في ساحة تتسم بالشد والجذب بين القيم التقليدية والحاجة إلى التغيير، تقف القسيسة جنيفر ليث كرمز للنضال من أجل قبول التنوع داخل الكنيسة الأسقفية الميثودية الأفريقية، أكبر طائفة بروتستانتية سوداء مستقلة في العالم، والتي يعود تأسيسها إلى القرن الثامن عشر.

اعلان

برز هذا الصراع إلى الواجهة خلال المؤتمر العام للطائفة، المنعقد في أوهايو في أغسطس/آب الماضي، حيث طُرح مشروع قرار لمناقشة موقف الكنيسة من زواج المثليين.

قوبل القرار بالرفض، ما أثار استياء القسيسة ليث، التي قضت أكثر من عقدين وهي تعمل من أجل تحقيق هذا التغيير.

ليث، البالغة من العمر 43 عامًا، تعرّف نفسها بـ"كوير". ومنذ العام 2004، الذي أقرت فيه الكنيسة قانونًا يعاقب رجال الدين المشاركين في زيجات مثلية، وهذه القضية هي شغلها الشاغل ومحور نضالها. ورغم تطورات مثل تقنين زواج المثليين في الولايات المتحدة عام 2015، فلا تزال الكنيسة تصر على موقفها التقليدي.

جينيفر ليث داعية للتغيير في الكنيسةDax Melmer/AP

والقرارات الأخيرة للمؤتمر العام لم توقف ليث عن النضال. فبصفتها أكاديمية تخرجت من جامعات مرموقة مثل هارفارد وييل، وابنة أحد أساقفة الكنيسة البارزين، تمتلك ليث كاريزما وتأثيرًا كبيرًا بين الشباب وأفراد مجتمع الميم. وترى ليث أن القوانين الحالية تُشعر العديد من أعضاء مجتمع الميم بالعزلة داخل الكنيسة، بينما يضطر آخرون إلى البحث عن مجتمعات دينية جديدة خارجها.

وتعتقد ليث أن مهمتها لا تقتصر على التغيير داخل كنيستها الحالية في أونتاريو فقط، بل تمتد إلى التعليم والتوعية، ولذلك فإنها تقدم دورات بعنوان "تديين الكوير" في جامعة كوينز، حيث تشارك طلابها تجربتها الشخصية والروحية. وبالنسبة لها، فإن الكنيسة ليست فقط مكانًا للعبادة، بل منصة لتحقيق العدالة الاجتماعية والروحية.

أكثر من مليون مسيحي انفصلوا عن الكنيسة الميثودية المتحدة بعد أن قامت بتغيير قواعدها للسماح بتعيين قساوسة مثليين وإقرار "زواج" المثليين.

طريق هذه القسيسة السمراء المناضلة ليس مفروشا بالورود، بل لا يخلو من التحديات. فقد تسبب الكشف عن هويتها الجنسية في مغادرة بعض أعضاء كنيستها الحالية وكتابة شكاوى رسمية ضدها. لكن ليث ترفض الاستسلام، معتبرة أن نضالها جزء لا يتجزأ من رسالتها الدينية، وتقول: "رسالتي هي حب غير مشروط لله والكنيسة وكل الخلق، بما في ذلك نفسي".

