قال المهندس فريد زهران، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن الاتحاد يباشر استعدادات المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2025، بصفته ممثلاً لقطاع النشر الخاص فى اللجنة الاستشارية العليا للمعرض، من خلال المشاركة فى الاجتماعات التحضيرية الدورية التى تعقدها الهيئة العامة للكتاب، الجهة المنظمة للحدث الثقافى الأضخم.

وأضاف «زهران» لـ«الوطن» أن اتحاد الناشرين المصريين يضم ما يزيد على 1200 ناشر، يمثلون برئيس الاتحاد فى اللجنة الاستشارية العليا للمعرض، وهو واحد من بين ما يزيد على 15 عضواً فى اللجنة، ودور الاتحاد للأسف فيما يتعلق بتنظيم المعرض ليس دوراً كبيراً من حيث الوزن، فنحن لسنا شركاء فى التنظيم، إلا بقدر ضئيل: «أهم ما أركز عليه فى الاجتماعات التحضيرية لمعرض الكتاب هو ضمان اشتراك أكبر عدد من الناشرين المصريين فى المعرض، دون استثناء أى من الناشرين المستوفين للشروط».

وعن شكل المشاركة، قال: «لنا إسهام معقول إلى حد كبير فى البرنامج المهنى الذى ينظمه الاتحاد وهذا يحسب للجهة المنظمة (هيئة الكتاب)، وهذا العام نحاول أن يكون لنا إسهام أكبر فى البرنامج الثقافى من خلال التعاون مع جهات وهيئات أخرى، ليكون لنا دور فى الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض، وسنحاول تقديم يد العون للجهة المنظمة فى التأكيد على مراعاة الناشرين للقواعد والنظم لكى يخرج المعرض بأفضل صورة ممكنة ولائقة بمكانة مصر ومكانها فى الثقافة وصناعة الكتاب».

وتابع: «معدل القراءة فى تزايد خاصة الشباب، وبالتوازى مع تحضيرات وزارة الثقافة، هناك استعدادات من قبل الناشرين من أجل توفير إصدارات جيدة، فى هذا الحدث الثقافى الأهم الذى يضم تنوعاً فى المشارب والاتجاهات والتخصصات، وهناك من يهتم بكتاب الطفل، ومن يهتم بالكتاب الدينى ومن يهتم بالنشر العام، وبالكتاب الفكرى أو الأكاديمى».

زهران: زيادة مساحة الجناح المجاني المخصص للناشرين الجدد ليستوعب 30 ناشراً

عن الخدمات التى يقدمها الناشرون فى المعرض، أكد حرصهم على تقديم الكتاب بسعر مناسب، وهناك مجموعة داخل اتحاد الناشرين تعمل على تشجيع المواطنين على القراءة من خلال التخفيضات، مشيراً إلى أن الجناح المجانى المخصص للناشرين الجدد فى معرض الكتاب مساحته 90 متراً، بدلاً من 45 متراً، ولذلك سيزيد عدد الناشرين الجدد فى المعرض هذا العام وسيستوعب الجناح 30 ناشراً، ومن المحتمل أن تكون المشاركة بأجر رمزى بعد حصول الاتحاد على 45 متراً مجاناً من وزارة الثقافة للناشرين الجدد و45 متراً بمقابل ليكون شبه مجانى.

وأكد حرص الناشرين على أن تكون مصر فى صدارة المشهد الثقافى فى العالم العربى، خصوصاً ونحن نشهد منافسة كبيرة من قبل عواصم عربية أخرى: «المنافسة من شأنها أن ترتقى بصناعة الكتاب وتفرض مستوى من التحديات أمام الناشر المصرى للارتقاء بالكتاب شكلاً وموضوعاً وبالتالى أتصور أن الكتاب المصرى يتطور شكلاً ومضموناً جنباً إلى جنب مع تطور الكتاب العربى.. نحن لسنا فى قلب هذا السباق فقط ولكن على رأس هذا السباق، ولدينا خبرات أكبر، لأن مصر عاصمة الثقافة العربية والدليل هو وصول عدد الناشرين المصريين إلى نحو 1200 ناشر، وأكثر الناشرين العرب مصريون، وننتج أكثر من 50% من إصدارات العالم العربى تقريباً».

