شهر رمضان هو ضيف كريم وعزيز على قلب كل مسلم و ينتظره المسلمون بشوق كل عام، فهو فرصة للتغيير والتقرب إلى الله، حيث تتضاعف الحسنات وتُفتح أبواب الجنة. لكن استقبال هذا الشهر العظيم يتطلب استعدادًا خاصًا نفسيًا وعمليًا، ليكون المرء قادرًا على الاستفادة القصوى من نفحاته الروحانية.

الاستعداد النفسي للشهر رمضان 

1.

تجديد النية:
ينبغي للمسلم أن يعقد النية الصادقة للاستفادة من شهر رمضان كفرصة للتوبة والاقتراب من الله. يقول الله تعالى في الحديث القدسي: "إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة".

نية ختم القرآن عدة مرات بتدبر.

نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب.

نية تحسين الأخلاق والمعاملات مع الناس.

نية كسب أكبر قدر من الحسنات واستغلال كل لحظة من الشهر.


2. الدعاء قبل رمضان


من المستحب الإكثار من الدعاء قبل قدوم رمضان، مثل:

"اللهم بلغنا رمضان وبارك لنا في رجب وشعبان".

"اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلًا".

دعاء تيسير الأمور في الصباح ..ردده بعد صلاة الفجر وسترى العجبهل يجوز الإسراع في صلاة الظهر لادراكها قبل العصر.. أمين الفتوى يردالتنكيس في قراءة القرآن بين الجواز والكراهة.. ومتى يُبطل الصلاة؟هل يؤثر النعاس على الوضوء والصلاة؟ دار الإفتاء تجيب


الاستعداد العملي

1. تنظيم الوقت:
رمضان يتطلب إدارة جيدة للوقت، فتنظيم الجدول اليومي يساعد على الموازنة بين العمل، العبادات، والأسرة. يوصى بتخصيص أوقات للصلاة، قراءة القرآن، والقيام، مع الحفاظ على الالتزامات الدنيوية.


2. التهيئة للعبادات

المواظبة على الصلوات في أوقاتها مع أهل البيت.

البدء بزيادة قراءة القرآن وتحضير ورد يومي.

التدرج في الصيام قبل رمضان إن أمكن، لتعويد النفس على الجوع والعطش.


3. إعداد قائمة بالأهداف
وضع خطة واضحة تتضمن العبادات والطاعات المرغوب تحقيقها في رمضان، مثل ختم القرآن، تقديم الصدقات، زيارة الأرحام، ومساعدة المحتاجين.

كيفية استقبال شهر رمضان

1. فتح صفحة جديدة مع الله والنفس:
رمضان فرصة ذهبية للتوبة والرجوع إلى الله. 

يقول العلماء إن هجر الذنوب في رمضان يُشعر المؤمن بحلاوة الإيمان، ويُقربه من خالقه.


2. التقرب بالعبادات:
رمضان هو شهر القرآن، لذا يجب أن يكون القرآن رفيق المسلم يوميًا بقراءة جزء أو أكثر. 

كما يُستحب الإكثار من النوافل، صلاة التراويح، والقيام.


3. الذكر والدعاء:
الإكثار من ذكر الله بالصيغ المختلفة، مثل التسبيح، التحميد، والاستغفار. كما يُستحب الدعاء عند الإفطار، حيث تكون الدعوات مستجابة.


4. الصدقة وجبر الخواطر:
الصدقة في رمضان مضاعفة الأجر، لذا يُفضل الحرص على تقديم المساعدة للمحتاجين وإدخال السرور على قلوبهم.

نصائح عملية

اجعل الدعاء عادة يومية قبل الإفطار، فهو وقت مستجاب.

خصص وقتًا للأسحار للقيام والدعاء، ففي هذا الوقت تُفتح أبواب السماء.

قم بتحضير الأجواء الإيمانية في المنزل من خلال التذكير بأهمية رمضان وتعليم الأطفال معاني الصيام والعبادة.

الاستعداد لشهر رمضان ليس مجرد تجهيز للطعام أو التفرغ من العمل، بل هو تحضير روحي وعقلي لاستقبال موسم من الطاعات والمغفرة.

 من يستعد جيدًا لرمضان يعيش أجواءه الروحانية بكل حب وإخلاص، ليخرج منه وقد تغير للأفضل بإذن الله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ختم القرآن شهر رمضان تجديد النية الاستعداد النفسي المزيد شهر رمضان

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم رسول الله

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، إن مدخل حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم يقود إلى تعظيمه والارتباط به، مشيرًا إلى أن المسلم إذا أحب النبي حقًّا فإنه يعظّمه ويقف عند حدّه ويتصل به اتصالًا روحيًا عميقًا، مؤكدًا أن هناك ثلاث وسائل رئيسية لغرس هذا التعظيم والمحبة في القلوب: قراءة السيرة، والإكثار من الصلاة عليه، وتتبع ما ورد عنه في القرآن الكريم.

