ترأس الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، والدكتور سوبرامنيام جايشانكار، وزير الشؤون خارجية جمهورية الهند، أعمال الدورة الرابعة من الحوار الاستراتيجي بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الذي عقد اليوم الخميس، في نيودلهي.

وتوجه في مستهل كلمته بالتحية والتقدير إلى الدكتور سوبرامنيام جايشانكار، وقال: "يطيب لي أن ألتقي بكم اليوم في وقت نواصل فيه سعينا لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند الصديقة، كما أود أن أعرب عن خالص تقديري وامتناني لتفانيكم المستمر وجهودكم الدؤوبة والمخلصة، سعياً لتعزيز أواصر التعاون والشراكة بين بلدينا خلال العقد الماضي".

آفاق جديدة

وأضاف الشيخ عبدالله بن زايد: "بينما نستحضر ما حققناه من إنجازات مشتركة، نضع نصب أعيننا المضي قدماً لتحقيق المزيد، ومن هذا المنطلق، نجدد التزامنا وحرصنا البالغ للوصول إلى آفاق جديدة من التعاون واستكشاف سُبل جديدة لتحقيق المنفعة المتبادلة، وفقاً للمبادئ والأسس التي تم إرساؤها، حيث يؤكد هذا الحوار الاستراتيجي على أهمية العلاقة الدائمة والمتطورة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، مما يعكس بوضوح التزامنا المشترك بتعزيز الرخاء المتبادل وضمان التقدم المستدام على المدى الطويل، كما نتطلع إلى مواصلة هذه المسيرة، وكلنا ثقة بشراكتنا الوثيقة والتي ستستمر في الازدهار خلال السنوات القادمة".
وأكد أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين دولة الإمارات وجمهورية الهند شهدت تطورات ملحوظة خلال السنوات الأخيرة، وحققت تقدماً بارزاً في القطاعات الحيوية مثل التجارة والتعليم والطاقة، كما وصلت التجارة الثنائية بين الإمارات والهند إلى آفاق جديدة، مدفوعة بنجاح اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي أسهمت في تخفيف الحواجز وإزالة العوائق بنسبة كبيرة، كما عززت التجارة والاستثمار والتعاون عبر القطاعات الرئيسية.
وأضاف: "أسهمت الزيارات رفيعة المستوى الأخيرة بين قادتنا في تعزيز التزامنا بتعميق التعاون الثنائي، مما يؤكد الأهمية التي نوليها نحو الحوار المفتوح والمشاركة الهادفة على أعلى المستويات".

رؤية مشتركة 

وقال الشيخ عبدالله بن زايد: "يضع التعاون المثمر بين بلدينا الأساس للابتكار والاستدامة، مما يخلق مسارات نحو مستقبل أقوى وأكثر ازدهاراً ، وتعكس شراكاتنا المستمرة، وما تحقق من إنجازات في مجال الطاقة المتجددة والأمن الغذائي والمعادن النادرة، التزامنا المتبادل لتحقيق التقدم".
وأشار  "إلى أن التركيز على الطاقة النووية يؤكد رؤيتنا المشتركة لمستقبل منخفض الكربون، مما يضمن تحولًا موثوقًا ومستدامًا للطاقة، إلى جانب ذلك، يجسد عملنا معاً في مبادرة بحثية قطبية جديدة جهودنا المشتركة لمواجهة التحديات العالمية المتطورة، وإطلاق الفرص الواعدة لمعالجة قضايا مثل إدارة الموارد وتغير المناخ والابتكار التكنولوجي، ومن خلال هذا التعاون، نواصل استكشاف سبل جديدة للتعاون، واعتماد سبل مبتكرة تنقل هذه الشراكة إلى مستوى آخر".
وأضاف أن روابط النقل الجوي بين البلدين تعتبر ذات أهمية بالغة، ولاسيما من خلال مئات الرحلات الأسبوعية التي لا يقتصر دورها على دعم السياحة والتجارة فحسب، بل تسهم بفاعلية أيضاً في تعزيز الروابط الثنائية، كما ترسي الأساس لتحقيق المزيد من التعاون في المستقبل، ومن خلال معالجة الأولويات المتبادلة عبر الحوار البنّاء، يمكن لبلدينا ضمان استمرار ازدهار هذا القطاع الحيوي.