وعن صناعة النشر، قال «زهران»: «وزن الصناعة فى مصر لا يستهان به، ونشارك فى جميع المعارض العربية وكثير من المعارض الدولية، وصناعة النشر مصدر من مصادر العملة الصعبة، ونحن قطاع يصدر للعالم العربى والإسلامى، لأن الكتاب العربى والإسلامى يقرأ فى كل العالم العربى بحكم وحدة اللغة.. نُصدِر كتب نجيب محفوظ وإبراهيم عبدالمجيد وغيرهما الكثير، والمكون المحلى فى صناعة الكتاب مكون كبير ولدينا الكاتب والمترجم والمطبعة فى مصر، أى أن المكون المحلى فى هذه الصناعة كبير وبالتالى نحن مصدر من مصادر العملة الصعبة، لأننا مصدرون».

وأوضح أن المطابع المصرية تنتج أكثر من طبعة للمصحف وللكتاب الدينى للعالم الإسلامى، تُقرأ فى الهند وباكستان وماليزيا وإندونيسيا ونيجيريا وكينيا، ولدينا عدد من الناشرين فى الكتاب الدينى موجودين فى هذه البلاد ويشاركون فى معارضها ولديهم مكتبات هناك، منوهاً إلى أن البعض يتصور أن للكتاب قيمة أدبية فقط، باعتباره القوة الناعمة، والثقافية، وكل هذا صحيح لكن يضاف إلى ذلك، أننا لسنا قطاعاً خاسراً، مع العلم أن الدعم الوحيد الذى تتلقاه هذه الصناعة هو إقامة معرض القاهرة الدولى للكتاب.

وعن نتائج اللقاء الذى عقده اتحاد الناشرين مع وزير الثقافة، أكد أن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير مثقف وهو قادم من خلفية قوية، والفن التشكيلى ليس بعيداً عن الكتاب، وهو متابع جيد للنشر وللكتب ولديه رغبة وطموح للدفع قدماً بصناعة الكتاب فى مصر من خلال تعظيم مساحة النشر الخاص والمستقل لتكون أكبر من مساحة النشر لدى المؤسسات الرسمية، فأغلب قطاعات وزارة الثقافة مثل هيئة الكتاب وقصور الثقافة والمركز القومى للترجمة وغيرها تعمل جميعها فى صناعة النشر، ويُتخذ قرار النشر الموحد من قبل وزارة الثقافة بحيث تتولى هيئة واحدة النشر الحكومى ولا يمكن للقطاع الخاص أو المستقل المشاركة فيه.

وحال رغبة القطاع الرسمى فى نشر إصدارات معينة من الممكن أن يتعاون القطاع الخاص فى نشر هذه الإصدارات، كنوع من الشراكة والتعاون المفيد للطرفين، لا التنافس، كما أن الوزارة سيكون لها اليد العليا عند تطبيق المشروع، مؤكداً أن هذه الشراكة من شأنها أن تزيد عدد الإصدارات وتعزز حركة النشر فى العموم، وتخفف العبء الإدارى على الوزارة فى الوقت نفسه: «ناقشنا مع وزير الثقافة هذا الطرح وأعتقد من الممكن أن تكون هناك خطوات إيجابية فى هذا الموضوع خلال الفترة المقبلة، كما أن وزير الثقافة يخطط لتكثيف المعارض فى الفترة المقبلة، ونطمح أن تنال صناعة الكتاب فى مصر اهتماماً أكبر ودعماً أكبر من الحالى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اتحاد الناشرين الثقافة الناشرین المصریین اتحاد الناشرین وزارة الثقافة صناعة الکتاب من خلال فى مصر

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب العربي العاشر في صور.. ثقافة تقاوم الدمار الإسرائيلي

لمعرض الكتاب العربي بنسخته العاشرة طعم مختلف هذا العام، إذ أتى بعد حرب إسرائيلية مدمرة على لبنان وغزة، إلا أن المنظمين أصروا على إحيائه هذا العام من مدينة صور جنوبي لبنان، التي لا تزال أنقاض منازلها شاهدة على التدمير الإسرائيلي الممنهج للمدينة ولكل الجنوب اللبناني.

المعرض، الذي افتتحت أبوابه بدعوة من جمعية "هلا صور" الثقافية الاجتماعية، ويستمر لمدة أسبوع في الجامعة الإسلامية في صور، حمل شعارا هذا العام: "من جنوب لبنان تحية إلى غزة.. وحدة الدم والمصير"، تأكيدا على التزام الجنوبيين بالقضية الفلسطينية ونصرتهم لأهالي غزة الجريحة، التي لا تزال تتعرض يوميا لشتى أنواع الاعتداءات الإسرائيلية أمام صمت العالم.

