معهد عسكري إسرائيلي: الأسلحة الكيميائية بسوريا تؤرق إسرائيل
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قال معهد "ألما" العسكري الإسرائيلي في تقرير مفصل إن الأسلحة الكيميائية المتبقية من عهد الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بعد انهيار نظامه وتفكك جيشه تؤرق إسرائيل التي تخشى وقوع تلك الأسلحة في أيدي جماعات مسلحة، وبالتالي إمكانية استخدامها ضد إسرائيل.
ونشرت الصحفية الإسرائيلية شاكيد سادة ملخصا في صحيفة معاريف عن التقرير الذي أعده الباحثان العسكريان الإسرائيليان في المعهد: المقدم احتياط ساريت زهافي (الرئيسة التنفيذية ومؤسسة مركز ألما) والرائد احتياط طال بيري (يشغل منصب رئيس قسم الأبحاث في مركز ألما بعدما عمل لمدة 20 سنة في شعبة استخبارات جيش الاحتلال).
وأشار التقرير إلى سقوط معظم المدن الرئيسية في البلاد بأيدي الثوار، منها محافظتا درعا والقنيطرة، اللتان تقعان على الحدود مع إسرائيل، واستيلاء القوات الكردية على مناطق إضافية في شرق البلاد، خاصة على طول نهر الفرات بالقرب من الحدود مع العراق.
وفي سياق هذا التحول السريع، يقول الباحثان في تقريرهما إن "الجيش السوري الكبير الذي كان منتشرا في جميع أنحاء البلاد بمئات الآلاف من جنوده وضباطه بالكاد قاوم أو قاتل، وانسحبت قواته مع تقدم المتمردين، وجردتهم من زيهم العسكري".
إعلانوقالا إن "هذا الانهيار المفاجئ للنظام السوري في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2024، يُعدّ بمثابة كابوس كان الإسرائيليون يخشون وقوعه لسنوات طويلة"، مشيرين إلى أن ما سموها بالفوضى "خلقت بيئة مثالية لانتقال الأسلحة إلى أطراف غير موثوقة" حسب زعمهما.
ويعتبر التقرير أن الأسلحة الكيميائية السورية، التي كانت تحت رقابة مشددة طوال السنوات الماضية، أصبحت اليوم مهددة بالانتقال إلى أيدي الثوار، ويقول "منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول، أصبح من الممكن لأي شخص أن يأخذ إلى وطنه من المعدات العسكرية الأساسية إلى الأسلحة التقليدية المتقدمة، والقدرات الإستراتيجية، وحتى الأسلحة الكيميائية".
ويضيف الباحثان "هذا هو السيناريو الذي كانت تخشاه إسرائيل، والذي أصبح في الواقع خطرا واضحا وفوريا".
ويبرز الباحثان التخوفات الإسرائيلية من أن كثيرا من الأسلحة الروسية والإيرانية، مثل السفن والدبابات والطائرات وناقلات الجنود المدرعة وأنظمة الدفاع الجوي، والأسلحة الكيميائية قد تقع في أيدي جماعات، بما في ذلك "هيئة تحرير الشام" المصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة.
ويشيران في هذا السياق إلى أن إسرائيل عملت على الحيلولة دون ذلك بتنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية، حيث نفذ سلاح الجو الإسرائيلي أكثر من 300 غارة جوية في جميع أنحاء سوريا، دمرت العديد من القواعد العسكرية السورية التي تحتوي على أسلحة إستراتيجية، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية، بالإضافة إلى دبابات وصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي.
وحسب التقرير، فإن "هذه عملية غير مسبوقة في نطاقها، تهدف إلى منع وضع تقع فيه الأسلحة القوية في الأيدي الخاطئة".
