت منه الشعوب التى انكوت بنارها، لأن المقاومة حتما ستزيد يوما بعد يوم، ويكفى أن مائتى صاروخ إيرانى دفعت كل مستوطنى الكيان الصهيونى للفرار نحو الملاجئ وفى مقدمتهم وزراء حكومة الكيان التى تعقد كل اجتماعاتها حاليا تحت الأرض وداخل كهوف مضادة للصواريخ والقنابل، وهو ما يؤكد حالة الرعب التى وصلوا إليها، رغم أنهم يعون جيدا أن حماس وحزب الله وحتى إيران لا يملكون نفس الأسلحة الفتاكة التى يستخدمونها هم ضد الأبرياء العزل.

إن حالة الرعب التى تشعر بها عصابة الكيان تؤكد أن ساعتهم قد اقتربت، لأن الشعور بالنشوة والعنجهية والغرور لابد أن يكون له ثمن، مهما مرت السنوات ومهما زادت حصيلة الشهداء. إن أبرز دروس التاريخ هى زوال الاحتلال مهما بلغت قوته ومهما تمادى فى جبروته ومهما طال الزمن، ويبدو أن الموعد قد اقترب.

 

مقالات مشابهة

  • هل يحدث صدام قريب بين محمد رمضان وكولر؟
  • عصابة فوق القانون!
  • المرءُ مع مَنْ أحَبَّ
  • من‭ ‬يمتلك‭ ‬القصيدة‭: ‬الشاعر‭ ‬أم‭ ‬القارئ؟
  • خطوة جديدة من الدولي المصري أحمد فتوح.. هل تنتهي مشكلته القضائية؟
  • مفاجأة مدوية في قضية أحمد فتوح.. العفو عنه مجاناً
  • نائب أمير المدينة يقدم واجب العزاء لأسرة شهيد الواجب الجندي أول الجهني
  • نائب أمير المدينة المنورة يقدم واجب العزاء لأسرة شهيد الواجب الجندي أول أكرم الجهني
  • أول زيارة لـ أحمد فتوح لأسرة ضحية حادث الـقـتـل الخطأ
  • بعد تقديم واجب العزاء.. محامي أسرة ضحية الدهس من اللاعب أحمد فتوح يكشف تفاصيل جديدة