بوابة الوفد:
2025-02-01@22:47:23 GMT

ترميم الأكاذيب

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

الانتقادات الخزعبلية المتزامنة لكل افتتاح رئاسى فقدت زخمها، فتأثيرها معتاد بلا جدوى؛ لأن معظمها تلفيق رخيص من قبل هواة متكلفين يعلمون أن المتلقى لن يبحث أو يدقق فى صحة ما يقولون؛ لذلك فهم يستمرئون الكذب، فقصصهم المفبركة غبية وسخيفة مليئة بتوابل هندية حارة، لكنها سامة تفتقد أبجديات الأمانة العلمية والمصداقية المهنية، تعزف على وتر ضغط المشاكل اليومية نتيجة للأزمة الاقتصادية الخانقة والتى تلقى بظلالها على الحالة المزاجية العكرة لمعظم المصريين، فهم للأسف فريسة سهلة تسقط مترنحة فى حبائل البهتان والتشكيك الممنهج، لاسيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التى يسعون لإفشالها بكل السبل مهما كلفهم الأمر؛ لأنها طوق النجاة الأخير فى «انتظار جودو».

كانت هيئة الإذاعة البريطانية مثالًا يحتذى به فى فن الصحافة المرئية والمسموعة، ولكن يبدو أنهم يعانون الآن من فقر الكفاءات المهنية لأن تغطيتهم عن تطوير مسجد السيدة نفيسة تندرج تحت البروباجاندا الفجة بغية توصيل رسالة خبيثة ومحبطة مفادها أن كل شيء ينجز فى هذا البلد سييء وفاشل؛ لذلك تعمدوا تضليلنا بخلطهم المتعمد بين مفهوم التطوير والترميم وهم يدركون البون الشاسع! وأن الهوية المصرية طمست بفعل فاعل …الخ؛ لذلك ذهبت لتقصى الأمر فوجدت ارتياحًا واسعًا للاهتمام والعناية اللائقة للمشهد النفيسى والتى طال انتظارها اكثر من قرن منذ عهد الخديو عباس حلمى.

لا شك أن الترميم عملية فنية دقيقة لا تعنى التجديد أو التجميل، ولكن تهدف إلى إعادة الأثر إلى حالته الأصلية مثلما رممت الدولة مساجد أثرية مثل الظاهر بيبرس، البهلوان، أم الغلام، والجوكندار؛ حيث تجرى لها فى الوقت الحالى عمليات صيانة شاملة، إذن هى أزمة مفتعلة ومسيسة توارى حقيقة أن المسجد والضريح الشريف ليسا أثرًا مسجلًا على قائمة التراث العالمى للـ «يونسكو» ، فهذه الأعتاب الطاهرة كما يطلق عليها فى الثقافة الشعبية هى درة التاج التى تمثل زيارتها وسيلة للمدد والصفاء النفسي؛ لذلك يتودد ويتقرب الولاة والحكام بتطويرها دومًا من أجل النفحة الروحانية وإرضاء الرعية، وهو ما يفقدها عبر العصور القيمة الأثرية والتاريخية العظيمة. 

أضحى بعض النخبة يبتذل مصطلح الهوية المصرية بجعلها دون أن يدرى مرادفًا للقبح والعشوائية، وبالطبع أسطوانة الحوار المجتمعى ومشاركة المجتمع المدنى فى التطوير، وهو ما يحدث فعلًا عبر «مؤسسة مساجد»، والتى لديها مجلس أمناء يضم كوكبة من قادة المجتمع والأكاديميين المرموقين برئاسة نيازى سلام وهى الدينامو لمشروع القاهرة التاريخية، وقد حولت شارع الأشراف إلى جنة «البقيع المصري»، تحت إشراف المعمارية النابهة جاكلين سمير، وهو ما وضع المشروع فى مرمى نيران الطائفية المقيتة، فهل من ردة فعل أو حتى نظرة من المتشدقين بدولة المواطنة والتسامح والمساواة، أم هى مسألة «كيد نسا سياسي» تعانى المعارضة الراديكالية من طفولة متأخرة بسبب المزايدات الجوفاء. 

