مشروع وطني طموح لخفض تكلفة الزراعة في «الصوب» بنسبة تصل للنصف
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
فى بداية جولتنا فى موقع محمد نجيب للزراعات المحمية، طلبنا من مسئولى المشروع التوجه إلى صوب أولى مراحل المشروع، والتى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى يوم 18 فبراير 2018، والتى بدأت بـ186 صوبة زراعية تقليدية مساحة كل منها فدان والمعروف باسم «الصوب المصرى»، فضلاً عن صوبتين بالتعاون مع تحالف شركات مصرية وأجنبية بمساحة 3 أفدنة.
لدى وصولنا لموقع المشروع، وجدنا مساحات كبرى من الصوب ممتدة على مدار البصر، والتى تقع على مساحة 250 فداناً كاملة، بينها 186 فداناً مزروعة بالفعل بالخضر والمحاصيل، و64 فداناً من «المتخللات» بين الصوبة الزراعية والأخرى.
المشرف على المشروع: شركة هولندية تطلب التوسع لأكثر من 50 صوبةفى إحدى الصوب، نظرنا إليها؛ فوجدنا «فتحة» فى أحد جوانبها، لنتوجه بالسؤال إلى المشرف على قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، ليؤكد أنها فتحات مقصودة لاستخدامها فى التهوية أو التسميد، وفق ما يراه مهندسون زراعيون متخصصون.
ويوضح المشرف على قطاع محمد نجيب للزراعات المحمية، فى تصريح خاص لـ«الوطن» على هامش جولتنا، أن مسئولى الشركة الوطنية للزراعات المحمية، حينما بدأت المشروع، حرصوا على الاستعانة بنخبة من خبراء واستشاريى المركز القومى للبحوث الزراعية فى مختلف القطاعات والتخصصات، وذلك بهدف توفير غذاء صحى أمن للشعب المصرى، ومنتجات بمواصفات أوروبية لتكون خالية من المتبقيات الزراعية، لافتاً إلى أن منتجات المحصول من الخضر والفواكه والمحاصيل عالية القيمة تُصدر لدول كثيرة حول العالم، مثل الاتحاد الأوروبى، وإنجلترا، والسعودية والإمارات.
ولدى حديثنا مع المشرف على القطاع، وجدنا سيارات تعبر أمامنا، ليلتقط طرف الحديث، قائلاً إنها 20 عربة ستحمل بـ22 طناً من الطماطم، والتى ستُصدر إلى دول الاتحاد الأوروبى.
3 أنماط للعمل: بالإيجار أو الشراكة أو إدارة شركة «الزراعات المحمية»ويوضح أن المشروع يضم 3 أنواع من العمل، الأول هو مساحات تزرعها وتعمل عليها الشركة الوطنية للزراعات المحمية، والثانى هو مساحات مطروحة للإيجار بواسطة شركات وطنية وأجنبية، والثالث مشروعات للشراكة بين الشركات الوطنية والأجنبية مع «الوطنية للزراعات المحمية».
ويلفت إلى أن هناك شركة هولندية بدأت قبل عامين فى التعاون فى «قطاع محمد نجيب»، لتحصل على 24 صوبة زراعية للإيجار بغرض الإنتاج والتصدير إليها، ثم توسعت فى العام التالى لتصبح 32 صوبة، وحالياً يرغبون فى زيادة عددها لتصبح 54 صوبة، تعمل على زراعة الطماطم ومحاصيل ترغب فى إنتاجها هولندا بالخارج، نظراً لتأثر إنتاجيتها بسبب موجات الحر الشديدة هناك.
ويشير المشرف على «زراعات محمد نجيب» إلى أن القطاع يسمح لأى مستثمر سواء محلى أو أجنبى بتنفيذ عمليات الفرز والتعبئة والتحجيم لمنتجاته داخل القطاع.
ويوضح أن القطاع لم يهتم فقط بإنتاج الخضر والفواكه، لكن أيضاً 5 صوب للزهور والزينة، مشدداً على إعادة استخدام ومعالجة المياه فى المشروع، فضلاً عن وجود محطة أرصاد، ومحطات مياه وغيرها لصالح استخدامات المشروع.
ولدى تحركنا فى موقع المشروع، شاهدنا عدداً من العاملين المدنيين فى قطاع محمد نجيب يعملون فى «قطاع الصوب الإسبانى»، وهم يعملون على حصد محصول الخيار، والطماطم، والفلفل الألوان سواء الأحمر أو الأصفر أو الأبيض، وغيرها من المشروعات، فضلاً عن وجود مساحات مفتوحة تصل مساحتها لأكثر من 2000 فدان، تتم زراعة الزيتون والليمون فيها، واستخدامها فى الاحتياجات المحلية المختلفة.
أكبر مساحات المشروع يديرها «القطاع الخاص» بالتعاون مع «الخدمة الوطنية»وتوقفنا فى «قطاع صوب التحالف»، وهو أكبر قطاعات الزراعة المحمية فى قاعدة محمد نجيب، والتى تديرها شركات وطنية مصرية، سواء بالشراكة مع «الخدمة الوطنية»، أو بالإيجار، أو غيرها.