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي الديار المصرية الأسبق، خلال بودكاست "مع نور الدين"، اليوم الخميس: "من مدخل الحب، إذا أحب المسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه يعظمه ويقف عند حدوده أمامه، ويكون متصلاً به اتصالاً تامًا. هذا الحب يتولد من أمور عدة، أولها قراءة السيرة النبوية."

وأضاف: لو أن المسلمين قرأوا السيرة النبوية وأكثروا منها، لرأوا حال النبي صلى الله عليه وسلم واشتاقوا إلى أن يفعلوا مثله، ولرأوا ذلك الإنسان الكامل الذي تحول إلى إنسان رباني، ثم بعد رحلة الإسراء والمعراج، تحول إلى نور، كما ورد في القرآن الكريم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وقوله صلى الله عليه وسلم: 'يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ'، وهذا النور هو حضرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم."

وتساءل قائلاً: "كيف تعلقت قلوب الأمم بقراءة السيرة؟ كانت السيرة تُقرأ في الأزهر الشريف يوميًا بعد صلاة الفجر، حيث يكون الذهن متفتحًا والناس في نشاطها، وأول ما يستقبلونه هو السيرة النبوية."

وأشار إلى أن مؤلفات السيرة النبوية المطبوعة بلغت حوالي 450 كتابًا حتى الآن، وقد يكون العدد وصل إلى 500، أما المخطوطات، فهي أكثر من ذلك بكثير، على سبيل المثال، قام المرحوم صلاح المنجد بعمل معجم جامع لكل ما كُتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أحواله ومواقفه وأشيائه وخدامه وأزواجه وأبنائه، وكلما قرأت عنها، زاد حبك له ولم تمل.

وأردف: "هذا هو الطريق الأول لعلاج المسلم المعاصر، حتى إذا ما ذهب في هذا البحر اللجي من الحمق والتحامق والاستهانة بتعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجد قلبه يصده ويطمئن إلى تعظيمه."

وأضاف: "الأمر الثاني الذي أمرنا الله به، وجربه المسلمون، هو الصلاة على سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم. قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)".

وذكر: "المسلمون تفننوا في صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فوجدنا حوالي 43 صيغة واردة في الحديث، على سبيل المثال، الشيخ الجزولي رحمه الله في القرن الثامن الميلادي، ألف مجموعة سماها 'دلائل الخيرات'، ما رأيكم أن عدد مخطوطات 'دلائل الخيرات' فاق عدد المصاحف؟، الأمة لم تجتمع وتقرر أن تعمل نسخًا أكثر، ولكن سبحان الله، أراد الله ذلك، فوجدنا حوالي 20 مليون مخطوطة إسلامية على وجه الأرض، منهم حوالي 2 مليون نسخة فقط لـ'دلائل الخيرات، وهذا غير كتب الصلوات الأخرى، مثل 'كنوز الأسرار' للهروش، و'سعادة الدارين' للنبهان، و'الكنز الثمين'، وغيرها من المجاميع التي جمعت الصلوات وتتبعت فضلها، وعرف المسلمون فضلها كثيرًا، إما بالتجربة أو بالرؤى."

وشدّد قائلاً: "الالتزام بالنصوص عندنا شكله إيه؟ نحن ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم العميق، ملتزمون بالنصوص ولكن بالفهم الذي لا يضرب بعض الشريعة فيه بعض، إنما كله متفق على نمط واحد، فإذا كان الأمر الأول هو السيرة، والأمر الثاني هو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الأمر الثالث هو تتبع ما ورد عن سيدنا في القرآن الكريم."

وتابع: "ربنا في القرآن الكريم أكثر من ذكر النبي عليه الصلاة والسلام، هو لم يُذكر باسمه محمد إلا أربع مرات، وأحمد مرة واحدة، لكن المقصود ليس ذلك، المقصود أنه وصفه وذكر عينه وذكر يده وذكر كل أعضاء جسمه، فقراءة السيرة مع الصلاة على النبي، مع تتبع القرآن، تجعل الإنسان يرسم هذه الصورة لسيدنا".

طباعة شارك حب النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم السيرة النبوية

مقالات مشابهة

  • عشان دعوتك تتقبل.. اعرف ساعة الاستجابة في يوم الجمعة
  • الدعاء في ساعة الاستجابة.. أبواب السماء مفتوحة
  • الدكتور علي جمعة يشرح كيفية الخشوع في الصلاة
  • أمين الفتوى: مصادر التشريع في الإسلام أربعة.. والقرآن والسنة الأصل
  • علي جمعة: قراءة السيرة والصلاة على النبي وتدبر القرآن مفاتيح محبة وتعظيم رسول الله
  • هل يجب على المسلم حفظ القرآن الكريم كاملاً؟.. دار الإفتاء توضح
  • الفضالي يكرم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم بجمعية الشبان العالمية بمطروح
  • الفرق بين الريح والرياح في القرآن.. الشيخ الشعراوي يوضح معلومات لا تعرفها
  • الدكتور ربيع الغفير يحذر من الناقل للكذب: يُسمى في القرآن صاحب الإفك
  • هل ثبت عن النبي الدعاء بعد التشهد الأخير في الصلاة؟.. الإفتاء توضح