تخوفات من إيران والثواركما تستمر إسرائيل في توسيع نطاق عملياتها العسكرية داخل سوريا، خاصة في المناطق القريبة من الحدود مع إسرائيل. ويشرح الباحثان: "في الشرق الأوسط، لا يمكن استبعاد أي احتمال، والمصالح المباشرة تسود على كل شيء. كما أنه لم يكن من الممكن استبعاد احتمال أن يحتفظ حزب الله، بدعم إيراني، بعلاقات معينة مع مختلف الجماعات المتمردة من أجل نقل بعض الأسلحة المتبقية إليه مقابل مبلغ كبير من المال"، حسب زعمهما.
إعلانويعتقد معهد الأبحاث في التقرير أن "الإيرانيين وحزب الله سيبذلان كل ما في وسعهما لإيجاد بدائل والتكيف مع الواقع الجديد، وأن ذلك مصدر قلق كبير لمؤسسة الدفاع الإسرائيلية في المستقبل".
ثم يسلط التقرير الضوء على التخوفات الإسرائيلية من انتقال الأسلحة الكيميائية إلى الثوار، ويقول "يعلمنا التاريخ أن هناك إمكانية لتوجيه هذه الأسلحة ضد إسرائيل أيضا. حتى الآن، الوضع في سوريا غير مستقر، على أقل تقدير، ومن الصعب معرفة كيف ستتطور الأمور. ولهذا السبب، هناك حاجة ماسة لإحباط مثل هذه الإمكانات مسبقا التي يمكن أن تتطور على الفور وتتحول إلى هجوم مفاجئ ضد إسرائيل من قبل جماعات المتمردين، التي يحمل بعضها أيديولوجية إسلامية متطرفة".
ويزعم التقرير أنه من خلال هذا الوضع المتقلب، فإن مفاهيم الردع التقليدي قد لا تكون فعالة ضد الجماعات الجهادية، كما يصفها. ويوضح الباحثان أنه "نظرا لتحديات الاستخبارات وصعوبة التنبؤ بنوايا الأعداء، فإن إسرائيل لا يمكنها السماح بوجود مجال للخطأ. إذا تم ارتكاب خطأ في تقييم النوايا، فسوف يكلف ذلك أرواح العديد من الإسرائيليين".
ووفقا للتقرير، فإن "إسرائيل تدرك أن قدرتها على التنبؤ بنوايا عدو إسلامي متطرف محدودة جدا إلى حد المستحيلة، لأنها ترى أن مفهوم الردع غير موجود في قاموس الأيديولوجية المتطرفة، فضلا عن أن التحذير الاستخباراتي غير موجود دائما. وفي ضوء ذلك، فلا يوجد مجال لخطأ في التقدير يعيد تجربة هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول من غزة"
ويخلص التقرير إلى أن الوضع الأمني على الحدود بين إسرائيل وسوريا قد تغير بشكل جذري بعد انهيار الجيش السوري، حيث تفككت فعليا اتفاقية فصل القوات التي تم توقيعها عام 1974، والتي كانت تهدف إلى ضمان الأمن على طول الحدود بين البلدين. الأمر الذي دعا الجيش الإسرائيلي لاعتبار المنطقة العازلة بين البلدين غير قائمة عمليا.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الأسلحة الکیمیائیة
إقرأ أيضاً:
تقرير إسرائيلي: إطلاق حماس الصواريخ على إسرائيل مؤشر على استعادة قوتها العسكرية
ذكر تقرير نشرته مجلة "إيبوك" الإسرائيلية عن مصادر أمنية، أن حركة حماس استأنفت في الأسابيع الأخيرة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة نحو إسرائيل، رغم استمرار الاشتباكات مع قوات الجيش الإسرائيلي في القطاع.
اعلانوأوضحت المصادر، أن الحركة الإسلامية نجحت في استعادة جزء من قدراتها العسكرية، بما في ذلك القدرة على إنتاج الصواريخ، وتسعى من خلال هذه الهجمات إلى إرسال رسائل سياسية وعسكرية إلى إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن حماس أطلقت صواريخ من عدة مناطق في قطاع غزة، مستهدفةً مناطق مختلفة من بينها مستوطنات غلاف غزة والقدس، وذلك بعد فترة توقف استمرت عدة أشهر شهدت خلالها المنطقة هجمات مكثفة من الجيش الإسرائيلي ضد القطاع.
إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة غزة، وسط قطاع غزة، الخميس، 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023Mohammed Dahman/APRelatedنتنياهو: سنعود للحرب على غزة لنقضي على حماس حتى لو اتفقنا على صفقة تبادل جزئية عشرات القتلى في غزة وجهود لسد ثغرات اتفاق وقف إطلاق النار وحماس تطالب العالم بإرسال مستشفيات ميدانيةحماس تعلن القضاء على 5 جنود إسرائيليين من مسافة صفر وإسرائيل تعترف بمقتل جندي واحد وإصابة آخرينهآرتس: حماس تستعيد قوتها بسرعة وعمليات الجيش الإسرائيلي في غزة تتعثّرعلاوة على ذلك، تمكنت حماس من استبدال المخزون الذي فقدته من الصواريخ خلال المواجهات السابقة، حيث باتت الحركة تملك الآن مئات الصواريخ تم تصنيعها باستخدام ماكينات دخلت عبر الأنفاق التي لا تزال تعمل في القطاع.
فيما تركز حماس على المناطق الشمالية للقطاع في محاولتها إرسال رسالة إلى إسرائيل مفادها أن الجيش الإسرائيلي لن يتمكن من السيطرة على هذه المناطق التي تُعد من أولويات الجيش الإسرائيلي العسكرية.
وفي حال تمكن الجيش من السيطرة الكاملة على شمال القطاع، فإن حماس تعتبر أن ذلك لن يعني نهاية القتال.
إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من قطاع غزة يوم الأحد 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 Mohammed Dahman/APومن الجدير بالذكر، أن محللين سياسيين ذكروا أن حماس تسعى من خلال استئناف إطلاق الصواريخ إلى الضغط على إسرائيل لتحقيق مزيد من التنازلات في المفاوضات المتعلقة بصفقة الرهائن ووقف إطلاق النار. كما أكدوا أن هذه الخطوات تهدف إلى التأثير على المعنويات في إسرائيل وتعزيز الروح المعنوية لدى الفلسطينيين.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مقتل العشرات بينهم أطفال بقصف على قطاع غزة.. وبعد إسرائيل السلطة الفلسطينية توقف عمل قناة الجزيرة إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه القدس وجنوب إسرائيل.. والصحة العالمية: مستشفى كمال عدوان بات خالياً جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين من قناة القدس في النصيرات بقطاع غزة أنظمة الدفاع الجويقطاع غزةحركة حماسصاروخإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف إسرائيلي أمريكي بريطاني مشترك في اليمن والحوثيون يستهدفون حاملة طائرات وأهدافا في تل أبيب يعرض الآن Next تاجاني في دمشق لتعزيز دور إيطاليا كوسيط بين سوريا والاتحاد الأوروبي يعرض الآن Next بعد هجوم الحوثيين.. إنقاذ ناقلة النفط "سونيون" وتفادي كارثة بيئية في البحر الأحمر يعرض الآن Next دراسة تكشف النظام الغذائي لرجل الكهف البدائي.. أكل الكربوهيدرات والأطعمة المصنعة منذ 780 ألف عام يعرض الآن Next عائلة سورية لم شملها تحكي قصص سجون الأسد.. أب يقول عاملونا كالحيوانات وأم لم تصدق أن ابنها عاد إليها اعلانالاكثر قراءة كاليفورنيا تشتعل: حرائق مدينة بوربانك تلتهم المنازل وتجبر السكان على الفرار لبنان يطوي صفحة الفراغ.. انتخاب جوزيف عون رئيسًا للجمهورية زلزال بقوة 6.11 درجة يضرب السلفادور في أمريكا الوسطى جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية بـ99 صوتاً.. فماذا نعرف عنه؟ حرائق لوس أنجلوس تدمّر منازل مشاهير هوليوود وتؤثر على موسم الجوائز اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلقطاع غزةسورياضحايابشار الأسدألمانياروسياالاتحاد الأوروبيأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أزمة إنسانيةقصفالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025