كيف تحول الحب إلى نار تحرق الجميع؟ مأساة ميراث العائلة في المنصورة تنتهي بالإعدام
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
في مشهد حزين تقطر منه الإنسانية دموعها، قررت محكمة جنايات المنصورة، برئاسة المستشار ممدوح أحمد عبد الدايم، إحالة أوراق اثنين من المتهمين في قضية قتل مأساوية إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لبحث الرأي الشرعي في إعدامهما.
جريمة حملت بين طياتها وجعًا عائليًا ودماءً أريقت على مذبح الطمع، حيث تعود الحكاية إلى صراع أزلي على الميراث، لكن في هذه المرة كان ثمنه حياة "محمود" تاجر المواشي البالغ من العمر 54 عامًا، الرجل الذي كان عائدًا من عمله على دراجته البخارية، لم يكن يدري أن الطريق سيختزل النهاية، سيارة يقودها شقيقه، "أحمد" ومعه نجله ونجله الآخر، ارتطمت به بقصد إنهاء حياته.
أُسعف محمود إلى مستشفى طوارئ المنصورة، مصابًا بإصابات قاتلة في العمود الفقري والنخاع الشوكي، لكن الجسد المنهك استسلم بعد ثلاثة أسابيع من محاولات الأطباء إنقاذه.
في تلك اللحظة، لم تكن الأسرة فقط من فقدت أحد أركانها، بل كان الدم يعلن تمرّده على روابط القرابة، لتحل المأساة محل الرحمة.
الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المتهمين، وبعد اكتمال التحقيقات واعتراف الجناة وتمثيلهم للجريمة، كانت العدالة تتحرك بخطى واثقة.
صراع الميراث تحول إلى قضية رأي عام، وقرار المحكمة إحالة أوراق المتهمين إلى المفتي كان بمثابة رسالة: الدم لن يمر دون حساب.
الجلسة تأجل فيها النطق بالحكم على المتهم الثالث إلى جلسة 16 يناير المقبل، لكن الظلال الثقيلة للجريمة لا تزال تخيم على مدينة دكرنس.
الطمع في ميراث الأرض التي كانت تجمعهم يومًا، فرقهم للأبد، من قطعة أرضٍ كانت رمزًا للعمل والشقاء، تحولت إلى ساحة قتل وانتهت بدماء الأخ على يد شقيقه.
المأساة ليست فقط في الجريمة، بل في كيف يمكن أن يتحول الحب الذي يجمع العائلة إلى نار تحرق الجميع.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: قتل ميراث حوادث الدقهلية الطمع
إقرأ أيضاً:
مأساة في غزة.. وفاة طفل عقب سقوطه في قدر طعام بمركز للإيواء (شاهد)
أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، السبت، بوفاة الطفل عبد الرحمن نبهان (5 أعوام) جراء إصابته حروق من الدرجة الثالثة أصيب بها بعد سقوطه في قدر طعام بسبب التدافع على الطعام في إحدى تكايا قطاع غزة.
وأضافت الوكالة أن الطفل عبد الرحمن توجه إلى إحدى التكايا التي أقيم في مركز لإيواء النازحين من شمالي قطاع غزة حاملا معه قدرا فارغا ليملأه بما تيسر من طعام، مشيرة إلى أن التزاحم تسبب في سقوط القدر الساخن على الطفل ليصاب بحروق بليغة في جمع أنحاء جسده.
Bu gönderiyi Instagram'da gör Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)'in paylaştığı bir gönderi
وأشارت إلى أن نبيل نبهان انتظر عودة طفله عبد الرحمن في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قبل أن يذهب للبحث عنه في مركز الإيواء حيث التكية إثر غيابه لساعات.
ونقلت الوكالة الفلسطينية عن نبيل نبهان قوله، "نحن نقطن في المخيم الجديد في مخيم النصيرات وسط القطاع بعد خمس مرات من النزوح، حيث كان الموت يطاردنا في كل مكان وفي كل مرة ننجو منه بأعجوبة، ليستقر بنا الحال الآن في المخيم، ويوجد في المنطقة تكية تقدم الطعام للجائعين".
وأضاف نبهان، وهو أب لأربعة أطفال أصغرهم عبد الرحمن، "اعتاد طفلي عبد الرحمن على الذهاب لإحضار الطعام لنا من التكية، حيث كل فرد من أفراد العائلة يذهب يوميا كل إلى مكان لنبحث عن الطعام، وهذه المرة لم يستطع مزاحمة الناس، في محاولة يائسة منه للحصول على طعام، فوقع في القدر الذي كان على درجة كبيرة من الغليان، ليصاب طفلي بحروق".
وتابع بالقول إنه "تم نقل طفلي المحترق إلى المستشفى وتم التعامل مع حروقه التي أتت على أكثر من 60% من جسده، وبقي على إثرها في العناية المركزة لمدة 4 أيام كونها حروق من الدرجة الثالثة".
والجمعة، تلقى نبيل اتصالا هاتفيا من المستشفى يبلغه بضرورة الحضور لوداع طفله عبد الرحمن بعد وفاته متأثرا بالحروق التي أصيب بها في مركز الإيواء.
يأتي ذلك في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية بشكل غير مسبوق في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، وسط أزمة جوع متصاعدة تفتك بأهالي القطاع إلى جانب الظروف الجوية القاسية التي تسببت في استشهاد عددا من الأطفال خلال الأسابيع الأخيرة.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، قال في تقريره اليومي، إن أزمة الجوع تستمر في التفاقم في جميع أنحاء قطاع غزة، وسط نقص حاد في الإمدادات، والقيود التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على وصول المساعدات.
ولليوم الـ463 على التوالي، يواصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ46 ألف شهيد، وأكثر من 109 آلاف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.