موعد شهر رجب 2025 .. أفضل العبادات فيه وكيفية استثماره
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
يستعد المسلمون حول العالم لاستقبال شهر رجب، أحد الأشهر الحرم التي خصها الله -عز وجل- بفضل كبير ومكانة عظيمة.
وبدأ الكثير من المسلمين في هذه الأيام بالبحث عن موعد شهر رجب، كونه فرصة ثمينة للتقرب إلى الله استعدادا لشهر رمضان المبارك، و من خلال الطاعات والعمل الصالح، مما يجعل قدومه حدثًا ينتظره المسلمون بفارغ الصبر.
ومع اقتراب نهاية شهر جمادى الآخرة، تزداد التساؤلات حول موعد غرة رجب 1446 هجريًا وأفضل الأعمال التي يمكن أداؤها خلال هذا الشهر الفضيل.
موعد شهر رجب 2025
وفقًا للحسابات الفلكية، يولد هلال شهر رجب لعام 1446 هجريًا بعد حدوث الاقتران مباشرةً في الساعة 12:28 صباحًا بتوقيت القاهرة المحلي يوم الثلاثاء الموافق 31 ديسمبر 2024، وهو يوم الرؤية الشرعية.
سيبقى الهلال في سماء مكة المكرمة لمدة 28 دقيقة بعد غروب الشمس، بينما يبقى في القاهرة لمدة 24 دقيقة. وفي بقية محافظات مصر، تتراوح فترة بقاء الهلال بين 23 و29 دقيقة. أما في العواصم والمدن العربية والإسلامية، فتتفاوت مدة بقاء الهلال بين 16 و41 دقيقة.
بناءً على هذه الحسابات، تُعلن غرة شهر رجب فلكيًا يوم الأربعاء 1 يناير 2025.
علامات قبول الطاعة عند الله.. تعرف عليهاعلي جمعة: الله هو الذي يوفق للطاعات فعليك شكرهمكانة شهر رجب وأهميته
شهر رجب يُعد أحد الأشهر الحرم الأربعة التي ذكرها الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم، حيث قال: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ..." (التوبة: 36).
هذه الأشهر تتميز بحرمة الظلم فيها وفضل الأعمال الصالحة، حيث يُضاعف فيها الأجر، مما يدعو المسلمين لاستثمار كل لحظة في العبادة والطاعات.
كما يُذكر أن شهر رجب شهد حادثة الإسراء والمعراج، المعجزة الكبرى التي كرّم الله بها نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وأسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السماوات العُلى.
أفضل العبادات في شهر رجب
يُوصي العلماء والدعاة باستغلال هذا الشهر في التقرب إلى الله من خلال مجموعة من العبادات والطاعات، أبرزها:
1. الإكثار من ذكر الله: الذكر هو عبادة عظيمة تحيي القلوب وتطهر النفوس. ينصح العلماء بالمواظبة على "الباقيات الصالحات"، وهي: سبحان الله، الحمد لله، لا إله إلا الله، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله.
2. الصيام: الصيام في شهر رجب من الأعمال المستحبة، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام في الأشهر الحرم.
3. قيام الليل: صلاة الليل والدعاء في الأسحار من العبادات التي تقرب العبد من ربه، خاصة في شهر يحمل هذه الفضائل.
4. إخراج الصدقات: الإنفاق في سبيل الله له أجر مضاعف في شهر رجب، ويُعتبر وسيلة عظيمة لتفريج كرب المحتاجين وتطهير النفس من الشح.
5. الدعاء والمناجاة: الدعاء هو العبادة، وشهر رجب يُعد فرصة ذهبية للإكثار من الدعاء بما يرضي الله ويفتح أبواب الخير في الدنيا والآخرة.
6. قراءة القرآن: تعظيمًا لفضل هذا الشهر، يُوصى بزيادة قراءة القرآن أو الاستماع إليه بتدبر لمن لا يستطيع القراءة.
نصائح العلماء لاستثمار شهر رجب
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن شهر رجب يُمثل بداية للتقرب إلى الله ومراجعة النفس. ودعا إلى ثلاث عبادات أساسية تساعد المسلم على تحسين علاقته بربه:
1. الذكر المستمر: حيث يربط العبد بربه ويزيد من نور قلبه.
2. الدعاء والمناجاة: لما فيهما من تجديد العهد مع الله وتحقيق الطمأنينة.
3. القرآن الكريم: قراءته أو الاستماع إليه بتدبر يسهم في تهذيب النفس وتقوية الإيمان.
