قوائم أممية سرية لآلاف من مجرمي حقبة الأسد
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية تضم 4 آلاف من مرتكبي الجرائم الخطيرة في سوريا، آملين في ضمان المحاسبة على أعلى المستويات في هذا البلد مع سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقالت لينيا أرفيدسون التي تنسق أعمال لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، لوكالة الصحافة الفرنسية إنه "من المهم جدا إحالة مرتكبي الجرائم على أعلى المستويات إلى القضاء".
وشددت -خلال مقابلة أجرتها معها الوكالة في جنيف- على أنه "يجب التركيز على الذين يتحملون المسؤولية الرئيسية عن الانتهاكات التي ارتكبت على مدى سنوات مديدة، بدل التركيز على مرتكبي (الجرائم) الأدنى مستوى".
وأدى قمع النظام للاحتجاجات السلمية في سوريا منذ انطلاقها عام 2011 إلى سقوط نصف مليون قتيل، في حين فقد عشرات الآلاف أو اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب. وتعهدت إدارة سوريا الجديدة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم ومعاقبة الضالعين في التعذيب.
11 ألف شهادةوتجمع لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا أدلة على الجرائم المرتكبة في هذا البلد، ووضعت قوائم بأشخاص يشتبه بارتكابهم هذه الجرائم. وقالت أرفيدسون: "لدينا حتى الآن حوالي 4 آلاف اسم على هذه القوائم".
ولم يكشف حتى الآن عن الأسماء المدرجة على القوائم، لكن المحققين تقاسموا تفاصيل مع المدعين العامين في المحاكم التي حققت وباشرت ملاحقات بحق سوريين يشتبه بارتكابهم جرائم حرب.
إعلانوأوضحت المنسقة أن الفريق تعاون حتى الآن "في 170 تحقيقا جنائيا من هذا النوع"، مما قاد إلى 50 إدانة بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا، لكنها أشارت إلى أنه لم يتم حتى الآن الوصول إلى كبار المسؤولين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الضباط المتورطون في التعذيب.. الجولاني يهدد بملاحقة مجرمي الحرب في سوريا
في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة من التحولات السياسية والميدانية بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يواصل قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بلقب "أبو محمد الجولاني"، التأكيد على عزمه الكامل في محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب السوري.
ومع استمرار العمليات العسكرية التي تقودها الفصائل المسلحة في مختلف المناطق السورية، أعلن الجولاني عن خطط صارمة لملاحقة ضباط الجيش السوري وأفراد الأجهزة الأمنية المتورطين في التعذيب والانتهاكات بحق المعتقلين، وتأتي تصريحات الجولاني في وقت حساس، حيث تزايدت الاكتشافات المروعة التي تكشف عن حجم المعاناة التي تعرض لها السوريون طوال سنوات من القمع والانتهاكات في ظل النظام السوري.
تفاصيل البيان
في بيان رسمي نشره، أكد الجولاني أن "العمليات العسكرية" لن تتوقف حتى يتم ملاحقة "مجرمي الحرب" الذين ارتكبوا جرائم ضد الشعب السوري، وأشار إلى أن الفصائل المسلحة ستستمر في متابعة هؤلاء المجرمين حتى بعد هروبهم إلى دول أخرى.
وأضاف الجولاني، في تصريحاته التي أدلى بها، أن الفصائل ستتعاون مع الدول التي فر إليها هؤلاء المجرمون لتسليمهم ومحاكمتهم، مشددًا على أن "العدالة لن تتأخر".
كما أكد الجولاني أنه سيتم نشر قائمة بأسماء كبار الضباط المتورطين في جرائم التعذيب والقتل، مع وعد بتقديم مكافآت لمن يقدّم معلومات تساعد في الوصول إليهم.
وأضاف أن "المجتمع الدولي سيكون شريكًا في محاسبة هؤلاء المجرمين، ونحن عازمون على كشف كل الحقائق المتعلقة بهذه الجرائم، مهما كان الثمن".
وفيما يخص الجنود والمجندين الذين لم يتورطوا في الانتهاكات، أكد الجولاني أن القيادة العسكرية ملتزمة بالتسامح مع أولئك الذين لم يتلطخوا بدماء الشعب السوري، ومنحهم العفو، خاصة أولئك الذين كانوا في الخدمة الإلزامية.
اكتشافات جديدة
وتأتي تصريحات الجولاني في وقت حساس بعد اكتشاف فصائل مسلحة عشرات الجثث في غرفة تبريد بمستشفى حرستا، شمال شرقي دمشق.
فالجثث التي كانت موضوعة في أكياس بيضاء، كانت تحمل آثار تعذيب شديدة، مما أثار صدمة بين عناصر الفصائل والمجتمع الدولي.
وأحد مقاتلي "غرفة عمليات الجنوب"، أكد أنه شهد بنفسه مشهدًا مروعًا عند فتحه باب غرفة التبريد، حيث عثر على نحو 40 جثة متراكمة داخلها، وعليها علامات تعذيب لا يمكن تصورها، مثل اقتلاع الأعين والأسنان، والكدمات الظاهرة على أجساد البعض.
ومشاهد الفيديو والصور التي انتشرت من المستشفى أظهرت بوضوح تعذيب المعتقلين بطرق وحشية، ما يزيد من عمق الفجوة بين النظام السوري والمجتمع الدولي، الذي بدأ يطالب بتحقيقات دولية مستقلة.
سجون سوريا
في الوقت الذي يواصل فيه الجولاني التهديد بملاحقة المجرمين، تتركز الأنظار على سجون ومراكز الاعتقال في سوريا، التي كانت مسرحًا لأسوأ أنواع التعذيب.
فسجن صيدنايا في ريف دمشق، الذي يُعد من أكثر السجون شهرة في هذا السياق، يشهد منذ سنوات العديد من عمليات البحث من قبل الأهالي الذين يطالبون بمعرفة مصير أقاربهم المعتقلين.
ومع سقوط الأسد ونظامه، تزايدت المطالبات بالكشف مصير هؤلاء المعتقلين، حيث يُعتقد أن العديد منهم قد لقوا حتفهم تحت التعذيب في ظل ظروف قاسية لا تطاق.
ومع إعلان الفصائل المسلحة عن انهيار النظام السوري، بدأ العديد من السوريين بالتوجه إلى سجون ومراكز الاعتقال بحثًا عن إجابات، في وقتٍ تُثار فيه تساؤلات كثيرة حول حجم الانتهاكات التي تعرض لها المعتقلون.
كما أن المنظمات الحقوقية أصدرت تقارير تشير إلى أن مئات الآلاف من السوريين قد تم اعتقالهم وتعذيبهم في السجون والمراكز الأمنية، وهو ما يعزز من أهمية المحاسبة على هذه الجرائم.