بدء إنتاج التقاوى عالية الإنتاجية محلياً فى سبتمبر بالتعاون مع شركة عالميةولدى تجولنا فى موقع المشروع، شاهدنا مركزاً يتم إنشاؤه فى مجال إنتاج التقاوى، والذى تعمل فيه الدكتورة نهلة مغاورى، أستاذ بحوث البساتين فى المركز القومى للبحوث الزراعية، واستشارى الشركة الوطنية للزراعات المحمية فى المشروع.
وقالت «مغاورى»، لـ«الوطن»، إن المشروع يتضمن 3 أهداف رئيسية لتقييم هجن التقاوى الأجنبية، بهدف اختيار الآباء من الشركات اللى ابتدت استعدادها للشراكة لتقييم الهجن من الخارج، والمشاركة معهم فى إنتاج التقاوى محلياً، والتعاون مع الشركات الموجودة فى مصر محلياً كموقع تنفيذى لتجارب الهجن، واختيار أفضلها قبل التقاعد.
وأوضحت أن الشركة فحصت هجناً كثيرة لتقييمها، وتم استبعاد أصناف غير مناسبة للسوق المصرى والتصدير، مؤكدة العمل جانباً إلى جنب مع لجنة تسجيل الأصناف فى الإدارة المركزية للاعتماد وفحص التقاوى فى وزارة الزراعة للعمل، لافتة على تقييم وتسجيل 23 صنفاً من الطماطم والخيار وخضر عدة، وتسجيلها بمسمى «الوطنية».
ولفتت إلى أن المشروع سيبدأ العمل فى إنتاجه اعتباراً من شهر سبتمبر المقبل بالتعاون مع إحدى الشركات الإسبانية العالمية فى موقع محمد نجيب، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتى لمشروعات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، والسوق المحلية والتصدير للخارج، مؤكدة أن المشروع سيوفر لمصر مليارات الدولارات.
وعن مواصفات التقاوى التى سيتم إنتاجها، ذكرت أنها ستناسب السوق المحلية والأوروبية، وستكون محاصيل عالية الإنتاجية، ومقاومة للحشرات والآفات وخاصة الأمراض الفيروسية.
والتقط الدكتور محمد عادل، استشارى الشركة الوطنية للزراعات المحمية، ومسئول البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى فى قطاع شرق الدلتا وسيناء بوزارة الزراعة، الحديثَ، مؤكداً أن مصر تستورد «تقاوى» بقيمة 115 مليون دولار سنوياً، وأن إنتاج تقاوى البطاطس والبقوليات والخضراوات سيوفر قرابة من 40 إلى 50% من تكلفة الزراعة.
ويوضح أن تكلفة بذرة زراعة الفلفل الألوان حالياً تتراوح من 8 إلى 10 جنيهات للثمرة الواحدة، وأن الإنتاج سيخفض تلك التكلفة، ما يتيح توفيرها للمواطن بسعر مناسب، مع التصدير للخارج.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صوب محمد نجيب اكتفاء ذاتي تصدير بالتعاون مع المشرف على فى موقع إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة: تمويل مزارع الدواجن بنسبة 5% فائدة ميسرة متناقصة
أعلن علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي عن عدد من الإجراءات لإعادة المزارع المتوقفة، وتطوير المزارع القائمة، وكيفية زيادة طاقتها الإنتاجية، وذلك بتوفير تمويل لمشروعات الثروة الداجنة بما يسهم في توفير فرص العمل.
أضاف وزير الزراعة خلال اجتماعه مع بعض منتجي الدواجن وأصحاب المزارع الصغيرة؛ أنَّه تمّ الاتفاق مع البنك الزراعي على تمويل مشروعات الثروة الداجنة بفائدة 5% ميسرة متناقصة.
وقال وزير الزراعة إنّ القيادة السياسية داعمة لصناعة الدواجن لأنّها أحد أهم محاور الأمن الغذائي من البروتين في اللحوم والبيض، مضيفًا أنّ الاجتماع يستهدف التغلب على جميع المشكلات التي واجهت أصحاب المزارع، خلال الفترة الماضية، والتي أدت إلى توقف بعضها ودعم المزارع القائمة لزيادة إنتاجيتها.
وزير الزراعة يوضح أسباب استيراد البيضوقال وزير الزراعة «إننا لم نكن سعداء باستيراد البيض من الخارج، لأننا نستهدف حماية صناعة وطنية ناجحة، ولكن كان يجب علينا توفير سلعة مهمة بأسعار مناسبة للمستهلك المصري فاروق وجه بتجديد تراخيص المزارع المتوقفة خلال أسبوع بحد أقصى».
من ناحيته، أعرب محمود العناني رئيس اتحاد مُنتجي الدواجن، عن سعادته بهذا الاجتماع الذي يحدث لأول مرة بين قيادات الوزارة والبنك الزراعي ومنتجي البيض وأصحاب المزارع، مؤكّدًا الدعم الكبير الذي يقدمه وزير الزراعة لهذا القطاع المهم.
عناصر تحقيق الأمن الغذائي للمواطنينكان الاجتماع بدأ بكلمة من سامي عبدالصادق، القائم بعمل رئيس البنك الزراعي رحب من خلالها بوزير الزراعة ومنتجي الدواجن، مؤكّدًا أنَ البنك الزراعي داعم للمنتج والمربي والمزارع المصري لأنهم أهم عناصر تحقيق الأمن الغذائي للمواطنين ، مستعرضًا بادرة البنك المركزي الـ5% لمشروعات الثروة الداجنة.