يلخص كل ذلك الارتباك الفليسوف الإيطالى امبرتو إيكو  «أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن كانوا يتكلمون فى الحانات فقط، دون أن يتسببوا بأى ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً. أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل من يحمل جائزة نوبل. إنه غزو البلهاء».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: افتتاح رخيص الانتخابات الرئاسية

إقرأ أيضاً:

بتعاون كوري| بدء مشروع ترميم معبد الرامسيوم بالأقصر.. صور

بدأ المجلس الأعلى للآثار في أعمال مشروع ترميم وإعادة تأهيل معبد الرامسيوم بمدينة الأقصر،  بالتعاون مع جامعة كوريا الوطنية للتراث الثقافي.

وثمن شريف فتحي وزير السياحة والآثار، هذا المشروع الذي سيعمل على إحياء والحفاظ على أحد أهم المعابد المصرية، وفتح أماكن جذب سياحي جديدة في محافظة الأقصر مما يعمل على إثراء التجربة السياحية للزائرين من المصريين والأجانب لاسيما محبي منتج السياحة الثقافية.

وأوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، خلال الجولة التفقدية التي قام بها للوقوف على أعمال البدء بالمشروع، أن المشروع يهدف إلى فك وترميم وإعادة تركيب أحجار الصرح الأول بمعبد الرامسيوم من خلال التوثيق العلمي لمنطقة الصرح عن طريق المسح والرفع المعماري والتصوير الفوتوغرافي، وأعمال الحفائر حول الصرح في محاولة للكشف على الكتل الحجرية التي كانت جزءاً من الصرح، فضلا عن التوثيق والتسجيل العلمي للكتل الحجرية  مع عمل قاعدة بيانات للمشروع.

وأضاف أن المشروع يهدف كذلك إلى التوصل إلى الآليات التي اتبعها المصري القديم في بناء هذا الصرح، وتحليل نقوشه مع ما يماثلها في المعابد الأخري، بالإضافة إلى تثبيت الكتل وترميمها، وإعادتها إلى مكانها الأصلي لاعادة بناء الصرح بعد الانتهاء من أعمال التوثيق.

ومن جانبه قال الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام آثار الأقصر، إن البعثة بدأت في أعمال الحفائر العلمية حيث تم اختيار بعض الجسات الأثرية حول الصرح الأول، والتي تم الكشف بها عن أساسات الصرح الأول وأساسات حجرية للسور الخارجي للفناء الأول للصرح الأول، بالإضافة إلى الكشف عن بعض الكتل الحجرية المنقوشة والتي تمثل واجهة الصرح الأول وتوثيقها وتسجيلها.


كما تم البدء في الدراسة المعمارية للصرح الأول، وكيفية فك وتركيب ونقل الكتل الحجرية.

جدير بالذكر، أن معبد الرامسيوم، أمر بتشييده الملك رمسيس الثاني لعبادة الإله آمون رع، وأطلق عليه المصريون القدماء اسم المتحد مع واست بمعني المتحد مع طيبة، ولكن أطلق عليه شامبوليون اسمه الحالي الرامسيوم.

والمعبد مهدم الآن إلى حد كبير نتيجة للزلزال الذي ضرب مصر في العام 27 قبل الميلاد، إلا أن أطلاله تدل على أنه كان معبدًا عظيمًا يظهر عظمة ومكانة رمسيس الثاني بين الملوك.


يحيط بالمعبد، سور ضخم من الطوب اللبن وطول المعبد يصل إلى 180 مترًا وعرضه 66 مترًا، ويضم المعبد تصوير لأحد أهم المعارك التي قادها الملك رمسيس الثاني وهي معركة قادش.

مقالات مشابهة

  • أمريكا ترسل ٢٤ ألف بندقية لإسرائيل
  • تولسي غابارد: الغزو الأمريكي للعراق استند إلى الأكاذيب (فيديو)
  • مليارات خدها وخلع..مستريح سيارات صيني مطلوب من 80 ضحية
  • تولسي غابارد: الغزو الأمريكي للعراق استند إلى الأكاذيب
  • «السياحة» تتابع أعمال ترميم دير الأنبا بولا بالبحر الأحمر
  • ترميم 657 منزلًا للأسر المحتاجة بمنطقة مكة المكرمة
  • صور.. الأعلى للآثار يبدأ مشروع ترميم معبد الرامسيوم بالأقصر
  • بتعاون كوري| بدء مشروع ترميم معبد الرامسيوم بالأقصر.. صور
  • بدء مشروع ترميم معبد الرامسيوم بالأقصر
  • الدار البيضاء: انطلاق أشغال ترميم نفق الحاج عمر الريفي