الجزيرة:
2025-01-15@21:04:03 GMT

مستقبل السوريين في أوروبا بعد تجميد طلبات اللجوء

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

مستقبل السوريين في أوروبا بعد تجميد طلبات اللجوء

باريس- قبل 9 سنوات، أعلنت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل أن بلادها وأوروبا لديهما القدرة على منح اللجوء للأشخاص الذين يطلبونه، مانحة الأمل لمئات آلاف السوريين الباحثين عن ملجأ بعيدا عن الحرب.

لكن بعد مرور 24 ساعة فقط على سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، كانت برلين أول من فتح الباب أمام قرار تجميد فحص طلبات اللجوء الجديدة وتلك التي لا تزال قيد المعالجة، بعد أن كانت الدولة المضيفة الرئيسية في الاتحاد الأوروبي بقرابة مليون لاجئ، لتحذو دول أخرى حذوها، بما في ذلك النمسا وإيطاليا والسويد والنرويج.

واستنكرت عدة منظمات حقوقية إجراءات هذه الحكومات التي سارعت لاتخاذ قرارات مستعجلة تضحّي بأمن السوريين في الخارج، في ظل الوضع الضبابي وغير المستقر الذي لا تزال تعيشه سوريا.

قرار متسرع

ودعا فيليبو غراندي رئيس المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى "الصبر واليقظة". وأضاف، في بيان الاثنين الماضي، أن المفوضية "تأمل أن تتطور الأوضاع على الأرض بطريقة إيجابية، مما يسمح بالعودة الطوعية والآمنة والمستدامة في النهاية".

من جانبها، وصفت مسؤولة الدفاع عن الهجرة في منظمة العفو الدولية ديان فوغلمان هذه الإجراءات بـ"المتسرعة"، معتبرة أن التركيز على أمن اللاجئين وكرامتهم لتجنب تعرضهم لمزيد من المخاطر يجب أن يكون الأولوية.

إعلان

وأوضحت فوغلمان، للجزيرة نت، أن التغييرات التي تخضع لها ملفات اللجوء من حيث تقييم الطلبات، التي يفترض أن يتم تسجيلها مع مرور الوقت وفق اتفاقية جنيف (وهي النص الأساسي في قانون اللجوء)، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار ظروف البلاد التي تتطور بسرعة كبيرة.

وفي بيان صحفي، أكد المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (إدارة مستقلة) أنه "يراقب الوضع في سوريا عن كثب"، دون أن يتخذ قرارا بتعليق معالجة الطلبات بشكل فوري، مذكرا بوجود حوالي 700 طلب لجوء من السوريين، بما فيها الطلبات المقدمة من القاصرين، وباستفادة حوالي 45 ألف شخص من وضع اللاجئ.

من جهته، اعتبر النائب الإيطالي في البرلمان الأوروبي في بروكسل براندو بينيفاي أن تعليق الطلبات "أمر منطقي لأن العديد من المتقدمين فروا من نظام الأسد الذي سقط الآن، لكن من غير المقبول استبعاد أي طلب لجوء أو فرض توقف تام لتدفقات أشخاص يحتاجون إلى الاعتراف بهم كلاجئين لأسباب مختلفة".

ويقول للجزيرة نت إن الأمر المثير للدهشة هو سرعة القرارات والخطب السياسية التي تلت سقوط النظام لتبرير هذه القرارات الجديدة بشأن اللجوء في أوروبا.

انتهاك للقانون

وتلقى الاتحاد الأوروبي هذا العام 513 ألف طلب لجوء، تقدم السوريون بنسبة 14% من إجماليها بزيادة قدرها 7 نقاط مئوية مقارنة بعام 2013، فيما لا يزال نحو 101 ألف طلب لجوء سوري معلقا في دول الاتحاد، وفق تقرير منتصف العام الذي أصدرته وكالة الاتحاد الأوروبي للجوء في سبتمبر/أيلول الماضي.

وبموجب القانون الدولي، فإن الدول ملزمة بالحكم بسرعة وكفاءة على طلبات اللجوء، ولا يمكن إعادة الأشخاص الذين هم في طور التقدم بهذا الطلب أو تم الاعتراف بهم كلاجئين مهما كانت الأسباب في بلدهم استنادا على المبدأ الأساسي لحق اللجوء، وهو مبدأ عدم الإعادة القسرية الذي تحميه اتفاقية جنيف.

إعلان

كما تنص الاتفاقية على "شرط التوقف" الذي يمكن تطبيقه "عندما تنتهي الظروف التي أدت إلى منح الحماية". كما يحدد النص أنه يمكن سحب صفة اللاجئ "عندما يحدث تغيير جوهري في النظام السياسي للبلد الأصلي، وخاصة عندما يؤدي إلى إرساء الديمقراطية في البلاد".