فعاليات لبنانية وفلسطينية وعربية شاركت في معرض الكتاب العربي العاشر في صور (الجزيرة) أصداء إيجابية للمعرض

المعرض، الذي ضم مئات الكتب المتنوعة لكتاب من مختلف دول العالم، خصصت أقسام منه للقضيتين الفلسطينية واللبنانية، حيث أكد رواده أهمية الكتاب في نشر الثقافة بين الأجيال الصاعدة، وفي حفظ تاريخ ونضالات الشعبين اللبناني والفلسطيني، حتى لا يمحوها الزمن ولا تنساها الأجيال.

الناشطة الحقوقية الفلسطينية سوسن كعوش نوهت بالمعرض وما يحمله من رسالة دعم لأهل غزة، وأكدت للجزيرة نت أن المقاومة لا يمكن أن تستمر دون ثقافة، ثقافة تاريخ وجغرافيا الأرض التي ننتمي إليها، وشددت على أهمية إقامة المعارض والندوات التعليمية والثقافية بشكل دائم، لتتثقف الأجيال ويترسخ لديها مفهوم المقاومة، فالثقافة هي أساس النضال في القضايا الإنسانية والحقوقية.

إعلان

وعن مكان إقامة المعرض في مدينة صور، ترى الناشطة الحقوقية الفلسطينية أن صور تعد نقطة تحول في القضية الفلسطينية، وتقول: "دمنا واحد، وحدودنا وهواؤنا أيضا، وكوني فلسطينية، عندما أشم هواء صور، أشعر كأنني أستنشق هواء فلسطين".

جناح يضم عشرات الصور الأرشيفية لفلسطين توثق التراث الفلسطيني وانتهاكات الاحتلال منذ عام 1948 (الجزيرة)

بدورها، شكرت زينب حايك الجهة المنظمة وكل من عمل على إنجاز المعرض، وأكدت للجزيرة نت حاجة المجتمع اللبناني لهذا النوع من المعارض، لأنها تبعث على العزيمة والإصرار على الصمود في وجه الاحتلال، والاستمرار في الحياة. وتقول: "هذا المعرض يعد تحديا كبيرا للعدو، لأن بقاءنا في أرضنا هو في حد ذاته مقاومة، وسنظل هنا مهما بلغت التضحيات".

الرسالة من هذا المعرض هي أن المقاومة ليست بالسلاح فقط، بل بالقلم والكلمة والكتاب، فالغزو الثقافي أخطر من احتلال الأرض، هذا ما تؤكده المديرة التنفيذية للمعرض عائدة خليل في حديثها للجزيرة نت. وتلفت إلى أن هذا المعرض هو نتاج 10 سنوات من العمل، ويضم إصدارات متنوعة من روايات وكتب سياسية ودينية وثقافية وكتب خاصة بالأطفال.

وتقول خليل: "المعرض هذا العام خصص لغزة، وهذا ما يمنحه طابعا خاصا، وهي رسالة تضامن من لبنان إلى شعب غزة الأبي والصامد، وبأننا سنقاوم بالثقافة أيضا، لنواجه جميع أنواع الاضطهاد التي تتعرض لها شعوبنا، سواء من الغرب أو من الاحتلال الإسرائيلي".

حضور حاشد في أول يوم لمعرض الكتاب العربي العاشر في صور (الجزيرة) توقيع لإصدرات ضمن المعرض

كان لافتا حضور الكتاب مع إصداراتهم الجديدة لتوقيعها ضمن فعاليات المعرض، وخاصة الكتاب الشباب. وكانت ريم زيتون إحدى هؤلاء، حيث وقعت روايتها "خواطر ريموندا"، وتتحدث ريم للجزيرة نت عن إعجابها بالإقبال الكبير من الناس، خاصة أن المعرض أتى بعد حرب قاسية على لبنان، وتدعو جيل الشباب إلى الكتابة والقراءة، لأنهما يصقلان الإنسان ويعززان شخصيته.