ومع بداية شهر رجب، يُفتح باب الرحمة لكل مسلم يريد أن يقترب من ربه ويستعد لشهر رمضان المبارك، فهو شهر مليء بالبركات والفرص التي يجب أن يغتنمها كل مؤمن لينال رضا الله -سبحانه وتعالى- ويضاعف حسناته في ظل هذا الفضل العظيم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شهر رجب موعد شهر رجب 2025 أفضل العبادات في شهر رجب متى يبدأ شهر رجب المزيد شهر رجب فی شهر
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: من صفات الدعاء المستجاب الإلحاح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن كثيرٌ منا قد نسي الدعاء، والدعاء يقول فيه سيدنا رسول الله ﷺ: «الدعاء مخ العبادة» ومخ الشيء أعلاه، ومنتهاه، وإذا توقف المخ عن العمل فارق الإنسان الحياة ؛ فعبادةٌ بلا دعاء هي عبادةٌ مسلوبةٌ من الروح، ومن أعلى شيءٍ فيها من رأسها وهو الدعاء.
واستشهد جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بحديث أخر يقول سيدنا ﷺ : «الدعاء هو العبادة» -فيتقدم بنا خطوة أخرى أن الدعاء هو نفس العبادة وكل العبادة، هو رأسها وجسدها، هو بدايتها ونهايتها، هو ذاتها- ، ثم قرأ : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} فسوّى بين الدعاء وبين العبادة.
لكن رأينا كثيرًا من الناس كأنه لم يعلم أن الدعاء هو العبادة أو مخ العبادة؛ فترك الكثير الدعاء ؛ والدعاء في ذاته عبادة استجاب الله أو لم يستجب، فادع ربك، ولا تتعجل يقول رسول الله ﷺ : «إن الله يستجيب للعبد ما لم يتعجل» فقالوا: وما عجلته يا رسول الله؟ قال: «يقول: دعوت الله فلم يستجب لي» فيدع الدعاء، وكأن هذا أمرٌ قد سرى فينا فتركنا الدعاء، وكأننا نُلزم الله بالإجابة، فتحول الدعاء منا إلى طلب، بل إلى فرض رأي، والله سبحانه وتعالى لا يفرض أحدٌ عليه رأيا، وإذا كان الرأي نتداوله فيما بيننا، ونناقشه بنقص بشريتنا؛ فإن الدعاء فيه التجاءٌ، وفيه خضوع، وفيه عبادة، وفيه توسل، وفيه رجاء، وفيه تضرع، حتى يكون عبادةً خالصة؛ فإذا استجاب الله فبمنّه وفضله علينا، وإذا أخّر الاستجابة فبعلمه، وحكمه فينا، وحكمته، وإذا ادخرها لنا يوم القيامة فنعم المُدَّخَر، ونعم المُدَّخِر، ستخسر كثيرًا إذا تركت الدعاء، وفي المقابل فإنك ستكسب كثيرًا إذا ما دعوت ربك، وتضرعت إليه.
ومن صفات الدعاء المستجاب الإلحاح ؛ لح على ربك ، ابك بين يديه، اغسل نفسك من ذنوبك، وقصورك، وتقصيرك، تواضع لربك، حتى يرفع من شأنك.
يروى عن الحجاج بن يوسفٍ الثقفي وكان جبارًا في الأرض سفاكًا للدماء ؛ والله لا يحب سفك الدماء، ولا يحب التجبّر في الأرض، لكن هذا الرجل وفّقه الله من ناحيةٍ أخرى أن يُتم القرآن كل أسبوع فسبّع القرآن، فكان يقرأ القرآن مرة كل أسبوع، أربع مرات في الشهر، وفّقه الله في هذا، لكنه جبّار سفّاك للدماء، حتى تحدّث الناس أن الله لا يغفر للحجاج؛ فسمع بهذا فناجى ربه، وكأنه يعرف كيف يكلم ربه فقال عند موته : " اللهم اغفر لي فإن الناس يقولون : إنك لا تغفر لي" إنه لا ييأس من رحمة الله، ولا يستعظم ذنبًا في قِبالة غفران الله، ويطلب من الله سبحانه وتعالى بعد ما فعل في المسلمين أن يغفر له، والله كريم، " اللهم اغفر لي فإن الناس يقولون : إنك لا تغفر لي" كأنه يتوسل إلى ربه ضد الناس، والله غفورٌ رحيم. فإذا كان هذا شأن الحجاج؛ فما بالك وأنت لم تسفك دمًا، فهيا بنا نعود إلى الدعاء.