تشير ليث إلى أن المستقبل يحمل وعودًا بالتحول. كما تؤمن أن الجيل الجديد داخل الكنيسة، الذي يحتضن التنوع الجنسي والجندري، سيكون القوة الدافعة نحو قبول أوسع. وبينما تستعد الكنيسة الأسقفية الميثودية الأفريقية لعقد مؤتمرها العام المقبل في عام 2028، تأمل ليث في أن تواصل الضغط حتى يتم تعديل القوانين بما يعكس واقع التنوع داخل الطائفة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بسبب إخفائه شعار دعم المثلية.. إيقاف محمد كامارا لاعب موناكو الفرنسي في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فوق مبنى البرلمان الألماني الاتحاد الأوروبي يدين تشريع البرلمان العراقي قانونًا يجرم "المثلية الجنسية" رهاب المثليةحقوقنزاع دينيزواج مثليكنيسةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. الحرب بيومها الـ433: قتلى وجرحى بغزة ونتنياهو لن ينسحب من المنطقة العازلة في الجولان وقصف يطال دمشق يعرض الآن Next أوراق ومهدئات وخريطة للجولان المحتل.. ما الذي تركه الأسد في مكتبه قبل الرحيل؟ يعرض الآن Next تحذير أمريكي: إنفلونزا الطيور قد تؤدي إلى وباء جديد يعرض الآن Next بين شرب القهوة وتدخين السجائر.. جنود الجيش الإسرائيلي يستمتعون بوقتهم في الجولان السوري يعرض الآن Next إيران بعد الأسد؟ هل بدأت أحجار الدومينو بالسقوط؟ اعلانالاكثر قراءة "موسكو أدت قسطها للعلا".. الأسد نُقل بطريقة "آمنة" إلى العاصمة الروسية ومسؤول يؤكد أنها لن تفرط فيه إسرائيل تقصف منازل مأهولة في غزة وتبلغ أمريكا بوجود فرصة للاتفاق مع حماس.. وقتلى بغاراتها على لبنان رئيس الحكومة السورية: وضعنا الحالي صعب بسبب التركة الإدارية الفاسدة التي ورثناها من نظام الأسد التلفزيون السوري تحت سيطرة المعارضة.. نشيد ديني يثير التفاعل من بينها كوكاكولا وبيبسي ومارس.. اتهامات لشركات كبرى بتسويق منتجات "تسبب الإدمان" للأطفال اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلسوريابشار الأسدالصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزةضحاياقصفروسياإطلاق نارهيئة تحرير الشام غزةقتلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل سوريا بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة ضحايا إسرائيل سوريا بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة ضحايا رهاب المثلية حقوق زواج مثلي كنيسة إسرائيل سوريا بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة ضحايا قصف روسيا إطلاق نار هيئة تحرير الشام غزة قتل یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

تدشين أكبر كنيسة بالشرق الأوسط قرب مغطس المسيح بالأردن

عمّان- في حدث تاريخي لافت، شهد موقع "المغطس" في منطقة الأغوار بالأردن تدشين واحدة من أكبر الكنائس في الشرق الأوسط، وأكبر كنيسة في العالم تحمل اسم "كنيسة معمودية السيد المسيح"، إذ يعتبر المغطس أحد أقدس المواقع المسيحية في العالم، حيث يعتقد المسيحيون أن المسيح قد نال المعمودية فيه من نهر الأردن على يد يوحنا المعمدان.

وترأس أمين سر دولة الفاتيكان المبعوث الشخصي للبابا فرانشيسكو، الكاردينال بيترو بارولين، احتفال تدشين وتكريس الكنيسة المعمودية التابعة للبطريركية اللاتينية، الجمعة في موقع المغطس، بحضور عدد كبير من الشخصيات الرسمية والدينية والدولية، كبطريرك القدس الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، إضافة إلى آلاف الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وأضفى هذا الحضور الواسع والرفيع على المناسبة بعدا عالميا، عكس المكانة الكبيرة التي تحتلها هذه الكنيسة في تاريخ الكنيسة المسيحية، وارتباطها الوثيق بالتراث الديني والروحي في المنطقة.

تدشين الكنيسة جاء تحت رعاية أمين سر الفاتيكان وممثل البابا فرانشيسكو (الجزيرة) الأقدس لدى المسيحيين

وبحسب القائمين على الاحتفالية، تعتبر كنيسة معمودية السيد المسيح رمزا للوحدة والسلام والتعايش، ما يجعلها علامة بارزة على المستوى الديني والثقافي على مستوى العالم، كونها الأكثر قداسة لدى المسيحيين لقربها من نهر الأردن، مما يعزز دور الأردن في التسامح الديني والعيش المشترك بين مختلف الأديان والمذاهب.

وأكد على ذلك بطريرك القدس الكاردينال بييرباتستا بيتسابالا في كلمته خلال الاحتفال، بقوله إن "الأردن أرض مقدسة وآمنة"، وأضاف "من أخفض بقعة في الأرض، نرفع صلواتنا إلى أعالي السماء، ليخفف الله عن أهل غزة وفلسطين والسودان وفي كل مكان من هذا العالم، لينعم الجميع بالسلام الدائم".

وتعود قصة بناء الكنيسة إلى عام 2009، حين قرر العين (النائب) نديم المعشر بناء الكنيسة تكريما لذكرى وفاة ابنه في حادث سير وقع قرب المكان، لتتم الاستعانة بمهندسين من فرنسا والأردن، للبدء بوضع حجر الأساس لبناء الكنيسة، لتتظافر بعد ذلك جهود العديد من المتبرعين على المستوى المحلي والدولي لإنجاز هذا المشروع الكبير.