وبذلك، ترى مسؤولة الدفاع عن الهجرة فوغلمان أن محاولة إعادة اللاجئ السوري يعد انتهاكا للقانون الدولي ويجب اعتبار دعم الشعب السوري مسؤولية دولية، بما فيها مسؤولية فرنسا أيضا، من الناحية السياسية.

وألغت الدانمارك في عام 2021 تصاريح إقامة اللاجئين السوريين وحثتهم على العودة إلى بلد لا يزال في حالة حرب رغم مخاطر التعذيب والاضطهاد التي أصبحت واضحة اليوم منذ فَتح أبواب السجون. وفي عام 2022، حاولت المحافظات الفرنسية طرد شخصين من أراضيها وإعادتهما إلى سوريا، وهو ما ينتهك مبدأ عدم الإعادة القسرية، وفق العفو الدولية.

وعند سؤالها عن ميثاق الهجرة الذي يُفترض تنفيذه بحلول منتصف عام 2026، أكدت فوغلمان أن العفو الدولية تستنكر خطة تنفيذ الميثاق لأنه لا يوفر أي حماية لحق اللجوء، مضيفة "هناك رغبة على مستوى الاتحاد الأوروبي في اتباع نغمة أكثر صرامة وتقييد عدد اللاجئين".

في سياق متصل، يعتقد النائب الإيطالي بينيفاي أن العديد من الناس يريدون العودة إلى بلادهم التي فروا منها "لذا يتعين علينا دعم ذلك قدر الإمكان، ولكننا لا نستطيع إجبارهم على ذلك. نحن بحاجة إلى إيجاد توازن جيد وعقلاني بشأن هذا الأمر لتجنب الوقوع في إجراءات الإعادة القسرية وانتهاك حق اللجوء".

اعتبارات سياسية

وفي ألمانيا، اقترح النائب عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ينس سبان "استئجار طائرات" و"منح مكافأة" لأولئك الذين يرغبون في العودة إلى دمشق.

وقالت زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" أليس فايدل "من الواضح أن أي شخص يحتفل بسوريا الحرة ليس لديه سبب للفرار ويجب أن يعود إليها على الفور".

إعلان

وفي فيينا، سلط مستشار النمسا كارل نيهامر الضوء على إعادة تقييم الوضع الأمني في سوريا لجعل عمليات الطرد ممكنة في المستقبل، فيما أعلن وزير الداخلية غيرهارد كارنر عن "برنامج إعادة وطرد إلى سوريا" للمواطنين الذين حصلوا بالفعل على اللجوء.

وبرأي بينيفاي، ارتكبت الحكومة الإيطالية خطأ فادحا عندما فتحت سفارتها مع نظام الأسد قبل بضعة أسابيع فقط من سقوطه، قائلا "جعلت إيطاليا نفسها موضع سخرية من خلال إعادة تأسيس العلاقات الدبلوماسية في الوقت الخطأ، واليوم تقوم بهذه البروباغندا على الأشخاص الذين هم بحاجة إلى أن يكونوا لاجئين".

من ناحيتها، أشارت فوغلمان إلى أن التصريحات التي صدرت وفق اعتبارات سياسية مثيرة للقلق ليس فقط من حيث حماية وأمن وكرامة الشعب السوري، ولكن أيضا من حيث التضامن الذي كان غير كاف إلى حد كبير منذ عام 2011 حيث نفذت دول أوروبية عدة سياسات تقييدية لا ترحب باللاجئين السوريين.

وتابعت "يتعرض طالبو اللجوء إلى عدة صعوبات في أوروبا، لا يستطيعون الحصول على السكن ويتم الاحتفاظ بهم في المراكز أو المخيمات، وهي أوضاع محفوفة بالمخاطر. لذا، أنصحهم بالحصول على المشورة القانونية والدعم من جمعيات مثل العفو الدولية لأن القانون هو مفتاح هذه المشكلة نظرا لتنوع أسباب طلب اللجوء وضرورة دراسة كل طلب بشكل فردي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأوروبی العفو الدولیة طلب لجوء

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يحدد شروط رفع العقوبات عن سوريا والأردن يصدر قرارات جديدة للعائدين

تحدثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عن “الشروط المطلوبة من أجل السير في رفع العقوبات المفروضة على سوريا.

وأوضحت كالاس، في بيان نشرته على حسابها في منصة “إكس”، خلال لقائها وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن “على الإدارة الجديدة الآن أن تطلق عملية انتقالية سلمية وشاملة تحمي جميع الأقليات”.