إعلان

أما ريما عطوي، التي وقعت كتابها بعنوان "صفعة حياة"، الذي يضم دروسا حياتية وتجارب شخصية وتحفيزا نفسيا، فتشير في حديثها للجزيرة نت إلى أن المعرض يعطي دفعة من الأمل، وتقول: "رغم الخسائر والانكسارات، لا نزال قادرين على النجاح، فالثقافة بكل أشكالها ضرورية لأنها تعزز تقاليدنا ومعتقداتنا التي نشأنا وتربينا عليها".

كتب تعنى بالقضية الفلسطينية والمقاومة ضمن معرض الكتاب العربي العاشر (الجزيرة)

تالا حيدر، ابنة مدينة بعلبك شمال شرقي لبنان، حضرت إلى المعرض بروايتيها الصادرتين باللغة الإنجليزية: "أحلام مستغانمي تلتقي باولو كويلو في بيروت" و"إلهام"، لما تحمله مدينة صور في وجدانها. وترى حيدر أن النشر بالإنجليزية مهم جدا من أجل مخاطبة شعوب العالم كافة، ولإيصال قضايانا إلى العالمية، وتقول: "نحن بحاجة للحفاظ على ثقافتنا ونقلها للعالم، ونحن كذلك نمر بأزمة سياسية واقتصادية ونفسية، ولدينا الكثير من الطاقات التي تحتاج إلى من يسلط عليها الضوء".

سارة حدرج، رسامة تشارك في هذا المعرض من خلال لوحتها، حيث تؤكد للجزيرة نت أن الرسم وسيلة مهمة للتعبير عما يجول في وجدان الشخص، ومن خلال الرسم يستطيع الإنسان أن يوصل أفكاره للناس. وتشير إلى أن هذا المعرض فرصة للتعبير ولإيصال الأفكار للجمهور.

صورة أرشيفية توثق معاناة الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي (الجزيرة) جناح لأرشيف فلسطين

ومن ضمن فعاليات المعرض، يوجد جناح يضم عشرات الصور الأرشيفية لفلسطين، التي توثق التراث الفلسطيني وانتهاكات الاحتلال منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا. ويقف رئيس جمعية "هلا صور" الثقافية الاجتماعية، عماد سعيد، أمام هذه اللوحات يتأملها صورة بعد صورة، ويتحدث للجزيرة نت عن المعرض وعن شعاره لهذا العام، حيث يؤكد فيه المصير والدم الواحد بين غزة وجنوب لبنان.

ويقول: "فلسطين هي قضيتنا المركزية، وأؤكد دائما أن الصراع مع الكيان الصهيوني لم يبدأ مع المقاومة، بل بدأ منذ نشأته، إذ تعرض الجنوب اللبناني لـ6 اجتياحات صهيونية. وبالتالي، هذا العدو لا يطمع في فلسطين وحدها، بل يتعداها. ورغم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة، فإننا مستمرون في أنشطتنا".

إعلان

ويضيف سعيد: "إن صراعنا مع الكيان الصهيوني هو صراع وجود لا صراع حدود، وهذا العدو لا يفهم إلا لغة الكفاح المسلح وأشكال النضال كافة. والكتاب والكلمة والمعرض جزء من مقاومة ‘التطبيع الثقافي’، الذي شهدناه في السنوات العشر الأخيرة. فلا تطبيع مع هذا الكيان. وهذا المعرض رسالة للاحتلال بأننا باقون هنا، وهذه ليست مجرد كلمات، بل حقيقة نعيشها".

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة القاهرة: نقدم الجوائز لتحفيز الابتكار وتعزيز التصنيف الدولي
  • العراق يرسّخ حضوره الثقافي في معرض مسقط الدولي للكتاب
  • الصين ضيف شرف معرض تونس الدولي للكتاب
  • رئيس هيئة أبوظبي للتراث يزور معرض أبوظبي الدولي للكتاب
  • خبراء مكتبة الإسكندرية يشاركون فى ندوات معرض أبو ظبى للكتاب
  • جلسة في «أبوظبي للكتاب» تناقش رواية «ترف الانكفاء»
  • ماذا بعد معرض الكتاب؟!
  • الوزيرُ بمكتب رئيس الوزراء في بروناي دار السّلام يزور معرض مسقط الدولي للكتاب
  • وزارة الثقافة القطرية تشارك في معرض أبوظبي الدولي للكتاب
  • معرض الكتاب العربي العاشر في صور.. ثقافة تقاوم الدمار الإسرائيلي