طقوس التعميد بعد تدشين الكنيسة (الجزيرة)

بنيت الكنيسة على مساحة 2200 متر مربع، بما يشمل الطابق السفلي والأرضي والجلاجل، ويتألف موقع الكنيسة من ديرين للرهبان والراهبات، وحدائق عامة، بالإضافة إلى المدخل ومنطقة لوقوف السيارات، وممر للقساوسة والرهبان، وتلة الصليب التي تطل على جبال القدس المحتلة.

إعلان

كما استخدم في بناء الكنيسة التي تتسع في بنائها الحالي إلى ما يزيد على ألفي شخص من المصلين، الحجر "التفوحي" الذي يميل إلى اللون الأصفر، وهو من حجارة مدينة الخليل الفلسطينية، أما النوافذ الملونة فقد صُنعت في لبنان على نمط نوافذ كاتدرائية "نوتردام دي شارتر" في شمال فرنسا، التي تُعتبر واحدة من أروع وأهم معالم العمارة القوطية في العالم.

حدث تاريخي

وحول أهمية بناء كنيسة معمودية السيد المسيح، لفت الأب الدكتور رفعت بدر، وهو مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام والناطق الرسمي لتدشين الكنيسة، إلى أن المسيحيين في الأردن والعالم "أمام حدث تاريخي"، من خلال بناء أكبر كنيسة في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف الأب بدر "نحن أمام واقع جديد، وحدث استثنائي ستكون له انعكاسات إيجابية على السياحة في الأردن، كون المكان الذي بنيت فيه الكنيسة يعتبر الأقدس لجميع الطوائف المسيحية في العالم".

وقال الأب بدر، في حديثه للجزيرة نت، إنه قد أُنفق على بناء الكنيسة 11 مليون دينار أردني (15.5 مليون دولار أميركي)، واستمر العمل على بنائها 15 عاما، وأوضح أن سبب طول فترة بناء الكنيسة يعود للحجارة الدقيقة التي بنيت بها، بالإضافة إلى الزخارف والخطوط والنقاط والأشكال الهندسية الأخاذة، والفسيفساء الجميلة النادرة التي تزينت بها الكنيسة.

موقع المغطس يعتبر أحد أقدس الأماكن للمسيحيين في العالم (الجزيرة)

وبعد تدشينها الرسمي، تنضم الكنيسة المعموديّة إلى كوكبة الكنائس التاريخية والمهمة في بلاد الشام، ككنيسة البشارة في مدينة الناصرة، وكنيسة المهد في بيت لحم، وكنيسة القيامة في مدينة القدس، عدا عن اعتمادها كمزار حجٍ في العام الجاري 2025 الذي تحييه الكنيسة الكاثوليكيّة في العالم أجمع.

وكان مجلس اليونسكو العالمي قد سبق وأن أدرج موقع "المغطس" المجاور لنهر الأردن ضمن قائمة التراث العالمي، بعد استيفائه جميع شروط هذه القائمة الدولية، وهو من أبرز وجهات الحجاج المسيحيين على مستوى العالم، وأحد أقدس المواقع الدينية لجميع الطوائف المسيحية عالميا.

مقالات مشابهة

  • انتشار نوروفيروس في الولايات المتحدة.. ما أبرز المعلومات عنه؟
  • مسلسل تيك توك في الولايات المتحدة: المحكمة العليا تتجه لإبقاء الحظر لأنه "يهدد الأمن القومي لواشنطن"
  • باحث سياسي حول قضية أموال الصمت في أمريكا: "مسرحية قانونية وسياسية"
  • كاتب صحفي: ترامب يتجنب الصدام المباشر مع الدولة العميقة بحذر
  • هل سيصبح بإمكان المثليين أن يصبحوا كهنة؟ الفاتيكان يلمح إلى نهج أقل صرامة بهذا الخصوص
  • باحث سياسي حول قضية أموال الصمت في أمريكا: مسرحية قانونية وسياسية
  • الولايات المتحدة تمنع صفقة تقضي بتجنب إعدام العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر
  • تدشين أكبر كنيسة بالشرق الأوسط قرب مغطس المسيح بالأردن
  • ترامب يمثل افتراضيا خلال النطق بالحكم عليه في قضية شراء الصمت
  • غدا.. محاكمة متهم في قضية «حرق كنيسة كفر حكيم»