وأضافت: “بعدها سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي كيفية تخفيف العقوبات”.

وكان مجلس الاتحاد الأوروبي، قرر في وقت سابق، تمديد نظام العقوبات ضد سوريا لمدة عام آخر حتى الأول من يونيو 2025، حيث أن 318 فردا و86 منظمة خاضعة للقيود الأوروبية المتعلقة بسوريا، وتشمل التدابير التقييدية تجميد الأصول في دول الاتحاد الأوروبي، كما يحظر على مواطني وشركات الاتحاد الأوروبي تقديم الأموال للأشخاص الموجودين على قوائم العقوبات، ويخضع الأفراد أيضا لحظر السفر، مما يمنعهم من دخول الاتحاد الأوروبي أو المرور عبر أراضيه”.

I had a first meeting with Asaad Hassan al-Shibani.

Now is the time for Syria's new leadership to deliver on the hope they have created – through a peaceful & inclusive transition that protects all minorities

Next, we will discuss with EU Foreign Ministers how to ease sanctions pic.twitter.com/3yD6N9U9uP

— Kaja Kallas (@kajakallas) January 12, 2025

الأردن يصدر قرارات جديدة تخص العائدين إلى سوريا

قررت السلطات الأردنية، “اعتماد 3 مراكز جمركية إضافية لتنظيم بيانات الشاحنات المتجهة إلى سوريا، نظرا لزيادة أعداد العائدين السوريين إلى بلادهم وما يصاحبه من نقل للمقتنيات والأثاث”.

وبحسب وكالة “بترا”، قال مدير عام دائرة الجمارك الأردنية بالوكالة، عميد جمارك أحمد العكاليك، إن “المراكز الجديدة ستكون بالإضافة إلى مركز جمرك جابر. ويشمل القرار المراكز التالية: مركز جمرك مدينة الحسن الصناعية (لشمال المملكة)، مركز جمرك المفرق (للمحافظات: الزرقاء، المفرق، والمخيمات).
مركز جمرك عمان/ الماضونة (لأمانة عمان وباقي المحافظات)”.

وبحسب الوكالة، “يهدف القرار إلى تخفيف الازدحام وتكدس الشاحنات داخل الساحات الجمركية في مركز حدود جابر، ولتسهيل حركة المغادرة وشحن البضائع إلى سوريا”.

وأكد العكاليك، “على استمرار جهود دائرة الجمارك الأردنية بالتنسيق مع كافة الأجهزة المعنية لتقديم أفضل الخدمات وتحسين انسيابية النقل والتجارة، مع تسخير جميع الإمكانيات لتسهيل الإجراءات على السوريين”.

في السياق، وافقت السلطات الأردنية، على “السماح للمواطنين السوريين المقيمين داخل الأراضي الأردنية والذين لا يحملون وثائق رسمية بمغادرة البلاد”.

وقالت سفارة الجمهورية العربية السورية في عمان، إن “الموافقة جاءت نتيجة لجلسة المباحثات التي عقدت بين وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني ووزير الخارجية والمغتربين الأردني أيمن الصفدي”.

وأكد بيان للسفارة السورية في عمان، أن “موافقة الأردن على السماح للمواطنين السوريين الذين لا يحملون وثائق رسمية سورية بمغادرة البلاد يتم بموجب “البطاقة الأمنية” وهي “وثيقة الخدمة الخاصة بالجالية السورية”.

وشددت السفارة الأردنية على “أنه سيتم عودة السوريين المقيمين في الأردن عبر المنافذ الأردنية “دون الحاجة لاستخراج تذكرة مرور من السفارة”.

مقالات مشابهة

  • زيادة كبيرة في عدد اللاجئين السوريين العائدين من الأردن إلى سورية
  • العشري: اجتماع الاتحاد الأوروبي سيناقش الأوضاع داخل سوريا 27 يناير الجاري
  • كاتب صحفي: اجتماع الاتحاد الأوروبي سيناقش الأوضاع داخل سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يحدد شروط رفع العقوبات عن سوريا والأردن يصدر قرارات جديدة للعائدين
  • مشكلات جديدة قد تعمق من الانقسام لدى دول الاتحاد الأوروبي
  • 6 دول بالاتحاد الأوروبي تدعو لتخفيف العقوبات على سوريا مؤقتا
  • الاتحاد الأوروبي يدعو إلى ضريبة عادلة على شركات التكنولوجيا الأمريكية (فيديو)
  • تعرف على شروط الاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات عن سوريا
  • الاتحاد الأوروبي يوضح شروطه لرفع العقوبات عن سوريا
  • بعد اجتماع الرياض.. وزراء الاتحاد الأوروبي يدرسون تخفيف العقوبات على سوريا