آفاق أوسع

وقال الشيخ عبدالله بن زايد: "العلوم المتقدمة والبحوث والتقنيات الناشئة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة تعد أولوية بالنسبة لنا، حيث تدفع نحو التوصل إلى الحلول الحديثة، وتغذي الابتكار وتشكل المستقبل بطرق غير تقليدية وإبداعية، وستمكننا هذه المجالات من الوصول إلى آفاق أوسع، وتحقيق السبق في الوصول إلى الإنجازات والتطورات الرائدة، والتصدي للتحديات الحرجة بمرونة ورؤية ثاقبة، كما نقر بالجهود الثنائية في تطوير البنية التحتية الرقمية، وهي أساس حيوي للتقدم والاتصال".
وقال: "في الوقت نفسه، يعد معالجة التطرف أمرًا أساسيًا للحفاظ على مجتمع سلمي ومتماسك، حيث تتغذى الأيديولوجيات المتطرفة على الانقسام والخوف وسوء الفهم، مما يؤدي غالبًا إلى عواقب وخيمة على الأفراد والمجتمعات على حد سواء، ومن خلال تعزيز التسامح والاحترام المتبادل لمختلف الثقافات والمعتقدات والتقاليد، يمكننا إنشاء مجتمع يتم فيه تقبل الاختلافات، لا الخوف منها".
كما أكد أن هناك فرصا كبيرة لإطلاق مبادرات التعاون الثلاثية بين ثلاث دول، والتي توفر الفرص لحشد الأفكار والخبرات والموارد عبر أفريقيا وآسيا والباسيفيك وأمريكا الجنوبية ومناطق أخرى، حيث تسهم هذه المبادرات في إنشاء منصة لتعزيز الثقة والروابط بين الدول فضلاً عن تقديم حلول مؤثرة فاعلة تترك إرثًا دائمًا وإيجابيًا للمجتمعات والمناطق في جميع أنحاء العالم.
وأضاف: "بينما نجتمع معاً من أجل حوار اليوم، فإنني على ثقة بأننا سنستكشف طرقا جديدة للعمل معاً والتي من شأنها أن تعزز رؤيتنا المشتركة، ويعكس هذا الاجتماع التزامنا المشترك ليس فقط بالتصدي للتحديات الماثلة أمامنا بل أيضاً باغتنام الفرص التي تنتظرنا معاً".
وأعرب الشيخ عبدالله بن زايد في ختام كلمته عن تقديره وامتنانه العميق لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وتطلعه إلى تبادل هادف وبنّاء للأفكار، وقال: "نثق في قدرتنا على العمل معاً لترجمة تطلعاتنا المتبادلة إلى خطوات واعدة من شأنها أن تزيد من تعزيز شراكتنا".
وجرى خلال الحوار الاستراتيجي مناقشة عدد من الموضوعات المتصلة بالعلاقات التاريخية والشراكة الاستراتيجية الشاملة والشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين الصديقين.

#عبدالله_بن_زايد يبحث مع ئيس وزراء #الهند في نيودلهي علاقات الصداقة التاريخية والشراكة https://t.co/YVi6WFbeKP pic.twitter.com/Q9Sxq9Jy9v

— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) December 12, 2024

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات الشیخ عبدالله بن زاید الحوار الاستراتیجی من خلال

إقرأ أيضاً:

فيديو | عبدالله بن زايد مستقبلاً أسعد الشيباني: موقف الإمارات ثابت في دعم استقلال سوريا وسيادتها

دبي - وام
استقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الثلاثاء، أسعد الشيباني وزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية، وذلك على هامش أعمال القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي.
ورحب سموه بوزير الخارجية في الحكومة السورية الانتقالية أسعد الشيباني والوفد المرافق، وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل تعزيزها في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما تطرقت مباحثات الجانبين إلى الأوضاع في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، بالإضافة إلى التطورات الإقليمية الراهنة.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء على موقف دولة الإمارات الثابت في دعم استقلال سوريا وسيادتها على كامل أراضيها ووقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق، ودعمها لكافة الجهود التي تقود إلى تلبية تطلعاته في الأمن والاستقرار المستدامين والحياة الكريمة.
وأشار سموه إلى أهمية المضي قدماً في مسار البناء والتنمية في الجمهورية العربية السورية الشقيقة مع توفير كافة عوامل الأمن والاستقرار من أجل مستقبل واعد يزخر بفرص الازدهار والرخاء لشعبها.
كما بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وأسعد الشيباني عدداً من الموضوعات المتصلة بأجندة عمل القمة العالمية للحكومات وسبل استثمار هذا التجمع العالمي لتعزيز التعاون الدولي الداعم لمساعي التنمية المستدامة في المجتمعات.
حضر اللقاء خليفة شاهين المرر وزير دولة وحسن أحمد الشحي سفير الدولة لدى الجمهورية العربية السورية وسعيد مبارك الهاجري مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والتجارية.

مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد يؤكد خلال لقائه الشيباني دعم الإمارات لاستقلال سوريا وسيادتها
  • فيديو | عبدالله بن زايد مستقبلاً أسعد الشيباني: موقف الإمارات ثابت في دعم استقلال سوريا وسيادتها
  • عبدالله بن زايد يستقبل أسعد الشيباني على هامش أعمال القمة العالمية للحكومات
  • عبدالله بن زايد مهنئاً نواف سلام: الإمارات تدعم استقرار لبنان
  • عبدالله بن زايد يهنئ هاتفياً نواف سلام بتوليه رئاسة الحكومة اللبنانية
  • عبدالله بن زايد ونائب رئيس الوزراء وزير خارجية فيتنام يبحثان تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين
  • عبدالله بن زايد والشيباني يبحثان العلاقات الأخوية بين الإمارات وسوريا
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية فيتنام يبحثان تعزيز التعاون
  • عبدالله بن زايد: الإمارات حريصة على بناء جسور من التعاون الإيجابي والمثمر مع فيتنام
  • عبدالله بن زايد ومدير عام صندوق النقد الدولي يبحثان علاقات التعاون